جمال الدين اسحق القرماني

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 833 و 933 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف

نبذة

الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ جمال الدّين اسحق القرماني الْمَعْرُوف بِجَمَال خَليفَة كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ الشريف وَكَانَ مشهودا لَهُ بِالْفَضْلِ بَين أقرانه وَقَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل قَاضِي راده ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى مصلح الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن واستكتبه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الكافية فِي النَّحْو واعطاه بَعْضًا من المَال

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ جمال الدّين اسحق القرماني الْمَعْرُوف بِجَمَال خَليفَة
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ الشريف وَكَانَ مشهودا لَهُ بِالْفَضْلِ بَين أقرانه وَقَرَأَ على الْمولى الْفَاضِل قَاضِي راده ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى مصلح الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن واستكتبه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الكافية فِي النَّحْو واعطاه بَعْضًا من المَال وَحج بذلك ثمَّ جَاءَ الى قسطنطينية حكى نَفسه انه قَالَ كَانَ مَعَ بعض رُفَقَائِي من الْحجَّاج مصحف بِخَط ارغون الْكَاتِب وأخذته مِنْهُ وأتيت بِهِ الى الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ وَعند ذَلِك كَانَ قَاضِيا بقسطنطينية فَنظر الى الْمُصحف الشريف وَقَالَ كم درهما يُرِيد صَاحبه قلت سِتَّة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ كثير وَدفع الْمُصحف الي وَعند ذَلِك أُتِي افراس من بِلَاد قرامان وَاشْترى وَاحِدًا مِنْهَا بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم قَالَ فَقلت فِي نَفسِي اني لَا أصير فِي طَرِيق الْعلم مثل الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ وَمَعَ ذَلِك هَذِه حَاله فِي آخر عمره وَكَانَ ذَلِك سَببا لانقطاعي عَن طَرِيق الْعلم وميلي الى طَريقَة التصوف ثمَّ وصل الى خدمَة الشَّيْخ حبيب واشتغل عِنْده بالرياضات القويمة والمجاهدات الْعَظِيمَة حَتَّى اجاز لَهُ بالارشاد وَقعد مُدَّة فِي بِلَاد قرامان ثمَّ أَتَى مَدِينَة قسطنطينية وَبنى لَهُ الْوَزير يري باشا زَاوِيَة وَقعد فِيهَا الى أَن مَاتَ كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ماهرا فِي التَّفْسِير وَكَانَ يعظ النَّاس وَيذكرهُمْ ويلحقه عِنْد التَّذْكِير وجد وَحَال وَرُبمَا يبكي ويصيح وَرُبمَا يغلب عَلَيْهِ الْحَال ويلقي نَفسه عَن الْمِنْبَر وَكَانَ لَا يسمع صَوته أحد الا وَيحصل لَهُ حَال وَكم من فَاسق تَابَ من فسقه عِنْدَمَا رأى أَحْوَاله وَرَأَيْت كَافِرًا سمع صَوته من بعيد حَتَّى دخل الْمَسْجِد وَأسلم على يَدَيْهِ وَكَانَ متواضعا متخشعا صَاحب أَخْلَاق حميدة وَكَانَ عابدا زاهدا ورعا تقيا نقيا وَكَانَ متعبدا بالليالي يتَضَرَّع الى الله تَعَالَى ويناجيه وَكَانَ يَسْتَوِي عِنْده الْغَنِيّ وَالْفَقِير وَكَانَ متطهرا يغسل ثِيَابه بِنَفسِهِ مَعَ مَاله من ضعف المزاج وَقد عدته فِي مرض مَوته فطلبت مِنْهُ الْوَصِيَّة فَقَالَ لَا تسلك مسالك الصُّوفِيَّة اذ لم يبْق لَهَا الْيَوْم اهل وَقَالَ التَّوْحِيد والالحاد يصعب التَّمْيِيز بَينهمَا وَرُبمَا لَا يقدر على التَّمْيِيز بَينهمَا فالوقوف على طريقتك اسْلَمْ مِنْهَا ثمَّ قَالَ فان غلب عَلَيْك خاطرك بالميل الى التصوف فاختر من الْمَشَايِخ من كَانَ ثَابت الْقدَم فِي الشَّرِيعَة وان رايت فِيهِ شيأ يُخَالف الشَّرْع وان كَانَ قَلِيلا فاحترز مِنْهُ فان مبْنى الطَّرِيقَة رِعَايَة الاحكام الشَّرْعِيَّة وآدابها كلهَا هَذِه وَصيته لي ثمَّ توفّي بعد يَوْمَيْنِ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة قدس سره

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.