محمد بن الطيب ابن محمد بن محمد الشرقي الفاسي شمس الدين

أبي عبد الله

تاريخ الولادة1110 هـ
تاريخ الوفاة1170 هـ
العمر60 سنة
مكان الولادةفاس - المغرب
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • فاس - المغرب

نبذة

محمد بن الطيبابن محمد بن محمد بن موسى الشرفي الفاسي المالكي الشهير بابن الطيب نزيل المدينة المنورة الشيخ الامام المحدث المسند اللغوي العالم العلامة المفنن أبو عبد الله شمس الدين ولد بفاس سنة عشر ومائة وألف ونشأ بها وأخذ عن جملة من العلماء منهم والده ومحمد بن محمد المسناوي ومحمد بن عبد القادر الفاسي ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي

الترجمة

محمد بن الطيبابن محمد بن محمد بن موسى الشرفي الفاسي المالكي الشهير بابن الطيب نزيل المدينة المنورة الشيخ الامام المحدث المسند اللغوي العالم العلامة المفنن أبو عبد الله شمس الدين ولد بفاس سنة عشر ومائة وألف ونشأ بها وأخذ عن جملة من العلماء منهم والده ومحمد بن محمد المسناوي ومحمد بن عبد القادر الفاسي ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي ومحمد بن عبد السلام البناني ومحمد بن عبد الله الشاذلي وأبو عبد الله محمد بن محمد ميارة وأبو الاقبال أحمد بن محمد الدرعي وأبو عبد الله محمد بن محمد الأندلسي وأحمد بن علي الوجاري ومحمد أبو الطاهر بن إبراهيم الكوراني واستجاز له والده من أبي الأسرار حسن بن علي العجيمي وعمره نحو سنتين والسيد عمر البار العلوي وغيرهم ممن ينوف على مائة وثمانين شيخاً وبرع وفضل وصار امام أهل اللغة والعربية في وقته محققاً فاضلاً متضلعاً في كثير من العلوم ودرس بالحرم الشريف النبوي وانتفعت به الطلبة ورحل للروم من الطريق الشامي ورجع منها على الطريق المصري وأخذ عنه في الشام ومصر خلق كثيرون وحصل بينه وبينهم مباحث في فنون من العلم وله تآليف حسنة منها حاشية على القاموس وشرح نظم فصيح ثعلب في مجلدين وشرح على كفاية المتحفظ وحاشية على الاقتراح وشرح كافية ابن مالك وشرح شواهد الكشاف وحاشية على المطول ورحلة وجمع مسلسلاته في كتاب وهي تنوف على ثلثمائة وغير ذلك من المصنفات مما ينوف على خمسين مصنفاً وله شعر لطيف ينبئ عن قدر في الفضائل منيف فنه قوله هذه القصيدة في مدح السفر
سافر إلى نيل المعزة ... إن في السفر الظفر
وانفر لنيل المجد في ... من للمعالي قد نفر
واعلم بأن المكث في ال ... أوطان يدعو للضجر
ويورّث الأخلاط وال ... أجسام أنواع الضرر

أوما رأيت المالطو ... ل المكث يعلوه الوضر
والبدر لو لزم الاقا ... مة في محل ما بدر
والدرّ لو أبقوه في ... قعر البحار لما افتخر
والتبر ترب في المعا ... دن وهو أفخر مدّخر
والعود معدود لدى ال ... غابات من جنس الشجر
والباتر المغمود لو ... لم يخرجوه لما بتر
هذا وكم مثل سرى ... في الناس من هذي العبر

أبدى البدائع منه من ... نظم القريض ومن نثر
عن وجهها في غالب ال ... أسفار أسفر من سفر
فادأب على الترحال في ال ... أحوال أجمعها تسر
واعلم بأن البعد عن ... وطن به تمّ الوطر
وأغرب بشرق وأشرقن ... في الغرب إن تك ذا نظر
واجعل جميع الناس أز ... رك والثرى طرّاً فذر
لا تؤثرن بدواً ولا ... حضراً وكن مع ما حضر
فالبدو عز واللطا ... فة والظرافة في الحضر
فإذا بدوت فكل عز ... باذخ فيك استقر
وإذا حضرت فكل ظر ... ف ظرفه لك مستقر
لا تبك الفالاً ولا ... داراً ولا رسماً دثر
فالناس الفك كلهم ... والأرض أجمعها مقر
فمتى وجدت العز وال ... عيش الهنيّ أقم تبر
ومتى رأيت الضدّ والص ... دّ الخفيّ فدع وذر
واجعل بضاعتك التقى ... مع من أسرّ ومن جهر
فإذا اتقيت الله فز ... ت بكل كنز مدّخر
وقوله
ألا ليت شعري هل أرى البيت معلماً ... وهل أردن يوماً على الريّ زمزما
ومن لي بحج البيت في خير معشر ... حدا بهم الحادي وغنى وزمزما
ومن لي بأن أمسى على حجراته ... وأصبح ممن للمغاني به انتمى
ومن لي بالخلّ الذي قد ألفته ... فندعى جهاراً أنتما القصد أنتما
نطوف بذاك البيت طوراً وتارةً ... نلمّ بهاتيك البقاع فنلثماوآونة نأتي إلى الحجر الذي ... سما قدره حتى تطاول للسما
نعفر فيه الخدّ والوجه كله ... ولست أرى ممن يخص به فما
وطوراً نصلي ثم نسعى إلى الصفا ... لنصفي الفؤاد المستهام المتيما
ونسرع كي نلقي المنى ولدى مني ... نخيم فيمن كان لليمن خيما
ونجني ثمار العرف من عرفاته ... ونغرف منه الخير غرفاً معمما
ونبرأ من كل العقاب إذا دنت ... عقاب جمار تحرق الذنب أينما
وتصبح فيمن برّ لله حجه ... وأصبح في تلك الرياض منعما
ويا ليت شعري هل أرى طيبة التي ... بها طابت الأكوان نجداً وأتهما
وهل تبصر القبر الشريف محاجري ... فأصبح فيه منشداً مترنما
أخاطبه جهراً وأسأل ما أشا ... وأرجو حصول السؤل منه متمما
ويسعدني القول البليغ فأتثنى ... إذا ما نظمت القول فيه تنظما
وارجع مملوء الحقائب غامراً ... بما شئت من علم وحلم وما وما
وتخد مني الدنيا وأصبح في غد ... لدى رتبة شماء في منزل سما
تحف بي الأملاك من كل جانب ... لدى جنة الفردوس فوزاً معظما
فتربح هاتيك التجارة كلها ... ويغنم مولاها ابتداءً ومختما
وأهدى إلى خير الأنام محمد ... سلاماً بعرف الطيبات مختما
وقال في عين الماضي حين وصل إليها من طريقه وهي عين ماء غزيرة محتفة بالنبات والأشجار وعندها قرية ماهولة قد وصف أهلها بمحاسن الأخلاق واتصف نساؤها بمحاسن الخلق وحسن العيون على الخصوص وهذه العين المذكورة واقعة في أرض الجريد ما بين مدينة فاس ومدينة طرابلس الغرب
عين ماضي بها عيون مواضي ... فاعلات فعل السيوف المواضي
والتفات الغزال لما غزا لي ... صائلاً صولة الأسود المواضي
وقدود تزهو إذا قدّت القل ... ب ازدهاء الأغصان بين الرياض

قال الشيخ المذكور بعد إيراد هذه الأبيان التي وصف فيها نساء عين الماضي غير أنا أخبرنا انهن لا يستعملن الماء في الاغتسال لأنه يضر بأبدانهن مهما قطر عليها وسال وقد ورد علينا سائل بين موجب ذلك وأوضح عذره قائلاً إن ذلك الماء يسقط حمل الحوامل ويذهب من الأبكار بالعذرة انتهى وله أيضاً
ورد الربيع فمرحباً بوروده ... وبنور بهجته ونور وروده

وبحسن منظره وطيب نسيمه ... وأنيق مبسمه ووشي بروده
فصل إذا افتخر الزمان فإنه ... إنسان مقلته وبيت قصيده
يعني المزاج عن العلاج نسيمه ... باللطف عند هبوبه وركوده
يا حبذا أزهاره وثماره ... ونبات ناجمه وحبّ حصيده
وتجاوب الأطيار في أشجاره ... كبنات معبد في مواجب عوده
والغصن قد كسى الغلائل بعدما ... أخذت يدا كانون في تجريده
نال الصبا بعد المشيب وقد جرى ... ماء الشبيبة في منابت عوده
والورد في أعلى الغصون كأنه ... ملك تحف به سراة جنوده
وكأنما الأقاح سمط لآلئ ... هو للقضيب قلادة في جيده
والياسمين كعاشق قد شفه ... جور الحبيب بهجره وصدوده
وانظر لنرجسه الجنيّ كأنه ... طرف تنبه بعد طول هجوده
واعجب لآذربونه وبهاره ... كالتبر يزهو باختلاف نقوده
وانظر إلى المنثور في منظومه ... متنوّعاً بفصوله وعقوده
أوما ترى الغيم الرقيق وقد بدا ... للعين من أشكاله وطروده
والسحب تعقد في السماء مآتما ... والأرض في عرس الزمان وعيده
ندبت فشق لها الشقيق جيوبه ... وأزرق سوسنها للطم خدوده
وله وقد أنشدهما في الحجر والحطيم
هديت إلى الصراط المستقيم ... فجئت لحجة البيت العظيموعند الحجر قال الحجر أبشر ... فقد حطمت ذنوبك بالحطيم
وله غير ذلك من الأشعار الرائقة والمكاتبات الفائقة وكان له الباع الطويل في اللغة والحديث وكان فرداً من أفراد العالم فضلاً وذكاءً ونبلاً وله حافظة قوية وفضله أشهر من أن يذكر وكانت وفاته بالمدينة المنورة سنة سبعين ومائة وألف بتقديم السين ودفن عند قبر السيدة حليمة رضي الله عنها ورحمه الله وإيانا.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل

 

 

 

 

محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الفاسي المالكي، نزيل المدينة المنورة، أبو عبد الله:
محدث، علامة باللغة والأدب. مولده بفاس، ووفاته بالمدينة. وهو شيخ بالزبيدي صاحب تاج العروس. والشرقي نسبة إلى (شراقة) على مرحلة من فاس.
من كتبه (المسلسلات) في الحديث، و (فيض نشر الانشراح - خ) حاشية على كتاب الاقتراح للسيوطي في النحو، و (إضاءة الراموس - خ) حاشية على قاموس الفيروزآبادي، مجلدان ضخمان و (موطئة الفصيح لموطأة الفصيح - خ) مجلدان، عندي، شرح به (نظم فصيح ثعلب) لابن المرحل، و (شرح كافية المتحفظ) و (شرح كافية ابن مالك) و (شرح شواهد الكشاف) و (حاشية على المطول) و (رحلة) و (عيون الموارد السّلسلة، من عيون الأسانيد المسلسلة - خ) رسالة في خزانة الرباط (المجموع1313 كتاني) 

-الاعلام للزركلي-