المولى السيد إبراهيم

تاريخ الوفاة935 هـ
أماكن الإقامة
  • أماسية - تركيا
  • استانبول - تركيا
  • بروسة - تركيا

نبذة

السيد إبراهيم: كان والده من سادات العجم وأولياء الله تعالى ارتحل إلى بلاد الروم وتوطن في قرية بنواحي أماسية ونشأ ولده هذا في حجره واشتغل بالعلم على سنان الدين ثم على حسن بن عبد الصمد السامسوني وصار مدرسًا بمدارس مرزيفون وحصار وقسطنطينية ثم فوض إليه السلطان بايزيدخان مدرسته بأمامية وفوض إليه أمر الفتوى وتوفى سنة خمس وثلاثين وتسعمائة.

الترجمة

السيد إبراهيم
كان والده من سادات العجم وأولياء الله تعالى ارتحل إلى بلاد الروم وتوطن في قرية بنواحي أماسية ونشأ ولده هذا في حجره واشتغل بالعلم على سنان الدين ثم على حسن بن عبد الصمد السامسوني وصار مدرسًا بمدارس مرزيفون وحصار وقسطنطينية ثم فوض إليه السلطان بايزيدخان مدرسته بأمامية وفوض إليه أمر الفتوى وتوفى سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وقد نيف على التسعين وكان ذا عفة وديانة لم يره أحمد إلا جاثيًا على ركبتيه ولم يضطجع أبدًا وكان لا ينام إلا جالسًا وكتب بخطه المليح كثيرًا من الكتب.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.
 

 

إبراهيم أحد موالي الروم: إبراهيم العالم العامل، المولى الأجل الكامل الحسيب النسيب السيد أحمد، أحد موالي الروم، كان والده من سادات العجم، رحل إلى الروم، وتوطن بقرية من قرى أماسية، يقال لها: قرية يكتجه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، وله كرامات وخوارق منها أنه كف بصره في آخر عمر، فكشف ولده السيد إبراهيم رأسه بين يديه يوماً فقال له: يا سيد إبراهيم لا تكشف رأسك ربما يضرك الهواء البارد، فقال له: ولده كيف رأيتني وأنت بهذه الحالة. قال: سألت الله تعالى أن يريني وجهك، فمكنني من ذلك، فصادف نظري انكشاف رأسك، وقد كف بصري الآن كما كان، نشأ ولده المذكور في حجره بعفة وصيانة، ورحل في طلب العلم إلى مدينة بروسا، فقرأ على الشيخ سنان الدين، ثم اتصل بخدمة المولى حسن الساموني، ثم رغب في خدمة المولى خواجه زاده، ثم ولي التدريس حتى صار مدرساً بمدرسة السلطان بايزيد خان بمدينة أماسية، وفوض إليه أمر الفتوى، ثم تركها وعين له السلطان بايزيد كل يوم مائة عثماني، على وجه التقاعد، ولما جلس السلطان سليم خان على سرير الملك، اشترى له داراً في جوار أبي أيوب الأنصاري - رضي الله تعالى عنه - والآن هي وقف وقفها السيد إبراهيم على من يكون مدرساً بمدرسة أبي أيوب وكان مجرداً لم يتزوج في عمره بعد أن أبرم عليه والده في التزوج، ثم رجع عنه بعد أن أجابه إلى ذلك، وكان رجوعه عنه لإشارة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وكان منقطعاً عن الناس في العلم والعبادة، زاهداً ورعاً، يستوي عنده الذهب والمدر، ذا عفة ونزاهة، وحسن سمت وأدب واجتهاد، ما راه أحد إلا جاثياً على ركبتيه لم يضطجع أبداً مع كبر سنة، وكان من عادته لا يأمر أحداً بشيء أصلاً، وربما أخذ الكوز فوجده فارغاً، فلا يقول لأحد من خدمه أملأه حذراً من الأمر، وكان طويل القامة، كبير اللحية، حسن الشيب يتلألأ وجهه نوراً، وكان متواضعاً خاشعاً، يرحم الفقير، ويجل الكبير، ويكثر الصدقة، ويلازم على الصلوات في الجماعة، ويعتكف بين العشائين في المسجد، وكف في آخر عمره مدة، ثم عولج فأبصر ببعض بصره، وكان رجل من الطلبة يطيل لسانه فيه فأخبر بذلك مراراً فلم يتأثر، حتى قيل له يوماً أن ذلك الرجل ذكره بسوء فقال: هل يتحرك لسانه الآن. فاعتقل لسان الرجل، وبقي كذلك حتى مات الرجل لخصت هذه الترجمة من الشقائق النعمانية، وذكر أنه توفي في سنة خمس وثلاثين وتسعمائة قال: وقد ذهبت إليه في مرض موته، وهو قريب من الإحتضار ففتح عينيه فقال: إن الله تعالى كريم لطيف شاهدت من كرمه ولطفه ما أعجز عن شكره، ثم اشتغل بنفسه ودعوت له، وذهبت ومات في تلك الليلة، ودفن عند جامع أبي أيوب الأنصاري رحمه الله تعالى.- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -

 

 

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الحسيب النسيب الْمولى السَّيِّد إِبْرَاهِيم
كَانَ وَالِده من سَادَات الْعَجم ارتحل من بلادالعجم وقدتوطن فِي قَرْيَة قريبَة من اماسيه يُقَال لَهَا قَرْيَة بكيجه وَكَانَ من اولياء الله الْكِبَار وَصَاحب الكرامات السّنيَّة ينْقل عَنهُ كثير من خوارق الْعَادَات وَلم نتعرض لتفصيلها خوفًا من الاطناب وَمن جملَة ذَلِك انه عمي فِي آخر عمره وكشف ولد الْمولى الْمَذْكُور عَن رَأسه وَهُوَ عِنْده فَقَالَ سيد إِبْرَاهِيم لَا تكشف رَأسك رُبمَا يَضْرِبك الْهَوَاء الْبَارِد فَقَالَ لَهُ ابْنه كَيفَ رَأَيْت انت بِهَذِهِ الْحَالة قَالَ دَعَوْت الله ان يريني وَجهك فمكنني من ذَلِك فصادف نَظَرِي انكشاف رَأسك وَقد كف  بَصرِي الان كَمَا كَانَ وَمِنْهَا ان السُّلْطَان بايزيدخان حِين امارته على اماسيه كَانَ يلازمه ويستمد من دُعَائِهِ وَقد اوصاه ان لَا يفرط فِي الصَّيْد فَتَركه اياما ثمَّ بَاشر يَوْمًا الصَّيْد فساقوا لاجله قطيعا من الظباء فَتَركهَا وَلم يرمها بِسَهْم فَسئلَ عَن ذَلِك قَالَ رايت ابي رَاكِبًا على وَاحِد مِنْهَا وَكَانَ السُّلْطَان بايزيدخان يَدعُوهُ بِلَفْظ الاب قَالَ وَقَالَ لي اما نهيتك عَن الصَّيْد فَرجع السُّلْطَان بايزيدخان الى منزله خَائفًا من كَلَامه وَنَشَأ الْمولى الْمَذْكُور فِي حجر وَالِده بعفاف وَصَلَاح ثمَّ رَحل لطلب الْعلم الى مَدِينَة بروسه وَقَرَأَ عناك على جدي لأمي الشَّيْخ سِنَان الدّين زَمَانا وَلما الْتحق جدي بِخِدْمَة الْمَشَايِخ الصُّوفِيَّة بَقِي هُوَ معتكفا بالجامع الْكَبِير بِمَدِينَة بروسه قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَقد تفقدني يَوْمًا الشَّيْخ سِنَان الدّين الْمَزْبُور وَقَالَ لي اشْتغل بتزكية النَّفس واوصاني بوصايا فَوَقَعت لي وَاقعَة رَأَيْتنِي فِي صُورَة طير كَبِير ابيض اخضر الجناحين احمر المنقار ورأيتني اطير على الْعَرْش وعَلى الْكُرْسِيّ وعَلى السَّمَوَات السَّبع قَالَ وَرَأَيْت شَجَرَة ثَابِتَة فِي الارض وفرعها فِي السَّمَوَات وَلها غُصْن ممتد من الْمشرق الى الْمغرب قَالَ فَوَقَعت على ذَلِك الْغُصْن ثمَّ جَاءَ الشَّيْخ الْمَزْبُور الي فحكيت لَهُ الْوَاقِعَة وَلم يعبرها وَقَالَ دم على الِاشْتِغَال وَبعد ايام وَقعت لي وَاقعَة اخرى رَأَيْتنِي على حمَار يجر خطامه على الارض مشدود على الْحمار ظرف فِيهِ خمر وَخَلْفِي غُلَام مليح الْوَجْه وَبِيَدِي طنبور اضْرِب بهَا فاشمأزت نَفسِي من هَذِه الْوَاقِعَة وحزنت من ذَلِك حزنا عَظِيما قَالَ فجَاء الي الشَّيْخ الْمَذْكُور بعد أَيَّام فحكيت لَهُ الْوَاقِعَة وحزني عَلَيْهَا قَالَ لَا تحزن هَذِه الْوَاقِعَة احسن من الاولى لَان الْخمر صُورَة الجذبة والغلام صُورَة الرّوح والطنبور صُورَة الجذبة الى عَالم الْقُدس الا انه لما لم يكن زِمَام الْحمار بِيَدِك لاتقتد انت بِأحد اصلا واشتغل بعد ذَلِك بِالْعلمِ ثمَّ تركني قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ كَمَا قَالَ ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ حَتَّى وصل الى خدمَة الْمولى حسن الساميسوني وعينه لاهية التدريس فَلم يقبل التدريس فَرغب فِي خدمَة الْمولى خواجه زَاده وَذهب اليه حَال تدريسه بِمَدِينَة ازنيق بعد قَضَاء قسطنطينية وَصَارَ فِي خدمته مُدَّة كَبِيرَة ثمَّ استدعاه الْوَزير مُحَمَّد باشا القراماني لتعليم وَلَده فَعلمه مُدَّة ثمَّ صَار معلما للسُّلْطَان قورقود ابْن السُّلْطَان بايزيدخان فِي حَيَاة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة مرزيغون ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة قره حِصَار ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير مصطفى باشا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بايزيدخان بِمَدِينَة اماسيه وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما وفوض اليه أَمر الْفَتْوَى هُنَاكَ ثمَّ ترك التدريس وَالْفَتْوَى وَعين لَهُ السُّلْطَان بايزيدخان فِي اواخر سلطنته كل يَوْم مائَة دِرْهَم بطرِيق التقاعد وَلما جلس السُّلْطَان سليم خَان على سَرِير السلطنة اشْترى لَهُ دَارا فِي جوَار مَزَار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي والان هِيَ وقف وَقفهَا الْمولى الْمَذْكُور على كل من يكون مدرسا فِي مدرسة ابي ايوب الانصاري رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَسكن هُنَاكَ الى ان توفّي فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَقد نَيف على تسعين من الْعُمر وَكَانَ مُجَردا لم يتأهل مُدَّة عمره وقصدت ان يُزَوجهُ ابوه بالتماس بعض من توابعه فوجدوا لَهُ بِنْتا من بَنَات الصلحاء فأبرم عَلَيْهِ وَالِده لنكاحها فَأجَاب لذَلِك رِعَايَة لخاطر وَالِده ثمَّ ان وَالِده رَجَعَ عَن هَذَا الابرام فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ لي اعطاك الله تَعَالَى ولدا مثل السَّيِّد إِبْرَاهِيم اما رضيت بِهَذَا وَطلبت لَهُ ولدا وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشتغلا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَكَانَ زاهدا ورعا يَسْتَوِي عِنْده الذَّهَب والمدر وَكَانَ ذَا عفة وَصَلَاح وديانة وتقوى وَكَانَ حسن السمت صَاحب الادب وَلم يره اُحْدُ حَتَّى غلمانه الا جاثيا على رُكْبَتَيْهِ وَلم يضطجع ابدا وَكَانَ ينَام جَالِسا مَعَ كبر سنه وَمن عَادَته انه لم يَأْمر احدا حَتَّى مماليكه بِشَيْء اصلا وَرُبمَا يَأْخُذ الْكوز ويجده فَارغًا وَلَا يَقُول لِخَادِمِهِ املأه حذرا من الامر وَكَانَ يَقُول مَا صنعه من صنعه الا للْمَاء وَكَانَ رَحمَه الله طَوِيل الْقَامَة كَبِير اللِّحْيَة حسن الشيبة يتلألأ انوار الْعلم وَالْعِبَادَة والشرف والسيادة فِي وَجهه الْكَرِيم وَكَانَ طيب المحاورة حسن النادرة متواضعا متخشعا يبجل الصَّغِير كَمَا يوقر الْكَبِير وَكَانَ كثير الصَّدقَات وَكَانَ يَجِيء فِي الْمَسْجِد بَين العشاءين وَيُصلي الاوقات الْخمس مَعَ الْجَمَاعَة وَبِالْجُمْلَةِ يعجز الْمَرْء عَن مدحه وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن جدا وَكَانَ عِنْده الْكتب المتداولة كلهَا صغارها وكبارها بِخَطِّهِ الشريف وَقد عمي فِي آخر عمره مُدَّة ثمَّ عولج فَفتح احدى عَيْنَيْهِ وَاكْتفى بذلك الى آخر عمره وَقد ذهبت اليه فِي مرض مَوته وَهُوَ قريب من الْقَبْض فَفتح عينه وَقَالَ ان الله كريم لطيف لقد شاهدت من كرمه ولطفه مَا يعجز عَنهُ الْوَصْف ثمَّ اشْتغل بِنَفسِهِ ودعوت لَهُ وَذَهَبت وَمَات فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَدفن عِنْد جَامع ابي ايوب الانصاري رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَكَانَ بعض من الطّلبَة فِي زَمَانه يُطِيل لِسَانه عَلَيْهِ فِي غيبته وَكَانَ ذَلِك الْبَعْض خَبِيث النَّفس جدا فَأخْبر هُوَ بذلك مرَارًا وَسكت وَذكر عِنْده يَوْمًا فَقَالَ هَل يَتَحَرَّك لِسَانه الان فاعتقل لِسَان ذَلِك الْبَعْض فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَلم ينْحل الى ان مَاتَ رَحْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.