الشَّيْخ أَحْمد بن أبي الْفَتْح الملقب شهَاب الدّين الْحكمِي الْمقري نزيل مَكَّة الشَّيْخ الإِمَام رفيع الشَّأْن كَانَ من كبراء الْعلمَاء إِذا مهابة وجلالة وَكَانَ من أَرْبَاب الْأَحْوَال ذكر مبدأ أمره فِي رِسَالَة لَهُ سَمَّاهَا نسيمات الأسحار فِي ذكر بعض أَوْلِيَاء الله الأخيار وَذكر مشايخه الَّذين تلقى عَنْهُم بِأَرْض الْيمن ومنتهى سَنَده إِلَى الْحكمِي والبحلي أَصْحَاب عواجة وعواجة بَلْدَة مَعْرُوفَة بِأَرْض الْيمن بلد الْحكمِي والبجلي فَأَما مشايخه فهم سَبْعَة الصّديق بن مُحَمَّد الشهير بالبلاط وَالشَّيْخ أَحْمد بن المقبول الْأَسدي الْمَشْهُور بِأبي الْفَضَائِل وَالشَّيْخ عُثْمَان بن السهل الْمَشْهُور بالأقرع تلميذ الشَّيْخ الْكَبِير الرباني المربى الصُّوفِي الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سَيِّدي الشَّيْخ شيخين بن أبي الْفَتْح الْحكمِي وَالشَّيْخ الْأمين بن أبي الْقَاسِم شَافِع وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الحلوي وَالشَّيْخ مُحَمَّد يَعْقُوب النمازي وَذكر مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِم من الْكتب وَهِي كَثِيرَة وَله شيخ ثامن وَهُوَ الْعَالم الرباني الشَّيْخ الْكَبِير عبد الْقَادِر بن أَحْمد الْحكمِي الْمَشْهُور بِأبي الرسائل أَخذ عَنهُ الطَّرِيق وتلقن عَنهُ ورده من الْقُرْآن بِإِشَارَة مِنْهُ قَالَ وَقَالَ لي يَا أَحْمد اقْرَأ من الْقُرْآن كل يَوْم سبع الْقُرْآن بِتَقْدِيم السِّين على الْبَاء وَقَالَ لي يَا أَحْمد لَا تتْرك هَذَا السَّبع من الْقُرْآن كل يَوْم إِلَّا لعذر يُبِيح ترك الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وتلقى عَنهُ ورده فِي تَهَجُّده بِالْقُرْآنِ فِي جَوف اللَّيْل بِإِشَارَة مِنْهُ قَالَ وَقَالَ لي يَا أَحْمد تهجد فِي جَوف اللَّيْل بِقدر جُزْء من الْقُرْآن وَلَا تتْرك التَّهَجُّد فِي الْقُرْآن فِي جَوف اللَّيْل إِلَّا لعذر وَقَالَ أَنا ملازم لذَلِك وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي علم التصوف كتاب الرسَالَة للشَّيْخ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَأذن لَهُ أَن يَرْوِيهَا عَنهُ بروايته لَهَا عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْحكمِي وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن وَالِده أبي الْفَتْح بن الصّديق وَهُوَ عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سَيِّدي الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر الْحكمِي وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن شَيْخه وجده الْكَبِير عمر بن عمر الْحكمِي ولقبه زخم الدَّاريْنِ وَهُوَ عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي صَاحب عواجة وَهَذَا مُنْتَهى سَنَد الشهَاب صَاحب التَّرْجَمَة لرِوَايَة الرسَالَة ويروي الْعُلُوم من طَرِيق الشَّيْخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني نزيل مَكَّة وَهِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلان والنحو وَالصرْف والقراآت عَن الْمَشَايِخ السَّبْعَة الْمُقدم ذكرهم بسندهم إِلَى أَحْمد بن مُوسَى العجيل وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ وهما يرويان عَن الْحكمِي والبجلي أَصْحَاب عواجة وَقَالَ وَقد جمعني الْحَضَر على هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخ الْخَمْسَة يغظة وهم الشَّيْخ عبد الله بن أسعد اليافعي وَالشَّيْخ أَحْمد بن مُوسَى العجيل وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن حُسَيْن البجلى أصجاب عواجة وَقَالَ لي تقدم واقرأ على شيخك وَجدك الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي فَقَالَ لي الشَّيْخ هَلُمَّ إِلَيّ فَجَلَست بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لي اقْرَأ فَإِذا الْكتاب الَّذِي فِي يَدي كتاب الرسَالَة لأبي الْقَاسِم الْقشيرِي فَقَرَأت عَلَيْهِ الْكتاب الْمَذْكُور فِي مجْلِس وَاحِد من أَوله إِلَى آخِره هَذَا مَا ذكره فِي رسَالَته قَالَ الشلي فِي تَرْجَمته أَخذ عَنهُ كَثِيرُونَ مِنْهُم شَيخنَا على بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَشَيخنَا عبد الله ابْن سعيد باقشير وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من الضنائن المخدرين أهل الدَّلال المحبوبين وَكَانَ يمِيل بالطبع إِلَى السماع وينخلع إِذا سمع عَن بشريته المحكومة للطباع وَيظْهر مِنْهُ حالات رضية لمن لَهُ بالحواس السليمة أَدْرَاك وروى أَنه رَحل من مَكَّة لزيارة الحضرة المحمدية فِي الرَّابِع عشر من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَألف وَقدم الْمَدِينَة فَمَرض فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ فِي التَّاسِع وَالْعِشْرين من رَجَب الْمَذْكُور وَدفن فِي يَوْمه ببقيع الْغَرْقَد وَهُوَ فِي سنّ الْخمسين ــ
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.