أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي

تاريخ الولادة400 هـ
تاريخ الوفاة488 هـ
العمر88 سنة
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • سمرقند - أوزبكستان
  • أصبهان - إيران
  • بغداد - العراق

نبذة

التميمى البغدادى الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ شيخ الْعرَاق فى زَمَانه قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْحسن الحمامى وَسمع الحَدِيث من أَبى الْحُسَيْن ابْن الْمُقِيم وأبى على بن شَاذان وَغَيرهمَا وتفقه على أَبِيه أَبى الْفرج وَعَمه أَبى الْفضل عبد الْوَاحِد وَابْن أَبى مُوسَى صَاحب الْإِرْشَاد وَذكر أبي الْحُسَيْن إِنَّه قَرَأَ على وَالِده القاضى أَبى يعلى قِطْعَة من الْمَذْهَب

الترجمة

رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز، أبو محمد التميمي: فقيه حنبلي واعظ، من أهل بغداد، كان كبيرها وجليلها، قال العليمي: كان شيخ أهل العراق في زمانه. صنف (شرح الإرشاد) في الفقه والخصال والأقسام. قلت: لعله هو المخطوط المسمى (كتابا) (مما يذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل) في مكتبة جامعة الرياض (1928 م / 2) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 

رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث التميمى البغدادى الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ شيخ الْعرَاق فى زَمَانه قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْحسن الحمامى وَسمع الحَدِيث من أَبى الْحُسَيْن ابْن الْمُقِيم وأبى على بن شَاذان وَغَيرهمَا
وتفقه على أَبِيه أَبى الْفرج وَعَمه أَبى الْفضل عبد الْوَاحِد وَابْن أَبى مُوسَى صَاحب الْإِرْشَاد وَذكر أبي الْحُسَيْن إِنَّه قَرَأَ على وَالِده القاضى أَبى يعلى قِطْعَة من الْمَذْهَب
قَالَ ابْن الجوزى شهد عِنْد قاضى الْقُضَاة ابْن مَاكُولَا فَلَمَّا توفى وَولى ابْن الدامغانى ترك الشَّهَادَة ترفعا عَن أَن يشْهد عِنْده
فجَاء قاضى الْقُضَاة إِلَيْهِ مستدعيا لمودته وشهادته فَلم يخرج عَن مَوْضِعه وَلم يَصْحَبهُ وَكَانَ جميل الصُّورَة لَهُ وَقع فى الْقُلُوب عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ لَهُ حَلقَة فى الْفِقْه وَالْفَتْوَى والوعظ بِجَامِع الْمَنْصُور فَلَمَّا انْتقل إِلَى بَاب الْمَرَاتِب كَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر
قَالَ ابْن عقيل وَمن كبار مشايخى أبي مُحَمَّد التميمى شيخ زَمَانه وَكَانَ حَسَنَة الْعَالم وماشطة بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ الحَدِيث جمع كثير مِنْهُم ابْن نَاصِر
توفى فى لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أبي الْفضل من الْغَد وَدفن بداره بِبَاب الْمَرَاتِب بِإِذن الْخَلِيفَة المستظهر وَلم يدْفن فِيهَا أحد قبله ثمَّ لما توفى ابْنه أبي الْفضل سنة إِحْدَى وَتِسْعين نقل مَعَه إِلَى مَقْبرَة بَاب حَرْب فَدفن إِلَى جَانب أَبِيه وجده وَعَمه بدكة الإِمَام أَحْمد عَن يَمِينه

وَاقعَة ذكر ابْن الجوزى فى تَارِيخه أَن جلال الدولة أمره أَن يكْتب شاهنشاه الْأَعْظَم ملك وخطب لَهُ بذلك فنفر الْعَامَّة وَرَجَمُوا الخطباء وَوَقعت فتْنَة وَذَلِكَ سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فاستفتى الْفُقَهَاء فَكتب الصيمرى أَن هَذِه الْأَسْمَاء يعْتَبر فِيهَا الْقَصْد وَالنِّيَّة
وَكتب أبي الطّيب الطبرى أَن إِطْلَاق ملك الْمُلُوك جَائِز وَيكون مَعْنَاهُ ملك مُلُوك الأَرْض وَإِذا جَازَ أَن يُقَال قاضى الْقُضَاة وكافى الكفاة جَازَ أَن يُقَال ملك الْمُلُوك وَكتب التميمى نَحْو ذَلِك وَمنع مِنْهُ الماوردى
قَالَ ابْن الجوزى الأول هُوَ الْقيَاس إِذا قصد بِهِ مُلُوك الأَرْض إِلَّا إنى لَا أرى إِلَّا مَا رَآهُ الماورى لِأَنَّهُ صَحَّ فِي الحَدِيث مَا يدل على الْمَنْع
وَذكر الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقيم عَن بعض الْعلمَاء فى معنى كَرَاهَة التَّسْمِيَة بِملك الْمُلُوك كَرَاهَة التَّسْمِيَة بقاضى الْقُضَاة وحاكم الْحُكَّام فَإِن حَاكم الْحُكَّام فى الْحَقِيقَة هُوَ الله تَعَالَى
وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة قاضى مصر وَابْن قاضيها منع أَن يخاطبوه يقاضى الْقُضَاة أَو يكتبوا لَهُ ذَلِك وَأمرهمْ أَن يكتبوا قاضى الْمُسلمين وَقَالَ هُوَ مأثور عَن على رضى الله عَنهُ

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

 

 

رِزْقُ اللهِ
ابْنُ الإِمَامِ أَبِي الفَرَجِ، عبد الوهاب بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الحَارِثِ بنِ أَسَدِ بنِ اللَّيْثِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفْيَان بنِ يَزِيْدَ بنِ أُكَيْنَةَ بنِ الهَيْثَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللاَت، قِيْلَ: له صحبة، وهو ابن الهَيْثَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُعَمَّرُ، الوَاعِظُ، رَئِيْسُ الحَنَابلَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ.
وَلد سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة. وقِيْلَ: سَنَة إِحْدَى.
وعَرَض القُرْآن عَلَى أَبِي الحَسَنِ بنِ الحمَّامِي، وَأَقرَأَ بِبَعْضِ السَّبْع.
وسَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الْمُتَيَّم، وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَالحمامِيّ، وَابْنِ الفَضْلِ القَطَّان، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ خلقٌ كَثِيْر، مِنْهُم: أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سعدُوْنَ العبدرِيّ، وَابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيّ، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البغدادي، وهبة الله بن طاوس، وَمُحَمَّدُ بنُ نَاصِر، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الكَاتِبُ، وَأَبُو الْكَرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، وأبو بكر ابن الزغواني، وهبة اللهِ بنُ أَحْمَدَ الحَفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الحَرَّانِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ شَهرِيَار، وَالفَقِيْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرُّستمِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيّ الأَدَمِيّ، وَأَبُو المطهَّر القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَرَجَاءُ بنُ حَامِدٍ المَعْدَانِيّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ السّمِعَانِيّ: هُوَ فَقِيْهُ الحنَابلَة وَإِمَامُهُم، قَرَأَ القرآن والفقه وَالحَدِيْثَ وَالأُصُوْل وَالتَّفْسِيْرَ وَالفَرَائِضَ وَاللُّغَة العَرَبِيَّة، وَعُمِّر حَتَّى قُصد مِنْ كُلِّ جَانب، وَكَانَ مَجْلِسُه جَمَّ الفَوَائِد، كَانَ يَجلُسُ فِي حَلْقَةٍ لَهُ بِجَامِع المَنْصُوْر لِلوعظ وَالفَتْوَى، وَكَانَ فَصيحَ اللِّسَان، قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى الحمامِيّ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَوَرَدَ أَصْبَهَان رَسُوْلاً فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ سِتِّيْنَ نَفْساً مِنْ أَهْلهَا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا المَشَايِخُ السِّتُّوْنَ بِبَغْدَادَ، وَأَخْبَرَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ غَيْرهَا، وَآخَرُوْنَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا رزقُ الله التَّمِيْمِيّ، "ح". وقَرَأْتُ أَنَا غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيّ، أَخبركُم أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَابور بَشِيْرَاز فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَة قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الخَامِسَة، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَدَمِيّ، حَدَّثَنَا رزقُ الله بن عَبْدِ الوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ كرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ بِلاَلٍ، عَنْ شرِيْكِ بنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً، فَقَدْ آذَنَنِي بِالحَرْبِ...." وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عَنِ ابْنِ كرَامَة، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوّ. تَفَرَّد بِهِ ابن كرامة.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سَعْد العِجْلِيّ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ إِذَا رَوَى هَذَا الحَدِيْث قَالَ: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [الطّور: 15] .
قَالَ السِّلَفِيّ -فِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الدمِيَاطِيّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ قَالَ: رزقُ الله شَيْخُ الحنَابلَة قَدِمَ أَصْبَهَان رَسُوْلاً مِنْ قِبَل الخَلِيْفَة إِلَى السُّلْطَانِ، وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ، وَشَاهَدْتُهُ يَوْمَ دُخُوْله، وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً كَالعِيْد، بَلْ أَبلغُ فِي المزِيد، وَأُنْزِلَ بِبَابِ الْقصر، مَحِلَّتِنَا فِي دَارِ السُّلْطَان، وَحَضَرتُ فِي الجَامِع الجُورجيرِيّ مَجْلِسه متفرجاً، ثُمَّ لَمَّا قصدتُ لِلسَمَاع؛ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ معمر اللُّنبَانِيّ وَكَانَ مِنَ الأَثْبَاتِ: قَدِ اسْتَجزتُهُ لَكَ فِي جُمْلَةِ مَنْ كَتَبتُ اسمه من صبياننا. فكتب خطه بالإجازة.

وَقَالَ أَبُو غَالِبٍ هِبَةُ اللهِ قصيدَة مِنْهَا:
بِمَقْدَمِ الشَّيْخِ رِزْقُ اللهِ قَدْ رُزِقَتْ ... أَهْلُ اصْبَهَانَ أَسَانِيْداً عَجِيْبَاتِ
ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَرَوَى رزقُ الله بِالإِجَازَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَة: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ رزقَ الله الحَنْبلِيَّ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مُجَاهِد وَاحِداً يُقَالَ لَهُ: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الخفاف. قرأت عليه سورة البقرة، وقرأها عَلَى ابْنِ مُجَاهِد، وَأَدْرَكتُ أَيْضاً أَبَا القَاسِمِ عمر بن تعويذ من أصحاب الشبلي وسمعته يَقُوْلُ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبلِيّ وَقَدِ اجْتَاز عَلَى بقَّالَ يُنَادِي عَلَى البَقل: يَا صَائِم مِنْ كُلِّ الأَلوَان. فَلَمْ يَزَلْ يُكَرِّرُهَا وَيَبْكِي، ثُمَّ أَنشَأَ يَقول:
خَلِيْلَيَّ إِنْ دَامَ هَمُّ النُّفُوْسِ ... عَلَى مَا أَرَاهُ سرِيعاً قَتَلْ
فَيَا سَاقِي القَوْمِ لاَ تَنْسَنِي ... وَيَا رَبَّةَ الخِدْرِ غَنِّي رَمَلْ
لَقَدْ كَانَ شيءٌ يُسَمَّى السُّرُوْرُ ... قَدِيْماً سَمِعْنَا بِهِ مَا فَعَلْ?
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيّ: قَرَأْتُ عَلَى رِزق الله التَّمِيْمِيِّ برِوَايَة قَالُوْنَ خَتْمَةً، وَكَانَ كَبِيْرَ بَغْدَاد وَجَلِيْلَهَا، وَكَانَ يَقُوْلُ: كُلُّ الطّوَائِف تَدَّعينِي. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: يَقبُح بكُم أَنْ تَسْتفِيدُوا مِنَّا، ثُمَّ تذكرونَا، فَلاَ تَترحَّمُوا عَلَيْنَا. رَحِمَهُ اللهُ.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ طَارِقٍ، سَمِعَ أَبَا الْكَرم الشَّهْرُزُورِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رزقَ الله بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ يَقُوْلُ: دَخَلتُ سَمَرْقَنْد وَكَانَ السُّلْطَانُ مَلِكْشَاه بِهَا، فَرَأَيْتُ أَهْلهَا يَروَون "النَّاسخ والمنسوخ" لهبة الله المفسر جدي، بواسطة خمسة رِجَالٍ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُم: الكِتَابُ مَعِي، وَمُصَنِّفُهُ جَدِّي لأُمِّي، وَقَدْ سمِعتُه مِنْهُ، وَلَكِن مَا أُسَمِّع كُلَّ وَاحِد إلَّا بِمائَةِ دِيْنَارٍ. فَمَا كَانَ الظّهر حَتَّى جَاءتَنِي خَمْسُ مائَة دِيْنَارٍ، فَسمِعُوْهُ، فَلَمَّا رَجَعتُ؛ دَخَلتُ أَصْبَهَان، وَأَمليتُ بِهَا.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتَمن عَنْ رزق الله، فَقَالَ: هُوَ الإِمَام عِلْماً وَنَفْساً وَأُبُوَّةً، وَمَا يُذكر عَنْهُ، فَتَحَامُلٌ مِنْ أَعدَائِهِ.
وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ العَبْدَرِيّ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ ظرِيفاً لطيفاً، كَثِيْرَ الحِكَايَات وَالمُلَح، مَا أَعْلَم مِنْهُ إلَّا خَيراً.
وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً ابن سبع وثمانين سنةً أحسن سمتًا وهديًا وَاسْتقَامَةَ قَامَةٍ مِنْهُ، وَلاَ أَحْسَنَ كَلاَماً، وَلاَ أَظرفَ وَعْظاً، وَأَسرعَ جَوَاباً مِنْهُ. فَلَقَدْ كَانَ جمَالاً لِلإِسْلاَم –كمَا لُقِّب- وفخراً لأَهْل العِرَاق خَاصَّةً، وَلجمِيْع البِلاَد عَامَّةً، مَا رَأَينَا مِثْلَه، وَكَانَ مقدّماً وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً، فَكَيْفَ اليَوْم? وَكَانَ ذَا قدرٍ رفِيعٍ عِنْد الخُلَفَاء.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي سَعْدٍ شَيْخ الشُّيُوْخ: كَانَ رِزقُ الله إِذَا قرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ الخَاضبَة هَذَا الحَدِيْث يعنِي حَدِيْث: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً أَخَذَ خَدَّه، وَقَرَصَه، وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ يَنْبُتُ تَحْتَ حُبِّكُم مِنْ ذَا شَيْءٌ. أُنْبِئتُ عَنِ ابْنِ الأَخضر، أَخْبَرَنَا الزاغونِيّ، أَنشدنَا رزقُ الله لِنَفْسه:
لاَ تَسْأَلاَنِي عَنِ الحيِّ الَّذِي بَانَا ... فَإِنَّنِي كُنْتُ يَوْمَ البَيْنِ سَكْرَانَا
يَا صَاحِبيَّ عَلَى وَجْدِي بِنَعْمَانَا ... هَلْ راجعٌ وَصْلُ لَيْلَى كَالَّذِي كَانَا
مَا ضَرَّهُمْ لَوْ أَقَامُوا يَوْمَ بينهم ... بقدر ما يلبس المحزون أكفانا
وقال هبة الله بن طاوس: أَنشدنَا رزق الله لِنَفْسِهِ:
وَمَا شَنْآنُ الشَّيْبِ مِنْ أَجْلِ لَوْنِهِ ... وَلَكِنَّهُ حادٍ إِلَى البَيْنِ مُسْرِعُ
إِذَا مَا بَدَتْ مِنْهُ الطَّلِيْعَةُ آذَنَتْ ... بِأَنَّ المنَايَا خَلْفَهَا تَتَطَلَّعُ
فَإِنْ قَصَّهَا المِقْرَاضُ صَاحَتْ بأُختها ... فَتَظْهَرُ تَتْلُوْهَا ثلاثٌ وَأَرْبَعُ
وَإِنْ خُضِبَتْ حَالَ الخِضَابُ لأَنَّهُ ... يُغَالِبُ صِبْغَ اللهِ وَاللهُ أَصْبَغُ
إِذَا مَا بَلَغَتَ الأَرْبَعِيْنَ فَقُلْ لِمَنْ ... يَوَدُّكَ فِيمَا تَشْتَهِيْهِ وَيُسْرِعُ
هَلِمُّوا لِنَبْكِي قَبْلَ فِرْقَةِ بَيْنِنَا ... فَمَا بَعْدَهَا عيشٌ لذيذٌ وَمَجْمَعُ
وَخَلِّ التَّصَابِي وَالخَلاعَةَ وَالهَوَى ... وأُمّ طَرِيْق الخَيْرِ فَالخَيْرُ أَنْفَعُ
وَخُذْ جُنَّةً تُنْجِي وَزَاداً مِنَ التُّقَى ... وَصُحْبَةَ مأمونٍ فَقَصْدُكَ مُفْزِعُ
قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: تُوُفِّيَ شَيخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَدُفِنَ فِي دَارِهِ بِبَابِ المَرَاتِب، ثُمَّ نُقِلَ فَدُفِنَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ إِلَى جَانب قَبْر الإِمَام أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ المُحَدِّث، وَأَمِيْرُ الجُيُوْش بدرٌ بِمِصْرَ، وَالسُّلْطَان تَاجُ الدَّوْلَة تتش السلجوقي، وشيخ المعتزلة أَبُو يُوْسُفَ القَزْوِيْنِيّ، وَالفَضْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي حَرْب أَبُو القَاسِمِ الجُرْجَانِيّ، وَالوَزِيْر ظهير الدِّيْنِ أَبُو شُجَاعٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الرُّوْذْرَاوَرِيّ، وَالمُعتمدُ بنُ عَبَّادٍ صَاحِب الأَنْدَلُس فِي السجْن، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَغَوِيّ الدَّبَّاس، وَقَاضِي بَغْدَاد أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّر الشَّامِيّ، وَالحُمَيْدِيُّ المحدّث، وَنجيبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الوَاسِطِيّ بهَرَاة.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)
 

 

 

 

رزق الله بنُ عبد الوهاب بن عبد العزيز، التميميُّ، البغداديُّ، المقرىءُ المحدثُ، الفقيهُ الواعظُ.
شيخ أهل العراق في زمانه. ولد سنة 401، وقيل: سنة 404. وقال هو: مولدي سنة 396. سمع الحديث من جماعة، وأجاز له السلميّ الصوفي، وكان جميل الصورة، وكانت له المعرفة الحسنة بالقرآن، والحديث والأصول، والتفسير، والعربية، وكان أحلى الناس عبارة في النظر، وأجرأهم قلمًا في الفتيا، وأحسنهم وعظًا، له شعر حسن، ذكره في "طبقاته"، وذكر في ترجمته بعض فتاوه، وقال: ذكر ابن الجوزي في "تاريخه": أن جلال الدولة أمره أن يكتب "بشاهنشاه الأعظم ملك الملوك"، وخطب له بذلك، فنفر العامة، ورجموا الخطباء ووقعت فتنة سنة 429، فاستفتى الفقهاء، فكتب الصيمري أن هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية، وكتب أبو الطيب الطبري: أن إطلاق "ملك الملوك" جائز، ويكون معناه: ملك ملوك الأرض، وإذا جاز أن يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة، جاز أن يقال: ملك الملوك، وكتب التميمي نحو ذلك، وأن القاضي الماوردي منع ذلك.
قال ابن الجوزي: والذي ذكره الأكثرون هو القياس إذا قصد به ملوك الدنيا، إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماوردي؛ لأنه قد صح في الحديث ما يدل على المنع، لكنهم عن النقل بمعزل، ثم ساق حديث أبي هريرة في "الصحيحين".
قال ابن رجب: وابن الجوزي وافق على جواز التسمية بقاضي القضاة ونحوه، وقد ذكر شيخنا أبو عبد الله بن القيم، قال، وقال بعض العلماء: وفي معنى ذلك - يعني: ملك الملوك - كراهيةُ التسمية بقاضي القضاة، وحاكم الحكماء، فإن حاكم الحكماء في الحقيقة هو الله تعالى، وقد كان جماعة من أهل الدين والفضل يتورعون عن إطلاق قاضي القضاة. وحاكم الحكماء؛ قياسًا على ما يبغضه الله ورسوله من التسمية بملك الأملاك، وهذ حض القياس.
قلت: وكان شيخنا أبو عمرو عبدُ العزيز بنُ محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي قاضي الديار المصرية وابن قاضيها؛ يمنع الناسَ أن يخاطبوه بقاضي القضاة، أو يكتبوا له ذلك، وأمرهم أن يبدلوا ذلك بقاضي المسلمين، وقال: إن هذ لفظ مأثور عن علي - رضي الله عنه - يوضح ذلك أن التلقيب بملك الملوك، إنما كان من شعار ملوك الفرس من الأعاجم المجوس ونحوهم، وكذلك أن المجوس يسمون قاضيهم: موبذ موبذان، يعنون بذلك: قاضي القضاة، فالكلمتان من شعائرهم، ولا ينبغي التسميةُ بهم، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

 

الإمام المحدث أبو محمد رزق الله بن عبد الله بن عبد العزيز التميمي البغدادي الحنبلي المقرئ الواعظ

ولد سنة 400 هـ وسمع من أبي الحسين أحمد بن المتيم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران، وابن دوست، وآخرين.

وعنه: أبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهما.

وقال السمعاني: هو فقيه الحنابلة وإمامهم، وقال الذهبي: كان إماما مقرئًا فقيها محدثا واعظًا أصوليًا مفسرًا لغويًا فرضيًا كبير الشأن، وافر الحرمة.

توفي 488 هـ.

انظر معرفة القراء الكبار، والتذكرة، والسير للذهبي، وإكمال ابن ماكولا، والمنتظم، وهامش السير.

العزلة والانفراد للحافظ ابن أبي الدنيا.