عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي الخلوتي

تاريخ الولادة1110 هـ
تاريخ الوفاة1192 هـ
العمر82 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • بعلبك - لبنان

نبذة

عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي نزيل حلب الشيخ العالم الفاضل الصالح كان فقيهاً بارعاً بالعلوم خصوصاً في القراآت وغيرها ولد في ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من جمادي الأولى سنة عشرة ومائة وألف ثم لما بلغ سن التمييز قرأ القرآن حتى ختمه على والده في مدة يسيرة.

الترجمة

عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي نزيل حلب الشيخ العالم الفاضل الصالح كان فقيهاً بارعاً بالعلوم خصوصاً في القراآت وغيرها ولد في ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من جمادي الأولى سنة عشرة ومائة وألف ثم لما بلغ سن التمييز قرأ القرآن حتى ختمه على والده في مدة يسيرة ثم شرع في الاشتغال بطلب العلم في سنة عشرين فقرأ على الشيخ عواد الحنبلي النابلسي في بعض مقدمات النحو والفقه واشتغل عليه بالقراءة بعد ذلك نحواً من عشرين سنة وهو أول من أخذ عنه العلم ولما توفي والده في سنة اثنين وعشرين وكان فاضلاً ناسكاً عالماً لازم مع أخويه الشيخ أحمد المقدم ذكره والشيخ محمد دروس الامام الكبير أبي المواهب الحنبلي في الفقه والحديث نحو خمس سنين ودروس الاستاذ الشيخ عبد القادر التغلبي في الحديث والفقه والنحو والفرائض والحساب والأصول وغير ذلك مدة خمسة عشر سنة وأجازه اجازة عامة ثم لازم حفيده العلامة الشيخ محمد المواهبي نحو تسع سنين في الحديث والفقه أيضاً وأجازه وقرأ على الاستاذ الرباني الشيخ عبد الغني النابلسي كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر مع مشاركته لجدي والد والدي العالم المرشد السيد محمد المرادي وحضر دروسه في تفسير البيضاوي والفتوحات المكية وشرحه على ديوان ابن الفارض وفي الفقه والعربية وغير ذلك ولازمه نحو ثمان سنين وأجازه اجازة عامة بخطه وقرأ على الفاضل المسلك الشيخ محمد بن عيسى الكناني الخلوتي شيأً من النحو وشرحه على منفرجة الغزالي ورسالته المفردة في أربعين حديثاً مسندة وأخذ عليه طريق السادة الخلوتية ولقنه الذكر ولازمه نحو خمسة عشر سنة وأجازه ولازم دروس كثير من مشايخ عصره غير هؤلاء المذكورين منهم الامام الشيخ محمد الكاملي والعلامة الشيخ الياس الكردي والشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ محمد الحبال والشيخ أحمد المنيني والشيخ علي كزبر وغيرهم وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ مصطفى النابلسي وحفظ القرآن على الحافظ المقري المتقن الشيخ إبراهيم الدمشقي ثم بعد أن ارتحل إلى الروم ودخل حلب وذلك في سنة أربع وأربعين أخذ عن جماعة من أجلالها وممن ورد اليها فسمع الحديث المسلسل بالأولية وأكثر صحيح الامام البخاري من المحدث العلامة الشيخ محمد عقيلة المكي وقرأ جملة من المنطق والأصول على الشيخ صالح البصري وطرفاً من الأصول أيضاً والتوحيد والنحو والمعاني والبيان على الشيخ محمد الحلبي المعروف بالزمار وحضر دروسه كثيراً في صحيح البخاري وأخذ العروض والاستعارات عن الفاضل الشيخ قاسم البكرجي وأشياخه كثيرون لا يحصون عدة وأعلى أسانيده في صحيح الامام البخاري روايته له عن الشيخ محمد الكناني عن المسند القدوة الرحلة الامام الشيخ إبراهيم الكوراني نزيل المدينة المتوفي بها في سنة احدى ومائة وألف بسنده وعن شيخه الشيخ عقيلة عن المحدث الكبير الشيخ حسن بن علي العجيمي المكي بسنده وفي كل من السندين بين صاحب الترجمة وبين الامام البخاري عشرة والامام البخاري حادي عشرهم وبالنسبة إلى ثلاثياته يكون بينه وبين صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم أربعة عشر وهذا السند عال جداً ولا يوجد أعلى منه وقد أجازني بسائر مروياته عن مشايخه باجازة حافلة وأرسلها إلي من حلب وكان بحلب مستقيماً ساكناً فاضلاً وله أناس يبرونه قائمين بمعاشه وما يحتاج إليه واستقام بها إلى أن مات وكان ينظم الشعر وله ديوان فائق محتو على رقائق فمنه ما قاله مقتبساً
أعبد الله وجاهد ... فإذا فرغت فانصب
والزم التقوى حلوصاً ... وإلى ربك فارغب
ومن ذلك قول بعضهم
أيها السائل قوماً ... مالهم في الخير مذهب
اترك الناس جميعاً ... وإلى ربك فارغب
أقول والاقتباس هو إتيان المتكلم في كلامه المنظوم أو المنثور بشيء من ألفاظ القرآن أو الحديث من غير تغيير كثير على وجه لا يكون فيه اشعار بأنه من القرآن أو الحديث وهو على ثلاثة أقسام الأول مقبول وهو ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك والقسم الثاني مباح وهو ما كان في الغزل والرسائل والقصص والقسم الثالث الأقتباس المردود الغير مقبول وهو ما أدى إلى تشبيه بالله تعالى أو استخفاف بكلامه القديم ونعوذ بالله تعالى أو بالرسول عليه أنمى الصلاة وأسمى السلام أو بحديثه الشريف كقول عبد المحسن الصولي
قلت وقد أوردني حبه ... موارداً ليس لها مصدر
أفسدت دنياي ولا دين لي ... تفسده فاصدع بما تؤمر
قال الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وقد أقر أنه لا دين له فلا يعترض عليه حينئذ ومن ذلك قول القائل
أوحى إلى عشاقه طرفه ... هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه ... لمثل ذا فليعمل العاملون
وأما ما جاء في المقبول والمباح فكثير كقوله
أعبد الله ودع عنك ... التواني بالهجود
ومن الليل فسجه ... وأديار السجود
وقول الآخر
لا تكن ظالماً ولا ترض بالظلم ... وانكر بكل ما يستطاع
يوم يأتي الحساب ما لظلوم ... من حميم ولا شفيع يطاع
وللشيخ برهان الدين الباعوني
قالوا الحميا شراب ... للأنس والبسط جاءت
فقلت رداً عليهم ... بئس الشراب وساءت
وللمعمار
ما مصر الا منزل مستحسن ... فأستوطنوه مشرقاً ومغرباً
هذا وإن كنتم على سفريه ... قتيموا منه صعيداً طيباً
ولبعضهم
حمامنا من ضيقتها تشتكي ... كأنها صدر وقد أحرجوه
فهي لظى نزاعة للشوي ... وماؤها كالمهل يشوي الوجوه
وللآخر
خذ من الخبر الذي لا ... ح الذي منه تشاء
ثم لا تنظر إلى ما ... سيقول السفهاء
وفي اقتباس الحديث شيء كثير منه قول ابن عباد حيث قال
قال لي إن رقيبي ... سئ الخلق فداره
قلت دعني وجهك الجنة ... حفت بالمكاره
وهو اقتباس من حديث حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات وفي الاقتباس قرآناً وحديثاً شيء كثير فلا حاجة لذكر ذلك وأما الذي يتغير بيسير في اللفظ فقد جاء في كثير من كلام البلغاء منه قول بعضهم قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا وفي القرآن إنا لله وإنا إليه راجعون فتعبيره ظاهر ولا بأس به والصواب عندي التحرز عن التغيير خصوصاً في الآيات القرآنية انتهى ولصاحب الترجمة عاقداً الحديث
حصل العلم فمن حصله ... نال غزا والغنى مع دين
رغب المختار فيه قائلاً ... اطلبوا العلم ولو بالصين
أقول والعقد هو غير الاقتباس وهو أن يأخذ المنثور من قرآن أو حديث أو حكمة أو غير ذلك بجملة لفظه أو بمعظمه فيزيد الناظم فيه أو بنقص ليدخل في وزن الشعر وحينئذ لا يكون على طريقة الاقتباس ومنه قول بعضهم
أنلني بالذي استقرضت خطاً ... وأشهد معشراً قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه
وللقيرواني
قال لنا جند ملاحاته ... لما بدا ما قالت النمل
قوموا أدخلوا مسكنكم قبل أن ... تحطمكم أعينه النحل
ولأبي العتاهية
ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر
عقد فيه قول علي رضي الله عنه ما لابن آدم والفخر وانما أوله نطفة وآخره جيفة وهو كثير فلا اطالة في التسطير ولصاحب الترجمة
أطل صمتاً ولا تعجلبافتاء تفز فادريفكل العقل في صمت
ونصل العلم لا أدري وله راثياً العلامة المولى السيد الشريف يوسف الحسيني الدمشقي مفتي حلب ونقيبها بقوله
في جنة الفردوس حقاً أنزلا ... يوسف مفتي حلب مفضلا
طوبى له طاب بها خلوده ... لا يبتغي عنها دواماً حولا
وحل في روضات جنات علت ... نال بها كل مراد أملا
يشرب من أنهارها حيث أشتهي ... ماء وخمر البنا وعسلا
فيهن خيرات حسان قاصرا ... ت الطرف أتراب تحلت بالحلا
وحوله الغلمان والولدان ... كاللؤلؤ مكنوناً ومنثوراً حلا
قال برؤيا الوحي قولاً صادقاً ... أعطيت من غير حساب أملا
وفزت بالرضوان والغفران لي ... فالحمد لله على ما خولا
وانما نلت لذا بالذكر مع ... ختم حديث الأنبيا خير الملا
يا قوم قوموا قانتين للعلي ... جنح الدياجي ترتقوا أوج العلا
وبشروا صحبي وقولوا يوسف ... من بعد ذاك الخوف أمنا بدلا
وهو بأعلى منزل تاريخه ... في الجنة الفردوس حقاً أنزلا
وله غير ذلك وكانت وفاته بحلب سنة اثنين وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر.

 

 

عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي الخلوتي الحنبلي:
فقيه فاضل. حلبي الأصل، ولد أحد جدوده في بعلبكّ فعرف بالبعلي. مولده وشهرته في دمشق، ووفاته في حلب. من كتبه (منار الإسعاد - خ) ثبته، و (شرح الجامع الصغير) و (بداية العابد وكفاية الزاهد) فقه، و (النور الوامض في علم الفرائض) و (الجامع لخطب الجوامع) و (رحلة) . و (كشف المخدرات في شرح أخصر المختصرات - ط) فقه وله نظم، جمعه في (ديوان) .
-الاعلام للزركلي-