عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري الهروي

أبي إسماعيل

تاريخ الولادة396 هـ
تاريخ الوفاة481 هـ
العمر85 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • هراة - أفغانستان
  • خراسان - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز

نبذة

شيخ الْإِسْلَام الْحَافِظ الإِمَام الزَّاهِد أَبُو إِسْمَاعِيل عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر بن مَنْصُور بن مت الْأنْصَارِيّ الْهَرَوِيّ من ذُرِّيَّة أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة وَسمع أَبَا الْفضل الجارودي وخلقاً وصنف ذمّ الْكَلَام ومنازل السائرين وَالْأَرْبَعِينَ وَكَانَ إِمَامًا متقنا قَائِما بنصر السّنة ورد المبتدعة قَالَ ابْن طَاهِر وسمعته يَقُول بهراة عرضت على السَّيْف خمس مَرَّات لَا يُقَال لي ارْجع عَن مذهبك وَلَكِن يُقَال لي اسْكُتْ عَمَّن خالفك فَأَقُول لَا أسكت وسمعته يَقُول أحفظ اثْنَي عشر ألف حَدِيث أسردها سرداً

الترجمة

شيخ الْإِسْلَام الْحَافِظ الإِمَام الزَّاهِد أَبُو إِسْمَاعِيل عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر بن مَنْصُور بن مت الْأنْصَارِيّ الْهَرَوِيّ
من ذُرِّيَّة أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ
ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة
وَسمع أَبَا الْفضل الجارودي وخلقاً وصنف ذمّ الْكَلَام ومنازل السائرين وَالْأَرْبَعِينَ
وَكَانَ إِمَامًا متقنا قَائِما بنصر السّنة ورد المبتدعة قَالَ ابْن طَاهِر وسمعته يَقُول بهراة عرضت على السَّيْف خمس مَرَّات لَا يُقَال لي ارْجع عَن مذهبك وَلَكِن يُقَال لي اسْكُتْ عَمَّن خالفك فَأَقُول لَا أسكت وسمعته يَقُول أحفظ اثْنَي عشر ألف حَدِيث أسردها سرداً
وَقَالَ غَيره كَانَ حَافِظًا للْحَدِيث بارعاً فِي اللُّغَة آيَة فِي التصوف والوعظ
آخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْفَتْح نصر بن سيار

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

 

 

عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، أبو إسماعيل:
شيخ خراسان في عصره. من كبار الحنابلة. من ذرية أبي أيوب الأنصاري. كان بارعا في اللغة، حافظا للحديث، عارفا بالتأريخ والأنساب. مظهرا للسنّة داعيا إليها. امتحن وأوذي وسمع يقول: " عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت! "
من كتبه " ذم الكلام واهله - خ " و " الفاروق في الصفات " وكتاب " الأربعين " في التوحيد، و " الأربعين " في السنة، و " منازل السائرين - ط " و " سيرة الإمام أحمد بن حنبل " في مجلد .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

عبد الله بن محمد بنِ أحمدَ، الهرويُّ، الأنصاريُّ، الحافظُ، الصوفيُّ، الواعظُ، شيخُ الإسلام أبو إسماعيل.
ولد في شعبان سنة 396، سمع الحديث بهراة، وصحب الشيوخ، وتأدب بهم، وأملى الحديث سنين، وصنف التصانيف، منها: كتاب "ذم الكلام"، وكتاب "منازل السائرين"، و"تفسير القرآن" بالفارسية. وكان ذا أحوال وكرامات ومجاهدات، شديدَ القيام في نصر السنة والذبِّ عنها، والقمعِ لمن خالفها، وجرى له بسبب ذلك محن عظيمة.
وكان شديد الانتصار والتعظيم لمذهب الإمام أحمد، يقول: مذهب أحمد أحمدُ مذهب. وأنشد على المنبر بهراة في يوم مجلسه:
أَنا حنبليٌّ ما حَييتُ وإنْ أَمُتْ ... فوَصِيَّتِي للناسِ أن يتحنبلوا
وقال: عرضت على السيف خمسَ مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. واجتمع أئمة الفريقين من أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة، وطلبوا المناظرة معًا، فقال: أناظر على ما في كمي، فقالوا: وما في كمك؟ قال: كتاب الله - وأشار إلى كمه اليمين -، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشار إلى كمه اليسار -، وكان فيه الصحيحان، فنظر السلطان إلى القوم كالمستفهم لهم، فلم يكن فيهم من يمكنه أن يناظره من هذا الطريق.
قال ابن رجب: وكان شيخ الإسلام الهرويُّ مشهورًا في الآفاق بالحنبلية، والشدة في السنة؛ وكان آية في التفسير، وحفظ الحديث، ومعرفة اللغة والأدب، وخلع على الشيخ من جهة الإمام القائم بأمر الله خلعة شريفة، وأخرى فاخرة من جهة الإمام المقتدي بالله مع الخطاب واللقب بشيخ الإسلام "شيخ الشيوخ زين العلماء"، وخلعة أخرى لابنه عبد الهادي، وكان السبب في هذا الخلع الوزير نظام الملك شفقةً منه على أصحاب الحديث، وصيانةً عن لحوق شَيْنٍ بهم.

وكان يقول: "ما صحَّ في رجبٍ وفي صيامه شيءٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال: كتاب أبي عيسى الترمذي عندنا أفيدُ من كتاب البخاري، ومسلم، قيل: ولم ذلك؟ قال: لأن كتابيهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا الكتاب قد شرح حديثه، وبينهما، فيصل إلى فائدته كلُّ أحد من الناس؛ من الفقهاء والمحدثين وغيرهما، وقال: المحدث يجب أن يكون سريعَ المشي، سريعَ الكتابة، سريعَ القراءة. وقال ابن طاهر: سألته عن الحاكم - يعني: صاحب "المستدرك" -، فقال: ثقة في الحديث، رافضيٌّ خبيث، قال المؤتمن الساجي: كان يدخل عليه الجبابرة والأمراء، فما كان يبالي بهم، ويرى بعض أصحاب الحديث من الغرباء، فيكرمه إكرامًا يتعجب منه الخاص والعام، وكان يقول: إلهي! عصمة أو مغفرة، فقد ضاقت بنا طريق المعذرة، وقد أثنى عليه شيوخه وأقرانه، ومَنْ دونه من الفقهاء والمحدثين والصوفية والأدباء، ولما أُخرج من هراة، ووصل إلى مرو، قصده البغوي صاحب "التفسير"، فلما حضر عنده، قال لشيخ الإسلام: إن الله قد جمع لك الفضائل كلها، وكانت بقيت فضيلة واحدة، فأراد أن يكملها لك، وهي الإخراجُ من الوطن أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان من عادة إسحق القراب الحافظ الحثُّ على الاختلاف إليه، والبعث على القراءة عليه، واستماع الأحاديث بقراءته، والاستفادة منه والمواظبة على مجلسه، والاختيار له على غيره، وكان يقول: لا يمكن أن يكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - كاذبٌ من الناس وهذا الرجلُ في الأحياء.
قال القاضي ابن عبد الجبار في "تاريخ هراة": كان صورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن، منها: نصرة الدين والسنة، والصلابة في قهر أعداء الملة، والمنتحلين بالبدعة، حي على ذلك عمره من غير مداهنة ومراقبة لسلطان ولا وزير، ولا ملاينة مع كبير ولا صغير، وقد قاسى بذلك السبب قصد الحساد في كل وقت وزمان، وسعوا في روحه مرارًا، وعمدوا إلى إهلاكه أطوارًا، فوقاه الله شرهم، وأحاط بهم مكرهم، وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع أمره وعلو شأنه، وليس ذلك من فضل الله ببديع ولا عجب {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، ولقد هذب أحوال هذه الناحية عن البدع بأسرها، ونقح أمورهم عما اعتادوا منها في أمرها، وحملهم على الاعتقاد الذي لا مطعن لمسلم عليه، ولا سبيل لمبتدع إلى القدح إليه، انتهى حاصله. ومن جملة ما أخذه أهلُ هراة عنه من محاسن سيره: التبكيرُ بصلاة الصبح، وأداءُ الفرائض في أوائل أوقاتها، واستعمالُ السنن والآداب فيها، ومن ذلك تسمية الأولاد في الأغلب بالعبد - المضاف إلى أسماء الله تعالى -؛ كعبد الخالق، وعبد الهادي، وعبد العزيز، وعبد السلام، وإلى غير ذلك، فما زال يحثهم ويدعوهم إلى ذلك، فتعودوا الجري على تلك السنة وغير ذلك من آثاره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب "الأجوبة المصرية": شيخُ الإسلام الهرويُّ مشهورٌ معظم عند الناس، هو إمام في الحديث والتصوف والتفسير، وهو في الفقه على مذهب أهل الحديث، والغالب عليه اتباع الحديث على طريقة ابن المبارك ونحوه، انتهى. وله شعر كثير حسن جدًا، ولأجل هذا ذكره الباخرزي في كتابه "دمية القصر في شعراء العصر"، وقد اعتنى بشرح كتابه "منازل السائرين" جماعةٌ، وهو كثيرُ الإشارة إلى مقام الفناء في توحيد الربوبيّة، واضمحلال ما سوى الله في الشهود لا في الوجود، فيتوهم فيه أنه يشير إلى الاتحاد حتى انتحله قوم من الاتحادية، وعظموه لذلك، وذمه قوم من أهل السنة، وقدحوا فيه بذلك، وقد برأه الله من الاتحاد.
قال ابن رجب في "الطبقات": وقد انتصر له شيخنا ابن القيم في كتابه الذي شرح (الحافظ ابن القيم شرح الكتاب المسمى "منازل السائرين"، وسماه "مدارج السالكين" في ثلاث مجلدات، وطبع بمطبعة المنار بمصر، ثم أعيد طبعه أيضًا بمصر في مطبعة السنة المحمدية سنة (1375 هـ 1955 م)، وقد تحقق أن هذا الشرح يفوق على الشروح كلها.) فيه "المنازل"، وبين أن حمل كلامه على قواعد الاتحاد زورٌ وباطل.
توفي شيخ الإسلام في مكة المكرمة يوم الجمعة بعد العصر، ودفن بهراة - رحمه الله -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.