محمد بن المظفر بن بكران بن عبد الصمد بن سليمان الحموي

أبي بكر الشامي

تاريخ الولادة400 هـ
تاريخ الوفاة488 هـ
العمر88 سنة
مكان الولادةحماة - سوريا
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • حماة - سوريا

نبذة

الزَّاهِد الْوَرع أحد الْأَئِمَّة ولد بحماة سنة أَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى بَغْدَاد فسكنها وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع الحَدِيث من عُثْمَان بن دوست وَأبي الْقَاسِم بن بَشرَان وَأبي طَالب بن غيلَان وَأبي الْحسن العتيقي وَآخَرين روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَافِظ وَهبة الله بن طَاوس المقرىء وَغَيرهم

الترجمة

مُحَمَّد بن المظفر بن بكران بن عبد الصَّمد بن سُلَيْمَان الْحَمَوِيّ القَاضِي أَبُي بكر الشَّامي

الزَّاهِد الْوَرع أحد الْأَئِمَّة
ولد بحماة سنة أَرْبَعمِائَة
ورحل إِلَى بَغْدَاد فسكنها وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ
وَسمع الحَدِيث من عُثْمَان بن دوست وَأبي الْقَاسِم بن بَشرَان وَأبي طَالب بن غيلَان وَأبي الْحسن العتيقي وَآخَرين
روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَافِظ وَهبة الله بن طَاوس المقرىء وَغَيرهم
ووقفت على نُسْخَة قديمَة من كتاب الضُّعَفَاء لأبي جَعْفَر الْعقيلِيّ وفيهَا سَمَاعه للْكتاب كُله على أبي الْحسن العتيقي وَقد حدث بِهِ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ أحد المتقنين لمَذْهَب الشَّافِعِي وَله اطلَاع على أسرار الْفِقْه وَكَانَ ورعا زاهدا متقنا جرت أَحْكَامه على السداد
ولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد بعد موت أبي عبد الله الدَّامغَانِي سنة ثَمَان وَسبعين إِلَى أَن تغير عَلَيْهِ المقتدى بِاللَّه لأمر فَمنع الشُّهُود من حُضُور مَجْلِسه مُدَّة فَكَانَ يَقُول مَا أنعزل حَتَّى يتَحَقَّق على الْفسق
قلت لَعَلَّه كَانَ يرى ذَلِك وَالْمذهب أَنه يَنْعَزِل وَإِن لم يفسق
ثمَّ إِن الْخَلِيفَة خلع عَلَيْهِ واستقام أمره
وَقَالَ أَبُو عَليّ بن سكرة ورع زاهد وَأما الْعلم فَكَانَ يُقَال لَو رفع مَذْهَب الشَّافِعِي أمكنه أَن يمليه من صَدره
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني كَانَ حَافِظًا لتعليقة القَاضِي أبي الطّيب كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ
قلت وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل واتفقت مِنْهُ محَاسِن أَيَّام قَضَائِهِ
وَكَانَ الَّذِي أَشَارَ على الْخَلِيفَة بولايته عِنْد موت الدَّامغَانِي الْوَزير أَبُو شُجَاع فَامْتنعَ الشَّامي من الْقبُول فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى تقلده وَشرط أَن لَا يَأْخُذ رزقا وَلَا يقبل شَفَاعَة وَلَا يُغير ملبوسه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك
قَالَ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي لم يكن الشَّامي يتبسم فِي مَجْلِسه قطّ
قَالَ وَلما منعت الشُّهُود من حُضُور مَجْلِسه وَقعد فِي بَيته نقل إِلَيْهِ القَاضِي أَبُو يُوسُف الْقزْوِينِي المعتزلي مَا عزلك الْخَلِيفَة إِنَّمَا عزلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

قَالَ وَكَيف ذَلِك
قَالَ لِأَنَّهُ قَالَ لَا يقْضِي القَاضِي بَين اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَان وَأَنت طول عمرك غَضْبَان
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني كَانَ لَا يقبل من سُلْطَان عَطِيَّة وَلَا من صديق هَدِيَّة وَكَانَ يعاب بالحدة وَسُوء الْخلق
وَقَالَ ابْن النجار مَا استناب أحدا فِي الْقَضَاء وَكَانَ يُسَوِّي بَين الوضيع والشريف فِي الحكم وَيُقِيم جاه الشَّرْع فَكَانَ هَذَا سَبَب انقلاب الأكابر عَنهُ فألصقوا بِهِ مَا كَانَ مِنْهُ بَرِيئًا من أَحَادِيث ملفقة ومعايب مزورة
وَقَالَ الْفَقِيه أَحْمد بن عبد الله بن الآبنوسي جَاءَ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي فَادّعى شَيْئا وَقَالَ بينتي فلَان والمشطب الفرغاني الْفَقِيه
فَقَالَ لَا أقبل شَهَادَة المشطب لِأَنَّهُ يلبس الْحَرِير

فَقَالَ السُّلْطَان ملكشاه ووزيره نظام الْملك يلبسانه
فَقَالَ لَو شَهدا عِنْدِي مَا قبلت شَهَادَتهمَا أَيْضا
قَالَ ابْن الآبنوسي كَانَ لَهُ كيسَان أَحدهمَا يَجْعَل فِيهِ عمَامَته وقميصه والعمامة كتَّان والقميص قطن خشن فَإِذا خرج لبسهما والكيس الآخر فِيهِ فتيت فَإِذا أَرَادَ الْأكل جعل مِنْهُ فِي قَصْعَة وَقَلِيل من المَاء وَأكل مِنْهُ
وَكَانَ لَهُ كِرَاء بَيت فِي الشَّهْر بِدِينَار وَنصف كَانَ مِنْهُ قوته فَلَمَّا ولي الْقَضَاء جَاءَ إِنْسَان فَدفع فِيهِ أَرْبَعَة دَنَانِير فَأبى وَقَالَ لَا أغير سَاكِني وَقد ارتبت بك لم لَا كَانَت هَذِه الزِّيَادَة قبل الْقَضَاء وَكَانَ يشد فِي وَسطه مئزرا ويخلع فِي بَيته ثِيَابه ثمَّ يجلس
وَكَانَ يَقُول مَا دخلت فِي الْقَضَاء حَتَّى وَجب عَليّ
توفّي فِي عَاشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
وَدفن عِنْد أبي الْعَبَّاس بن سُرَيج

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

 

 

الإِمَامُ المُفْتِي، شَيْخُ الشَّافعيَةِ، قَاضِي القُضَاةَ، أَبُو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي الحَمَوِيُّ الشَّافِعِيّ الزَّاهِدُ. وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدِمَ بَغْدَاد شَابّاً.
فَسَمِعَ مِنْ عُثْمَانَ بن دُوسْت العَلاَّف، وَأَبِي القَاسِمِ بنِ بِشْرَان، وَطَبَقَتِهِمَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَإِسْمَاعِيْلُ بن محمد التيمي، وهبة الله بن طاوس، وآخرون.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ أَحَد المُتْقِنِيْنَ لِلمَذْهَب، وَلَهُ اطلاعٌ على أسرار الفِقْه، وَكَانَ وَرِعاً زَاهِداً، مُتَّقِياً سَديد الأَحكَام، ولي قضاء القضاة بعد أبي عبد الله الدَّامغَانِي مُدَّةً إِلَى أَنْ تَغَيَّر عَلَيْهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُقْتدي، فَمَنَعَ الشُّهُودَ مِنْ حُضُوْرِ مَجْلِسه مدةً، فان يَقُوْلُ: مَا أَنْعزلُ مَا لَمْ يَتحقَّق عليَّ فسقٌ، ثُمَّ إِنَّ الْمُقْتَدِي رضِيَ وَخَلَعَ عَلَيْهِ.
وَشَهِدَ عِنْدَهُ المشطَّب الفَرْغَانِي، فَلَمْ يَقبله، لِكَوْنِهِ يَلْبَسُ الحَرِيْرَ، فَقَالَ: تردُّنِي، وَالسُّلْطَانُ وَوزِيْرُهُ نِظَامُ المُلْك يَلْبَسَانِهِ?! فَقَالَ: وَلَوْ شَهِدَا، لَمَا قَبِلتُهُمَا.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: تَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي الطَّيِّب، وَحَفِظَ تَعليقهَ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَى القَضَاءِ رزقًا، ولا غير مأكله وملبسه، وَكَانَ يُسَوِّي بَيْنَ النَّاس، فَانقَلْب عَلَيْهِ الكُبَرَاء، وَكَانَ نَزِهاً وَرِعاً عَلَى طرِيقَة السَّلَف لَهُ كَارك يُؤجِّرُه كُلَّ شهرٍ بدينارٍ وَنِصْف، كَانَ يَقْتَاتُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلِيَ القَضَاءَ، جَاءَ إنسانٌ، فدفع إليه أَرْبَعَةَ دَنَانِيْر، فَأَبَى، وَقَالَ: لاَ أُغَيِّرُ سَاكِنِي، وَقَدِ ارْتبتُ بِكَ، هَلاَّ كَانَتِ الزِّيَادَةُ مِنْ قبل القضاء؟!.
وَكَانَ يَشُدُّ فِي وَسطه مئزراً، وَيَخلَعُ فِي بَيْته ثيَابَه وَيَجْلِس، وَقَالَ: مَا دَخَلتُ فِي القَضَاءِ حَتَّى وَجَب عليَّ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ: هُوَ وَرِعٌ زَاهِدٌ، وَأَمَّا الفِقْه، فَكَانَ يقال: لو رفع مذهب الشافعي، لأمكنه أم يُمْلِيَهِ مِنْ صَدْره.
علق عَنْهُ: القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي.
قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ: كَانَ قَاضِي القُضَاة الشَّامِيّ حَسنَ الطَّرِيقَة، مَا كَانَ يَتبسَّمُ فِي مَجْلِس قضَائِهِ.
قُلْتُ: كَانَ قُدُومُه بَغْدَاد فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ أَوعيَة الفِقْه، وَقَدْ صَنَّفَ "البيَان فِي أُصُوْل الدّين" يَنْحُو فِيْهِ إِلَى مَذْهَب السَّلَف.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الآبَنُوسِي: كَانَ لِقَاضِي القُضَاة الشَّامِيّ كِيْسَانِ، أَحَدهُمَا يَجعل فِيْهِ عِمَامَته، وَقمِيْصاً مِنَ القُطنِ الحَسَن، فَإِذَا خَرَجَ لَبِسَهُما، وَالكيس الآخر فِيْهِ فَتيتٌ يَجعل مِنْهُ فِي قَصْعَة وَيَقتَاتُ مِنْهُ.
وَعَنْهُ قَالَ: أَعصي إِنْ لَمْ ألِ القَضَاء، وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ التميمي -فيما قِيْلَ- قَدْ بَذَلَ فِيْهِ ذَهَباً كَثِيْراً، وَقِيْلَ: كَانَتْ فِي الشَّامِيّ حدةٌ وزعارةٌ، وَمَنَاقِبُهُ جمةٌ رَحِمَهُ اللهُ.
مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارب التِّسْعِيْنَ، وَدُفِنَ في تربةٍ عِنْد أَبِي العَبَّاسِ بن سُرَيْج.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

 

 

 

محمد بن المظفر بن بَكْران بن عبد الصمد أبي بكر البغدادي، المعدل الشامي، الحموي.

تفقه على أبي الطيب الطبري. وكان يحفظ تعليقته.
وله كتاب "البيان" في أصول الدين.
توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
تاج التراجم - لأبي الفداء زين الدين أبي العدل قاسم بن قُطلُوبغا السودوني

 

 

 

مُحَمَّد بن المظفر [400 - 488] )
ابْن بكران بن عبد الصَّمد بن سُلَيْمَان الْحَمَوِيّ القَاضِي، أَبُو بكر الشَّامي، من أهل حماة: بَلْدَة بِالشَّام مَعْرُوفَة.
يعرف ب: قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي.
ذكره أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ بِمَا تحريره: أَنه كَانَ أحد الْعلمَاء المتوحدين فِي مَذْهَب الشَّافِعِي رَحمَه الله، وَكَانَ ذَا مقامات فِي النّظر، مطلعا على أسرار الْفِقْه ومكنونه، كَبِيرا فِي الْوَرع والزهادة وَالتَّقوى وَالْعِبَادَة، صينا، نزها، حسن الطَّرِيقَة، خشنها، جرت أُمُوره فِي أَحْكَامه على السداد والإصابة.
ولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد بعد وَفَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مئة، فَلم يزل على قَضَائِهِ مُسْتَقِيم الْأَمر فِيهِ، إِلَى أَن تنكر لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُقْتَدِي لأمر الله لشَيْء بلغه عَنهُ، فَمنع الشُّهُود من إتْيَان مَجْلِسه وقطعهم عَنهُ مُدَّة، فَكَانَ فِي تِلْكَ الْمدَّة يَقُول: أَنا لَا أنعزل مَا لم يحققوا عَليّ الْفسق، ثمَّ صلح لَهُ رَأْي أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَخلع عَلَيْهِ، وَأعَاد الشُّهُود إِلَى مَجْلِسه بأجمعهم، واستقامت أُمُوره كَمَا كَانَت أَولا، وَذَلِكَ فِي آخر شهر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَبَقِي على قَضَاء الْقُضَاة إِلَى أَن توفّي عَاشر شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة، وَدفن فِي تربة لَهُ عِنْد قبر أبي الْعَبَّاس ابْن سُرَيج الإِمَام، على بَاب قطيعة الْفُقَهَاء من كرخ بَغْدَاد، وَسُئِلَ عَن مولده فَقَالَ: ولدت سنة أَربع مئة بحماة، وَدخلت بَغْدَاد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع مئة، وَسمع الحَدِيث من: أبي الْقَاسِم ابْن بَشرَان، وَأبي عَمْرو العلاف، وَأبي الْحسن العتيقي، وَأبي مُحَمَّد الْخلال، وَأبي طَالب ابْن غيلَان، وَأبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي، وَغَيرهم.
روى عَنهُ كَثِيرُونَ، مِنْهُم: أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ، وَالْقَاضِي أَبُو عبد الله ابْن خَمِيس الْموصِلِي، وَأَبُو البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي، وَآخَرُونَ.
روينَا عَنهُ أَنه حضر عِنْده بعض الأتراك فَادّعى على خصم لَهُ، فَأنْكر، فَسَأَلَهُ: أَلَك شَاهِدَانِ؟ قَالَ: نعم، المشطب وَفُلَان، قَالَ القَاضِي الشَّامي: أما المشطب فَلَا أقبل شَهَادَته لِأَنَّهُ يلبس الْحَرِير، فَقَالَ التركي: وَالسُّلْطَان والوزير يلبسان الْحَرِير، فَقَالَ الشَّامي: وَلَو شَهدا عِنْدِي على باقة بقل مَا قبلت شَهَادَتهمَا. والمشطب هَذَا حَنَفِيّ من فحول المناظرين، ذُو جاه وَمَال، كَانَ يكون فِي عَسْكَر ملكشاه.
وَذكر السَّمْعَانِيّ عَمَّن حَدثهُ؛ أَن حَادِثَة وَقعت للسُّلْطَان ملكشاه، فَحمل قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي إِلَى دَار السُّلْطَان ليقضي فِي تِلْكَ الْحَادِثَة، فجَاء المشطب الفرغاني الإِمَام وَشهد للسُّلْطَان بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ الشَّامي على رُؤُوس الْخَلَائق: لَا أقبل شَهَادَته، قَالُوا: لم؟ قَالَ: لِأَنَّهُ فَاسق، وَكَانَ على المشطب ثوب حَرِير، فَخَجِلَ المشطب من ذَلِك، ورد الشَّامي إِلَى دَاره.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مَعْصُوم بن أبي ذَر الْفَقِيه المغربي يَقُول: دخل المشطب لشهاد ة على قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي، فَرَأى الشَّامي فِي أُصْبُعه خَاتمًا من ذهب، فَلَمَّا شهد رد شَهَادَته، فَلَمَّا خرج المشطب قَالَ: لَا أَدْرِي لأية عِلّة رد شهادتي، فَبلغ هَذَا القَوْل الشَّامي، فَقَالَ: قُولُوا لَهُ: كنت أَظن أَنَّك عَالم فَاسق، فَالْآن أَنْت جَاهِل فَاسق، أما تعرف أَنَّك تفسق بِاسْتِعْمَال الذَّهَب؟ !

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-