مصطفى بن احمد
ابن الوفاء
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 796 و 896 هـ |
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الشَّيْخ مصلح الدّين مصطفى بن احْمَد الشهير بِابْن الْوَفَاء
وَقد كتب على ظهر بعض كتبه هَكَذَا كتبه الْفَقِير مصطفى بن احْمَد الصدري القنوي الْمَدْعُو بوفاء اخذ التصوف اولا عَن الشَّيْخ مصلح الدّين الشهير بامام الدباغين وَقد مر ذكره الشريف ثمَّ انْتقل بِأَمْر مِنْهُ الى خدمَة الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الْمَقْدِسِي وأكمل عِنْده الطَّرِيقَة وَأَجَازَهُ للارشاد وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى جَامعا للعلوم الظَّاهِرَة والباطنة وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْعُلُوم الظَّاهِرَة كلهَا وكل مَا شرع هُوَ فِيهِ كَانَ لَهُ شَأْن عَظِيم من التَّصَرُّفَات الفائقة وَكَانَ عَارِفًا بِعلم الوفق وَظَهَرت لَهُ ببركته تَصَرُّفَات عَظِيمَة وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعلم الموسيقى وَكَانَت لَهُ بلاغة عَظِيمَة فِي الشّعْر والانشاء وَكَانَ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة وَيقْرَأ خطبا بليغة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس ويختار الْخلْوَة على الصُّحْبَة وَلَا يخرج الا فِي اوقات معينه وَكَانَ يزدحم الاكابر على بَابه وَلَا يخرج اليهم قبل وقته وَكَانَ لَا يلْتَفت الى ارباب الدُّنْيَا ويؤثر صُحْبَة الْفُقَرَاء وَقصد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ان يجْتَمع مَعَه فَلم يرض بذلك وَقصد السُّلْطَان بايزيد خَان ايضا الِاجْتِمَاع مَعَه فَلم يرض بذلك ايضا فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخ حضر السُّلْطَان بايزيد خَان جنَازَته فَأمر بكشف وَجهه لينْظر وَجهه الْمُبَارك اشتياقا لرُؤْيَته فَقَالُوا لَهُ انه غير مَشْرُوع فأصر على ذَلِك وكشف عَن وَجهه فَنظر اليه فَكَانَ يغلب على ظَاهره الْجلَال وَمَعَ ذَلِك كَانَ عِنْد صحبته مَعَ اللطف وَالْجمال وَكَانَ تشْتَمل كَلِمَاته على الحكم من جُمْلَتهَا أَنه سُئِلَ يَوْمًا عَن قَول ابْن الْعَرَبِيّ فِي حق فِرْعَوْن انه مَاتَ طَاهِرا ومطهرا فَأجَاب بِأَنَّهُ ليته كَانَ يشْهد لي بِمثل هَذَا رجلَانِ من الْمُؤمنِينَ وَسُئِلَ يَوْمًا عَن قَول الْمَنْصُور انا الْحق فَقَالَ كَيفَ يعْمل وَلم يسوغ لنَفسِهِ ان يَقُول انا الْبَاطِل وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى حَنَفِيّ الْمَذْهَب الا انه كَانَ يجْهر بالبسملة فِي الصَّلَاة الجهرية وَيجْلس فِيهَا للاستراحة فانكر عَلَيْهِ الْعلمَاء لذَلِك بناءعلى انه لَا يَصح خلط الْمذَاهب واجاب عَنهُ الْمولى سِنَان باشا وَقَالَ لَعَلَّه ادى اجْتِهَاده الى ذَلِك فِي السمئلتين المذكورتين وَقَالُوا هَل يُمكن مِنْهُ الِاجْتِهَاد فَقَالَ نعم انا اشْهَدْ بِأَن شَرَائِط الِاجْتِهَاد مَوْجُودَة فِيهِ فقبلوا شَهَادَته وَلم يتَعَرَّضُوا لَهُ ثمَّ ان السُّلْطَان بايزيدخان لما اراد ان يُزَوّج بنته لوَاحِد من امرائه التمس ان يكون عقد النِّكَاح عِنْد حَضْرَة الشَّيْخ الْمَذْكُور تبركا بِهِ وَأرْسل اليه اربعين الف دِرْهَم فَلم يقبل الشَّيْخ وَقَالَ ان الشَّيْخ محيي الدّين القوجوي فَقير وَنَفسه مبارك احملوه اليه فَحَمَلُوهُ اليه وعقدوا النِّكَاح بَين يَدَيْهِ وَقَالُوا لَهُ فِي بعض ايام الرّبيع ان الزَّمَان قد طَابَ بآثار الرّبيع ونلتمس مِنْكُم ان تخْرجُوا الى صحن الْجَامِع لتنظروا الى آثَار رَحْمَة الله تَعَالَى فَقَالَ اصْبِرُوا الْيَوْم آكل اللَّيْلَة لقْمَة وَاحِدَة زَائِدَة على الْمُعْتَاد كي استطيع ان اخْرُج الى صحن الْجَامِع وَمن جملَة مناقبه ان الشَّيْخ مصلح الدّين القوجوي لما قدم قسطنطينية ارسل اليه الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء من عِنْده من المريدين ليتبركوا بزيارته فَذَهَبُوا اليه وقبلوا يَده وَكَانَ من عَادَة الشَّيْخ الْمَذْكُور انه اذا قبل اُحْدُ يَدَيْهِ كَانَ يغسل يَده وَكَانَ من جملَة المريدين الشَّيْخ ولي الدّين فَلَمَّا قبل هُوَ يَد الشَّيْخ الْمَذْكُور لم يغسل يَده وَحكى الشَّيْخ ولي الدّين الْمَذْكُور وَقَالَ حصل لي من هَذِه الْجِهَة غرور عَظِيم قَالَ فَلَمَّا اتينا الى الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء حكينا الْقِصَّة عَلَيْهِ قَالَ فَقلت وَلَكِنِّي قبلت يَده وَلم يغسلهَا قَالَ وَلما رأى الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء مني الْبَهْجَة وَالسُّرُور من هَذِه الْجِهَة قَالَ كَيفَ يغسلهَا وَقد وَجب قطعهَا قَالَ الشَّيْخ ولي الدّين الْمَذْكُور وَلم يفتح لي بَاب التصوف الا بِهَذِهِ الْكَلِمَة وَمن جملَة مناقبه ايضا انه قيل لَهُ جَاءَ رجل الى الْبَلَد مِمَّن يقدر على جر الاثقال يحمل كَذَا وَكَذَا قِنْطَارًا من الْحجر قَالَ الشَّيْخ حمل ابريق الْوضُوء اصعب مِنْهُ وَلَقَد اصاب فِي الْجَواب لِأَن فِي حمل هَذَا الْحجر الثقيل حَظّ النَّفس فيهون عَلَيْهَا وَفِي حمل ابريق الْوضُوء مُخَالفَة النَّفس فَيكون اصعب مِنْهُ وَله مَنَاقِب كَثِيرَة لَا يُمكن شرحها الا فِي مجلدة مُسْتَقلَّة ثمَّ انه سَافر لِلْحَجِّ من طَرِيق الْبَحْر فَأَخَذته النَّصَارَى وحبسوه فِي قلعة رودس وَاشْتَرَاهُ مِنْهُم الامير إِبْرَاهِيم بك ابْن قرامان ثمَّ توطن بِمَدِينَة قسطنطينية وَله فِيهَا زَاوِيَة وجامع وقبره قُدَّام الْجَامِع وَهُوَ مَشْهُور يزار ويتبرك بِهِ وَكَانَت وَفَاته قدس سره الْعَزِيز فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ المؤرخ فِي تَارِيخ وَفَاته الى رَحْمَة ربه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.