حسن بن سنان الحسيني
أمير حسن أفندي
تاريخ الوفاة | 975 هـ |
مكان الولادة | سيواس - تركيا |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
المولى العالم الفاضل حسن بن سنان الحُسيني الحنفي، الشهير بأمير حسن أفندي المتوفى بقسطنطينية في عيد الأضحى سنة خمس وسبعين وتسعمائة.
ولد بنواحي سيواس ورحل في طلب العلم، فأخذ عن العَلاَّمة أبي السعود ولازمه كثيراً واشتغل على غيره، فمهر وتفنَّن وبرع في أكثر العلوم، ثم صار ملازماً للمولى خير الدين ودرس بعدة مدارس، ثم صار قاضياً بحلب ثم بمكة وأقام بها خمس سنين، فعامل أهلها معاملة حسنة ومدحوه نظماً ونثراً، ثم استُقضي ببروسا ثم بأدرنة، ثم تقاعد ومات.
وكان عاملاً، بارعاً، له اليد الطولى في الفقه والأصول، وله ولدان مصطفى الجنابي ومحمد السعودي.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
وَمن الْعلمَاء الاعيان السَّيِّد حسن بن سِنَان ...
ولد رَحمَه الله فِي قَصَبَة نيكسار فَخرج طَالبا للْعلم من هَذِه الديار فدار الْبِلَاد حَتَّى انتظم فِي سلك ارباب الاستعداد ثمَّ وصل الى خدمَة الْمُفْتِي ابي السُّعُود وَهُوَ فِي مدرسة كليويزه فاشتغل عَلَيْهِ ثَمَان سِنِين فنال بِهِ اعلى الْمَرَاتِب وَوصل الى اشرف المآرب ثمَّ صَار ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ تقلد مدرسة الامير ببروسه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة عبد السلام بجكمجه بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة قره كوز باشا بقصبة فلبه باربعين ثمَّ مدرسة مناستر بِخَمْسِينَ ثمَّ مدرسة زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان بقسطنطينية ثمَّ نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ قلد قَضَاء حلب ثمَّ نقل الى مَكَّة وَاسْتقر فِيهَا مُدَّة خمس سِنِين وَقد رَأَيْت اهل الْحرم يشكرونه وَيدعونَ لَهُ بِالْخَيرِ ثمَّ نقل الى قَضَاء بروسه ثمَّ نقل الى قَضَاء ادرنه ثمَّ عزل وَعين لَهُ كل يَوْم تسعون درهما بطرِيق التقاعد وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَتِسْعمِائَة لَيْلَة الْعِيد من ذِي الْحجَّة وَكَانَ الْمولى المرحوم مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم يستوعب اكثر اوقاته مطالعة الْكتب النافعة وعباداته وَقد طالع كتبا كَثِيرَة وَجمع الْمسَائِل وَكتب الْفَوَائِد وحرر الرسائل وَكَانَ رَحمَه الله رجلا صَالحا دينا مشكور السِّيرَة فِي قَضَائِهِ وَالنَّاس يبالغون فِي مدحه وثنائه وَيَكْفِيك مَا جَاءَ فِي الاخبار وَنَقله بعض الاخيار من ان وَاحِدًا من اهل مَكَّة عرض عَلَيْهِ عشْرين الف دِينَار فِي قَضِيَّة لَا تستوجب الغائلة وَالضَّرَر فِي وَقت لَا يطلع عَلَيْهِ فَرد من أَفْرَاد الْبشر فعبس وَبسر وَتَوَلَّى وَأدبر وطرده وَكسر قلبه بل اراد ضربه فَانْظُر الى اهل الرجولية وَلَا شكّ انها من الامداد الرسولية جزاه الله تَعَالَى بمزيد احسانه وَأَسْكَنَهُ فِي ارائك جنانه (ورثاه) ابْنه الاكبر بعد الْمَمَات بقصيدة فلنذكر مِنْهَا بعض الابيات ... فَلِكُل نفس ان تَمُوت وتقبرا ... وَلكُل انف شامخ ان يعفرا
وَلكُل سيف لَا محَالة كلة ... وَلكُل رمح الطعْن ان يتكسرا
وَلَك روض ان يُغير حسنه ... من بعد ان قد صَار روضا ازهرا
وَلكُل امْر غَايَة وَنِهَايَة ... وَلكُل خطب الْعِزّ ان يتعسرا
ايْنَ السَّلِيل الطَّاهِر الشَّيْخ النقي ... من كَانَ فِي الْعلم الرئيس الاكبرا
قَاضِي قُضَاة الْمُسلمين على الْهدى ... شَيخا ترى فِي الْفضل بحرا اخضرا
حسن الفعال كاسمه صِفَاته ... فبمثله متكاملا من ابصرا
وَكفى لَهُ كَون ابْن بنت الْمُصْطَفى ... شرفا على جم الفخار ومفخرا
لَو بت احصر من مَنَاقِب فَضله ... لعييت اذ تيك المنى لن تحصرا
مَا كَانَ تبصر اعين من قبله ... ان يلْحد الْبَحْر الْعَظِيم ويقبرا ...
طويت مناشر جوده من بعد أَن ... كَانَت لَهُ اعلام فضل تنشرا
فَمضى لدَعْوَة ربه لما دعِي ... متشوقا متشكرا مُسْتَبْشِرًا
لَا زَالَ تسقى من غوادي رَحْمَة ... روضاته عطرا وطيبا عنبرا
يَا رب روح روحه فِي قَبره ... مَا أقبل الرّيح النسيم وأدبرا
وَالله مَا أنسى لذائذ ذكركُمْ ... حَتَّى اموت على الْفراش واحشرا
ان كنت عَنَّا فِي التُّرَاب مغيبا ... مَا ذكرك الْمَحْمُود عنام مهجرا
انت الَّذِي اسهدتني بِفِرَاقِهِ ... مَا كنت ادري قبله دلج السرى
طُوبَى لقبر انت فِيهِ مضاجع ... قد جاور الْبَدْر الزهي الانورا
لازلت فِي روض النَّعيم مخلدا ... يَا خير من صلى وَصَامَ وأفطرا
وسقاك رَبك من حِيَاض جنانه ... يَوْم الظما مَاء طهُورا كوثرا
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.