محمد بن يحيى بن منصور الجنزي النيسابوري أبي سعيد محيي الدين
تاريخ الولادة | 476 هـ |
تاريخ الوفاة | 548 هـ |
العمر | 72 سنة |
مكان الولادة | خراسان - إيران |
مكان الوفاة | نيسابور - إيران |
أماكن الإقامة |
|
- عمر بن أبي الحسين بن سعدويه الدهستاني الرواسي أبي حفص "أبي الفتيان"
- محمد بن محمود بن عبد الله الرشيدي النيسابوري أبي عبد الله
- محمد الغزالي الطوسي حجة الإسلام "أبي حامد الغزالي"
- أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس النيسابوري أبي حامد "ابن الحذاء"
- عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي أبي بكر
- أحمد بن محمد بن المظفر أبي المظفر الخوافي "الخوافي أحمد"
- نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي "أبي علي"
- إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي "أبي عبد الله"
- عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران أبي حامد القزويني
- محمد بن داود بن رضوان الإيلاقي أبي عبد الله
- محمد بن أبي علي بن أبي نصر بن أبي سعيد الشيخ فخر الدين النوقاني "أبي المفاخر"
- منصور بن علي بن إسماعيل بن المظفر المخزومي الطبري
- أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس القزويني الطالقاني "رضى الدين أبي الخير"
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْصُور الإِمَام الْمُعظم الشَّهِيد أَبُي سعيد النَّيْسَابُورِي تلميذ الْغَزالِيّ
ولد سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على الْغَزالِيّ وَبِه عرف وعَلى أبي المظفر الخوافي
سمع الحَدِيث من أبي حَامِد بن عَليّ بن عَبدُوس وَنصر الله الخشنامي وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَخرجت لَهُ أَرْبَعُونَ حَدِيثا وَقعت لنا بِالسَّمَاعِ
وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط والإنصاف فِي مسَائِل الْخلاف وتعليقة أُخْرَى فِي الخلافيات كَثِيرَة التَّحْقِيق
وَكَانَ إِمَامًا مناظرا ورعا زاهدا متقشفا وَكَانَ وَالِده من أهل حيرة قدم نيسابور لأجل الْقشيرِي
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فصحبه مُدَّة وجاور وَتعبد
قَالَ وَأما وَلَده فَكَانَ أنظر الخراسانيين فِي عصره
وَمن شعر مُحَمَّد بن يحيى
(وَقَالُوا يصير الشّعْر فِي المَاء حَيَّة ... إِذا الشَّمْس لاقته فَمَا خلته حَقًا)
(فَلَمَّا التوى صدغاه فِي مَاء وَجهه ... وَقد لسعا قلبِي تيقنته صدقا)
قتل مُحَمَّد بن يحيى فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَتله الغز فَمَاتَ شَهِيدا قيل إِنَّهُم دسوا فِي فِيهِ التُّرَاب حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ لما خَرجُوا على السُّلْطَان الْكَبِير أعظم مُلُوك السلجوقية سنجر بن ملكشاه السلجوقي وفعلوا العظائم واقتحموا الجرائم وَكَانَت واقعتهم من أعظم الوقائع وأغربها وَقتل فِيهَا أُمَم لَا يحصيهم إِلَّا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي خلقهمْ
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ رَأَيْت مُحَمَّد بن يحيى فِي الْمَنَام فَسَأَلته عَن حَاله فَقَالَ غفر لي
وَقَالَ عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْبَيْهَقِيّ يرثي مُحَمَّد بن يحيى وَقد قتل
(يَا سافكا دم عَالم متبحر ... قد طَار فِي أقْصَى الممالك صيته)
(بِاللَّه قل لي يَا ظلوم وَلَا تخف ... من كَانَ يحيى الدّين كَيفَ تميته)
وَقَالَ آخر يمدحه
(رفات الدّين وَالْإِسْلَام تحيى ... بمحيى الدّين مَوْلَانَا ابْن يحيى)
(كَأَن الله رب الْعَرْش يلقى ... عَلَيْهِ حِين يلقِي الدَّرْس وَحيا)
وَمن الْفَوَائِد عَنهُ
قَالَ مُحَمَّد بن يحيى فِي مَسْأَلَة الْعينَة بعد مَا ذكر اعْتِرَاض الْخُصُوم بِأَنَّهُ وَسِيلَة إِلَى الرِّبَا ووسيلة إِلَى مَقْصُود الرِّبَا وَهُوَ الْفضل أَو إِلَى عين الرِّبَا وَهُوَ مُقَابِله الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ الثَّانِي مَمْنُوع وَهُوَ الْمحرم فِي سَائِر الْمعاصِي أَعنِي وَسِيلَة الْقَتْل وَالزِّنَا وَمَا يُفْضِي بِالآخِرَة إِلَى حَقِيقَة تِلْكَ الْجِنَايَة وَالْأول مُسلم وَلَا تَحْرِيم فِيهِ فَإِن النِّكَاح يُفِيد مثل مَقْصُود الزِّنَا وَهُوَ مَشْرُوع وَجوز الْحَنَفِيَّة بيع صبرَة بصبرة كل حفْنَة بحفنتين وَهُوَ مُحَصل لمقصود الرِّبَا
وَهَذَا كَلَام حسن كَانَ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى يبديه تفقها وَأَصله مَوْجُود فِي كَلَام الْغَزالِيّ حَيْثُ يَقُول وَلَا نظر إِلَى الزِّيَادَة عِنْد عدم الْمُقَابلَة اسْتِئْجَار البياع على كلمة لَا تتعب ذكر الرَّافِعِيّ أَنه فَاسد وَأَنَّهُمْ لم يَجْعَلُوهُ من صور الْوَجْهَيْنِ ثمَّ قَالَ لَكِن المحكي عَن الإِمَام مُحَمَّد بن يحيى أَن ذَلِك فِي الْمَبِيع المستقر قِيمَته فِي الْبَلَد كالخبز وَاللَّحم وَأما الثِّيَاب وَالْعَبِيد وَمَا يخْتَلف قدر الثّمن فِيهِ باخْتلَاف قدر الْمُتَعَاقدين فَلَا
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي
محمد بن يحيى بن منصور، الإمام العلامة، شيخ الشافعية، أبو سَعْدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ الغَزَّالِيِّ وَأَبِي المُظَفَّرِ أَحْمَدِ بنِ مُحَمَّدٍ الخَوَافِي، تَفَقَّهَ بِهِمَا، وَبَرَعَ فِي المَذْهَبِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ فِي الفِقْهِ وَالخِلاَفِ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ، وَانتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ المَذْهَبِ بِنَيْسَابُوْرَ، وقصده الفقهاء من النواحي، وبعد صيته.
أَلَّفَ كِتَابَ "المُحيطِ فِي شَرحِ الوَسِيطِ"، وَلَهُ كِتَابُ "الانتصَافُ فِي مَسَائِلِ الخلاَفِ".
وَدرَّسَ بِنظَامِيَّةِ بَلَدِهِ، وَهُوَ أُسْتَاذُ الفُقَهَاءِ المُتَأَخِّرِيْنَ مَعَ الزُّهْدِ وَالدِّيَانَةِ وَسَعَةِ العِلْمِ.
مَوْلِدُهُ بِطُرَيْثِيثَ مِنْ خُرَاسَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ نَصْرِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الخُشْنَامِيّ، وَعَبْدِ الغَفَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ الشِّيروِي، وَأَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدُوسٍ الحَذَّاءِ، وَالحَافِظِ أَبِي الفِتْيَانِ عُمَرَ بنِ أَبِي الحَسَنِ الرَّوَّاسِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: السَّمْعَانِيُّ وَوَلَدُهُ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، وَالفَقِيْهُ يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ الواسطي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الصَّيْقَلِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ الرَّبِيْعِ سَنَةَ سِتِّ مائَةٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد محمد ابن يَحْيَى الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُلْقَابَاذِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا حَامِدُ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي بَعِيرٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةً، فَجَعَلَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ
قَتَلَتْهُ الغُزُّ -لاَ بُورِكَ فِيهِم- حِيْنَ فَتكُوا بِنَيْسَابُوْرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَرثَاهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي القَاسِمِ البَيْهَقِيُّ، فَقَالَ:
يَا سَافكاً دَمَ عالمٍ متبحّرٍ ... قَدْ طَارَ فِي أَقْصَى المَمَالِكِ صيتُهُ
بِاللهِ قُلْ لِي يَا ظلُوْمُ وَلاَ تَخَفْ ... مَنْ كَانَ مُحْيِي الدِّينِ كَيْفَ تميته
وقال آخر في محيي الدين ابن يَحْيَى -رَحِمَهُ اللهُ:
رُفَاتُ الدِّينِ وَالإِسْلاَمِ تُحْيَى ... بِمُحيِي الدِّينِ مَوْلاَنَا ابْنِ يَحْيَى
كَأَنَّ اللهُ رَبَّ العرشِ يُلقِي ... عَلَيْهِ حِيْنَ يُلقِي الدَّرْسَ وحيا
وَمِمَّا قِيْلَ إِنَّهُ لابْنِ يَحْيَى:
وَقَالُوا يَصِيْرُ الشَّعْرُ فِي المَاءِ حَيَّةً ... إِذَا الشَّمْسُ لاَقَتْهُ فَمَا خِلْتُهُ حَقَّا
فَلَمَّا الْتَوَى صُدْغَاهُ فِي مَاءِ وَجْهِهِ ... وَقَدْ لَسَعَا قَلْبِي تَيَقَّنْتُهُ صِدْقَا
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
أبي سعد الجنزي
أبي سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي من أهل نيسأبير
وكان والده من أهل جنزة خرج عن جنزة بسبب الأستاذ أبي القاسم القشيري قدم نيسأبير وصار من مريده ثم جاور بمكة مدة وكان يروض نفسه ويواصل سنن الصيام وسكن بالآخرة قصبة طريثيث وولد أبي سعد هذا بها وكان شيخنا أبي سعد إماما مفتيا مناظرا مفسرا أصوليا واعظا حسن السيرة والسمت جميل الظاهر والباطن تفقه على الإمامين أحمد الخوافي وأبي حامد الغزالي وبرع في الفقه والمناظرة وصار أنظر الخراسانيين في عصره وصنف التصانيف في الخلاف وتكاثر الفقهاء لديه وتخرجوا عليه سمع أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس الحذاء وأبا عبد الله محمد بن محمود الرشيدي وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وغيرهم وما سمع من الحديث إلا اليسير لاشتغاله بالفقه كتبت عنه شيئا يسيرا سنة ثلاثين وسنة سبع وثلاثين وكانت ولادته في سنة ست وتسعين وأربعمئة بطريثيث وقتل بنيسأبير في جامعها الجديد في الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعين وخمسمئة قتله الغز وقت الإغارة على نيسأبير ورأيته في المنام ليلة كأني سألته عن حاله وإلى ما صار إليه فقال غفر لي
التحبير في المعجم الكبير - لعبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي.
محمد بن يحيى بن منصور، أبو سعد، محيي الدين النيسابوري:
رئيس الشافعية بنيسابور في عصره. ولد في طريثيث (من نواحي نيسابور) وتفقه على الإمام الغزالي. ودرّس بنظامية نيسابور. وقتلته (الغز) لما استولوا على نيسابور في وقعتهم مع السلطان سنجر السلجوقي.
من كتبه (المحيط في شرح الوسيط) و (الانتصاف في مسائل الخلاف) .
-الاعلام للزركلي-