عبد اللطيف بن فتح الله الكيلاني الحلبي
ابن السراج
تاريخ الوفاة | 1191 هـ |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
السيد عبد اللطيف بن فتح الله المعروف بالكيلاني الحنفي الحلبي نزيل قسطنطينية وأحد المدرسين بها وهو من أسباط بني الكيلاني المقيمين في حماه كان والده بحلب يتعاطى صنعة السراجه وهو أيضاً في أول أمره فلذلك اشتهر في بلدته بابن السراج السراج من يصنع السرج والسراجة ككتابه هي الحرفة وكان عبد الباقي شاعر الروم يتعانى حرفة السروج في مبدء أمره ثم أدركته حرفة الأدب ويحدثون عنه بنكات كانت تصدر عنه من ألطف ما يكون ومن أحسنها موقعاً ما اشتهر عنه إنه كان نظم قطعة من الشعر في غلام فلما سمع الغلام القطعة أعجبه ما فيها من التخيل وأقسم إنه يقبل رجله إذا رأه فاتفق إنه صادفه في بعض أسواق قسطنطينية وباقي راكب وجماعته في خدمته فدخل الغلام وأراد أن يقبل رجله فمنعه من ذلك وقال ما حملك على هذا الك حاجة فقال لا وأخبره باليمين الذي حلفه فقال له أنا نظمت الشعر بفمي ولم أنظمه برجلي وقالها أبو بكر العمري في ديوانه وقد نظمها أبياتاً فقال قال لما وصفته ببديع الحسن ظبي خل عن وصف مثلي مكن العبد أن يقبل رجلاً لك كيما يجيز فضلاً بفضل قلت انصف فدتك روحي فإني بفمي قد نظمته لا برجلي وقريب من هذا قول الصاحب ابن عباد وشادن جماله تقصر عنه صفتي أهوى لتقبيل يدي فقلت لا بل شفتي انتهى قرأ على الشيخ طه الجبريني والشيخ علي الدباغ ثم إنه قدم إلى الروم في دعوى استحقاق والدته في وقف بني الكيلاني ثم أخذ تولية الوقف ببراءة عسكرية ثم رأى لها قيداً في محاسبة الحرمين فنقل البراءة العسكرية إلى الحرمين ثم ساعدته المقادير فعمل عليها في زمان السلطان الأعظم محمود خان خطاً شريفاً ثم في أثناء قدومه خدم شيخ الاسلام المولى مصطفى المعروف بالدري قبل أن يصير قاضياً بالعساكر بأناطولي في مقابلة الكتب وهو الذي ساعده في عمل الخط الشريف ولازم منه لما تولى افتاء الدولة شيخ الاسلام المولى عبد الله وصاف المعروف بالإيراني وكان مميزه الشيخ إبراهيم الحلبي دخل إلي لأمتحان برجاء الدري المذكور وبمعرفة الحلبي وسلك طريقالمدرسين والموالي وقطن قسطنطينية واستقام بها وتنقل بالمدارس على قاعدتهم ولما توفي كان في موصلة السليمانية المتعارفة بينهم وكان يتعاطى بيع الكتب وصنعة الصحافة في مدة اقامته وله فضيلة بالعلوم ومعرفة ولما ارتحل إلى الروم الفاضل سليمان المحاسني الدمشقي خطيب الأموي وإمامه دعاه إلى المبيت بداره ثمة المترجم فامتدحه بقوله
ألا يا دار حيتك الفوادي ... بكل كرامة في طول عمر
ودام وجودك يسمو بمولى ... كريم الطبع ذو شرف وفخر
هو المفضال من كيلان يغدو ... بكل مزية في طيب بشر
لطيف الطبع دام بكل مجد ... على أمد الدهور ليوم حشر
وكانت وفاته بقسطنطينية في شعبان سنة احدى وتسعين ومائة وألف ودفن بالتربة المعروفة بمحمود باشا رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.