محمد بن العباس بن أحمد بن عصم الضبي الهروي العصمي أبي عبد الله

ابن أبي ذهل العصمي

تاريخ الولادة294 هـ
تاريخ الوفاة378 هـ
العمر84 سنة
مكان الولادةهراة - أفغانستان
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • هراة - أفغانستان
  • الري - إيران
  • نيسابور - إيران
  • بغداد - العراق

نبذة

ابْن أبي ذهل الْحَافِظ المتقن الرئيس الأنبل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن عصم الضَّبِّيّ الْهَرَوِيّ العصمي سمع ابْن أبي حَاتِم وَمِنْه الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ من أقرانه وَالْحَاكِم وَكَانَ صَدرا مُعظما كَبِير الشَّأْن ثِقَة نبيلاً وَله صَحِيح خرجه على كتاب البُخَارِيّ

الترجمة

ابْن أبي ذهل الْحَافِظ المتقن الرئيس الأنبل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن عصم الضَّبِّيّ الْهَرَوِيّ العصمي
سمع ابْن أبي حَاتِم وَمِنْه الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ من أقرانه وَالْحَاكِم
وَكَانَ صَدرا مُعظما كَبِير الشَّأْن ثِقَة نبيلاً وَله صَحِيح خرجه على كتاب البُخَارِيّ
ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَاسْتشْهدَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة دخل الْحمام فَلَمَّا خرج ألبس قَمِيصًا مسمماً فانتفخ وَمَات

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عصم بن بِلَال بن عصم، أَبُو عبد الله ابْن أبي ذهل الضَّبِّيّ من أنفسهم، الْهَرَوِيّ، وَيعرف ب: العصمي؛ بِالْعينِ المضمومة الْمُهْملَة، وَالصَّاد الساكنة الْمُهْملَة.
كَانَ - رَحمَه الله - رَئِيسا، كثير المحاسن، صَدرا، عَالما، مَعْرُوف المزاين.
حدث بنيسابور وبغداد وَغَيرهمَا.
سمع الحَدِيث بهراة من: أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله المخلدي، هروي، وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن معَاذ الْمَالِينِي، وحاتم بن مَحْبُوب الشَّامي، وأقرانه، وَأول سَمَاعه بهَا سنة تسع وَثَلَاث مئة.
ثمَّ ورد نيسابور فَسمع بهَا: أَبَا حَامِد ابْن الشَّرْقِي، وَأَبا عَمْرو الْحِيرِي، ومكي بن عَبْدَانِ، وأقرانهم.
وَسمع بِالريِّ: ابْن أبي حَاتِم وَغَيره، وببغداد أَبَا مُحَمَّد ابْن صاعد، وَنَحْوه. وصادف الْبَغَوِيّ ابْن منيع فِي عِلّة الْمَوْت فَلم يسمع مِنْهُ.
روى عَنهُ: الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبُو الْحُسَيْن الْحَجَّاجِي، وَابْن أبي الفوارس، وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم، وَالْبرْقَانِي؛ الْحَافِظ، وَغَيرهم.
قَالَ الْخَطِيب: حدثت عَن أبي عبد الله العصمي قَالَ: ولدت سنة أَربع وَتِسْعين ومئتين، وَكتب عني الحَدِيث سنة عشْرين وَثَلَاث مئة إملاء، وَقد توفّي جمَاعَة من أَئِمَّة الْعلم حدثوا عني، وأودعوها مصنفاتهم.
وَذكر نَحوه الْحَاكِم فِي " تَارِيخه " وَقَالَ: كَانَ يعاشر الصَّالِحين، وأماثل الْفُقَهَاء من أَئِمَّة الدّين، ويفضل عَلَيْهِم إفضالا يبين أَثَره أَنه كَانَ يضْرب لَهُ دَنَانِير، وزن الدِّينَار مِنْهَا مِثْقَال وَنصف أَو أَكثر، فَيتَصَدَّق بهَا، وَيَقُول: إِنِّي لأفرح إِذا ناولت فَقِيرا كاغدة، فيتوهم أَنه فضَّة، فَإِذا فَتحه فَرَأى صفرته فَرح، ثمَّ إِذا وَزنه فَزَاد على المثقال خرج أَيْضا.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ العصمي ثبتا، ثِقَة، نبيلا، رَئِيسا جَلِيلًا، من ذَوي الأقدار الْعَالِيَة، وَله إفضال بَين على الصَّالِحين وَالْفُقَهَاء والمستورين.
وَذكر الْحَاكِم عَنهُ أَنه لم يدْخل دَاره قطّ عشر غلاته، بل كَانَت أعشارها تقدر عِنْد الْكَيْل، ثمَّ تحمل إِلَى أهل الْعلم والمستورين.
قَالَ: وحَدثني جمَاعَة من أهل الْعلم من أهل هراة أَن أَكثر المتحملين من أهل الْعلم بهَا يتقوتون بأعشاره طول السّنة.
وَقَالَ أَيْضا: لقد صَحِبت أَبَا عبد الله فِي السّفر والحضر، فَمَا رَأَيْت أحسن وضُوءًا وَصَلَاة مِنْهُ، وَلَا رَأَيْت فِي مَشَايِخنَا أحسن تضرعا وابتهالا فِي دعواته مِنْهُ، لقد كنت أرَاهُ يرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، فيمدها مدا كَأَنَّهُ يَأْخُذ شَيْئا من أَعلَى مُصَلَّاهُ.
وَقَالَ: سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا الْحسن البوشنجي رَحمَه الله غير مرّة يَقُول: من نعْمَة الله على أهل تِلْكَ الديار بهراة وبوشنج، مَكَان أبي عبد الله ابْن أبي ذهل على مَا وَفقه الله تَعَالَى من حسن العقيدة، وطهارة الْأَخْلَاق، وسخاء النَّفس، وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء، والتواضع لَهُم، ثمَّ يَدْعُو لَهُ
وَقَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الثَّقَفِيّ يَقُول: لما ورد أَبُو عبد الله ابْن أبي ذهل نيسابور كَانَ يديم الِاخْتِلَاف إِلَى جدي، فَقَالَ لنا جدي رَحمَه الله: هَذَا الْفَتى يجمع إِلَى زِينَة الْعلم التَّمَكُّن فِي الْعقل، وعلو الهمة، والسياسة، وسيكون لَهُ بَعدنَا شَأْن، هَذَا أَو نَحوه.
وَقَالَ: سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام أَبَا بكر ابْن إِسْحَاق غير مرّة يَقُول: إِذا ذكر الرِّئَاسَة بخراسان رئيسان وَنصف: أَبُو بكر ابْن أبي الْحسن بنسا، وَأَبُو عبد الله ابْن أبي ذهل بهراة، وَيُشِير بِالنِّصْفِ إِلَى أبي الْفضل ابْن أبي النَّضر.
قَالَ الْخَطِيب: سَمِعت أَبَا بكر البرقاني يَقُول: حَدثنَا الرئيس أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس العصمي، وَكَانَ تلِيق بِهِ الرِّئَاسَة لِأَن ملك هراة كَانَ تَحت أمره لأبوته وَقدره.
وَحكى الْحَاكِم أَن أَبَا جَعْفَر الْعُتْبِي وَزِير السُّلْطَان ألزم أَبَا عبد الله عَن أَمر السُّلْطَان أَن يتقلد ديوَان الرسائل، فَامْتنعَ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا قَضَاء الْقُضَاة بكور خُرَاسَان، وَلَا تخرج عَن حد الْعلم، وَلَو عرفت الْيَوْم فِي مَشَايِخ خُرَاسَان من يدانيك فِي شمائلك لأعفيتك. فَبكى أَبُو عبد الله، وَقَالَ لَهُ: إِن أعفاني السُّلْطَان عَن هَذَا الْعَمَل فبفضله عَليّ وعَلى أَصْحَابِي بهراة، وَإِن أكرهني عَلَيْهِ لبست مرقعة، وَخرجت على وَجْهي حَتَّى لَا يعلم بمكاني أحد. فأعفي.
وَحكى أَنه رَضِي الله عَنهُ اسْتشْهد برستاق خواف من نيسابور، لتسْع بَقينَ من صفر، سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مئة.

قَالَ: فَأَخْبرنِي من صَحبه أَنه دخل الْحمام، فَلَمَّا خرج ألبس قَمِيصًا مُلَطَّخًا، فانتفخ، فَلَمَّا أحس بِالْمَوْتِ دَعَا بالدواة، فَكتب ملطفة شاع ذكرهَا فِي بِلَاد خُرَاسَان، وَأوصى أَن يحمل تابوته إِلَى هراة، فَنقل إِلَيْهَا وَدفن بهَا رَحمَه الله تَعَالَى.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

 

محمد بن العباس بن أحمد بن عصم، أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي، ويعرف بالعصمي:
من أهل هراة. سمع محمد بن عبد الله المخلدي الهروي، ومحمّد بن معاذ الماليني، وحاتم بن محبوب الشامي، ونحوهم. وكان أول سماعه في سنة تسع وثلاثمائة بهراة، ثم ورد نيسابور. فسمع من مكي بن عبدان، وأبي عمرو الحيري، ونحوهما. وسمع بالري من أحمد بن خالد الحزوّري، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ. وسمع ببغداد من يحيى بن صاعد، وأَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يَعْقُوبَ القاضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. وكان أول دخوله بغداد في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأبو القاسم البغوي عليل، فلم يسمع منه شيئا، ووردها بعد ذلك دفعات، وحدث بها فسمع منه محمد بْن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس. وحدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، وكان البرقاني سمع منه بهراة.
وكان العصمي ثبتا ثقة نبيلا رئيسا جليلا، من ذوى الأقدار العالية، وله إفضال بين على الصالحين والفقهاء والمستورين، وبلغني أنه كان يضرب له دنانير، وزن كل دينار منها مثقال ونصف، وأكثر من ذلك! فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغدًا فيتوهم أن فيه فضة، ثم يفتحه فيفرح إذا رأى صفرة الدينار، ثم يزنه فيفرح إذا زاد عن المثقال.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أبي ذهل العصمي الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يونس، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن منصور، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا داود بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا أَبُو شُرَاعَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَاسْتَوْصُوا بِالْفُرْسِ خَيْرًا. فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَلا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وإنك ها هنا؟ هات. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَأَوْسَطُهَا هَرْجٌ، وَآخِرُهَا ضَلالَةٌ» .
أَبُو شِرَاعَةَ مَجْهُولٌ وَدَاوُدُ بْنُ عبد الجبار متروك.

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله قَالَ: وجدت بخط محمد بن عبد الله بن القاسم الحرمي- وكان ضابطا فهما- نسب العصمي مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عصم بن بلال بن عصم بن العبّاس بن شعبة بن المحش بن عامر ابن حسل بن بجادة بْن ذهل بْن مالك بْن بَكْر بْن سَعْد بْن ضبة بْن أُد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر.
حدثت عن أبي عبد الله العصمي. قَالَ: ولدت سنة أربع وتسعين ومائتين، وكتب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أئمة العلم حدثوا عني وأودعوها مصنفاتهم.
سمعت أبا بكر البرقاني يقول: حَدَّثَنَا الرئيس أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن العَبَّاس العصمي- وكان تليق به الرياسة لان ملك هراة كان تحت أمره لأبوته وقدره-.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النيسابوري الحافظ قَالَ: سمعت الإمام أبا بكر أَحْمَد بْن إسحاق غير مرة- إذا ذكر الرياسة- يقول: بخراسان رئيسان ونصف أبو بكر بن أبي الحسن بنيسابور، وأبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة، ويشير بالنصف إلى أبي الفضل بن أبي النضر.
قَالَ أبو عبد الله: استشهد أبو عبد الله بن أبي ذهل برستاق خواف من نيسابور لسبع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة؛ وأوصى أن يحمل تابوته إلى هراة؛ فنقل إليها ودفن بها

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عصم بن بِلَال بن عصم أَبُو عبد الله بن أَبى ذهل الضبي الهروي العصمي بِضَم الْعين
رَئِيس هراة
مولده سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
وَسمع مُحَمَّد بن معَاذ المالينى وَأَبا نصر مُحَمَّد بن عبد الله القيسى وحاتم بن مَحْبُوب وَأَبا عَمْرو الحيرى ومؤمل بن الْحسن الماسرجسى وَيحيى بن صاعد وَعبد الرَّحْمَن بن أَبى حَاتِم وَغَيرهم

روى عَنهُ الدارقطنى وَالْحَاكِم أَبُو عبد الله وَأَبُو يَعْقُوب القراب وَأَبُو بكر البرقانمؤملى وَأَبُو الْفَتْح بن أَبى الفوارس وَغَيرهم
قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلا من ذوى الأقدار الْعَالِيَة
وَقَالَ سَمِعت البرقانى يَقُول كَانَ ملك هراة تَحت أَمر ابْن أَبى ذهل لقدره وأبوته
وَقَالَ الْحَاكِم لقد صحبته سفرا وحضرا فَمَا رَأَيْت أحسن وضُوءًا مِنْهُ وَلَا أحسن صَلَاة وَلَا رَأَيْت فى مَشَايِخنَا أحسن تضرعا وابتهالا فى دعواته مِنْهُ لقد كنت أرَاهُ يرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء فيمدهما مدا كَأَنَّهُ يَأْخُذ شَيْئا من أَعلَى مُصَلَّاهُ وَكَانَ يضْرب لَهُ دَنَانِير وزن الدِّينَار مِنْهَا مِثْقَال وَنصف أَو أَكثر فَيتَصَدَّق بهَا وَيَقُول إنى لأفرح إِذا ناولت فَقِيرا كاغدا فيتوهم أَنه فضَّة فَإِذا فَتحه وَرَأى صفرته فَرح ثمَّ إِذا وَزنه فَزَاد على المثقال فَرح أَيْضا وَكَانَت لَهُ غلَّة كَثِيرَة لَا يدْخل دَاره إِلَّا دون عشرهَا والباقى يفرقه على المستورين وَسَائِر الْمُسْتَحقّين حَتَّى إِن جمَاعَة من أهل الْعلم لم يكن لَهُم قوت إِلَّا من غَلَّته
قَالَ الْحَاكِم وَلَقَد سَأَلت عَن أعشار غلات أَبى عبد الله كم تبلغ فَقيل رُبمَا زَادَت على ألف حمل
وحدثنى أَبُو أَحْمد الْكَاتِب أَن النُّسْخَة الَّتِى كَانَت عِنْده بأسماء من يقوتهم أَبُو عبد الله بهراة تزيد على خَمْسَة آلَاف بَيت
وَقَالَ أَبُو النَّصْر عبد الرَّحْمَن الفامى إِن أَبَا عبد الله صنف صَحِيحا على صَحِيح البخارى وَإنَّهُ تفقه بِبَغْدَاد وَإنَّهُ لم يجْتَمع لرئيس بهراة مَا اجْتمع لَهُ من آلَات السِّيَادَة

وَحكى أَن أَبَا جَعْفَر العتبى وَزِير السُّلْطَان ألزم أَبَا عبد الله عَن أَمر السُّلْطَان أَن يتقلد ديوَان الرسائل فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ هَذَا قَضَاء الْقُضَاة بكور خُرَاسَان وَلَا تخرج عَن حد الْعلم وَلَو عرفت الْيَوْم فى مَشَايِخ خُرَاسَان من يدانيك فى شمائلك لأعفيتك فَبكى أَبُو عبد الله وَقَالَ لَهُ إِن أعفانى السُّلْطَان عَن هَذَا الْعَمَل فبفضله على وعَلى أصحابى بهراة وَإِن أكرهنى عَلَيْهِ لبست مرقعة وَخرجت على وجهى حَتَّى لَا يعلم بمكانى أحد فأعفى
وَعَن أَبى عبد الله مَا مست يدى دِينَارا وَلَا درهما مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة هَذَا مَعَ كَثْرَة أَمْوَاله وصدقاته
قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا عبد الله بن أَبى ذهل يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الشبلى وَسُئِلَ عَن الرجل يسمع الشئ وَلَا يفهم مَعْنَاهُ فيتواجد عَلَيْهِ لم هَذَا فَأَنْشَأَ الشبلى يَقُول
(رب وَرْقَاء هتوف بالضحى ... ذَات شجو صدحت فى فنن)
(ذكرت إلفا ودهرا سالفا ... فَبَكَتْ حزنا فهاجت حزنى)
(فبكائى رُبمَا أرقها ... وبكاها رُبمَا أرقنى)
(وَلَقَد تَشْكُو فَمَا أفهمها ... وَلَقَد أَشْكُو فَمَا تفهمنى)
(غير أَنى بالجوى أعرفهَا ... وهى أَيْضا بالجوى تعرفنى)
اسْتشْهد ابْن أَبى ذهل فى رستاق خواف من نيسابور بعد مَا خرج من الْحمام لطخ ثَوْبه وَألبسهُ فَمَاتَ لتسْع بَقينَ من صفر سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي