محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي الأزهري
تاريخ الوفاة | 1230 هـ |
مكان الولادة | دسوق - مصر |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي الأزهري: ولد بدسوق العلامة الأوحد الفهّامة الأمجد محقق عصره ووحيد دهره الجامع شتات العلوم المنفرد بتحقيق المنطوق والمفهوم بقية الفصحاء والفضلاء المتقدمين والمميز عن المتأخرين. حضر مصر وحفظ القرآن وجوّده على الشيخ محمد المنير ولازم حضور دروس المشايخ كالصعيدي والدردير والجناجي وحسن الجبرتي ومحمد بن إسماعيل النفراوي وتصدر للتدريس وأتى بكل نفيس وأفاد وأجاد. كان فريداً في تسهيل المعاني وتبيين المباني يفك كل مشكل بواضح تقريره ويفتح كل مغلق بفاتح تحريره ودرسه مجمع أذكياء الطلاب والمهرة من ذوي الأفهام والألباب مع لين جانب ودين متين وحسن خلق وعدم تصنع وإطراح تكلف جارياً على سجيته لا يرتكب ما يتكلفه غيره من التعاظم وفخامة الألفاظ ولهذا كثر الآخذون عليه والمترددون إليه منهم أحمد الصاوي وعبد الله الصعيدي وحسن العطار، له تآليف رزق فيها القبول واضحة العبارة بألطف إشارة سهلة المأخذ ملتزمة بتوضيح المشكل، منها حاشية على مختصر السعد وحاشية على الدردير على المختصر وحاشية على شرح الجلال المحلي على البردة وحاشية على كبرى السنوسي وعلى صغراه وحاشية على شرح الرسالة الوضعية ولم يزل على حالته في الإفتاء والتدريس والإفادة وخطه حسن إلى أن توفي في ربيع الثاني سنة 1230 هـ[1814 م] وصلّى عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بتربة المجاورين ورثاه أمثل من عنه أخذ وأكبر من له تلميذ العلامة الفهّامة حامل لواء الإنشاء البديع والنظم الذي هو كزهر الربيع الشيخ حسن العطار بقصيدة غراء أولها:
أحاديث دهر قد ألم فأوجعا ... وحل بنادي جمعنا فتصدعا
لقد سأل فينا البين أعظم صولة ... فلم يُخل من وقع المصيبة موضعا
وآخرها:
فقدناه لكن نفعه الدهر دائم ... وما مات من أبقى علوماً لمن وعا
فجوزي بالحسنى وتوج بالرضا ... وقوبل بالإكرام ممن له دعا
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي:
من علماء العربية. من أهل دسوق (بمصر) تعلم وأقام وتوفي بالقاهرة. وكان من المدرسين في الأزهر.
له كتب، منها (الحدود الفقهية - ط) في فقه الإمام مالك، و (حاشية على مغني اللبيب - ط) مجلدان، و (حاشية على السعد التفتازاني - ط) مجلدان، و (حاشية على الشرح الكبير على مختصر خليل - ط) فقه، و (حاشية على شرح السنوسي لمقدمته أم البراهين - خ) .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ محمد بن أحمد عرفة الدسوقي المالكي الأزهري
العلامة الأوحد والفهامة الأمجد، محقق عصره ومدقق دهره، الجامع لأشتات العلوم والمنفرد بتحقيق المنطوق والمفهوم، بقية الفصحاء ونخبة الفضلاء، والمتميز بالفضائل وجميل الشمائل.
ولد ببلدة دسوق من قرى مصر، وحضر إلى مصر وحفظ القرآن وجوده على الشيخ محمد المنير، ولازم حضور دروس الشيخ علي الصعيدي والشيخ الدردير، وتلقى الكثير من المعقولات عن الشيخ محمد الخفاجي ولازم الشيخ حسنا الجبرتي في مدة طويلة، وتلقى عنه بواسطة الشيخ محمد بن إسماعيل النفراوي علم الحكمة والهيئة والهندسة وفن التوقيت أيضاً، وحضر عليه أيضاً في فقه الحنفية، وفي المطول وغيره برواق الجبرت بالأزهر، وتصدر للإقراء والتدريس وإفادة الطلبة، وكان فريداً في تسهيل المعاني وتبيين المباني، يفك كل مشكل بواضح تقريره، ويفتح كل مغلق برائق تحريره، ودرسه مجمع أذكياء الطلاب والمهرة من ذوي الأفهام والألباب، مع لين جانب وديانة وتواضع وحسن خلق وصيانه، وجمال وتلطف وعدم تكلف، جارياً على سجيته الأصلية وطريقته الفطرية، لا يرتكب ما تكلفه غيره من التعاظم وفخامة الألفاظ في التكلم، ولهذا كثر الآخذون عليه والمترددون إليه، وله تأليفات واضحة العبارات، سهلة المأخذ كاشفة لغوامض الإشكالات.
فمن تآليفه حاشية على مختصر السعد على التلخيص، وحاشية على شرح الشيخ الدردير على سيدي خليل في فقه المالكية، وحاشية على شرح الجلال المحلي على البردة، وحاشية على الكبرى للإمام السنوسي، وحاشية على شرحه للصغرى، وحاشية على شرح الرسالة الوضعية. هذا ما عني بجمعه وكتابته وبقي مسودات لم يتيسر له جمعها ولم يزل على حالته في الإفادة والإفتاء والإلقاء، إلى أن مرض وتوفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شهر بيع الثاني سنة ثلاثين ومائتين وألف، وصلي عليه في الأزهر في مشهد حافل أنور، ودفن في تربة المجاورين في المدفن الذي بداخل المحل الذي يسمى بالطاولية، وقام بمؤنة تكفينه وتجهيزه ومصاريف جنازته ومدفنه السيد محمد المحروقي، وكذلك مصاريف منزله في ثلاثة أيامه، وأرسل من قيده لذلك من أتباعه بإدارة المطبخ ولوازمه من الأغنام والسمن والأرز والعسل والحطب والفحم، وجميع ما يحتاجون إليه للمقرئين والمعزين وغير ذلك مما يحتاج إليه. وقد رثاه عمدة الأخيار الشيخ حسن العطار رحمه الله تعالى بقوله:
أحادث دهر قد ألم فأوجعا ... وحل بنادي جمعنا فتصدعا
لقد صال فينا البين أعظم صولة ... فلم يخل من وقع المصيبة موضعا
وجاءت خطوب الدهر تترى فكلما ... مضى حادث يعقبه آخر مسرعا
وحل بنا ما لم نكن في حسابه ... من الدهر ما أبكى العيون وأفزعا
خطوب زمان لو تمادى أقلها ... بشامخ رضوى أو ثبير تضعضعا
وأصبح شأن الناس ما بين عائد ... مريضاً وثان للحبيب مشيعا
لقد كان روض العيش بالأمن يانعاً ... فأضحى هشيماً ظله متقشعا
أيحسن أن لا يبذل الشخص مهجة ... ويبكي دماً إن أفنت العين أدمعا
وقد سار بالأحباب في حين غفلة ... سرير المنايا عاجلاً متسرعا
وفي كل يوم روعة بعد روعة ... فلله ما قاسى الفؤاد وروعا
عزاء بني الدنيا بفقد أئمة ... لكأس مرير الموت كل تجرعا
يميناً لقد جل المصاب بشيخنا ال ... دسوقي وعاد القلب بالهم مترعا
وسابت قلوب لا مفارق عندما ... تنكرت الأسماع صوت الذي نعا
فللناس عذر في البكاء وللأسى ... عليه وأما في السواء فتجزعا
وكيف وقد ماتت علوم بفقده ... لقد كان فيها جهبذياً سميذعا
فمن بعده يجلو دجنة شبهة ... ويكشف عن ستر الدقائق مقنعا
وإن ذو اجتهاد قد تعثر فهمه ... فيا ليت شعري من يقول له لعا
يقرر في فن البيان بمنطق ... بديع معانيه يتوج مسمعا
وسار مسير الشمس غر علومه ... ففي كل أفق أشرقت فيه مطلعا
وأبقى بتأليفاته بيننا هدى ... بها يسلك الطلاب للحق مهيعا
وحل بتحريراته كل مشكل ... فلم يبق للإشكال في ذاك مطمعا
فأي كتاب لم يفك ختامه ... إذا ما سواه من تعاصيه ضيعا
ومن يبتغي تعداد حسن خصاله ... فليس ملوماً إن أطال وأشبعا
فللصدق عون للمقال فمن يقل ... أصاب مكان القول فيه موسعا
تواضع للطلاب فانتفعوا به ... على أنه بالحلم زاد ترفعا
وكان حليماً واسع الصدر ماجدا ... تقياً نقياً زاهداً متورعا
سعى في اكتساب الحمد طول حياته ... ولم نره في غير ذلك قد سعى
ولم تلهه الدنيا بزخرف صورة ... عن العلم كيما أن تغر وتخدعا
لقد صرف الأوقات في العلم والتقى ... فما أن لها يا صاح أمسى مضيعا
فقدناه لكن نفعه الدهر دائم ... وما مات من أبقى علوماً لمن وعى
فجوزي بالحسنى وتوج بالرضا ... وقوبل بالإكرام ممن له دعا
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.