عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي الجوجري تاج الدين

ابن شرف

تاريخ الولادة820 هـ
تاريخ الوفاةغير معروف
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل كثيرا

الترجمة

عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل كثيرا وَأخذ عَن القاياتي والشرف السُّبْكِيّ والحناوي والجلال الْمحلي والنور بن الطباخ والكريمي والشروانيين الشَّمْس والبرهان والكافياجي فِي آخَرين فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالصرْف وأصول الدّين والمنطق والطب وَغَيرهَا من العقليات وَقَالَ أَنه أَخذ عَن التنسي المغربي الْمَالِكِي بل ولازم الْبُرْهَان العجلوني الْقُدسِي والبدر بن الْقطَّان والطبقة، وَمَعَ كَثْرَة تردده لهَؤُلَاء سِيمَا الغرباء مَا علمت أَنه استوفى كتابا إِلَى آخِره إِلَّا أَن يكون حل الْحَاوِي على الْمحلي وَوَصفه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ عَلَيْهِ بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل ذُو الْفَهم الثاقب ابْن صديقنا الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح شمس الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام شرف الدّين وَأَن قِرَاءَته لَهُ بحثا وافيا بهمة فِي مُدَّة قَصِيرَة ثمَّ أذن لَهُ أَن يفِيدهُ لمن شَاءَ وأرخ خَتمه فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَلكنه مِمَّن عرف بالذكاء والجرأة وَلزِمَ التهتك والانهماك فِي الشّرْب بِحَيْثُ أهين بِهَذِهِ الْوَاسِطَة وَغَيرهَا غير مرّة أسوؤها على يَد قَاضِي الْمَالِكِيَّة اللَّقَّانِيّ ثمَّ بِوَاسِطَة إِبْرَاهِيم الدَّمِيرِيّ وَهُوَ لَا يَنْفَكّ بل لم يزل فِي ازدياد وَصَحب بِسَبَبِهِ الأقباط كَابْن عُوَيْد السراج والتالي عبد الْغَنِيّ بن الجيعان فَكَانُوا يسخرون بِهِ ويبالغون فِي صفعه ويتلذذون أَو من شَاءَ الله مِنْهُم بانتقاصه وإساءته وهجائه للنَّاس خُصُوصا الْعلمَاء إِذْ لم يسلم من لِسَانه كَبِير أحد حَتَّى من ينتحل حرفته مِنْهُم وَقد ثَبت فسقه وَأخرج عَنهُ الْعلم البُلْقِينِيّ مشيخة مدرسة بشتاك وَقرر فِيهَا الشَّمْس بن قَاسم بعد عرضه لَهَا على غير وَاحِد من الطّلبَة فَلم يُوَافق على قبُولهَا غَيره فَأخذ فِي الوقيعة فِيهِ حَتَّى أعرض عَنْهَا وَكَذَا شهد عَلَيْهِ بِلبْس الْعِمَامَة الزَّرْقَاء ثمَّ لم يزل يثير العجاج وينشر عَنهُ العلاج بل هُوَ قَائِم فِي مسئلة ابْن الفارض ونظم فِيهَا قبائح ثمَّ تعدى إِلَى تأييد ابْن عَرَبِيّ وَصَارَ يطوف بِكَلَامِهِ على الْمجَالِس وَفِي الْأَسْوَاق وَيُصَرح باعتقاده واعتقاد كَلَامه بل قيل أَنه صنف فِي إِيمَان فِرْعَوْن وَكَذَا رد على البقاعي فِي مسئلة لَيْسَ فِي الْإِمْكَان وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا فَائِدَة فِي الإطالة بهَا هَذَا مَعَ استفاضة الثَّنَاء على أَبِيه وَكَونه فِي الدّيانَة والورع الْفَائِق الْوَجِيه حَتَّى أَنه بَلغنِي أَنه كَانَ إِذا اشْترى شَيْئا من القماش الَّذِي جرت الْعَادة فِيهِ بذرع معِين وَزَاد عَلَيْهِ دفع ثمن الزَّائِد وَلذَا لما جلس ابْنه بحانوته فِي البربسوق الفسقية وَلم يقتف أَثَره بل زَاد فِي الْفسق وَالْفساد كَاد الْعَامَّة قَتله وَحِينَئِذٍ تحول لحانوت بالكتبيين وَصَارَت لَهُ خبْرَة بِكَثِير من الْكتب وَالله يهلكه ويقصمه أَو يَتُوب عَلَيْهِ ولرشده يلهمه وَقد كتبت عَنهُ قَدِيما مَا كتب بِهِ لشَيْخِنَا وَهُوَ:
(يَا من قطفتم من الْآدَاب أزهارا ... وَمن عُلُوم النهى وَالنَّقْل أثمارا)
الأبيات الَّتِي أودعتها مَعَ جَوَاب شَيخنَا الْجَوَاهِر والدرر وَكَذَا قَوْله فِي بعض حجاته سنة سِتّ وَسبعين:
(وعاص لأمر الله تَابَ من الذَّنب ... وأقلع إقلاع الْمُنِيب إِلَى الرب)
(وَأحرم من مِيقَاته وَقت سيره ... إِلَى مَكَّة إِحْرَام مُعْتَمر صب)
(ولبى بِأَلْفَاظ النَّبِي مُحَمَّد ... وَصلى عَلَيْهِ بِاللِّسَانِ وبالقلب)
(وَطَاف بِبَيْت الله أعظم بنية ... وَصلى لَهُ خلف الْمقَام مَعَ الركب)
(وَبعد سعى سبعا كَمَا طَاف سَبْعَة ... على قدم مكشوفة الْمشْط والكعب)
(وَأحرم بعد الْحلق لَكِن بِحجَّة ... تلت عمْرَة فِي أشهر الفض وَالنَّدْب)
(وزار مَعَ الْحجَّاج قبر مُحَمَّد ... عَلَيْهِ صَلَاة الله فِي الشرق والغرب)
وَمن ماجرياته أَن ابْن قَاسم قَالَ فِي حل الْحَاوِي كَمَا قرأته بِخَطِّهِ مؤرخا لَهُ فِي ثامن عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين:
(لَئِن ظلت الطلاب فِي الحكم وَالْفَتْوَى ... فللحل وَالْحَاوِي هما الْغَايَة القصوى)
(لقد كَانَ قبل الْحل يخفي بَيَانه ... إِلَى أَن أَتَى سبط براهينه تقوى)
(بِحل شراب طَابَ عرفا يخاله ... وَكَانَ مداد الْكل من وَالِد روى)
وَقَالَ أَيْضا:
(سلافة حاوينا زلال مبرد ... وَحل شراب عرفه لَك يشْهد)
(كسبط لَهُ خَال من الْفضل عَمه ... فَوَائِد من جد فَنعم المآخذ)
(فبادر لَهُم تسمو فمسعاهم حمد ... وتقليدهم حق وفتواهم قصد)
فَكتب التَّاج تَحت خطه مِمَّا سمعته من لَفظه مؤرخا لَهُ بتاسع عشري الشَّهْر الْمَذْكُور:

(شَهِدنَا على من حط فِي الْخط عقله ... وفاخرنا بالزيف والنقد يشْهد)
(فإكفاء مَا فِيهَا سناد كِفَايَة ... وكاملة كالضرب قبح مُؤَكد)
(غلبت خليلي حجَّة بِكَلَامِهِ ... وَلَو أَنه فِيمَا ادَّعَاهُ الْمبرد)
وَكَانَ التَّاج كتب قبل ذَلِك على الْحل بِمَا نَصه:
(خَطَبنَا من بَنَات الْفِكر بكرا ... وجهزنا لأرض الْفرس مهْرا)
(فزفوا الْحل للحاوي عروسا ... تجلت فِي سَمَاء الْفِقْه بَدْرًا)
(أحب لطرسه الوجنات تحكي ... شقائق روضنا طيا ونشرا)
(سقى الله الَّذِي أَعْطَاك حلا ... شربت بكاسه الممزوج قطرا)
(وَأنْبت من مَعَانِيه بَيَانا ... بديعا يعجب البلغاء سحرًا)
(وينظم فِي بحور الْحور عقدا ... فينثر فِيهِ ياقوتا ودرا)
(مَلَأت بحبها قلبِي وطرفي ... فَلم أسمع من الْعَذْرَاء عذرا)
بل قَالَ أَيْضا مِمَّا كتبه عَنهُ شَيْخه النواحي حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ فَقَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مخدومنا الشَّيْخ أَبُو الْفضل بن شرف أعذب الله تَعَالَى موارد آدابه:
(هما الْحل وَالْحَاوِي فقلدهما الْفَتْوَى ... تكن من ذرى العلياء فِي الْغَايَة القصوى)
(فَفِي كل مغنى مِنْهُ معنى بَيَانه ... على كل كشاف عَن السِّرّ والنجوى)
ثمَّ كتب النواجي أَيْضا ثمَّ أَنْشدني حرس الله تَعَالَى بديهته وسجم قريحته هَذَا الْبَيْت المتضمن البديع هَذَا التَّشْبِيه اللَّطِيف ليدل بِهِ على بَيَان مَقَاصِد الْحَاوِي للتوقيف:
(كسبط حباه الْخَال سمطا لجده ... فرائد فقه كالذراري فِي المأوى)
قَالَ: وَكتب مُحَمَّد النواجي ولعفو ذِي الْجلَال راجي فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين وَكتب الشهَاب بن صَالح مقرضا للتاج:
(نعم مدح تَاج الدّين حلا وحاويا ... تبوأ منهاجا تَبرأ من هاجي)
(وزان مقَال السبط بالسمط فانثنى ... بقول الثنا قد حلي الْحل بالتاج)
فَكتب التَّاج تحتهما:
(فِي كل درس من الْكَافِي مطالعة ... على طَريقَة عرف الْفِقْه واللغة)
(فانه مفرغ فِي قالب حسن ... عَار على من الْعَار فِي الإيجاز والنكت)
وَسمع من التَّاج الأبيات الْمشَار إِلَيْهَا الْقُضَاة الْأَرْبَعَة فَكتب الْعلم البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي مَا نَصه: الْحَمد لله سَمِعت هَذِه الأبيات من لفظ ناظمها نفع الله بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخَيْر بِسَبَبِهِ. والسعد بن الديري الْحَنَفِيّ بقوله: سَمِعت هَذِه الأبيات البليغة من ناظمها نفع الله بهَا وَبِمَا نظمت فِيهِ. والولوي السنباطي الْمَالِكِي بقوله: سَمِعت هَذِه الأبيات البديعة من لفظ ناظمها نَفعه الله تَعَالَى بِالْعلمِ وزانه بالتقوى والحلم والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ بقوله: وَكَذَلِكَ أنشدنيها ناظمها بلغه الله من الْخَيْر الْغَايَة القصوى وَختم لنا وَله بِالْحُسْنَى وَكتب التَّاج بعد ذَلِك:
(نعم أنشدت نقاد الْمعَانِي ... فَقَالَ بيانهم أبديع سحر)
(وَأنْشد من نفى مَا اثبتوه ... وَلَوْلَا الشّعْر بالعلماء يزري)

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.