إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الدمشقي

إبراهيم السفرجلاني

تاريخ الولادة1055 هـ
تاريخ الوفاة1117 هـ
العمر62 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي بكر المعروف بالسفرجلاني الشافعي الدمشق الفاضل الأديب اللوذعي كان أتم أهل العصر ظرفاً وأشغهم رقة ولطفاً له طبع كما راق نسيم السحر وحسن منظر لا يقنع منه النظر وقد رقت باللطف شمائله وراقت لبصائر المجتلين خمائله شاعراً مفنناً عارفاً لطيفاً حسن المطارحة بارعاً ماهراً وله في المعميات اليد الطولى ولد بدمشق في سادس عشر صفر سنة خمس وخمسين وألف

الترجمة

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي بكر المعروف بالسفرجلاني الشافعي الدمشق الفاضل الأديب اللوذعي كان أتم أهل العصر ظرفاً وأشغهم رقة ولطفاً له طبع كما راق نسيم السحر وحسن منظر لا يقنع منه النظر وقد رقت باللطف شمائله وراقت لبصائر المجتلين خمائله شاعراً مفنناً عارفاً لطيفاً حسن المطارحة بارعاً ماهراً وله في المعميات اليد الطولى ولد بدمشق في سادس عشر صفر سنة خمس وخمسين وألف وبها نشأ وقرأ على علماء عصره منهم الشيخ نجم الدين الفرضي في العربية والشيخ إبراهيم الفتال في النحو والمعاني والبيان وقرأ بعض الرسائل على الشيخ عبد الحي العكري الصالحي وغيرهم وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن سليمان المغربي والسيد محمد عبد الرسول البرزنجي المدني وغيرهما من الواردين إلى دمشق وتنبل وأخذ شيئاً من العلوم الحرفية عن ابن سنسول وبرع في الرياضيات وأعمال الأوفاق والاستخدام وغير ذلك من متعلق هذه العلوم وتخرج في الأدب على يد الشيخ عبد الباقي بن أحمد السمان الدمشقي نزيل قسطنطينية وأحد المدرسين وبرع وظهر أدبه وفضله واخترع أبكار المعاني وصاغ قلائد النظام واشتهر بالأدب ونظم الشعر وديوانه مشهور وعلى كل حال فهو بكل لسان موصوف وبالفضائل معروف وعمه عمر صاحب خيرات ومبرات وله أثار منها المساجد الثلاث الذين عند دارهم بالقرب من الخراب وغير ذلك من الطرقات وغيرها وكان من أخيار التجار ورزق الخطوة التامة في المال والأولاد وغير ذلك وكان فريداً قرانه ووحيد زمانه توفي سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ودفن بباب الصغير وترك من الأولاد الذكور كثرة وكل منهم سما قدره وعلا وحاز السمو والذي نجب منهم واشتهر المولى عبد الرحمن والمولى عبد العزيز فقد بلغ كل منهما من الرفعة والعلا والسيادة والثروة ما طال وطاب واشتهر وشاع وصارت لهما رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي الرومية وانعقدت أمور دمشق على آرائهما وكل منهما في وقته تصدر للوافدين ملاذاً وعياذا مع الانعامات والمبرات وإكرام العلماء والغرباء وقد فاق المولى عبد الرحمن على المولى عبد العزيز بأشياء تفرد بها عنه منها مكانة من العم والفضل وسنأتي ترجمته وأما المولى عبد العزيز فقد توفى في سنة خمس وخمسين ومائة وألف واتصل والدي بابنتيهما وعلى كل حال فبنوا السفرجلاني ازدان بهم الدهر وسمت دواتهم وعلا صيتهم وعم فضلهم والمترجم ترجمه السيد محمد أمين المحبي في نفحته وأثنى عليه وكان حليف وداده وأليفه الذي ارتبطت عرى علائقه معه في وثيق صدق ومحبة ورفيقه أبان التحصيل وخليله الذي استخلصه لنفسه ولابدع فإبراهيم نعم الخليل كلمة الأدب جمعتهما ولحمة الفضل نظمتهما وذكر له هناك شيأ من شعره وها أنا أذكر من ذلك ما رق أديمه وراق اتساقه وطاب رونقه وازدان اشراقه فمن ذلك قوله مضمناً المصراع الأخير
لما غدت وجناته مرقومة ... بعذاره وازداد وجد محبه
نادى الشفيق بها زبرجد صدغه ... يا صاحبي هذا العقيق فقف به
قال الأمين وأنشدني قوله وهو معنى أبرزه ولم يسبق إليه فاستحق به التبريز وجاء به أنفس من الابريز وهي هذه

كفوا الملام ولا تعيبوا زهرة ... في وجنتيه تلوح كالتطريز
فالحسن لما خط سطر عذاره ... ألقى عليه قراضة الابريز
ثم قال وأنشدني هذه السينية السنية التي هي أشهى من الأمنية تفاتمت من المنية وهي قوله
خل طي الفلا لحادي العيس ... وانف همى بالقهوة الخندريس
طف بها كي ترى النواظر منها ... عسجدا ذاب في لجين الكموس
وترنح عطفي برقة لفظ ... منه عودت لقط درنفيس
في رياض كأنما لبست من ... حوك صنعاء أفخر الملبوس
قد نحلت من طلها بعقود ... وتجلت في حلة الطأووس
وزكا عرف طيبها فحسبنا ... نفحة قد سرت من الفردوس

وتغنى مبهرم الكف فيها ... بغنأ يسوق شجو النفوس
قد أتينا مسلمين فردت ... هيف باناتها بخفض الرؤس
قم نجدد عهودنا يا بن أنس ... في رباها فأنت خير أنيس
فأنا في هواك محزون قلب ... بين شوق مقلب ورسيس
وامخ العين أن ترى منك يوما ... حسن وجه يخفى ضياء الشموس
وسطور كالمسك فوق طروس ... من شقيق أحبب بها من طروس
وامط لي عن سين تلك الثنايا ... فعساها تكون للتنفيس
ومن شعره
أيها الخافق الفؤاد تعلل ... منه يوماً بلثم خدقاني
فياقوت وجنتيه خواص ... سيما في إزالة الخفقان
وله أيضاً
تجنب غمزة الحدق ... وحد عن لفتة العنق
فقد جلبا لطرفي ما ... يعانيه من الأرق

يجلو عليك صحائفا وردية ... رقم الجمال بها بدائع خطه
وتريك هاتيك المعاطف بانة ... تهتز لينا في منمنم مرطه
وتخامر الألباب منه فكاهة ... تلهى حليف الكاس عن اسفنطه
لو بت تستجلي لطائفه التي ... ضاهت برونقها جواهر سمطه
لدهشت اعجاباً بلؤلؤ لفظه ... ومددت كفك طامعاً في لقطه
ومن شعره
لولا صباح الوجوه بيض ... ماهز اعطا في القريض
ولا شجاني غناء شاد ... يوماً ولو أنه الغريض
ولا أهاج الجوى لقلبي ... برق له في الدجى وميض
أفدى غزالاً دعا فؤادي ... إلى الهوى جفنه الغضيض
وخوط بان على كثيب ... داعب أعطافه النهوض
ليلى في حبه طويل ... وفرط وجدي به عريض
دع عاذلي في حديث دمع ... بلومه دائماً يخوض
حديثه يا أخا الهوى في ... إذاعة السر مستفيض
كأن ينبوعه لقلبي ... فهو بأسراره يفيض
وله
أرى العشق يغشى برهة ثم ينقضي ... وحبك في قلبي مدى الدهر لابث
ولا عقدة إلا لها من يحلها ... سوى عقدة فيها العيون نوافث
يا طيب الهوى أعد جس نبضي ... في هوى من هواه أصبح قوتي
وتأمل محاسن الغد منه ... ثم صف لي مفرح الياقوت
وله

بالمولوية شادن يبدي لنا ... عجباً عجيباً للقلوب مفرحا
ويريك عند الفتل من أذياله ... فلكاً يدور ببدره دور الرحى
وله معمياً في حيدر
يا نسيم الصبا إذا جئت نجدا ... وتيممت روضها المعطارا
حي دارا عنها تنآءت غصون ... قد عهدنا ثمارها الأقمارا
وله في عساف
طارحت في الدوح الحمام فقل له ... أن النوى رشفت إلى سهامها
أبكي على عش نأت أفراخه ... وكؤس أفراح شربت مدامها
وله في دلأور
قد أبرزها من باطن الابريق ... صهبا تحاكي وجنة المعشوق
ما ضر شويدنا جلاء كؤسها ... لو دار بها ممزوجة بالريق
وله غير ذلك من بديع الشعر وأحاسنه وكأنت وفاته في سنة سبع عشرة ومائة وألف ودفن بتربة باب الصغير وكأنت جنازته حافلة وسيأتي ذكر قريبيه مصطفى وعبد الرحمن والسفرجلاني لا أدري نسبته لأي شيء والله أعلم.

سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.