حسن بن عبد الله بن محمد البخشي أبي الخلاص

تاريخ الولادة1111 هـ
تاريخ الوفاة1190 هـ
العمر79 سنة
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • حلب - سوريا

نبذة

حسن بن عبد الله بن محمد البخشي الحلبي كان عالماً فاضلاً ذكياً ذا هيبة ووقار لطيفاً خلوقاً ولد في سابع شهر سنة احدى عشر ومائة وألف وقرأ على والده العلامة المحدث الحجة الشيخ عبد الله البخشي أخذ عنه الفقه والنحو والحديث والتصوف وألبسه الخرقة ولقنه الذكر.

الترجمة

حسن بن عبد الله بن محمد البخشي الحلبي كان عالماً فاضلاً ذكياً ذا هيبة ووقار لطيفاً خلوقاً ولد في سابع شهر سنة احدى عشر ومائة وألف وقرأ على والده العلامة المحدث الحجة الشيخ عبد الله البخشي أخذ عنه الفقه والنحو والحديث والتصوف وألبسه الخرقة ولقنه الذكر وعلى عمه العلامة الشيخ إبراهيم البخشي المدرس بمدرسة المقدمية بحلب وأخذ عنه الكتب الستة والأدب والعلوم العربية وكذلك عن عمه العالم الشيخ اسحق وعن عمه العالم السيد عبد الرحمن وقرأ على العلامة السيد محمد الكبيسي الحلبي حسب الله أمين الفتوي والشيخ عبد الرحمن العاري والشيخ علي الميقاتي والشيخ حسن السرميني وحسن الطباخ والشيخ قاسم النجار والشيخ سليمان النحوي والمولى علي الأسدي والشيخ علي الشامي والشيخ أحمد الحافظ وأخذ الفرائض والحساب عن العلامة الشيخ جابر المصري وأخذ علم الكلام عن شيخه السيد محمد الطرابلسي مفتي حلب والقرات عن شيخه الشيخ عمر البصير والسيد عبد الله المسوتي واستجاز له والده من المسند المحدث الشيخ حسن العجمي المكي والشيخ أحمد النخلي وأخذ عن الشيخ أبي الطاهر الكوراتي والياس الكردي نزيل دمشق والاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وقرأ على الشيخ طه الجبريني الحلبي وعلى العلامة الشيخ محمد عقيلة المكي لما قدم حلب وعلى الشيخعبد الرحمن والشيخ عثمان ولدي الحجار الملازمين بالمدينة المنورة والمدرسين بالحرم النبوي وعلى الشيخ السيد عيسى المرشدي امام الحنفية بالكعبة المشرفة المكي وعلى الولي الزاهد الشيخ عبد الله الزمزمي وله سياحة في كثير من البلاد ذكر من اجتمع بهم من الأفاضل في رحلته وتردد على قسطنطينية مراراً وقرأ على علمائها وألف وأجاد ونظم وفضل فمن تأليفه بهجة الخيار في شرح حلية المختار ومنها النور الجلي في النسب الشريف النبوي وتأليف عظيم في الرد على من اقتحم القدح في الأبوين المكرمين ورسالة في رجال الشمائل وشرح على الشمائل وله شرح على أسماء البدريين وله تأليف في العقائد سماه تحرير المقال في خلق الأفعال وله ديوان حافل وشرح مفيد على قصيدته المسماة بعقود الآداب سماه تنقيح الألباب في حل عقود الآداب وكل يتعاطى القضا والنيابة بحلب وغيرها وقبل وفاته بأكثر من عشرين سنة انفصل عن قضاء صيدا بالفعل وترك طريق القضا اختياراً للعزلة ولازم تكية الاخلاصية بحلب وكان لا يخرج منها الا وقت الدروس وآلت مشيختها وتولية أوقافها له بحسب الشرط فلم يرغب لها رضاء بالقناعة والعزلة وسمح بها لأبن أخيه السيد محمد صادق ومن فرائد شعره قوله من قصيدة تبلغ مائة بيت امتداحاً في الجناب الرفيع صلى الله عليه وسلم
رحم الحبيب تنفس الصعداء ... فأجاب فيه تضرعي ودعاي
قد لذ لي فيه التذلل والعنا ... وغدا سقامي فيه عين شفاي
حارت ذوو الألباب فيه صبابة ... وضلالهم في ذا غدير هدائي
منها
فاضممه عني أن حظي عاقني ... وأخبره أني قانع بفنائي
وبه انثنى نحو العقيق مقبلاً ... بالجفن خد التربة الفيحاء
ومنها
وبفيض جودك سيدي وبنسبتي ... قلبي الحزين معلل بقراء
أأضام في يوم الجزاء وملجأي ... لحماك فيه سيد الشفعاء
لا اختشي محل الرجال وجودكم ... يغني إذا عن ديمة وطفاء
كل الورى يرجون منك شفاعة ... هي حصنهم في الشدة الدهماء
وكذاك ذا البخشي يرجو نظرة ... يسمو بها فرحاً إلى العلياء
ويفوز بالرضوان يوم مآبه ... متشرفاً من نوركم بضياء
لا غر وأن يعطي مناه في غد ... حسن وأنت وسيلة الرحماء
ومن شعره بأهل بدر متوسلاً بقوله:
يا سادتي أهل بدر ان قاصدكم ... يعطي الأمان ولو حفت به الغير
ما نابني كدر يوماً ولذت بكم ... الا وساعد فيما ارتجى القدر
وله هذه القصيدة ممتدحاً بها صاحب الرسالة ومطلعها
لأتركنن لداعي اللهو واللعب ... وأحذر مخادعة الأهواء والطرب
منها
خلاصة القول أني مذنب وجل ... ومن مكابدة الأهواء في نصب
لم يبق لي سالف العصيان معذرة ... الالتجائي لغوث الخلق خير بني
محمد المصطفى الهادي الذي شرفت ... به الخلائق من عجم ومن عرب
قد بشرتنا به العجماء ناطقة ... والجن والأنس والأملاك في الحقب
وأصبح الدهر مسروراً بمولده ... وأظفرتنا يد الآيات بالعجب
فللسرور على أرجائه قمر ... من حين ليلته الغراء لم يغب
وأشرق الكون بالتوحيد مفتخراً ... يختال من فرح فيه ومن عجب
فياله رحمة للناس شاملة ... ونعمة للورى قاص ومقترب
لولاه لم تخرج الأكوان من عدم ... ولا تنزلت الأملاك بالكتب
ولا اهتدى الخلق في الدنيا لخالقهم ... ولا اضمحل ظلام الشرك والريب
كلا ولا أشرقت ولا غربت ... يوماً ولا دارت الأفلاك بالشهب
ومنها
يا صفوة الله في الكونين يا سندي ... ويا ملاذي اذ ما الهول أحدق بي
هلكت ان لم تكن لي شافعاً سنداً ... فارحم مسيئاً لقد أخطى ولم يصب
اليك وجهت آمالي أطارحها ... نيل المرام وما أرجوه من أرب
فكن شفيعي إذا ما الخلق أذهلهم ... يوم الزحام وخوف المكر والغضب
فلا ولي وصديق وذو شرف ... الأغدا وجلاجاث على الركب
يشبب من هوله الطفل الوليد إذا ... ضاق الخناق على الجاني من الرهب
وثم لا والد يغني ولا ولد ... عن المسئ ولا ماحان من نسب
وكل خل له شان سيشغله ... عن الخليل ويغنيه عن العتب
لكن رحمة ربي ثم معتمدي ... وأنت واسطتي فيها ومنتدبي
فليس يحصرها حد ولا قلم ... وحلمه بعطاه منتهى طلبي
أكبر جودك أن ألقى على جرمي ... أحاله حسنات عند محتسبي
فان تفضلت يا فوزي ويا شرفي ... وان تكن شافعي يا خير منقلبي
وكم عصاة لهم في جودكم طمع ... عقباه يلقونها أشهى من الضرب
ومنها
صلى عليك الهي ما همت سحب ... وما رجوت لكشف الضر والكرب
وكل آن على مر الدهور وما ... نجت مراحمك الجاني من العطب
كذا السلام بأبهى صيغة ودت ... يفوق ريا نشر المندل الرطب
والآل والصحب والأزواج من لهم ... في القلب منزلة للغير لم تهب
بحبهم أرتجي حسن الختام إذا ... قضيت نحبي ونعم اللطف ذلك بي
وله قصيدة مجيدة ومطلعها
ألا ليس لي عن مورد الحب مذهب ... ولي الوجد دين والصبابة مذهب
إذا غربت شمس النهار فمونسي ... شموس جمال نورها ليس يغرب
ومنها
خليلي قلبي ضاع مني فهل له ... رجوع وهل للنازحين تقرب
خذ أحيت تجد طيب الله تربها ... وباكرها من وأكف السحب صبب
ومرا بسلع والعقيق وحاجر ... فثم خيام للأحبة تضرب
بها حاز فخراً في المنازل لعلع ... ووادي النقا واخيف ثم المحصب
ألما بهاتيك الربوع فانها ... منازل أحبأبي بها القلب يطلب
وعوجاً بقلبي نحو طيبة أنه ... يحن للثم الترب منها فيندب
هي المربع الفياح مأوة نبوة ... ومنها الثرى للعين كحل مجرب
مقام ختام الرسل أحمد من له ... بكل مقام للآله تحبب
ومنها
اليك غياث الخلق سارت مقاصدي ... ولا يرتجي الاك قلبي المؤنب
اليك أتى البخشي يرجو شفاعة ... ولا غر وان ينجو بجاهك مذنب
فيا حسن الأخلاق والخلق والعطا ... ويا من إليه في الملمات أرغب
أجر حسناً يوم الزحام فإنه ... به المرء عمن يصطفيه ينكب
أجر مذنباً يرجو الاقالة قاصداً ... حما جاهك العالي لبيك ينسب
ومنها
عليك من الرحمن أزكي صلاته ... وأنمي تحيات من المسك أطيب
نعم ذوي القربى وصحبك من لهم ... بأعلى مقام المجد مثوى ومرجب
يعطر منها الكون ما سار نير ... ولاح بأفاق المجرة كوكب
ومن معمياته في عثمان وعلي
ودعتني وتشكت بيننا ... ودموعي فوق خدي كالجمان
قلت في كم ينقضي هذا الجفا ... فأشارت لي بلحظ وثمان
وقوله معمياً في محمد
فوضت أمري لربي وارتضيت بما ... قضاه لي قبل تخليقي من القسم
وان جفا ذمتي ظلماً بغير وفا ... صابرته شاكراً والحمد ملأ فمي
وله في حسن
من مجيري في هواه شادن ... سهم لحظيه بعمد صائب
خلع الحسن عليه تاجة ... وحمى الطرة فوق الحاجب
وله غير ذلك وكأنت وفاته في حادي عشر رمضان سنة تسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 

 

 

حسن بن عبد الله بن محمد البخشي، أبو الخلاص:
فاضل، من أهل حلب. له كتب، منها ((بهجة الأخيار في شرح حلية النبي المختار - خ) في المكتبة العربية بدمشق، ومنه نسخة نفيسة في الرياض، مصورة عن عارف حكمت (16 مجاميع) الفيلم 31 وله (تحرير المقال في خلق الأفعال - خ) في الرياض أيضا (رقم الفيلم 31) عن مكتبة عارف حكمت (16 مجاميع) ، و (النور الجلي في النسب الشريف النبويّ - خ) في نحو 100 ورقة.
-الاعلام للزركلي-