عياض بن موسى بن عياض أبي الفضل اليحصبي السبتي
القاضي عياض
تاريخ الولادة | 476 هـ |
تاريخ الوفاة | 544 هـ |
العمر | 68 سنة |
مكان الولادة | سبتة - الأندلس |
مكان الوفاة | مراكش - المغرب |
أماكن الإقامة |
|
- أبي عبد الله محمد بن مسلم بن محمد بن أبي بكر القرشي الصقلي المازري الإسكندري
- محمد بن أحمد بن رشد القرطبي أبي الوليد "ابن رشد الجد"
- سراج بن عبد الملك بن سراج أبي الحسين
- عبد الله بن محمد بن عتاب أبي محمد
- محمد بن عيسى بن حسن التميمي السبتي أبي عبد الله
- الحسين بن محمد بن فيره بن حيون الصدفي السرقسطي الأندلسي أبي علي "ابن سكرة"
- محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين الأندلسي
- علي بن محمد ابن المقري الغرناطي "أبي الحسن"
- عبد الرحيم بن عيسى بن أيوب الأزدي الفاسي أبي القاسم "ابن ملجوم"
- علي بن محمد بن إبراهيم الفزاري أبي الحسن "ابن البقري (ابن النفزي)"
- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبي زمنين المري "أبي خالد"
- يزيد بن محمد بن يزيد بن رفاعة اللخمي الغرناطي أبي خالد "ابن الصفار"
- أبي شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي "مولاي شعيب أيوب السارية"
- عبد الله بن غالب بن طلحة المحاربي الغرناطي أبي بكر
- عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأزدي أبي جعفر "ابن القصير"
- عتيق بن عيسى بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الخزرجي أبي بكر
- محمد بن عياض بن موسى بن عياض اليحصبي "أبي عبد الله"
- محمد بن خير بن عمر اللمتوني الإشبيلي أبي بكر "ابن خير"
- أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي "أبي جعفر ابن مضاء"
- عبد المنعم بن يحيى بن خلف بن الخلوف الغرناطي "أبي الطيب عبد المنعم"
- عبد الله بن أحمد بن سعيد العبدري البلنسي "أبي محمد"
- عبد الله بن محمد التادلي الفاسي
- عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن المحاريي الغرناطي "أبي بكر"
- علي بن أحمد بن علي بن عيسى الغافقي الشقوري "أبي الحسن"
نبذة
الترجمة
القاضي عياض هو أبي الفضل: عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض اليحصبي الإمام العلامة يكنى أبا الفضل سبتي الدار والميلاد أندلسي الأصل.
قال ولده محمد: كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا إلى مدينة فاس وكان لهم استقرار بالقيروان لا أدري قبل حلولهم بالأندلس أو بعد ذلك وانتقل عمرون إلى سبتة بعد سكنى فاس.
كان القاضي أبي الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه عالماً بالتفسير وجميع علومه فقيهاً أصولياً عالماً بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم بصيراً بالأحكام عاقداً للشروط حافظاً لمذهب مالك رحمه الله تعالى شاعراً مجيداً رباناً من الأدب خطيباً بليغاً صبوراً حليماً جميل العشرة جواداً سمحاً كثير الصدقة دءوباً على العمل صلباً في الحق.
رحل إلى الأندلس - سنة سبع وخمسمائة - طالباً للعلم فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله: محمد بن علي بن حمدين وأبي الحسين بن سراج وعن أبي محمد بن عتاب وغيرهم وأجاز له أبي علي الغساني وأخذ بالمشرق عن القاضي أبي علي: حسين بن محمد الصدفي وغيره وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وأخذ عن أبي عبد الله المازري كتب إليه يستجيزه وأجاز له الشيخ أبي بكر الطرطوشي.
ومن شيوخه: القاضي أبي الوليد بن رشد قال صاحب الصلة البشكوالية: وأظنه سمع من ابن رشد وقد اجتمع له من الشيوخ - بين من سمع منه وبين من أجاز له: مائة شيخ.
وذكر ولده محمد منهم: أحمد بن بقي وأحمد بن محمد بن مكحول وأبي الطاهر: أحمد بن محمد السلفي والحسن بن محمد بن سكرة والقاضي أبي بكر بن العربي والحسن بن علي بن طريف وخلف بن إبراهيم بن النحاس ومحمد بن أحمد بن الحاج القرطبي وعبد الله بن محمد الخشني وعبد الله بن محمد البطليوسي وعبد الرحمن بن بقي بن مخلد وعبد الرحمن بن العجوز وغيرهم ممن يطول ذكرهم.
قال صاحب الصلة: وجمع من الحديث كثيراً وله عناية كبيرة به واهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل التفنن في العلم واليقظة والفهم وبعد عوده من الأندلس أجلسه أهل سبتة للمناظرة عليه في المدونة وهو بن ثلاثين سنة أو ينيف عنها ثم أجلس للشورى ثم ولي قضاء بلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل إلى قضاء غرناطة في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ولم يطل أمره بها ثم ولي قضاء سبتة ثانياً.
قال صاحب الصلة: وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده. قال بن الخطيب: وبنى الزيادة الغربية في الجامع الأعظم وبنى في جبل المينا الراتبة الشهيرة وعظم صيته ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا فأجزل صلته وأوجب بره - إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاثة وأربعين وخمسمائة فتلاشت حاله ولحق بمراكش مشرداً به عن وطنه فكانت بها وفاته.
وله التصانيف المفيدة البديعة منها: إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم ومنها: كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم أبدع فيه كل الإبداع وسلم له اكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أحد من الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقاً وغرباً وكتاب مشارق الأنوار في تفسير غريب حديث الموطأ والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات وضبط أسماء الرجال وهو كتاب لو كتب بالذهب أو وزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه وفيه أنشد بعضهم:
مشارق أنوار تبدت بسبتة ... ومن عجب كون المشارق بالغرب؟
وكتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة جمع فيه غرائب من ضبط الألفاظ وتحرير المسائل وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك وكتاب الإعلام بحدود قواعد الإسلام وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع وكتاب: بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد وكتاب الغنية في شيوخه وكتاب المعجم في شيوخ بن سكرة وكتاب نظم البرهان على حجة جزم الأذان وكتاب مسألة الأهل المشروط بينهم التزاور.
ومما لم يكمله: المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان وكتاب العيون الستة في أخبار سبتة وكتاب غنية الكاتب وبغية الطالب في الصدور والترسلوكتاب الأجوبة المحبرة على الأسئلة المتخيرة وكتاب أجوبة القرطبيين وكتاب أجوبته عما نزل في أيام قضائه من نوازل الأحكام في سفر وكتاب: سر السراة في أدب القضاة وكتاب خطبه وكان لا يخطب إلا بإنشائه.
وله شعر كثير حسن رائق فمنه قوله:
يا من تحمل عني غير مكترث ... لكنه للضنا والسقم أوصى بي
تركتني مستهام القلب ذا حرق ... أخا جوى وتباريح وأوصاب
أراقب النجم في جنح الدجا سحراً ... كأنني راصد للنجم أوصابي
وما وجدت لذيذ النوم بعدكم ... إلا جنى حنظل في الطعم أوصاب
وله رحمه الله تعالى:
الله يعلم أني منذ لم أركم ... كطائر خانه ريش الجناحين
فلو قدرت ركبت الريح نحوكم ... فإن بعدكم عني جنى حيني
وله من أبيات:
إن البخيل بلحظه أو لفظه ... أو عطفه أو رفقه لبخيل
وله في خامات الزرع بينها شقائق النعمان هبت عليها رياح:
انظر إلى الزرع وخاماته ... تحكي وقد ماست أمام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح
وله غير ذلك كثير.
كان مولد القاضي عياض بسبتة في شهر شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة وتوفي بمراكش في شهر جمادى الأخيرة وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة وقيل: إنه مات مسموماً سمه يهودي ودفن رحمه الله تعالى بباب إيلان داخل المدينةوعياض بكسر العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحت وبعد الألف ضاد معجمة. واليحصبي بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الحاء المهملة وضم الصاد المهملة وفتحها وكسرها وبعدها ياء موحدة نسبة إلى يحصب بن مالك قبيلة من حمير. وسبتة مدينة مشهورة وغرناطة مدينة بالأندلس وهي بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة ثم نون مفتوحة بعدها ألف وبعد الألف طاء مهملة ثم هاء ويقال فيها إغرناطة بألف قبل الغين
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
القَاضِي عِيَاض بن مُوسَى بن عِيَاض بن عمر بن مُوسَى بن عِيَاض الْعَلامَة عَالم الْمغرب أَبُو الْفضل الْيحصبِي السبتي الْحَافِظ
ولد سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
أجَاز لَهُ أَبُو عَليّ الغساني
وتفقه وصنف التصانيف الَّتِي سَارَتْ بهَا الركْبَان كالشفاء وطبقات الْمَالِكِيَّة وَشرح مُسلم والمشارق فِي الْغَرِيب وَشرح حَدِيث أم زرع والتاريخ وَغير ذَلِك
وَبعد صيته وَكَانَ إِمَام أهل الحَدِيث فِي وقته وَأعلم النَّاس بِعُلُومِهِ وبالنحو واللغة وَكَلَام الْعَرَب وأيامهم وأنسابهم
وَولي قَضَاء سبتة ثمَّ غرناطة مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بمراكش
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
القاضي عياض
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الأَوْحَدُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، القَاضِي أبو الفضل عِيَاضُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيَاضِ بنِ عَمْرِو بنِ مُوْسَى بنِ عِيَاضٍ اليَحْصَبيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، ثُمَّ السَّبْتِيُّ، المَالِكِيُّ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة.
تَحَوَّل جَدّهُم مِنَ الأَنْدَلُس إِلَى فَاس، ثُمَّ سَكَنَ سَبْتَة.
لَمْ يَحمل القَاضِي العِلْم فِي الحدَاثَة، وَأَوّل شَيْء أَخَذَ عَنِ الحَافِظ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ إِجَازَة مُجرَّدَة، وَكَانَ يُمكِنُه السَّمَاعُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لحق مِنْ حَيَاته اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ عَاماً.
رَحل إِلَى الأَنْدَلُسِ سَنَة بِضْع وَخَمْس مائَة، وَرَوَى عَنِ القَاضِي أَبِي عَلِيٍّ بنِ سُكَّرَةَ الصَّدَفِيّ، وَلاَزمه، وَعَنْ أَبِي بَحْر بن العَاصِ، وَمُحَمَّد بن حَمْدِينَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ سرَاج الصَّغِيْر، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عَتَّابٍ، وَهِشَامِ بنِ أحمد، وعدة.
وَتَفَقَّهَ بِأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى التَّمِيْمِيِّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ المَسِيْلِيِّ.
وَاستبحر مِنَ العُلُوْم، وَجَمَعَ وَأَلَّفَ، وَسَارَتْ بِتَصَانِيْفِهِ الرُّكبَانُ، وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ فِي الآفَاق.
قَالَ خَلَفُ بنُ بَشْكُوَال: هُوَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالتفنن وَالذّكَاء وَالفَهْمِ، اسْتُقضِي بِسَبْتَةَ مُدَّة طَوِيْلَة حُمدت سيرتُه فِيْهَا، ثُمَّ نُقِلَ عَنْهَا إِلَى قَضَاء غَرْنَاطَةَ، فَلَمْ يُطَوِّلْ بِهَا، وَقَدِمَ عَلَيْنَا قُرْطُبَة، فَأَخذنَا عَنْهُ.
وَقَالَ الفَقِيْه مُحَمَّد بن حَمَّاده السَّبْتِيُّ: جلس القَاضِي لِلمُنَاظَرَةِ وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ القَضَاءَ وَلَهُ خَمْس وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً، كَانَ هَيِّناً مِنْ غَيْرِ ضَعفٍ، صَلِيْباً فِي الحَقِّ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيِّ، وَصَحِبَ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ جَعْفَرٍ الفَقِيْه، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِسَبْتَةَ فِي عصرٍ أكثر توالف مِنْ تَوَالِيْفِهِ، لَهُ كِتَاب "الشفَا فِي شرف المُصْطَفَى" مُجَلَّد، وَكِتَاب "تَرْتِيْب المدَارك وَتَقْرِيْب المسَالك فِي ذكرِ فُقَهَاء مَذْهَب مَالِك" فِي مُجَلَّدَات، وَكِتَاب "العقيدَة"، وَكِتَاب "شرح حَدِيْث أُمِّ زرع"، وكتاب "جامع التَّارِيْخ" الَّذِي أَربَى عَلَى جَمِيْع المُؤلفَات، جَمعَ فِيْهِ أَخْبَار مُلُوْك الأَنْدَلُس وَالمَغْرِب، وَاسْتَوْعَبَ فِيْهِ أَخْبَار سَبتَةَ وَعُلَمَاءهَا، وَلَهُ كِتَاب مشَارقِ الأَنوَار فِي اقتفَاء صَحِيْح الآثَارِ: "المُوَطَّأ" وَ"الصَّحِيْحَيْنِ" ...
إِلَى أَنْ قَالَ: وَحَاز مِنَ الرِّئَاسَة فِي بلدِه وَالرّفعَة مَا لَمْ يَصل إِلَيْهِ أَحَد قَطُّ مِنْ أَهْلِ بَلَده، وَمَا زَاده ذَلِكَ إلَّا تَوَاضعاً وَخَشْيَة للهِ -تَعَالَى- وَلَهُ مِنَ المُؤلفَات الصّغَار أَشيَاءُ لَمْ نَذكرهَا.
قَالَ القَاضِي شَمْس الدِّيْنِ فِي "وَفِيَات الأَعيَان": هُوَ إِمَام الحَدِيْث فِي وَقْتِهِ، وَأَعْرفُ النَّاس بِعُلُوْمِهِ، وَبِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَكَلاَمِ العَرَبِ وَأَيَّامهِم وَأَنسَابِهِم.
قَالَ: وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ كِتَابُ "الإِكمَالِ فِي شَرحِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ" كَمَّل بِهِ كِتَاب "المُعْلَم" لِلمَازَرِي، وَكِتَاب "مشَارق الأَنوَار" فِي تَفْسِيْر غَرِيْب الحَدِيْث، وَكِتَاب "التَّنبيهَات" فِيْهِ فَوَائِد وَغَرَائِب، وَكُلّ تَوَالِيْفِهِ بَدِيْعَة، وَلَهُ شعر حسن.
قُلْتُ: تَوَالِيفه نَفِيْسَة، وَأَجَلهَا وَأَشرفهَا كِتَاب "الشفَا" لَوْلاَ مَا قَدْ حشَاه بِالأَحَادِيْث المفتعلَة، عَمَلَ إِمَامٍ لاَ نَقد لَهُ فِي فَن الحَدِيْث وَلاَ ذَوْق، وَاللهُ يُثيبه عَلَى حسن قصدهِ، وَيَنْفَع بِـ"شِفَائِهِ"، وَقَدْ فَعَلَ، وَكَذَا فِيْهِ مِنَ التَّأْوِيْلاَت البعيدَة أَلوَان، وَنبينَا -صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ وَسلاَمه- غنِيٌّ بِمدحَة التنزِيل عَنِ الأَحَادِيْث، وَبِمَا تَوَاتر مِنَ الأَخْبَار عَنِ الآحَاد، وَبِالآحَاد النّظيفَة الأَسَانِيْد عَنِ الوَاهيَات، فَلِمَاذَا يَا قَوْم نَتشبع بِالمَوْضُوْعَات؟ فَيتطرق إِلَيْنَا مَقَالُ ذَوِي الْغل وَالحسد، وَلَكِن مَنْ لاَ يَعلم مَعْذُور، فَعَلَيْك يَا أَخِي بِكِتَاب "دَلاَئِل النُّبُوَّة" لِلْبَيْهَقِيّ، فَإِنَّهُ شفَاء لمَا فِي الصُّدُوْر وَهدَى وَنور.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ القَاضِي خلق مِنَ العُلَمَاءِ، مِنْهُم الإِمَام عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الأَشِيْرِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ القَصِيْر الغَرْنَاطِي، وَالحَافِظ خَلَف بن بَشْكُوَال، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَجْرِيّ، وَمُحَمَّد بن الحَسَنِ الجَابِرِي، وَوَلَده القَاضِي مُحَمَّد بن عِيَاضٍ قَاضِي دَانِيَة.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
انْظُر إِلَى الزَّرْع وَخَامَاته ... تَحكِي وَقَدْ مَاست أَمَام الرِّيَاحْ
كتيبَةً خَضْرَاءَ مهزومَة ... شقَائِقُ النُّعْمَان فِيْهَا جراح
قَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: شُيُوْخ القَاضِي يُقَاربُوْنَ المائَة، تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ فِي رَمَضَانهَا، وَقِيْلَ: فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْهَا بِمَرَّاكُشَ، وَمَاتَ ابْنه فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: تُوُفِّيَ القَاضِي مُغَرَّباً عَنْ وَطَنه فِي وَسط سَنَةِ أَرْبَعٍ.
وَقَالَ وَلده القَاضِي مُحَمَّد: تُوُفِّيَ فِي لَيْلَة الجُمُعَة نِصْف اللَّيْلَة التَّاسعَة مِنْ جُمَادَى الآخِرَة، وَدُفِنَ بِمَرَّاكُش، سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قُتل بِالرمَاح لِكَوْنِهِ أَنْكَر عِصْمَة ابْن تُوْمَرْت.
وَفِيْهَا مَاتَ شَاعِر زَمَانِهِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنٍ الأَرَّجَانِيّ قَاضِي تُسْتَر، وَالعَلاَّمَة المُصَنِّف أَبُو جعفَرَكَ أَحْمَد بن علي بن أَبِي جَعْفَرٍ البَيْهَقِيّ، وَالمُسْنِدُ بِهَرَاةَ أَبُو المَحَاسِنِ أَسَعْد بن عَلِيِّ بنِ المُوَفَّق، وَمُحَدِّث حلب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ القُرْطُبِيّ.
أَخْبَرَنَا القَاضِي مُعِيْن الدِّيْنِ عَلِيّ بن أَبِي العَبَّاسِ المَالِكِيّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بن الجِرْجِ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَافِظ، وَأَخْبَرَنِي أبو القاسم مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ الحَضْرَمِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الغَافِقِيّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَطِيَّةَ الجَابِرِي، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عيَاض بن مُوْسَى القَاضِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى التَّمِيْمِيّ، وَهِشَام بن أَحْمَدَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمَّار، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَة وَابْنِ لَهِيْعَةَ وَسَعِيْدِ بن أَبِي أَيُّوْبَ، عَنْ كعبِ بن عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُوْلُوا مَا يَقُوْلُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الوَسِيْلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لاَ تَنَبْغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُوْنَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ اللهَ لِيَ الوَسِيْلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ"
رَوَاهُ مسلم.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، أبو الفضل:
عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته. كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم. ولي قضاء سبتة، ومولده فيها، ثم قضاء غرناطة. وتوفي بمراكش مسموما، قيل: سمه يهودي. من تصانيفه " الشفا بتعريف حقوق المصطفى - ط " و " الغنية - خ " في ذكر مشيخته، و " ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرفة أعلام مذهب الإمام مالك - ط " أربعة أجزاء وخامس للفهارس، و " شرح صحيح مسلم - خ " و " مشارق الأنوار - ط " مجلدان، في الحديث، و " الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع - ط " في مصطلح الحديث وكتاب في " التاريخ ". وجمع المقَّري سيرته وأخباره في كتاب " أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض - ط " ثلاثة مجلدات من أربعة و " الإعلام بحدود قواعد الإسلام - ط " و " شرح حديث أم زرع - خ " جزء لطيف، في خزانة الرباط (1857 كتاني) والظاهرية بدمشق .
-الاعلام للزركلي-
القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي: الشيخ الإِمام قاضي الأئمة وشيخ الإِسلام وقدوة العلماء الأعلام عمدة أرباب المحابر والأقلام والفضائل التي أشغلت رسومها فلم تحتج إلى أعمال أعلام الشائع الصيت في كل قطر ومصر، سارت مآثره مسير الشمس والقمر، المتبحر في العلوم، حامل لواء المنثور والمنظوم مع يقظة وفهم، شهرته تغني عن التعريف به، وخصصت ترجمته بالتأليف، منها أزهار الرياض. أخذ عن جلة كأبي الحسن سراج والقاضي أبي عبد الله بن عيسى وأبي الحسن شريح بن محمد المتوفى سنة 539 هـ وابن رشد وابن الحاج وابن المعذل وأبوي علي الصدفي والجياني وأجازه وأبي عبد الله بن عتاب وابن رصيص وابن حمدين وعبد الرحمن بن العجوز وأجازه أبو بكر الطرطوشي والإمام المازري وابن العربي وابن بقي ومحمد بن مكحول وأبو الطاهر السلفي والحسن بن طريف وخلف بن إبراهيم النحاس ومحمد بن أحمد القرطبي وعبد الله الخشني وعبد الله البطليوسي. اجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه وأجاز له نحو مائة شيخ، ألّف فيهم فهرسة سماها الغنية، وعنه جماعة منهم ابنه محمد وابن غازي وابن زرقون وابن مضاء وأبو القاسم بن ملجوم وأبو عبد الله التادلي والقاضي أبو عبد الرحمن القصير والقاضي أبو عبد الله بن عطية. ألّف التآليف المفيدة البديعة، منها إكمال المعلم في شرح مسلم والشفا في التعريف بحقوق المصطفى أبدع فيه كل الإبداع وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقاً وغرباً، ومشارق الأنوار تفسير غريب الموطأ والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ وهو كتاب لو كتب بالذهب ووزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه وكتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة جمع فيه من غريب ضبط الألفاظ وتحرير المسائل فوق ما يوصف وترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك وكتاب الأعلام بحدود قواعد الإِسلام وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع والعيون الستة في أخبار سبتة وغنية الكاتب وبغية الطالب في الرسائل وكتاب الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد. وله شعر جيد وديوان خطب رائق. مولده في شعبان سنة 476 هـ وتوفي بمراكش في جمادى الآخرة سنة 544 هـ[1149 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
القاضى عياض: هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبى، السبتى، المالكى، و يعرف بالقاضى عياض (أبي الفضل). محدث، حافظ، مؤرخ، ناقد، مفسر، فقيه، أصولى، عالم بالنحو و اللغة و كلام العرب و أنسابهم، شاعر. خطيب. أصله من الأندلس، و تحول جده إلى فاس، ثم سكن مدينة سبته، و ولد القاضى بها سنة ٤٩٦ ه، و تولى القضاء بغرناطة، و توفى بمراكش فى جمادى الآخرة سنة ٥٤٤ ه. و من تصانيفه: «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»، «الإلماع فى أصول الرواية و السماع»، «مشارق الأنوار على صحاح الآثار»، «العيون الستة فى أخبار سبته»، «التنبيهات المستنبطة فى شرح مشكلات المدونة» فى فروع الفقه المالكى. معجم المؤلفين.
الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء - علي بن عبد القادر الطبري
القاضي أبو الفضل، عياض بنُ موسى بنِ عياض، اليحصبيُّ السبتيُّ.
كان إمامَ وقته بالحديث وعلومِه، والنحو واللغة وكلام العرب، وأيامهم وأنسابهم، وصنف التصانيف المفيدة: منها: كتاب "الإكمال في شرح كتاب مسلم"، كمل به "المُعْلِم في شرح كتاب مسلم" للمازري، ومنها: "مشارق الأنوار"، وهو كتاب مفيد جدًا في تفسير غريب الحديث المختص بالصحاح الثلاثة، وهي الموطأ، والبخاري، ومسلم، وشرح حديث أم زَرْع شرحًا مستوفًى، وله كتاب سماه: "التنبيهات"، جمع فيه غرائب وفوائد.
وبالجملة: فكل تواليفه بديعة، ذكره أبو القاسم بن بشكوال في كتاب "الصلة"، فقال: دخل الأندلس طالبًا للعلم، فأخذ بقرطبة عن جماعة، وجمع من الحديث كثيرًا، وكان له عناية كثيرة به، والاهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل اليقين والعلم، والذكاء والفطنة والفهم، واستقضي ببلده يعني مدينة سبتة مدة طويلة حُمدت سيرتُه فيها، ثم نُقل منها إلى قضاء غرناطة، فلم تطل مدته فيها، انتهى كلامه.
وله شعر حسن، وذكره العمادُ في "الخريدة"، فقال: كبير الشأن، غزير البيان، وذكره ابن الأبَّار في أصحاب علي الغساني، وقال: أحدُ الأئمة الحفاظ الفقهاء المحدثين الأدباء، تواليفه وأشعاره شاهدة بذلك. كتب إليه أبو علي في جماعة جلة، ولقي أيضًا آخرين مثلهم، وشيوخه يقاربون المئة.
ولد سنة 476 بسَبْتَة، وتوفي بمراكش سنة 544. واليَحْصُبِيُّ - مثلثة الصاد -: نسبة إلى يحصب بن مالك: قبيلة من حِمْيَر، وسَبْتَة: مدينة مشهورة بالمغرب، وكذلك غرناطة مدينة بالأندلس - رحمه اللَّه تعالى -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.