محمد بن هبة الله بن مكي الحموي تاج الدين
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن هبة الله بن مكي الْحَمَوِيّ الإِمَام تَاج الدّين
كَانَ فَقِيها فرضيا نحويا متكلما أشعري العقيدة إِمَامًا من أَئِمَّة الْمُسلمين إِلَيْهِ مرجع أهل الديار المصرية فِي فتاويهم
وَله نظم كثير مِنْهُ أرجوزة سَمَّاهَا حدائق الْفُصُول وجواهر الْأُصُول صنفها للسُّلْطَان صَلَاح الدّين وَهِي حَسَنَة جدا نافعة عذبة النّظم وَفِي خطبتها يَقُول
(فَهَذِهِ قَوَاعِد العقائد ... ذكرت فِيهَا مُعظم الْمَقَاصِد)
وَمِنْهَا
(حكيت مِنْهَا أعدل الْمذَاهب ... لِأَنَّهُ أشهى مُرَاد الطَّالِب)
(جمعتها للْملك الْأمين ... النَّاصِر الْغَازِي صَلَاح الدّين)
(عَزِيز مصر قَيْصر الشَّام وَمن ... ملكه الله الْحجاز واليمن)
(ذِي الْعدْل والجود مَعًا والباس ... يُوسُف محيى دولة الْعَبَّاس)
(ابْن الْأَجَل السَّيِّد الْكَبِير ... أَيُّوب نجم الدّين ذِي التَّدْبِير)
وَمن آخرهَا
(ثمَّ انْتهى تحريرها فِي شهر ... ربيع الأول بعد عشر)
(وَقد مضى من هِجْرَة النَّبِي ... مُحَمَّد ذِي الشّرف الْعلي)
(سَبْعُونَ عَاما قبلهَا خَمْسمِائَة ... فاعجب من اللَّفْظ وَفضل منشئه)
وَله أرجوزة أُخْرَى فِي الْفَرَائِض سَمَّاهَا رَوْضَة المرتاض ونزهة الفراض قَالَ فِيهَا
(جمعتها لجامع الْفَضَائِل ... الأوحد القَاضِي الْأَجَل الْفَاضِل)
(محيي موَات الْفضل ذِي الْجد الْعلي ... عبد الرَّحِيم بن أبي الْمجد عَليّ)
(أهدي إِلَيْهِ قَطْرَة من بحره ... إِذْ كل مَا أنظمه من نثره)
(وَهُوَ الَّذِي أجمع كل عَالم ... فِي عصرنا من ناثر وناظم)
بِأَنَّهُ الحبر النسيج وَحده ... فِي علمه وَدينه وزهده)
ووقفت لَهُ على مَا كتبه فِي قَوْله تَعَالَى {وَآتوا النِّسَاء صدقاتهن نحلة} وَكَانَ قد اجْتمع مَعَ الإِمَام أبي مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ فَقَالَ ابْن بري كَيفَ يكون الصَدَاق نحلة والنحلة فِي اللُّغَة الْهِبَة من غير عوض وَالصَّدَاق تستحقه الْمَرْأَة اتِّفَاقًا لَا على وَجه التَّبَرُّع وَطلب المعني الفقهي فِي ذَلِك على مُقْتَضى مَذْهَب الشَّافِعِي وَسَأَلَ عَن الصَدَاق وَهل هُوَ من أَرْكَان العقد
فَأجَاب الْحَمَوِيّ بِكَلَام وقفت عَلَيْهِ علقه عَنهُ بعض تلامذته فِي سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة
وجدت بِخَط ابْن القليوبي فِي كِتَابه الْعلم الظَّاهِر كَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْحَمَوِيّ مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية وخطيبا بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال بِالْعلمِ دَائِم التَّحْصِيل لَهُ وَسمعت الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ زكي الدّين عبد الْعَظِيم يَقُول دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ فِي سرب تَحت الأَرْض لأجل شدَّة الْحر وَهُوَ يشْتَغل قَالَ فَقلت لَهُ فِي هَذَا الْمَكَان وعَلى هَذَا الْحَال فَقَالَ إِذا لم أشتغل بِالْعلمِ مَاذَا أصنع وسمعته أَيْضا يَقُول وجد فِي تركته محابر تسع إِحْدَاهُنَّ تِسْعَة أَرْطَال وَالْأُخْرَى أحد عشر رطلا وَالْأُخْرَى ثَمَانِيَة وَوجد فِي تركته أَيْضا خَمْسُونَ ديوانا خطبا وَسمعت أَن لَهُ ديونا لم أَقف عَلَيْهِ
وَكَانَ حسن الْخط جيد الانتقاد رَأَيْت كتاب الْبَيَان للعمراني بِخَطِّهِ وحواشيه أَيْضا بِخَطِّهِ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة يُنَبه عَلَيْهَا تدل عَلَيْهَا وفور علمه وَكَثْرَة اطِّلَاعه
قَالَ الشَّيْخ الْحَافِظ وَكَانَ يَأْخُذ الْكتاب بِالثّمن الْيَسِير فَلَا يزَال يَخْدمه حَتَّى يصير من الْأُمَّهَات انْتهى مَا وجدته ونقلته من خطّ الشَّيْخ كَمَال الدّين بن القليوبي
ونقلت من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين الْحَمَوِيّ من نظمه نفعنا الله بِهِ
(اثْنَان من بعدهمَا تِسْعَة ... وَسَبْعَة من قبلهَا أَربع)
(وَخَمْسَة ثمَّ ثَلَاث وَمن ... بعد ثَلَاث سِتَّة تتبع)
(ثمَّ ثَمَان قبلهَا وَاحِد ... فرتب الْأَعْدَاد إِذْ تجمع)
تكْتب على خرقتين لم يصبهما مَاء وتضعهما الطَّلقَة تَحت قدميها تضع بِإِذن الله تَعَالَى عز وَجل وَهَذِه صورتهَا انْتهى مَا نقلته من خطه على صورته
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي