محمد بن عمر بن حمزة محيي الدين
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 883 و 983 هـ |
مكان الولادة | أنطاكية - تركيا |
مكان الوفاة | بروسة - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْمولى الْعَالم الْكَامِل الْفَاضِل محيي الدّين مُحَمَّد بن عمر بن حَمْزَة
كَانَ جده من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر من تلامذة الْعَلامَة سعدالدين التَّفْتَازَانِيّ ثمَّ ارتحل فاستوطن انطاكية وَبهَا ولد مُحَمَّد هَذَا فحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم فِي صغره، ثمَّ الْكَنْز والشاطبي وَغَيرهمَا ثمَّ تفقه على عميه الشَّيْخ حُسَيْن وَالشَّيْخ احْمَد وَكَانَا فاضلين وقرا عَلَيْهِمَا الاصول والقراآت والعربية ثمَّ سَار الى حصن كيفا وآمد ثمَّ الى تبريز وَأخذ عَن علمائها واشتغل هُنَاكَ سنتَيْن وقرا فِي تبريز على الْعَالم الْفَاضِل الْمولى مزِيد ثمَّ رَجَعَ الى انطاكية وحلب وَأقَام ثمَّة وَوعظ ودرس وَأفْتى واشتهرت فضائله ثمَّ خرج الى الْقُدس الشريف وجاور هُنَاكَ ثمَّ الى مَكَّة المشرفة فحج ثمَّ ذهب الى مصر فَسمع هُنَاكَ من السُّيُوطِيّ والشمني وأجازا لَهُ وَوعظ ودرس وَأفْتى فَحصل لَهُ ثمَّة قبُول عَظِيم حَتَّى طلبه السُّلْطَان قايتباي فلاقاه ووعظه وَألف لَهُ كتابا فِي الْفِقْه مُسَمّى بالنهاية فاحبه واكرمه غَايَة الاكرام وَأحسن جوائزه وَلم يَأْذَن لَهُ فِي الرحيل فَبَقيَ عِنْده الى ان توفّي الْملك قايتباي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة ثمَّ سَافر الى الرّوم من الْبَحْر فجَاء الى بروسه وأحبه اهلها جدا فاقام هُنَاكَ واشتغل بالوعظ وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَرَات ثمَّ ذهب الى مَدِينَة قسطنطينية فاحبه اهلها ايضا وَسمع السُّلْطَان بايزيدخان وعظه فَمَال اليه كل الْميل وَكَانَ يُرْسل اليه الجوائز دَائِما وَألف لَهُ كتابا مُسَمّى بتهذيب الشَّمَائِل فِي سيرة نَبينَا صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وكتابا آخر فِي التصوف ولاقاه ودعا لَهُ ثمَّ خرج السُّلْطَان الى الْغَزْو وَهُوَ مَعَه فَفتح مَعَه قلعة مشون وَكَانَ ثَانِي الداخلين اليها اَوْ ثالثهم ثمَّ رَجَعَ الى قسطنطينية وَبَقِي هُنَاكَ يامر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر بِحَيْثُ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم ويتعرض للملاحدة والصوفية فِي رقصهم ثمَّ رَجَعَ مَعَ اهله الى حلب المحروسة فاكرمه ملك الامراء خير بك جدا وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَالْتزم جَمِيع حَوَائِجه وَهُوَ مَعَ ذَلِك لم يَأْكُل مِنْهُ شيا فَمَكثَ ثَمَان سِنِين مشتغلا بالتفسير والْحَدِيث وَالرَّدّ على الْمَلَاحِدَة وَالرَّوَافِض سِيمَا على طاغية اردبيك وَكَانَت تِلْكَ الطَّائِفَة يبغضونه بِحَيْثُ يلعنونه مَعَ الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فِي المجامع ثمَّ عَاد الى الرّوم ثمَّ زمن السُّلْطَان سليم خَان وحرضه على الْجِهَاد الى قرلباش وَألف لَهُ كتابا فِي أَحْوَال الْغَزْو وفضائله وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا فَذهب مَعَه الى حَرْب تِلْكَ الطَّائِفَة وَكَانَ يعظ كل يَوْم فِي الطَّرِيق للجند وَيذكر لَهُم ثَوَاب الْجِهَاد خُصُوصا بِتِلْكَ الطَّائِفَة وَالسُّلْطَان يُكرمهُ وَيحسن اليه كثيرا وَلما التقى الْجَمْعَانِ وحمي الْوَطِيس بِحَيْثُ زاغت الابصار وَبَلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر امْرَهْ السُّلْطَان بِالدُّعَاءِ واشتغل هُوَ بِالدُّعَاءِ وَيَقُول السُّلْطَان آمين فَانْهَزَمَ الْعَدو بعناية الله تَعَالَى ثمَّ انه سَافر الى روم ايلي فوعظ اهلها ونهاهم عَن الْمعاصِي وَأمرهمْ بالفرائض فانصلح بِسَبَبِهِ كثير من النَّاس وَبنى جَامعا فِي بَلْدَة سراي ومسجدا فِيهِ ومسجدا آخر بأسكوب وَأقَام هُنَاكَ قدر عشر سِنِي يُفَسر الْقُرْآن الْعَظِيم كل يَوْم وَأسلم بَين يَدَيْهِ كثير من الْكفَّار وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة غزا مَعَ سلطاننا الاعظم الى انكروس ودعا لَهُ وَقت الْقِتَال فجَاء الْفَتْح الْمُبين كَمَا تقدم ثمَّ انْتقل الى بروسه وَسكن هُنَاكَ وَشرع فِي بِنَاء جَامع كَبِير فَتوفي قبل اتمامه فِي رَابِع الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد ناهز السّبْعين وَدفن فِي حرم الْجَامِع وَولد من صلبه قريب من مائَة نفس وَله كتب ورسائل كَثِيرَة فِي فنون عديدة خُصُوصا فِي علم الكيمياء وَكَانَ من الواصلين اليه وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى كثير التنقل فِي الْبِلَاد مَحْبُوب الْقُلُوب تنجذب اليه النُّفُوس وَكَانَ من التَّقْوَى على جَانب عَظِيم وَكَانَ لَهُ احْتِيَاط تَامّ فِي مآكله وملابسه وطهارته وَكَانَت نَفَقَته من تِجَارَته وَأكْثر أوقاته مصروفة الى مصَالح الْخلق من الْوَعْظ والتدريس والافتاء وَقل حَدِيث ذكر فِي الْكتب وَلم يكن مَحْفُوظًا لَهُ وَله قدرَة تَامَّة على تَفْسِير الْقُرْآن بِلَا مطالعة وَلَا مُرَاجعَة الى الْكتب فَكَانَ دأبه فِي أَيَّام الْجُمُعَة تَفْسِير مَا قَرَأَ الْخَطِيب فِي الصَّلَاة بديباجة بليغة ووجوه مُخْتَلفَة وعلوم جمة يعجز عَنهُ المتأملون أَيَّامًا وَيَأْخُذ عَنهُ الْعَوام والخواص من الْعلمَاء والصوفية حظهم وَكَانَ عَالما ربانيا دَاعيا الى الْهدى والاصلاح دَائِما أمات بدعا كَثِيرَة وَأَحْيَا سننا كَثِيرَة وانتفع بِهِ خلق لَا يعرف حسابهم الا الله تَعَالَى وَلَا يَتَيَسَّر ذَلِك لغيره الا ان يُؤْتى مثل مَا اوتي من فضل الله تَعَالَى روح الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.
محمد بن عمر بن حمزة، محيي الدين:
فقيه، من علماء الدولة العثمانية. كان جده من بلاد ما وراء النهر، وانتقل إلى أنطاكية فولد بها صاحب الترجمة، وتأدب بالعربية. وتنقل في طلب العلم، فزار إيران والحجاز، حاجا ومجاورا، واتصل بالسلطان قايتباي في مصر وألف له كتاب (النهاية) في الفقه. ورحل إلى بلاد الترك بعد وفاة قايتباي (سنة 903 هـ فاتصل بالسلطان بايزيدخان،
وألف له كتاب (تهذيب الشمائل) في السيرة النبويّة. ورحل إلى حلب فأقام ثماني سنين. وعاد إلى الروم في زمن السلطان سليم، فألف له كتابا في (الغزو) وفضائل الجهاد. ثم استقر في بروسة، وتوفي بها، وقد ولد له نحو مئة ولد. وكان شديد الحملة على المبتدعة .
-الاعلام للزركلي-