عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي السمعاني أبي سعد تاج الإسلام

تاريخ الولادة506 هـ
تاريخ الوفاة562 هـ
العمر56 سنة
مكان الولادةمرو - تركمانستان
مكان الوفاةمرو - تركمانستان
أماكن الإقامة
  • مرو - تركمانستان

نبذة

أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ الْحَافِظ البارع الْعَلامَة تَاج الْإِسْلَام عبد الْكَرِيم ابْن الْحَافِظ معِين الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن الْعَلامَة الْمُجْتَهد أبي المظفر مَنْصُور الْمروزِي. ولد سنة سِتّ وَخَمْسمِائة فِي شعْبَان. وعني بِهَذَا الشَّأْن ورحل إِلَى الأقاليم وَسمع من أبي عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي والطبقة وَبَلغت شُيُوخه سَبْعَة آلَاف شيخ.

الترجمة

أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ الْحَافِظ البارع الْعَلامَة تَاج الْإِسْلَام عبد الْكَرِيم ابْن الْحَافِظ معِين الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن الْعَلامَة الْمُجْتَهد أبي المظفر مَنْصُور الْمروزِي
ولد سنة سِتّ وَخَمْسمِائة فِي شعْبَان
وعني بِهَذَا الشَّأْن ورحل إِلَى الأقاليم وَسمع من أبي عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي والطبقة وَبَلغت شُيُوخه سَبْعَة آلَاف شيخ
وصنف الذيل على تَارِيخ الْخَطِيب تَارِيخ مرو أدب الطّلب الْإِمْلَاء والإستملاء مُعْجم الشُّيُوخ مُعْجم الْبلدَانِ الدَّعْوَات صَلَاة التَّسْبِيح الأمالي الْأَنْسَاب فَضَائِل الشَّام من كنيته أَبُو سعد وَغير ذَلِك مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن سِتّ وَخمسين سنة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الأَوْحَدُ الثِّقَةُ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أبو سعد عبد الكريم بن الإمام الحافظ الناقد أبي بكر محمد بن العَلاَّمَةِ مُفْتِي خُرَاسَانَ أَبِي المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، التميمي السمعاني الخراساني المَرْوَزِيُّ، صَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ الكَثِيْرَةِ.
وُلِدَ بِمَرْوَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِ مائَةٍ.
وَحضَّره أَبُوْهُ فِي الرَّابِعَةِ عَلَى مُسْنِدِ زَمَانِهِ عَبْدِ الغَفَّارِ بن مُحَمَّدٍ الشِّيْرَوِيّ، وَعُبَيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ القُشَيْرِيِّ، وَسَهْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ السُّبْعِيّ، وَطَائِفَة.
وَسَمِعَ بِاعْتنَاء أَبِيْهِ مِنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن الكراعي، والمحدث محمد بن عبد الواحد الدقاق.
وَتُوُفِّيَ الوَالِدُ وَأَبُو سَعْدٍ صَغِيْرٌ، فَكَفَلَهُ عَمُّه وَأَهْلُه، وَحُبِّب إِلَيْهِ الحَدِيْث، وَلاَزَمَ الطَّلَبَ مِنَ الحدَاثَةِ.
وَرَحَلَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ عَلَى رَأْسِ الثَّلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فَأَكْثَر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِيِّ، وَأَبِي المُظَفَّرِ بنِ القُشَيْرِيِّ، وَهِبَة اللهِ بنِ سَهْلٍ السَّيِّدِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي بَكْرٍ القارىء، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ زَعْبَل، وَزَاهِرِ بنِ طَاهِرٍ، وَأَخِيْهِ وَجِيهٍ، وَطَبَقَتِهِم.
وَتوجَّه إِلَى أَصْبَهَانَ، فَسَمِعَ الحُسَيْن بن عبد الملك الخلال، وسعيد ابن أَبِي الرَّجَاءِ، وَأُمَّ المُجْتَبَى فَاطِمَةَ، وَالمَوْجُوْدين، وَأَكْثَر عَنِ الحَافِظِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ.
وَبَادر إِلَى بَغْدَادَ، فَأَكْثَر عَنِ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ الأنصاري، وإسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَأَبِي مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَبْدِ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيِّ، وَأَبِي سَعْدٍ الزَّوْزَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
ثُمَّ حَجَّ، وَقَدِمَ دِمَشْق، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيِّ، وَالقَاضِي أَبِي المَعَالِي مُحَمَّد بن يَحْيَى القُرَشِيّ، وَالمَوْجُوْدين.
وَلاَ يُوْصَف كَثْرَةُ البِلاَدِ وَالمَشَايِخِ الَّذِيْنَ أَخَذَ عَنْهُم.
وَقَدْ أَلَّف كِتَاب التَّحْبِيْرِ فِي مُعْجَمِهِ الكَبِيْرِ، يكون ثلاث مجلدات.
فَسَمِعَ بِآمُلِ طَبَرِسْتَانَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ الفَضْل بن أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ أَحْمَدَ البَصْرِيِّ وَطَبَقَتِهِ.
وَبِأَبِيْوَرْدَ مِنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ الزُّهْرِيّ.
وَبإِسْفَرَايِيْنَ مِنْ طَلْحَةَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ القَاضِي حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ.
وَبِالأَنْبَارِ مِنْ يَحْيَى بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَخْضَر حَدَّثَهُ عَنِ الخَطِيْب الحَافِظ.
وَببُخَارَى مِنْ عُثْمَانَ بن عَلِيٍّ البِيْكَنْدِيّ وَعِدَّة.
وَبِبَرُوْجِرْدَ مِنَ القَاضِي أَبِي المُظَفَّرِ شَبِيْب بن الحُسَيْنِ، وَأَبِي تَمَّام إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ حَدَّثَاهُ عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيّ.
وَببِسْطَامَ مِنَ المُحَسِّنِ بنِ النُّعْمَانِ المُعَلِّم حَدَّثَهُ عَنْ طَاهِر الشَّحَّامِيّ.
وَبِالبَصْرَةِ مِنْ طَلْحَةَ بنِ عَلِيٍّ الشَّاهدِ رَوَى لَهُ عَنْ جَعْفَرٍ العَبَّادَانِيّ.
وَبِبَغْشُوْرَ مِنْ صَالِح بن أحمد بن مدوسة المقرىء وَغَيْرِهِ مِنْ "جَامِع التِّرْمِذِيّ".
وَبِبَلْخَ مِنَ القَاضِي عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ المَحْمُوْدِيِّ صَاحِب الوَخْشِيّ.
وَبِتِرْمِذَ مِنْ أَسَعْد بن عَلِيٍّ.
وَبِجُرْجَانَ مِنْ أَبِي عَامِرٍ سَعْدِ بنِ عَلِيٍّ العَصَّارِيِّ وَجَمَاعَةٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الوَاسِعِ الجُرْجَانِيِّ.
وَبِحَلَبَ مِنَ الرَّئِيْسِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْطَاكِيِّ.
وَبِحَمَاةَ مِنْ كَامِلِ بنِ عَلِيِّ بنِ سَالِمٍ السِّنْبِسِيِّ عَنْ أَبِيْهِ.
وَبِحِمْصَ مِنْ قَاضِيهَا أَبِي البَيَانِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّنُوْخِيِّ.
وَبِخَرْتَنْكَ عِنْد قَبْرِ البُخَارِيِّ مِنْ أَبِي شُجَاع عُمَر بن مُحَمَّدٍ البِسْطَامِيِّ.
وَبِخُسْروجِرْدَ مِنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الخُوَارِيّ صَاحِب البَيْهَقِيِّ.
وَبِخُوَارِ الرَّيِّ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَغَازِلِيّ، عَنْ أَبِي مَنْصُوْرٍ بن شَكْرُوَيْه.
وَبِالرَّحْبَةِ مِنَ الحَافِظ أَبِي سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ البَغْدَادِيّ.
وَبِالرَّيّ مِنَ القَاضِي أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الحَنَفِيّ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ كَثِيْرٍ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّلْت المُجْبِر.
وَبِسَاوَةَ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّازِيّ.
وَبِسَرَخْسَ مِنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّد بن مَحْمُوْدٍ الشُّجَاعِيِّ وَآخر قَالاَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِيِّ العَبْدُوْسِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَجَّاجِيّ، حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيّ.
وَبِسَمَرْقَنْدَ مِنَ الخَطِيْب أَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ نَصْرِ بنِ مَنْصُوْرٍ المَدِيْنِيّ حَدَّثَهُ عَنِ السَّيِّد أَبِي المَعَالِي مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَيْدٍ الحَافِظ.
وَبِسِمْنَانَ مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ العَالِم المُضَرِيّ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ الأَخْرَم.
وَبِسِنْجَارَ مِنَ القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ المُظَفَّرِ بنِ القَاسِمِ الشَّهْرُزُوْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ.
وَبِهَمَذَانَ وَهَرَاةَ وَالحَرَمَيْنِ وَالكُوْفَةِ وَطُوْسَ وَالكَرْخِ وَنَسَا وَوَاسِطَ وَالمَوْصِلِ وَنُهَاوَنْدَ وَالطَّالْقَانِ وَبُوْشَنْجَ وَالمَدَائِنِ، وَبِقَاعٍ يَطُول ذِكرُهَا بِحَيْثُ إِنَّهُ زَار القُدْس وَالخَلِيْل وَهُمَا بِأَيدِي الفِرَنْج، تحيل، وَخَاطر فِي ذَلِكَ، وَمَا تَهَيَّأَ ذَلِكَ لِلسِّلَفِيِّ وَلاَ لابْنِ عَسَاكِر.
ذكره أَبُو القَاسِمِ الحَافِظُ فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ، فَقَالَ: أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ الفَقِيْه الشَّافِعِيّ الحَافِظ الوَاعِظ الخَطِيْب ... إِلَى أَنْ قَالَ: سَمِعَ بِبلاَدٍ كَثِيْرَة، اجْتَمَعتُ بِهِ بِنَيْسَابُوْرَ وَبَغْدَاد وَدِمَشْق، وَعَاد إِلَى خُرَاسَانَ، وَدَخَلَ هَرَاةَ وَبَلخَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَهُوَ الآنَ شَيْخُ خُرَاسَان غَيْرَ مُدَافَعٍ، عَنْ صدقٍ وَمَعْرِفَةٍ وَكَثْرَةِ رِوَايَةٍ وَتَصَانِيفَ، سَمِعَ بِبلاَدٍ كَثِيْرَةٍ، وَحصَّل النُّسخ الكَثِيْرَة، وَكَتَبَ عَنِّي، وَكَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ مُتَصَوِّناً عَفِيْفاً حَسَنَ الأَخلاَقِ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ الشِّيْرَوِيّ.. فَذَكَر مِنْ "جُزءِ ابْنِ عُيَيْنَةَ" حَدِيْثَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ? وَرَوَاهُ مَعَهُ ابْنُه أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِم. ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاته.
حَدَّثَ أَيْضاً عَنْ أَبِي سَعْدٍ: وَلدَاهُ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْد الرَّحِيْمِ وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو رَوْحٍ عَبْد المُعِزِّ بن مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، وَأَبُو الضَّوْء شِهَابٌ الشذِيَانِي، وَالافتخَارُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْد المُطَّلِبِ الحَلَبِيّ الحَنَفِيّ، وَعَبْد الوَهَّابِ بن سُكَيْنَة، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن مَنِيْنَا، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: نَقُلْتُ أَسْمَاء تَصَانِيْفه مِنْ خطِّه: "الذَّيل" عَلَى "تَارِيْخ الخَطِيْبِ" أَرْبَع مائَة طَاقَةٍ، "تَارِيخ مَرْو" خمس مائة طاقة، "معجم البُلْدَانِ" خَمْسُوْنَ طَاقَةً، "مُعْجَم شُيُوْخِه" ثَمَانُوْنَ طَاقَةً، "أَدب الطَّلَبِ" مائَة وَخَمْسُوْنَ طَاقَةً، "الإِسفَار عَنِ الأَسفَار" خَمْس وَعِشْرُوْنَ طَاقَةً، "الإِملاَء وَالاستملاَءُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "تُحْفَة المُسَافِرِ" مائَة وَخَمْسُوْنَ طَاقَةً، "الهديَة" خَمْس وَعِشْرُوْنَ طَاقَةً، "عِزُّ العُزلَةِ" سَبْعُوْنَ طَاقَةً، "الأَدب وَاسْتعمَال الْحسب" خَمْس طَاقَاتٍ، "المَنَاسِكُ" سِتُّوْنَ طَاقَةً، "الدعوَات" أَرْبَعُوْنَ طَاقَةً، "الدعوَات النَّبَوِيَّةُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "دُخُوْل الحَمَّامِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "صَلاَة التّسبيح" عشر طَاقَاتٍ، "تُحْفَة العِيْد" ثَلاَثُوْنَ طَاقَةً "التّحَايَا" سِتُّ طَاقَاتٍ، "فَضلُ الدِّيكِ" خَمْسُ طَاقَاتٍ، "الرَّسَائِل وَالوَسَائِلُ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةًُ، "صَوْمُ الأَيَّامِ البِيْضِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "سُلوَة الأَحبَابِ" خَمْس طَاقَاتٍ، "فَرطُ الغرَام إِلَى سَاكنِي الشَّامِ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "مقَام العُلَمَاء بَيْنَ يَدِي الأُمَرَاءِ" إِحْدَى عَشْرَةَ طَاقَةً "المُسَاوَاة وَالمُصَافحَةُ" ثَلاَثَ عَشْرَةَ طَاقَةً، "ذِكرَى حَبِيْب رَحل وَبُشرَى مَشيبٍ نَزَل" عِشْرُوْنَ طَاقَةً، "التَّحْبِيْر فِي المُعْجَم الكبير" ثلاث مائة طاقة، "الأمالي" له مائةا طَاقَةٍ، خَمْس مائَة مَجْلِسٍ، "فَوَائِد الموَائِد" مائَةُ طَاقَةٍ، "فَضل الهِرِّ" ثَلاَث طَاقَاتٍ، "رُكُوْب البَحْر" سَبْع طَاقَاتٍ، "الهرِيسَة" ثَلاَث طَاقَاتٍ، "وَفِيَّاتُ المُتَأَخِّرِيْنَ" خَمْسَ عَشْرَةَ طَاقَةً، كِتَاب "الأَنسَاب" ثَلاَث مائَةٍ وخمسون طاقة، "الأمالي" ستون طاقة، "بخار بَخُورِ البُخَارِيّ" عِشْرُوْنَ طَاقَةً، "تَقَدِيْم الجِفَانِ إِلَى الضِّيفَانِ" سَبْعُوْنَ طَاقَةً، "صَلاَةُ الضُّحَى" عشرُ طَاقَاتٍ، "الصِّدْقُ فِي الصَّدَاقَةِ"، "الرِّبحُ فِي التِّجَارَةِ"، "رَفعُ الارتيَابِ عَنْ كِتَابَةِ الكِتَابِ" أَرْبَع طَاقَاتٍ، "النُزوعُ إِلَى الأَوطَانِ" خَمْس وَثلاَثُوْنَ طَاقَةً، "تَخفِيف الصَّلاَةِ" فِي طَاقَتَيْنِ، "لَفتَةُ المُشتَاق إِلَى سَاكنِي العِرَاقِ" أَرْبَع طَاقَاتٍ، "مَنْ كُنيَتُهُ أَبُو سَعْدٍ" ثلاَثُوْنَ طَاقَةً، "فَضلُ الشَّامِ" فِي طَاقَتَيْنِ، "فَضل يس" فِي طَاقَتَيْنِ.
قُلْتُ: وَانتخبَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشَايِخِهِ، وَخَرَّجَ لِوَلَدِهِ أَبِي المُظَفَّرِ "مُعْجَماً" فِي مُجَلَّدٍ كَبِيْرٍ.
وَكَانَ ظَرِيفَ الشَّمَائِل، حُلوَ المذَاكرَةِ، سَرِيعَ الفَهْمِ، قَوِيَّ الكِتَابَة سَرِيعَهَا، درَّس وَأَفتَى وَوعظ، وَسَاد أَهْل بَيْتِهِ، وَكَانُوا يُلَقِّبُونه بِلَقَب وَالِده تَاجِ الإِسْلاَمِ، وَكَانَ أَبُوْهُ يُلَقَّبُ أَيْضاً مُعِيْنَ الدِّيْنِ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: سَمِعْتُ مَنْ يذكر أَن عدد شُيُوْخ أَبِي سَعْدٍ سَبْعَةُ آلاَف شَيْخ. قَالَ: وَهَذَا شَيْء لَمْ يَبلُغْه أَحَد، وَكَانَ مَليحَ التَّصَانِيْف، كَثِيْرَ النشوَارِ وَالأَنَاشيدِ، لَطيفَ المِزَاجِ، ظَرِيفاً، حَافِظاً، وَاسِعَ الرِّحلَةِ، ثِقَةً صَدُوْقاً دَيِّناً، سَمِعَ مِنْهُ مَشَايِخُهُ وَأَقرَانُهُ.
قُلْتُ: حَكَى أَبُو سَعْدٍ فِي "الذَّيلِ" أن شيخه قاضي المرستان رأى مَعَهُ جُزْءاً قَدْ سَمِعَهُ مِنْ شَيْخِ الكُوْفَةِ عُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ الزَّيْدِيّ. قَالَ: فَأَخَذَهُ، وَنَسخَهُ، وَسَمِعَهُ مِنِّي.
قُلْتُ: رَأَيْتُ ذَلِكَ الجُزْء بِخَطِّ القَاضِي أَبِي بَكْرٍ.
وَالطَّاقَةُ يُخَالُ إِلَيَّ أَنَّهَا الطَّلحيَّةُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ قِرَاءةً عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الغَفَّارِ بن مُحَمَّد حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ الأَصَمّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ? قَالَ: "وَمَا أَعددتَ لَهَا"؟. فلم يذكر كبيرًا إلَّا أن يُحبّ الله وَرَسُوْله، قَالَ: "فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَدْ مَرَّ أَنَّ الحَافِظ أَبَا القَاسِمِ وَابْنه المُحَدِّث بَهَاء الدِّيْنِ رويَاهُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ، وَقَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ جَمَاعَة سَمِعُوْهُ مِنْ جَمَاعَة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ. وَسَمِعنَاهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْت عِيْسَى، عَنْ جَدِّهَا الفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الكَامخِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ.. فَذَكَرَهُ.
مَاتَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ فِي مستهل ربيع الأول، سنة اثنتين وستين وَخَمْس مائَة بِمَرْوَ وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ مُسْنِدُ وَقتِهِ عَبْد الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل بِهَرَاةَ، وَمُحَدِّثُ مَا ورَاء النَّهْر الإِمَامُ أَبُو شُجَاعٍ عُمَر بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ البَلْخِيُّ، وَمُسْنِدُ بَغْدَادَ أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَيَّانِ اللَّحَّاسُ، وَمُسْنِدُ أَصْبَهَانَ بَلِ الدنيا الرئيس مسعود بن الحسن بن الرَّئِيْس أَبِي عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيّ عَنْ مائَة عَامٍ، وَمُسْنِدُ العِرَاق أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ هِلاَلٍ الدَّقَّاقُ فِي عَشْرِ المائَةِ، وَعَالِمُ سِجِسْتَانَ أَبُو عَرُوْبَةَ عَبْدُ الهَادِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَأْمُوْنٍ، وَعَالِمُ دِمَشْقَ جَمَالُ الأَئِمَّة عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ ابْنُ المَاسِحِ، وَخَطِيبُ دِمَشْق أَبُو البركات الخضر ابن شِبْلِ بنِ عَبْدٍ الحَارِثِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كُنْت أَنسخُ بِجَامِع بُرُوْجِرْدَ، فَدَخَلَ شَيْخٌ رَثُّ الهَيْئَة، ثُمَّ قَالَ: أَيشٍ تَكتب? فَكَرِهت جَوَابه، وَقُلْتُ: الحَدِيْثَ. فَقَالَ: كَأَنَّك طَالب حَدِيْث? قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ? قُلْتُ: مَنْ مَرْوَ. قَالَ: عَمَّنْ يَرْوِي البُخَارِيُّ مِنْ أَهْلِهَا? قُلْتُ: عَنْ عَبْدَانَ وَصَدَقَةَ بنِ الفَضْلِ وَعَلِيِّ ابن حُجْرٍ. فَقَالَ: مَا اسْمُ عَبْدَان? فَقُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ. فَقَالَ: وَلِمَ قِيْلَ لَهُ: عَبْدَانُ? فَتوقفتُ، فَتبسَّمَ، وَنظرتُ إِلَيْهِ بعينٍ أُخْرَى، وقلت: يَذْكُرُ الشَّيْخ. فَقَالَ: كُنْيَتُه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَاجْتَمَعَ فِي اسْمِهِ وَفِي كُنْيَتِهِ العَبْدَانِ، فَقِيْلَ: عَبْدَانُ. فَقُلْتُ عَمَّنْ? قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ طَاهِرٍ يَقولُه. وَإِذَا هُوَ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ العَلاَءِ البُرُوْجِرْدِيُّ، فَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّوْنِيّ وَطَائِفَة.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبو سعد:
مؤرخ رحالة من حفاظ الحديث. مولده ووفاته بمرو. رحل إلى أقاصي البلاد، ولقي العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم، وأخذوا عنه. نسبته إلى سمعان (بطن من تميم) . من كتبه، " الأنساب - ط " و " تاريخ مرو " يزيد على عشرين جزءا، و " تذييل تاريخ بغداد، لخطيب " له مختصر مخطوط، و " تاريخ الوفاة، لمتأخرين من الرواة " و " الأمالي " لعله " أدب الإملاء والاستملاء - ط " في ليدن؟ و " التحبير في المعجم الكبير - خ " ينقص أوراقا قليلة من أوله ومن آخره اقتنيت تصويره. و" فرط الغرام إلى ساكني الشام " ثمانية أجزاء، و " تبيين معادن المعاني - خ " في لطائف القرآن الكريم .
-الاعلام للزركلي-

 

 

أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي
تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي الشافعي صاحب كتاب الذيل لتاريخ بغداد وتاريخ مرو وطراز المذهب في آداب الطلب وكتاب الأنساب وتحفة المسافر والمناسك والتحبير في المعجم الكبير والأمالى وغير ذلك توفي في غرة ربيع الأول سنة 662 كذا في الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمجير الدين الحنبلى وكتاب الأنساب للسمعاني الذي نقلنا عنه في كتابنا كثيرًا كتاب نفيس جامع لذكر البلاد الواسعة والديار الشاسعة والقرى المعروفة والقبائل المشهورة مع ضبطها وتراجم من نسب إليها وقد طالعته بتمامه وانتفعت به ولعمري لم يصنف في الإسلام مثله ومع ذلك هو قابل لأن يزاد عليه ويضم ما فاته إليه وسيأتي ذكر نسبة السمعاني وتراجم والده وأعمامه وجده عند ترجمة والد جده محمد بن عبد الجبار السمعاني وفي مرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة 572 فيها توفي تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم السمعاني ذكره الشيخ عز الدين أو الحسن على بن الأثير الجزري في مختصره فقال كان السمعاني واسطة عقد البيت السمعاني وعينهم الباصرة ويدهم الناصرة إليه انتهت رياستهم وبه كملت سيادتهم رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها وإلى ما وراء النهر وسائر بلاد خراسان وإلى قومس وأصبهان وهمدان وبلاد الجبال والعراق والحجاز والموصل والجزيرة والشام وغيرها ولقى العلماء وجالسهم وأخذ عنهم واقتدى بأفعالهم وروى عنهم وكانت عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف وكان حافظًا ثقة مكثرًا واسع العلم كثير الفضائل ظريفًا لطيفًا وصنف التصانيف الحسنة من ذلك تذييل تاريخ بغداد الذي صنفه أبو بكر الخطيب نحو خمسة عشر مجلدًا وتاريخ مرو يزيد على عشرين مجلدًا والأنساب نحو ثمان مجلدات وهو الذي اختصره عن الدين بن الأثير الجزرى واستدرك عليه في ثلاث مجلدات وكانت ولادته يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة 506 انتهى.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

تاج الاسلام، أبو سعد، ويقال: أبو سعيد، عبد الكريم بن أبي بكر، محمدِ بن أبي المظفر، منصور بن محمد التميميُّ السمعانيُّ المروزيُّ، الفقيه الشافعي الحافظ.
ذكره الشيخ عز الدين أبو الحسن عليُّ بن الأثير الجزريُّ، في أول "مختصره"، فقال: كان أبو سعد واسطة عِقد البيت السمعاني، وعينَهم الباصرة، ويدهم الناصرة، وإليه انتهت رئاستهم، وبه كملت سيادتهم.
رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، وسافر إلى ما وراء النهر، وسائر بلاد خراسان عدةَ دفعات، ولقي العلماء، وأخذ عنهم، وجالسهم، وروى عنهم، واقتدى بأفعالهم الجميلة، وآثارهم الحميدة، وكان عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف شيخ، وصنف التصانيف الحسنة الغزيرة الفائدة.
كانت ولادته سنة 506، وتوفي بمرو سنة 562.
وكان أبوه إمامًا فاضلًا، محدثًا حافظًا، فقيهًا شافعيًا، وله "الإملاء" الذي لم يسبق مثله، تكلم على المتون والأسانيد، وأبان مشكلاتها.
وكان جده المنصور إمام عصره بلا مدافعة، أقر له بذلك الموافق والمخالف، وكان حنفي المذهب، فحج في سنة 462، وظهر له بالحجاز مقتضى انتقاله إلى مذهب الإمام الشافعي، فلما عاد إلى مرو، لقي بسبب انتقاله محنًا وتعصبًا شديدًا، فصبر على ذلك، وصار إمامَ الشافعية بعد ذلك، يدرِّس ويفتي، وجمع في الحديث ألف حديث عن مائة شيخ، وتكلم عليها فأحسن، وله وعظ مشهور بالجودة.
توفي سنة 489 بمرو، ومولده سنة 426. وسمعان: بطن من تميم.
وكان لأبي سعد عبد الكريم ولدٌ يقال له أبو المظفر عبدُ الرحيم، بكر به والدُه في سماع الحديث، وطاف في بلاد خراسان وما وراء النهر، وأسمعه الحديث، وحصل له النسخ، وجمع له معجمًا لمشايخه في ثمانية عشر جزءًا، وعوالي في مجلدين ضخمين، وحدَّث بالكثير، ورحل إليه الطلاب، وكان محترمًا في بلاده.
مولده سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بنيسابور، وتوفي بمرو ما بين سنة أربع عشرة وست مئة - رحمه الله تعالى -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الْحَافِظ أَبُو سعد بن الإِمَام أبي بكر بن الإِمَام أبي المظفر ابْن الإِمَام أبي مَنْصُور بن السَّمْعَانِيّ
تَاج الْإِسْلَام بن تَاج الْإِسْلَام
مُحدث الْمشرق وَصَاحب التصانيف المفيدة الممتعة والرياسة والسؤدد والأصالة
قَالَ مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ بَيته أرفع بَيت فِي بِلَاد الْإِسْلَام وأعظمه وأقدمه فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والأمور الدِّينِيَّة قَالَ وأسلاف هَذَا الْبَيْت وأخلافه قدوة الْعلمَاء وأسوة الْفُضَلَاء الْإِمَامَة مدفوعة إِلَيْهِم والرياسة مَوْقُوفَة عَلَيْهِم تقدمُوا على أَئِمَّة زمانهم فِي الْآفَاق بِالِاسْتِحْقَاقِ وترأسوا عَلَيْهِم بِالْفَضْلِ وَالْفِقْه لَا بالبذل والوقاحة انْتهى
ولد فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة سِتّ وَخَمْسمِائة بمرو وَحمله وَلَده الإِمَام أَبُو بكر إِلَى نيسابور سنة تسع وأحضره السماع عَليّ عبد الْغفار الشيروي وَأبي الْعَلَاء عبيد بن مُحَمَّد الْقشيرِي وَجَمَاعَة وَكَانَ قد أحضرهُ بمرو على أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عَليّ الكراعي وَغَيره ثمَّ مَاتَ أَبوهُ سنة عشر وَأوصى إِلَى الإِمَام إِبْرَاهِيم الْمَرْوذِيّ صَاحب التعليقة فتفقه أَبُو سعد عَلَيْهِ وتهذب بأخلاقه وتربى بَين أَعْمَامه وَأَهله فَلَمَّا راهق أقبل على الْقُرْآن وَالْفِقْه وعني الحَدِيث وَالسَّمَاع واتسعت رحلته فعمت بِلَاد خُرَاسَان وأصبهان وَمَا وَرَاء النَّهر وَالْعراق والحجاز وَالشَّام وطبرستان وزار بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ بأيدي النَّصَارَى وَحج مرَّتَيْنِ
سمع بِنَفسِهِ من الفراوي وزاهر الشحامي وَهبة الله السيدي وَتَمِيم الْجِرْجَانِيّ وَعبد الْجَبَّار الخواري وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ وَعبد الْمُنعم بن الْقشيرِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الْقَزاز وخلائق يطول سردهم
وَألف مُعْجم الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا وَعَاد إِلَى وَطنه بمرو سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَتزَوج وَولد لَهُ أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم فَرَحل بِهِ إِلَى نيسابور ونواحيها وهراة ونواحيها وبلخ وسمرقند وبخارى وَخرج لَهُ معجما ثمَّ عَاد بِهِ إِلَى مرو وَألقى عَصا السّفر بَعْدَمَا شقّ الأَرْض شقا وَأَقْبل على التصنيف والإملاء والوعظ والتدريس
قَالَ ابْن النجار سَمِعت من يذكر أَن عدد شُيُوخه سَبْعَة آلَاف شيخ وَهَذَا شَيْء لم يبلغهُ أحد
سمع مِنْهُ جمَاعَة من مشايخه وأقرانه
وروى عَنهُ الْحَافِظ الْأَكْبَر أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْنه الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَعبد الْعَزِيز بن منينا وَأَبُو روح عبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَابْنه أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بن السَّمْعَانِيّ ويوسف بن الْمُبَارك الْخفاف وَآخَرُونَ
عَاد بعد مَا دوخ الأَرْض سفرا إِلَى بَلَده مرو وَأقَام مشتغلا بِالْجمعِ والتصنيف والتحديث والتدريس بِالْمَدْرَسَةِ العميدية وَنشر الْعلم إِلَى أَن توفّي إِمَامًا من أَئِمَّة الْمُسلمين فِي كثير من الْعُلُوم أَمسهَا بِهِ الحَدِيث على اخْتِلَاف فنونه
وَمن تصانيفه الذيل فِي أَرْبَعمِائَة طَاقَة
تَارِيخ مرو وَكتب مِنْهُ خَمْسمِائَة طَاقَة
طراز الذَّهَب فِي أدب الطّلب مائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة
الْإِسْفَار عَن الْأَسْفَار خمس وَعِشْرُونَ طَاقَة
الْإِمْلَاء والاستملاء خمس عشرَة طَاقَة
التَّذْكِرَة والتبصرة مائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة
مُعْجم الْبلدَانِ خَمْسُونَ طَاقَة
مُعْجم الشُّيُوخ ثَمَانُون طَاقَة
تحفة الْمُسَافِر مائَة وَخَمْسُونَ طَاقَة
التحف والهدايا خمس وَعِشْرُونَ طَاقَة
عز الْعُزْلَة سَبْعُونَ طَاقَة
الْأَدَب فِي اسْتِعْمَال الْحسب خمس طاقات
الْمَنَاسِك سِتُّونَ طَاقَة
الدَّعْوَات الْكَبِيرَة أَرْبَعُونَ طَاقَة
الدَّعْوَات المروية عَن الحضرة النَّبَوِيَّة خمس عشرَة طَاقَة
الْحَث على غسل الْيَد خمس طاقات
أفانين الْبَسَاتِين خمس عشر طَاقَة
دُخُول الْحمام خمس عشرَة طَاقَة 
وَكَانَ هذب فِيهِ كتاب أَبِيه أبي بكر فِي دُخُول الْحمام
فَضَائِل صَلَاة التَّسْبِيح عشر طاقات
التحبير فِي المعجم الْكَبِير ثَلَاثمِائَة طَاقَة
الْأَنْسَاب ثَلَاثمِائَة طَاقَة وَخَمْسُونَ
الأمالي سِتُّونَ طَاقَة
صَلَاة الصُّبْح عشر طاقات
الْمُسَاوَاة والمصافحة
مقَام الْعلمَاء بَين يَدي الْأُمَرَاء
لفتة المشتاق إِلَى سَاكِني الْعرَاق
سلوة الأحباب وَرَحْمَة الْأَصْحَاب
الأخطار فِي ركُوب الْبحار
النُّزُوع إِلَى الأوطان
صَوْم الْأَيَّام الْبيض
تحفة الْعِيدَيْنِ
التحايا والهدايا
الرسائل والوسائل لم تكمل
فَضَائِل الديك
ذكرى حبيب يرحل وبشرى مشيب ينزل
كتاب الْحَلَاوَة
فَضَائِل الْهِرَّة
الهريسة
تَارِيخ الْوَفَاة للمتأخرين من الروَاة
بخار بخور البخارى
تَقْدِيم الجفان إِلَى الضيفان
الصدْق فِي الصداقة
الرِّبْح والخسارة فِي الْكسْب وَالتِّجَارَة
الارتياب عَن كِتَابَة الْكتاب
حث الإِمَام على تَخْفيف الصَّلَاة مَعَ الْإِتْمَام
فرط الغرام إِلَى سَاكِني الشَّام
الشد وَالْعد لمن اكتنى بِأبي سعد
فَضَائِل سُورَة يس
فَضَائِل الشَّام وَغير ذَلِك من التصانيف والتخاريج
ذكره صَاحِبَة ورفيقه الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر واثنى عَلَيْهِ وَقَالَ هُوَ الْآن شيخ خُرَاسَان غير مدافع عَن صدق وَمَعْرِفَة وَكَثْرَة سَماع للأجزاء وَكتب مصنفة وَالله يبقيه لنشر السّنة ويوفقه لأعمال أهل الْجنَّة
توفّي الْحَافِظ أَبُو سعد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة غرَّة ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِمَدِينَة مرو وَدفن بسنجدان مَقْبرَة مرو
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي