محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد أبي حاتم البستي التميمي

ابن حبان

تاريخ الولادة270 هـ
تاريخ الوفاة354 هـ
العمر84 سنة
مكان الوفاةبست - أفغانستان
أماكن الإقامة
  • بست - أفغانستان
  • سمرقند - أوزبكستان
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • الحجاز - الحجاز
  • العراق - العراق
  • الجزيرة - بلاد الشام
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • نسا - تركمانستان
  • الإسكندرية - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن حبَان البستي التميمي الْحَافِظ الْجَلِيل الإِمَام صَاحب التصانيف الْأَنْوَاع والتقاسيم وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل والثقات وَغير ذَلِك قَالَ فى كِتَابه التقاسيم والأنواع لَعَلَّنَا كتبنَا عَن ألف شيخ مَا بَين الشاش والإسكندرية وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ من أوعية الْعلم فى الْفِقْه واللغة والْحَدِيث والوعظ وَمن عقلاء الرِّجَال توفى لَيْلَة الْجُمُعَة لثمان بَقينَ من شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة رَحمَه الله

الترجمة

مُحَمَّد بن حبَان بن أَحْمد بن حبَان بن معَاذ بن معبد أَبِي حَاتِم بن حبَان البستي التميمي
الْحَافِظ الْجَلِيل الإِمَام
صَاحب التصانيف الْأَنْوَاع والتقاسيم وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل والثقات وَغير ذَلِك
سمع الْحُسَيْن بن إِدْرِيس الهروى وَأَبا خَليفَة والنسائى وَعمْرَان بن مُوسَى وَأَبا يعلى وَالْحسن بن سُفْيَان وَابْن خُزَيْمَة والسراج وخلائق لَا يُحصونَ كَثْرَة بخراسان وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر والجزيرة وَغَيرهَا من الأقاليم
قَالَ فى كِتَابه التقاسيم والأنواع لَعَلَّنَا كتبنَا عَن ألف شيخ مَا بَين الشاش والإسكندرية
روى عَنهُ الْحَاكِم وَمَنْصُور بن عبد الله الخالدى وَأَبُو معَاذ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن رزق السختيانى وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون الزوزنى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مَنْصُور النوقانى وَغَيرهم
قَالَ أَبُو سعد الإدريسى كَانَ على قَضَاء سَمَرْقَنْد زَمَانا وَكَانَ من فُقَهَاء الدّين

وحفاظ الْآثَار عَالما بالطب والنجوم وفنون الْعلم ألف الْمسند الصَّحِيح والتاريخ والضعفاء وَفقه النَّاس بسمرقند
وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ من أوعية الْعلم فى الْفِقْه واللغة والْحَدِيث والوعظ وَمن عقلاء الرِّجَال
ثمَّ ذكر أَنه قدم نيسابور مرَّتَيْنِ ثمَّ ولى قَضَاء نسا ثمَّ قدم نيسابور ثَالِثَة وَبنى فِيهَا خانكاه وقرئت عَلَيْهِ جملَة من مصنفاته ثمَّ عَاد إِلَى وَطنه سَمَرْقَنْد وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ لسَمَاع مصنفاته
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلا فهما
وَقَالَ ابْن السمعانى كَانَ أَبُو حَاتِم إِمَام عصره رَحل فِيمَا بَين الشاش والإسكندرية
توفى لَيْلَة الْجُمُعَة لثمان بَقينَ من شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة رَحمَه الله
ذكر مَا رمى بِهِ أَبُو حَاتِم وتبيين الْحَال فِيهِ
قدمنَا فى الطَّبَقَة الثَّانِيَة فى تَرْجَمَة أَحْمد بن صَالح المصرى أَن مِمَّا ينبغى أَن ينظر فِيهِ ويتفقد وَقت الْجرْح وَالتَّعْدِيل حَال العقائد فَإِنَّهُ بَاب مُهِمّ وَقع بِسَبَبِهِ كَلَام بعض الْأَئِمَّة فى بعض لمُخَالفَة العقيدة إِذا تذكرت ذَلِك فَاعْلَم أَن أَبَا إِسْمَاعِيل عبد الله بن مُحَمَّد الهروى الذى تسميه المجسمة شيخ الْإِسْلَام قَالَ سَأَلت يحيى بن عمار عَن ابْن حبَان قلت رَأَيْته قَالَ وَكَيف لم أره وَنحن أخرجناه من سجستان كَانَ لَهُ علم كثير وَلم يكن لَهُ كَبِير دين قدم علينا فَأنْكر الْحَد لله فأخرجناه من سجستان انْتهى
قلت انْظُر مَا أَجْهَل هَذَا الْجَارِح وليت شعرى من الْمَجْرُوح مُثبت الْحَد لله أَو نافيه

وَقد رَأَيْت لِلْحَافِظِ صَلَاح الدّين خَلِيل بن كيكلدى العلائى رَحمَه الله على هَذَا كلَاما جيدا أَحْبَبْت نَقله بعبارته قَالَ رَحمَه الله وَمن خطه نقلت يَا لله الْعجب من أَحَق بِالْإِخْرَاجِ والتبديع وَقلة الدّين
وَهَذِه نخب وفوائد عَن الإِمَام أَبى حَاتِم
ذكر فى صَحِيحه حَدِيث أنس فى الْوِصَال وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنى لست كأحدكم إنى أطْعم وأسقى)
ثمَّ قَالَ فى هَذَا الْخَبَر دَلِيل على أَن الْأَخْبَار الَّتِى فِيهَا ذكر وضع النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحجر على بَطْنه كلهَا أباطيل وَإِنَّمَا مَعْنَاهَا الحجز لَا الْحجر والحجز هُوَ طرف الْإِزَار إِذْ الله عز وَجل كَانَ يطعم رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويسقيه إِذا وَاصل فَكيف يتْركهُ جائعا مَعَ عدم الْوِصَال حَتَّى احْتَاجَ إِلَى شدّ الْحجر على بَطْنه وَمَا يغنى الْحجر عَن الْجُوع
قلت فى هَذَا نظر وَقد أخرج ابْن حبَان قبل هَذَا بأوراق يسيرَة حَدِيث ابْن عَبَّاس خرج أَبُو بكر بالهاجرة ... الحَدِيث وَفِيه قَول النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (والذى نفسى بِيَدِهِ مَا أخرجنى إِلَّا الْجُوع)
وفى الْجُوع أَحَادِيث كَثِيرَة والجوع لَا يقتضى نقصا بل فِيهِ رفْعَة لدرجاته الْعليا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَالْجمع بَين ذَلِك وَقَضِيَّة الْوِصَال أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت لَهُ أَحْوَال بِحَسب مَا يختاره الله تَعَالَى لَهُ ويرتضيه فَتَارَة الْجُوع وَتارَة التقوية على الصَّوْم وكل حَال بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ فى وَقتهَا أكمل وَأولى هَكَذَا كَانَ خطر لى والذى أَنا عَلَيْهِ الْآن أَنى لَا أدرى من حَاله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى الْجُوع شَيْئا والذى أعتقده أَنه كَانَ جوعا اختياريا لَا اضطراريا وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقدر على طرده عَن نَفسه إِمَّا بِأَن تَنْصَرِف عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَالشرَاب مَعَ بَقَاء الْقُوَّة بِإِذن الله وَإِمَّا بتغذية الله الْمُغنيَة لَهُ عَن الطَّعَام وَالشرَاب وَإِمَّا بتناول الْغذَاء فقد كَانَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَادِرًا على ذَلِك

وسماعى مَرَّات كثيرات من الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله وَهُوَ معتقدى أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن فَقِيرا قطّ وَلَا كَانَت حَالَته حَالَة الْفُقَرَاء بل كَانَ أغْنى النَّاس بِاللَّه وَكَانَ الله تَعَالَى قد كَفاهُ أَمر دُنْيَاهُ فى نَفسه وَعِيَاله ومعاشه
وأحفظ أَن الشَّيْخ الإِمَام رَحمَه الله أَقَامَ من مَجْلِسه من قَالَ كَانَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقِيرا قيَاما صعبا وَكَاد يَسْطُو بِهِ وَمَا نجاه مِنْهُ إِلَّا أَنه استتابه واستسلمه
وَكَانَ رَحمَه الله يَقُول فى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللَّهُمَّ أحينى مِسْكينا) إِن المُرَاد بِهِ استكانة الْقلب لَا المسكنة الَّتِى هى أَن يجد مَا لَا يَقع موقعا من كِفَايَته وَذكر ذَلِك فى بَاب الْوَصِيَّة من شرح الْمِنْهَاج وسمعته مِنْهُ كَذَا كَذَا مَرَّات لَا أحصى لَهَا عددا
وَكَانَ رَحمَه الله يشدد النكير على من يعْتَقد ذَلِك وَالْحق مَعَه رضى الله عَنهُ فَإِن من جَاءَت إِلَيْهِ مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض وَكَانَ قَادِرًا على تنَاول مَا فِيهَا كل لَحْظَة كَيفَ يُوصف بِالْعدمِ وَنحن لَو وجدنَا من مَعَه مَال جزيل فى صندوق من جَوَانِب بَيته لَو سمناه بسمة الْغناء المفرط مَعَ الْعلم بِأَنَّهُ قد يسرق أَو تغتاله غوائل الزَّمَان فَيُصْبِح فَقِيرا فَكيف لَا يُسمى من خَزَائِن الأَرْض بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ أقرب من الصندوق إِلَى صَاحب الْبَيْت وهى فى يَده بِحَيْثُ لَا تَتَغَيَّر بل هُوَ آمن عَلَيْهَا بِخِلَاف صَاحب الصندوق فَمَا كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقِيرا من المَال قطّ وَلَا مِسْكينا نعم كَانَ أعظم النَّاس جوارا إِلَى ربه وخضوعا لَهُ وأشدهم فى أظهار الافتقار إِلَيْهِ والتمسكن بَين يَدَيْهِ
ذكر أَبُو حَاتِم حَدِيث قَوَائِم الْمِنْبَر رواتب فى الْجنَّة وَبَوَّبَ عَلَيْهِ برجاء نوال الْجنان بِالطَّاعَةِ عِنْد مِنْبَر الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَحَدِيث مَا بَين بيتى ومنبرى رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَبَوَّبَ عَلَيْهِ رَجَاء نوال الْمَرْء بِالطَّاعَةِ رَوْضَة من رياض الْجنَّة إِذا أَتَى بهَا بَين الْقَبْر والمنبر

ثمَّ قَالَ حَاصله أَن الْخطاب فى هذَيْن الْخَبَرَيْنِ من بَاب إِطْلَاق الْمُسَبّب على السَّبَب وَالْمعْنَى أَن الْمُسلم يُرْجَى لَهُ الْجنَّة بتقربه عِنْد هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ
قَالَ وَهُوَ كَحَدِيث منبرى على حوضى لرجاء الْمَرْء نوال الشّرْب من الْحَوْض بِطَاعَتِهِ فى ذَلِك الْموضع وكحديث عَائِد الْمَرِيض فى مخرفة الْجنَّة وَحَدِيث الْجنَّة تَحت ظلال السيوف ونظائره كَثِيرَة
أَشَارَ أَبُو حَاتِم إِلَى أَن حج الْمَرْء بامرأته لتقضى فَرِيضَة حَجهَا إِذا لم يكن لَهَا محرم غَيره أفضل من جِهَاد التَّطَوُّع وَذكر حَدِيث اكتتبت فى غزَاة كَذَا وَخرجت امرأتى حَاجَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اذْهَبْ فحج بامرأتك)
وَأَشَارَ إِلَى أَنه يسْتَحبّ للملبى عِنْد التَّلْبِيَة إِدْخَال الأصبعين فى الْأُذُنَيْنِ لحَدِيث كَأَنَّمَا أنظر إِلَى مُوسَى وَاضِعا أصبعيه فى أُذُنَيْهِ لَهُ جوَار إِلَى الله بِالتَّلْبِيَةِ

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي\

 

 

ابْن حبَان الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن حبَان بن أَحْمد بن حبَان ابْن معَاذ بن معبد بن سهيد بن هَدِيَّة بن مرّة بن سعد التَّمِيمِي البستي
صَاحب التصانيف
سمع النَّسَائِيّ وَالْحسن بن سُفْيَان وَأَبا يعلى الْموصِلِي
وَولي قَضَاء سَمَرْقَنْد وَكَانَ من فُقَهَاء الدّين وحفاظ الْآثَار عَالما بالنجوم والطب وفنون الْعلم
صنف الْمسند الصَّحِيح والتاريخ والضعفاء وَفقه النَّاس بسمرقند
قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أوعية الْعلم فِي الْفِقْه والْحَدِيث واللغة والوعظ وَمن عقلاء الرِّجَال وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلاً فهما وَقَالَ ابْن الصّلاح رُبمَا غلط الْغَلَط الْفَاحِش مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

مُحَمَّد بن حبَان بْن أَحْمد بن حبَان بن معَاذ بن معبد، القَاضِي، الْحَافِظ، الإِمَام أَبُو حَاتِم التَّمِيمِي البستي، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة، وَإِسْكَان السِّين الْمُهْملَة.
وحبان: بِكَسْر الْحَاء.
كَانَ أَبُو حَاتِم هَذَا - رَحمَه الله - وَاسع الْعلم، جَامعا بَين فنون مِنْهُ،

كثير التصنيف، إِمَامًا من أَئِمَّة الحَدِيث، كثير التَّصَرُّف فِيهِ والافتنان، يسْلك مَسْلَك شَيْخه ابْن خُزَيْمَة فِي استنباط فقه الحَدِيث ونكته، وَرُبمَا غلط فِي تصرفه الْغَلَط الْفَاحِش على مَا وجدته.
قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: كَانَ أَبُو حَاتِم إِمَام عصره، رَحل فِيمَا بَين الشاش إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وتلمذ فِي الْفِقْه لِابْنِ خُزَيْمَة.
وَقَالَ ابْن مَاكُولَا فِيهِ: نزيل سجستان، ولي الْقَضَاء بسمرقند، سَافر كثيرا، وصنف كتبا كَثِيرَة، وَكَانَ من الْحفاظ الْأَثْبَات.
وَذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله، فَقَالَ: كَانَ من أوعية الْعلم لُغَة، وفقها، وحديثا، ووعظا، وَمن عقلاء الرِّجَال، سمع بنيسابور من: جَعْفَر الْحَافِظ، وَابْن شيرويه، وأقرانهما، وَتوجه إِلَى الْحسن بن سُفْيَان، وَعمْرَان بن مُوسَى، ثمَّ دخل بَغْدَاد فَأكْثر عَن أبي خَليفَة وأقرانه، وَسمع بالأهواز: عَبْدَانِ وأقرانه، وبالموصل: أَبَا يعلى وأقرانه، وبمصر: أَبَا عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وأقرانه، وَسمع بالجزيرة، وَالشَّام، والحجاز، ويمرو، وهراة، وبخارى، ورحل إِلَى ابْن بجير: عمر بن مُحَمَّد فَأكْثر عَنهُ، ثمَّ صنف، فَخرج لَهُ من التصنيف فِي الحَدِيث مَا لم يسْبق إِلَيْهِ، وَولي الْقَضَاء بسمرقند، وَغَيرهَا من مدن خُرَاسَان.
أَقَامَ بنيسابور فِي آخر قدماته مُدَّة، وَبنى بهَا خانقاه تنْسب إِلَيْهِ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ جملَة من مصنفاته، ثمَّ خرج مِنْهَا منصرفا إِلَى وَطنه: بست، وَمَات سنة أَربع خمسين وَثَلَاث مئة.
واستملى عَلَيْهِ الْحَاكِم بنيسابور سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
قَالَ الْحَاكِم: حضرناه، فَلَمَّا سألناه الحَدِيث نظر إِلَى النَّاس، وَأَنا أَصْغَرهم سنا، فَقَالَ: استمل، فَقلت: نعم، فاستمليت عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِم فِي كِتَابه " الْمسند الصَّحِيح على التقاسيم والأنواع ": لَعَلَّنَا كتبنَا عَن أَكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وَلم نرو فِي كتَابنَا هَذَا إِلَّا عَن مئة وَخمسين شَيخا أَو أقل أَو أَكثر، وَلَعَلَّ معول كتَابنَا هَذَا يكون على نَحْو عشْرين شَيخا.

وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ شُعْبَة ... " وَصَححهُ، وَحكى عَن نَفسه أَنه تتبع معنى الحَدِيث مُدَّة، فَجعل يعد الطَّاعَات، فَإِذا هِيَ تزيد على هَذَا الْعدَد شَيْئا كثيرا، فَرجع إِلَى السّنَن، فعد كل طَاعَة عدهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْإِيمَان، فَإِذا هِيَ تنقص عَن الْبضْع وَالسبْعين، فَرجع إِلَى كَلَام الله تَعَالَى، فتلاه بالتدبر، وعد كل طَاعَة عدهَا الله تَعَالَى من الْإِيمَان، فَإِذا هِيَ تنقص أَيْضا، فضم الْكتاب إِلَى السّنَن، وَأسْقط الْمعَاد، فَإِذا كل شَيْء عده الله عز وَجل، وَنبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْإِيمَان، تسع وَسَبْعُونَ شُعْبَة، لَا تزيد عَلَيْهَا وَلَا تنقص. قَالَ: فَعلمت أَن المُرَاد هَذَا الَّذِي فِي الْكتاب وَالسّنة.
وَذكر جَمِيع ذَلِك فِي كتاب وصف الْإِيمَان وشعبه.
وَذكر أَن رِوَايَة من روى: " بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة " أَيْضا صَحِيحَة، وَذَلِكَ أَن الْعَرَب تذكر الشَّيْء عددا، وَلَا تُرِيدُ نفي مَا وَرَاءه عَنهُ، وَله نَظَائِر أوردهَا فِي كِتَابه، مِنْهَا: أَحَادِيث الْإِيمَان وَالْإِسْلَام. وَمن كتبه: كتاب " وصف الِاتِّبَاع وَبَيَان الابتداع "، وَكتاب " معرفَة الْقبْلَة "، وَكتاب " المدنر " بِفَتْح النُّون الْمُشَدّدَة.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

 

أبو منصور الباوردي، وأبو حاتم بن حبان [ محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له ابن حبان، مؤرخ، علامة، جغرافي، محدث، ولد في بست- من بلاد سجستان- وتنقل في الأقطار فرحل إلى الشام وخراسان والعراق ومصر والجزيرة.
وتولى قضاء وسمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلدة أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وكانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته، ومن كتبه «روضة العقلاء» و «المسند الصحيح» ويقال إنه أصح من سنن ابن ماجة و «الأنواع والتقاسيم» وغير ذلك، وتوفي سنة 354 هـ.
ينظر في معجم البلدان 2/ 171، شذرات الذهب 3/ 16، اللباب 1/ 122، تذكرة الحفاظ 3/ 125، وميزان الاعتدال 3/ 39، وطبقات السبكي 2/ 141، لسان الميزان 5/ 112، الفهرس التمهيدي 377، مرآة الجنان 2/ 357. ].

وهو من العلماء الّذين ألّفوا في الصّحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى

(الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.)
 

 

الامام العالم الفاضل المتقن المحقق الحافظ العلامة محمد بن حبان بن احمد بن حبان التميمي البستي أبو حاتم المتوفى سنة 354 هـ
اسمه ونسبه: هو مخمد بن حبان بن احمد بن حبان - بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة فيهما - بن معاذ بن معبد - بالباء الوحدة - بن سعيد بن سهيد - بفتح السين المهملة وكسر الهاء - ويقال: ابن معبد ابن هدية - بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء آخر الحروف - ابن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن اد بن طانجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو حاتم التميمي البستي القاضي احد الائمة الرحالين والمصنفين.
ولد ببست وهي مدينة كبيرة هراة وغزنة (من بلاد كابل عاصمة افغان اليوم) ذكر نبذة عن شيوخه وذكر ابتداء طلبه للعلم والرحلة فيه: قال الحاكم النيسابوري: (كان ابن حبان من اوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال قدم نيسابور سنة اربع وثلاثين مئة فسار الى قضاء نسا

ثم انصرف الينا في سنة سبع فاقام عندنا بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور الى وطنه سجستان عام اربعين وكانت الرحلة إليه لسماع حديثه) فهذا نص هام يحفظ لنا نموذج من رحلة (ابن حبان) في طلب العلم اما اهم شيوخه (2] : - الحسن بن سفيان (سمع منه في نسا) .
- عمران بن موسى بن مجاشح الجرجاني (سمع منه بجرجان) .
- محمد بن ابراهيم بن المنذر النيسابوري (سمع منه بمكة المكرمة) .
- احمد بن شعيب بن علي النسائي (سمع منه بفسطاط مصر) .
- عبد الله بن محمد بن مسلم الخطيب المقدسي (سمع منه ببيت المقدس) .
- احمد بن عمير بن جوصاء الحافظ الدمشقي (سمع منه بدمشق) .
- محمد بن الحسن ابي بكر بن قتيبة العسقلاني (سمع منه بالرملة) .
- علي بن سعيد العسكري (سمع منه بسامراء) .
- الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان (سمع منه بالرقة) .
- أبو عبد الرحمن: عبد الله بن محمود بن سليمان (سمعه منه بمرو) .
- محمد بن اسحاق بن ابراهيم السراج (سمع منه بنيسابور) .
- احمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي (سمع منه بحلب) .
- محمد بن ابي المعافى بن سليمان الصيداوي (سمع منه بصيدا) .
- حعفر بن محمد الهمداني (سمع منه بصور) .
- محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي الراهب (سمع منه بحمص) .
فهذا قدر قليل للتعرف على ناحية من شيوخ هذا الامام الحافظ.
(لقد وفق ابن حبان في رحلته الطويلة ايما توفيق فقد اجتمع له من الشيوخ والروايات والاخبار الشئ الكثير والعدد الوفير فقد جاء في مقدمة صحيحه انه كتب عن اكثر من الفي

شيخ وهذا العدد الجم من الشيوخ يندر ان تجده في امام من الائمة الا انه حين شرع في تدوين الصحيح اسقط كثيرا من الشيوخ ولم يعتد بمروياتهم لانه لم تتحقق فيهم شروط الصحة التي ابان عنها في مقدمة كتابه واقتصر على مئة وخمسين شيخا منهم اقل أو اكثر وقد عول على عشرين منهم ادار السنن عليهم واقتنع بروايتهم عن رواية غيرهم فقد جاء في المقدمة: (ولم نرو في كتابنا هذا الا عن مئة وخمسين شيخا اقل أو اكثر ولعل معول كتابنا هذا يكون
على نحو من عشرين شيخا ادرنا السنن عليهم واقتنعنا بروايتهم عن رواية غيرهم) ويعلق الامام الذهبي على النص فيقول (كذا فلتكن الهمة هذا مع ما كان عليه من الفقه والعربية والفضائل الباهرة وكثرة التصانيف) .
ثناء اهل العلم عليه: قال أبو سعد عبد الرحمن بن احمد الادريسي: (أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس وحفاط الاثار المشهورين في الامصار والاقطار عالما بالطلب والنجوم وفنون العلوم الف المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب المشهورة في كل فن وفقه الناس بسمرقند ثم تحول الى بست) وقال عبد الله بن محمد الاستراباذي: (وكان ابن حبان من فقهاء الدين وحفاظ الاثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم) وقال الامام الذهبي: (وكان عارفا بالطب والنجوم والفقه راسا في معرفة الحديث) وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان: (كان ابن حبان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ عالما بالمتون والاسانيد اخرج من

علوم الحديث ما عجز عنه غيره ومن تأمل تصانيفه تأمل منصف علم ان الرجل بحرا في العلوم) وقال ابن حجر العسقلاني الحافظ: (كان من ائمة زمانه وطلب الحديث على راس سنة ثلاث مئة) .
وقال ايضا: (وكان عارفا بالطب والنجوم والكلام والفقه راسا في معرفة الحديث) .
ووصفه بانه
صاحب فنون وذكاء مفرط وحفظ واسع الى الغاية.
وقال الحاكم تلميذه صاحب المستدرك: (أبو حاتم البستي القاضي كان من اوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه) وقال الاسنوي: (كان من اوعية العلم لغة وحديثا وفقها ووعظا ومن عقلاء الرجال) .
وقال الصلاح الصفدي: (كان من فقهاء الدين وحفاظ الاثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم) .
وقال ابن العماد الحنبلي: (العالم الحبر والعلامة البحر كان حافظا اماما حجة احد اوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك حتى الطب والنجوم والكلام) .
وقال ابن الاثير: (امام عصره له تصانيف لم يسبق إليها)

وقال ابن كثير: (محمد بن حبان صاحب (الانواع والتقاسيم) واحد الحفاظ الكبار المصنفين المجتهدين) وقال الخطيب البغدادي: (وكان ابن حبان ثقة نبيلا فاضلا) .
مصادر ترجمته: - الانساب - للسمعاني (2 / 209) .
- الكامل - لابن الاثير (8 / 266) .
- اللباب - لابن الاثير (1 / 151) .
- معجم البلدان - لياقوت الحموي (1 / 415) .
- العبر - للذهبي (2 / 300) .
- انباه الرواة - للقفطي (3 / 122) .
- ميزان الاعتدال للذهبي (3 / 506) .
- النجوم الزاهرة - لابن تغري بردي (3 / 342) .
- مرآة الجنان - لليافعي (2 / 357) .
- البداية والنهاية - لابن كثير (11 / 259) .
- شذرات الذهب - لابن العماد (3 / 16) .
- المختصر في اخبار البشر - لابي الفداء (2 / 105) .
- سير اعلام النبلاء - للذهبي ترجمة 70 / المجلد السادس عشر.
- طبقات الشافعية الكبرى - للسبكي (3 / 131) .
- لسان الميزان - لابن حجر (5 / 112) .
- تذكرة الحفاظ - للذهبي.
(3 / 920) .
- الوافي بالوفيات - للصلاح الصفدي (2 / 317) .
- طبقات الحفاظ للسيوطي (374) .
- الرسالة المستطرفة - للكتاني (ص 20) .

- مقدمة الاحسان في ترتيب صحيح ابن حبان - للامير علاء الدين الفارسي.
- مقدمة التحقيق لكتاب موارد الظمان لزوائد ابن حبان - للهيثمي.
- مقدمة التحقيق لكتاب روضة العقلاء - للشيخ علي بن مشرف العمري.
- مقدمة التحقيق للاحسان - تحقيق احمد محمد شاكر.
- مقدمة التحقيق للاحسان - تحقيق الارناؤوط وحسين اسد.

مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)

 

 

ابن حِبَّان :
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, شَيْخُ خُرَاسَانَ, أَبُو حَاتِمٍ, مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ بنِ مُعَاذِ بنِ معبدِ بنِ سَهِيدِ بن هدية بنِ مُرَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دَارمِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مَالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ, التَّمِيْمِيُّ الدَّارِمِيُّ البُسْتِيُّ, صَاحبُ الكُتُبِ المَشْهُوْرَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وأَكبرُ شَيْخٍ لقيَهُ أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحي, سَمِعَ مِنْهُ بِالبَصْرَةِ، وَمن زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ, وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ, وَإِسْحَاقَ بنِ يُوْنُسَ المِنْجَنِيْقيّ، وَعِدَّةٍ, وَبَالمَوْصِلِ مِنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ, وَبنَسَا مِنْ الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ, وَبجُرْجَانَ مِنْ عِمْرَانَ بنِ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السَّخْتِيَانِيِّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ
 

 

الصُّوْفِيِّ وَطبقَتِهِ, وَبِدِمَشْقَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْم، وَخَلْقٍ, وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ ابنِ خُزَيْمَةَ, وَالسَّرَّاجِ, وَالمَاسَرْجسِيِّ, وَبعَسْقلاَنَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَببيتِ المَقْدِسِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ، وَبطبرِيَّةَ مِنْ سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ, وَبِهَرَاةَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيِّ, وَالحُسَيْنِ بنِ إِدْرِيْسَ، وبتُسْتَر مِنْ أَحْمَدَ بنَ يَحْيَى بنِ زُهَيْرٍ, وَبمَنْبِجَ مِنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدٍ, وَبَالأُبُلَّةَ مِنْ أَبِي يَعْلَى بنِ زُهَيْرٍ، وَبحرَّانَ مِنْ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَبِمَكَّةَ مِنْ المُفَضَّلِ الجَنَديِّ, وَبِأَنْطَاكيةَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الدَّارِمِيِّ, وَبِبُخَارَى مِنْ عُمَرَ بن محمد بن بجير.
حدَّث عنه أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِيُّ، وَأَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رزقِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ الزَّوْزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَاتِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيْسِيُّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ سَمَرْقَنْدَ زمَاناً، وَكَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الدِّينِ، وحفَّاظ الآثَارِ, عَالِماً بِالطّبِّ وَبَالنُّجُوْمِ, وَفُنُوْنِ العِلْمِ, صنَّف المُسْنَدَ الصَّحِيْحَ -يَعْنِي: بِهِ كِتَابَ "الأَنواعِ وَالتقَاسيمِ", وَكِتَابَ "التَّاريخِ", وَكِتَابَ "الضُّعَفَاءِ" وفَقَّه النَّاسَ بِسَمَرْقَنْدَ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ أَوعيةِ العِلْمِ فِي الفِقْهِ, وَاللُّغةِ, وَالحَدِيْثِ، وَالوعظِ, وَمِنْ عقلاَءِ الرِّجَالِ, قَدِمَ نَيْسَابُوْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَسَارَ إِلَى قَضَاءِ نَسَا, ثُمَّ انصرفَ إِلَيْنَا فِي سَنَةِ سبعٍ فَأَقَامَ عِنْدنَا بِنَيْسَابُوْرَ, وَبنَى الخَانقَاهَ, وَقُرِئَ عَلَيْهِ جُمْلَةٌ مِنْ مصنَّفَاتِهِ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْ نَيْسَابُوْرَ إِلَى وَطنِهِ سِجِسْتَانَ, عَامَ أَرْبَعِيْنَ, وَكَانَتِ الرحلَةُ إِلَيْهِ لسمَاعِ

كتُبِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ حِبَّانَ ثِقَةً نبيلاًَ فَهِماً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصلاَحِ فِي "طبقَاتِ الشَّافِعِيَةِ": غلطَ ابْنُ حِبَّانَ الغلطَ الفَاحشَ فِي تصرُّفَاتِهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي أَثنَاءِ كِتَابِ "الأَنواعِ": لعلَّنَا قَدْ كَتَبْنَا عَنْ أَكثرَ مِنْ أَلفَي شَيْخٍ.
قُلْتُ: كَذَا فلتكنِ الهممُ, هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالفضَائِلِ البَاهرَةِ، وَكَثْرَةِ التَّصَانِيْفِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: ذكرَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ تَصَانِيْفَ ابْنِ حِبَّانَ فَقَالَ: "تَاريخُ الثِّقَاتِ", "عِلَلُ أَوهَامِ المُؤرخينَ" مجلدٌ, "عِلَلُ منَاقبِ الزُّهْرِيِّ" عِشْرُوْنَ جزءاً, "عِلَلُ

 

حَدِيْثِ مَالِكٍ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "عِلَلُ مَا أَسندَ أَبُو حَنِيْفَةَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "مَا خَالفَ فِيْهِ سُفْيَانُ شُعبَةَ" ثَلاَثَةُ أَجْزَاءٍ, "مَا خَالفَ فِيْهِ شُعبَةُ سُفْيَانَ" جُزْءَانِ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ المدينةِ مِنَ السُّنَنِ" مجلدٌ, "مَا انفردَ بِهِ المكيُّونَ" مجيليدٌ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ العِرَاقِ" مجلدٌ, "مَا انفردَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ" مجيليدٌ, "مَا انفردَ بِهِ ابْنُ عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ شُعبَةُ عَنْ قَتَادَةَ" مجيليدٌ, "غَرَائِبُ الأَخبارِ" مجلدٌ, "غَرَائِبُ الكُوْفِيِّينَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "غَرَائِبُ أَهْلِ البَصْرَةِ" ثمَانيَةُ أَجْزَاءٍ, "الكِنَى" مجيليدٌ, "الفصلُ وَالوصلُ" مجلدٌ, "الفصلُ بَيْنَ حَدِيْثِ أَشعثَ بنِ عَبْدِ الملكِ وَأَشعثَ بنِ سَوَّارٍ" جُزْءَانِ, كِتَابُ "موقُوفِ مَا رُفعَ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "منَاقبُ مَالِكٍ", "منَاقبُ الشَّافِعِيِّ", كِتَابُ "المُعْجَمِ عَلَى المدنِ" عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ, "الأَبْوَابُ المتفرِّقةُ" ثَلاَثَةُ مجلدَاتٍ, "أَنواعُ العلومِ وَأَوصَافِهَا" ثَلاَثَةُ مجلدَاتٍ, "الهدَايَةُ إِلَى علمِ السُّنَنِ" مجلدٌ, "قُبولُ الأَخبارِ" وَأَشيَاءٌ.
قَالَ مَسْعُوْدُ بنُ نَاصِرٍ: وَهَذِهِ التَّوَالِيفُ إِنَّمَا يُوجدُ مِنْهَا النَّزْرُ اليَسِيْرُ، وَكَانَ قَدْ وَقَفَ كتُبَهُ فِي دَارٍ, فَكَانَ السَّبَبُ فِي ذهَابِهَا مَعَ تطَاولِ الزَّمَانِ ضعفُ أَمرِ السُّلْطَانِ، وَاسْتيلاَءُ المفسدينَ.
قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ, مُؤَلّفُ كِتَابِ "ذم الكَلاَمِ": سَمِعْتُ عبدَ الصَّمدِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ, سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَنكرُوا عَلَى أَبِي حَاتِمٍ بنِ حِبَّانَ قولَهُ: النُّبُوَّةُ العِلْمُ وَالعملُ. فحكمُوا عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ, هُجِرَ، وكُتِبَ فِيْهِ إِلَى الخَلِيْفَةِ, فَكَتَبَ بِقَتْلِهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ غريبَةٌ, وابن حبان مِنْ كبارِ الأَئِمَةِ, وَلَسْنَا ندَّعي فِيْهِ العِصْمَةَ مِنَ الخَطَأِ, لَكِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي أَطلقَهَا قَدْ يُطلقُهَا المُسْلِمُ, وَيُطلقُهَا الزِّنديقُ الفيلسوفُ, فَإِطلاَقُ المُسْلِمِ لَهَا لاَ يَنْبَغِي, لَكِنْ يُعتذرُ عَنْهُ, فَنَقُوْل: لَمْ يُردْ حصرَ المبتدأِ فِي الخَبَرِ, وَنظيرُ ذَلِكَ قولُهُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: $"الحَجُّ عَرَفَةٌ"1، وَمعلومٌ أنَّ الحاجَّ لاَ يصيرُ بِمُجَرَّدِ الوُقُوْفِ بِعَرَفَةِ حَاجّاً, بَلْ بَقِيَ عَلَيْهِ فروضٌ وَواجبَاتٌ, وَإِنَّمَا ذكرَ مُهمَّ الحَجِّ، وَكَذَا هَذَا, ذكرَ مُهمَّ النُّبُوَّةِ؛ إِذْ مِنْ أَكملِ صفَاتِ النَّبِيِّ كمَالُ العِلْمِ وَالعملِ, فَلاَ يَكُون أَحدٌ نَبِيّاً إلَّا بوجودهما,
 

الكبرى، وابن خزيمة من طرق عن سفيان الثوري، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو بعرفة, جاء ناس، أو نفر من أهل نجد, فأمروا رجلا فنادى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ الحج؟ فامر رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلاً فنادى: "الحجُّ الحجُّ يوم عرفة, من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتَمَّ حجُّه، أيام منى ثلاثة، فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخَّر فلا إثم عليه"، واللفظ لأبي داود.

 

وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ برَّزَ فِيْهِمَا نَبِيّاً؛ لأَنَّ النُّبُوَّةَ مَوْهِبَةٌ مِنَ الحَقِّ تَعَالَى, لاَ حِيْلَةَ للعبدِ فِي اكتسَابِهَا, بَلْ بِهَا يتولَّدُ العِلْمُ اللدنِّي، وَالعملُ الصَّالِحُ.
وأمَّا الفيلسوفُ فَيَقُوْلُ: النُّبُوَّةُ مكتسبة ينتجها العلم والعمل, فهذا كفرٌ, وَلاَ يريدُهُ أَبُو حَاتِمٍ أَصلاًَ، وَحَاشَاهُ, وَإِنْ كَانَ فِي تقَاسيمِهِ مِنَ الأَقوَالِ وَالتَّأَويلاَتِ البعيدَةِ, وَالأَحَادِيثِ المنكرَةِ عجَائِبٌ، وَقَدِ اعترفَ أنَّ صحيحَهُ لاَ يقدرُ عَلَى الكشفِ مِنْهُ إلَّا مَنْ حِفْظَهُ, كمنْ عِنْدَهُ مصحفٌ لاَ يقدرُ عَلَى مَوْضِعِ آيَةٍ يريدُهَا مِنْهُ إلَّا مَنْ يحفظُهُ.
وَقَالَ فِي صَحِيْحِهِ: شرطُنَا فِي نقلِهِ مَا أَودعنَاهُ فِي كتَابِنَا, ألَّا نحتجَّ إلَّا بِأَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ شَيْخٍ فِيْهِ خَمْسَةُ أَشيَاءَ: العدَالةُ فِي الدِّينِ بِالسَتْرِ الجمِيلِ, الثَّانِي: الصِّدْقُ فِي الحَدِيْثِ بِالشُّهرَةِ فِيْهِ, الثَّالِثُ: العقلُ بِمَا يُحَدِّثُ مِنَ الحَدِيْثِ, الرَّابِعُ: العِلْمُ بِمَا يحيلُ المعنَى مِنْ معَانِي مَا رَوَى, الخَامِسُ: تَعرِّي خبرَهُ مِنَ التَّدْلِيسِ, فَمَنْ جمعَ الخِصَالَ الخمسَ احتجَجْنَا بِهِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ عمَّار الوَاعِظَ، وَقَدْ سأَلتُهُ عَنِ ابْنِ حبَّانَ فَقَالَ: نَحْنُ أَخرجنَاهُ مِنْ سِجِسْتَانَ, كَانَ لَهُ علمٌ كَثِيْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ دينٍ, قَدِمَ عَلَيْنَا فَأَنكرَ الحدَّ للهِ, فَأَخرجنَاهُ.
قُلْتُ: إِنكَارُكُم عَلَيْهِ بدعَةٌ أَيْضاً، وَالخوضُ فِي ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَأْذنْ بِهِ اللهُ، وَلاَ أَتَى نصٌّ بِإِثْبَاتِ ذَلِكَ وَلاَ بِنَفْيِهِ, وَ "مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ" .
وَتَعَالَى اللهُ أَنْ يحدَّ أَوْ يُوصفَ إلَّا بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَهُ, أو علمه رُسلَهُ بِالمعنَى الَّذِي أَرَادَ, بِلاَ مِثْل وَلاَ كَيْف, {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الشُّوْرَى: _
 حسن لغيره: أخرجه الترمذي وابن ماجه، والقضاعي في مسند الشهاب " من طريق الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- إلّا من هذا الوجه.
قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف قرة بن عبد الرحمن، وأخرجه مرسلًا مالك، ومن طريقه وكيع في "الزهد" "، وهناد في "الزهد" ، والترمذي، والقضاعي عن الزهري، عن علي بن حسين قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم, فذكره.
وأخرجه مرسلًا عبد الرزاق "، والبيهقي في شعب الإيمان من طريق معمر، عن الزهري، به. وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الثوري، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ علي بن حسين مرسلًا، وأخرجه مرسلًا أحمد ، والطبراني في الكبير " من طريق موسى بن داود، حدثنا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عن أبيه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فذكره.قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ الضِّيَاءِ فِي جُزءٍ علَّقَه مآخِذَ عَلَى كِتَابِ ابْنِ حِبَّانَ فَقَالَ: فِي حَدِيْثِ أَنَسٍ فِي الوصَالِ1 فِيْهِ دليلٌ عَلَى أنَّ الأَخبارَ الَّتِي فِيْهَا وضعُ الحَجَرِ عَلَى بطنِهِ مِنَ الجوعِ كُلُّهَا بَوَاطِيْلٌ, وَإِنَّمَا معنَاهَا الحُجَز، وَهُوَ طرفُ الرِّدَاءِ؛ إِذ اللهُ يُطعمُ رسولَهُ, وَمَا يُغنِي الحَجرُ مِنَ الجوعِ.
قُلْتُ: فَقَدْ سَاقَ فِي كِتَابِهِ حَدِيْثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي خُرُوْجِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الجوعِ, فلقِيَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: "أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا" فدلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُطعَمُ وَيُسقَى فِي الوصَالِ خَاصَّةً.
وَقَالَ فِي حَدِيْثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِرَجُلٍ: "أَصُمْتَ مِنْ سررِ شَعْبَانَ شَيْئاً"؟ قَالَ: لاَ قَالَ: "إِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمِينِ" 3.
فَهَذِهِ لفظَةُ اسْتخبارٍ, يريد الإعلام بنفي جواز ذلك؛ كالمنكر عَلَيْهِ لَوْ فعلَهُ؛ كقولِهِ لعَائِشَةٍ: "تَسْتُرينَ الجُدُرَ" 4، وَأَمْرُهُ بصومِ يَوْمَينِ مِنْ شَوَّالٍ, أَرَادَ بِهِ انتهَاءَ السّرَارِ، وَذَلِكَ فِي الشّهرِ الكَاملِ, وَالسّرَارُ في الشهر الناقص يوم واحد.

 وهو ما ورد عن أنس -رضي الله عنه- قال: واصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول شهر رمضان, فواصل ناس من المسلمين, فبلغه ذلك فقال: "لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي" أو قال: "إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني".
أخرجه أحمد، وابن أبي شيبة ، والبخاري  ومسلم  والترمذي وأبو يعلى  وابن خزيمة ، والبيهقي ، والبغوي من طرق عن ثابت، عن أنس، به.
2 قد ثبت وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- الحجر على بطنه من الجوع: فيما رواه البخاري ، وأحمد  من حديث جابر بن عبد الله قال: "إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق, قال: "أنا نازل" ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- المعْوَل فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم" الحديث, وقوله "فعرضت كدية": قيل: هي القطعة الشديدة الصلبة من الأرض.
 صحيح: أخرجه البخاري ، ومسلم  من حديث عمران بن حصين، به.
والسرر -بفتح السين المهملة ويجوز كسرها وضمها- جمع سرة، ويقال أيضًا: سرار -بفتح أوله وكسره- وهو من الاستسرار، قال أبو عبيد والجمهور: المراد بالسرر هنا آخر الشهر، سميت بذلك لاستسرار القمر فيها.
وهي ليلة ثمان وعشرين, وتسع وعشرين, وثلاثين, ووقع في رواية مسلم: "يا فلان, أصمت من سرة هذا الشهر"؟ وقوله: "سرة هذا الشهر" سرته: وسطه؛ لأن السرة وسط

قامة الإنسان.
 

 

قُلْنَا: لَوْ كَانَ مُنْكراً عَلَيْهِ لمَا أَمرَهُ بِالقَضَاءِ.
وَقَالَ: فِي حَدِيْثِ "مَرَرْتُ بِمُوْسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ" أَحيَا اللهُ مُوْسَى فِي قَبْرِهِ"1 حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ المُصْطَفَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ, وَقبْرُهُ بمَدْيَن بَيْنَ المدينةِ وَبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ.
وَحديثُ: "كَانَ يَطُوْفُ علَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ". وَفِي رِوَايَةِ الدَّسْتُوَائِيِّ عن قتادة: "وهي إحدى عشرة2.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فحكَى أَنَسٌ ذَلِكَ الفِعْلَ مِنْهُ أَوَّلَ قُدومِهِ المدينَةَ؛ حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَالخَبَرُ الأوَّل إِنَّمَا حَكَاهُ أَنَسٌ فِي آخِرِ قُدومِهِ المدينَةَ؛ حَيْثُ كَانَتْ تَحْتَهُ تِسْعٌ؛ لأَنَّ هَذَا الفِعْلَ كَانَ مِنْهُ مَرَّاتٌ.
قُلْنَا: أوَّل قُدومِهِ, فَمَا كَانَ لَهُ سِوَى امْرَأَةً وَهِيَ سَوْدَة, ثُمَّ إِلَى السّنَةِ الرَّابِعةِ مِنَ الهِجْرَةِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَكثرُ مِنْ أَرْبَعِ نسوَةٍ, فَإِنَّهُ بَنَى بِحَفْصَةَ وَبأُمِّ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَقبلَهَا سَوْدَة وَعَائِشَة, وَلاَ نعلمُ أَنَّهُ اجتمعَ عِنْدَهُ فِي آنٍ إِحْدَى عَشْرَةَ زوجةً.
وَقَالَ: ذكرَ الخَبَرَ المدحضَ قولَ مَنْ زَعَمَ أنَّ بَيْنَ إِسْمَاعِيْلَ وَدَاوُدَ ألف سنَةٍ, فَرَوَى خبرَ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, كَمْ بَيْنَ المَسْجَدِ الحَرَامِ والمسجد الأقصى قال: "أربعون سنة".

 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد , ومسلم ، والنسائي ، وابن حبان من طريق حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مررت على موسى ليلة أسري بي عِنْدَ الكَثِيْبِ الأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قبره".
 صحيح: أخرجه البخاري  حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة, أن أنس بن مالك حدَّثهم, أنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَطُوْفُ عَلَى نسائه" الحديث.
 صحيح: أخرجه عبد الرزاق، والطيالسي، والحميدي، وابن أبي شيبة  وأحمد , والبخاري ، ومسلم  والنسائي، وابن ماجه ، وأبو عوانة ، ، والطحاوي في "مشكل الآثار" ، والبيهقي ، وفي "دلائل النبوة"وابن خزيمةمن طرق عن الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي ذر، به مرفوعًا.
قال ابن القيّم في "زاد المعاد وقد أشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد به، فقال: معلوم أنَّ سليمان بن داود هو الذي بنى المسجد الأقصى، وبينه وبين إبراهيم

أكثر من ألف عام، وهذا جهل من هذا القائل، فإن سليمان إنما كان له من المسجد الأقصى تجديده لا تأسيسه، والذي أسسه يعقوب ابن إسحاق -صلى الله عليهما وآلهما وسلم, بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا المقدار".

 

حَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ1 قَالَ: فِيْهِ البيَانُ بَأَنَّ الحَبْرَ الفَاضِلَ قَدْ يَنْسَى, قَالَ: لأَنَّ المُصطفَى مَا اعتمرَ إلَّا أَرْبَعاً, أُوْلاَهَا عُمرَةُ القَضَاءِ عَامَ القَابلِ مِنْ عَامِ الحُدَيْبِيَّةِ, قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ, ثُمَّ الثَّانِيَةُ حِيْنَ فتحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ, وَلَمَّا رَجعَ مِنْ هَوَازِنَ اعتمرَ مِنَ الجِعْرانَةِ, وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ، وَالرَّابِعَةُ مَعَ حَجَّتِهِ, فوِهَم أَبُو حَاتِمٍ كما ترى في أشياء.
فَفِي الصَّحِيْحَيْنِ لأَنسٍ اعتمرَ نَبِيُّ اللهِ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ إلَّا الَّتِي مِنْ حجَّتِهِ عُمرةُ الحُدَيْبِيَّةِ، وَعُمرتُهُ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ وَعُمرتُهُ مِن الجِعْرانَةِ2.
وَقَالَ: ذكرَ مَا كَانَ يقرأُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي جلوسِهِ بَيْنَ الخطبتينِ فَمَا ذكرَ شَيْئاً.
توفِّي ابْنُ حِبَّانَ بِسِجِسْتَانَ, بِمدينَةِ بُسْت فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَهُوَ فِي عشرِ الثَّمَانِيْنَ, وما ظفرت بشئ مِنْ حَدِيْثهِ عَالِياً.
كَتَبَ إليَّ المسلَّم بنُ مُحَمَّدٍ العلاَّنِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, قَدِمَ للحجِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ التَّمِيْمِيُّ, حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ, حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ مَنْصُوْرٍ, عَنْ ربْعِيٍّ, عَنْ أَبِي مَسْعُوْدٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" 3.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ, أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النُّوقَانِيُّ, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ صَرْمَا، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ, أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّوْرِ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ, حدَّثنا الصُّوْفِيُّ, حدَّثنا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, حدَّثنا عَبدَةُ, عَنْ هِشَامِ بن
عُرْوَةَ, عَنْ مُوْسَى بنِ عُقْبَةَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو الأَوْدِي, عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ, عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هيِّن لَيِّن قَرِيْبٍ سَهْلٍ"
أَخرجهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيْثِ عَبدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ وحسَّنه.
قَرَأْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ حَمْزَةَ القاضي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا عبدُ المعزِّ بنُ مُحَمَّدٍ, أنَّ تمِيماً الجُرْجَانِيَّ أَخبرهُمْ, أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البَحَّاثي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الزَّوْزَنِيُّ, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ, حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانَ الوَاسِطِيُّ قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, سَمِعْتُ أَبا رَجَاءَ العُطَارِدِيَّ, سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ عَلَى المِنْبَرِ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزال أَمرُ هَذِهِ الأَمَّةِ موَائِماً أَوْ مقَارباً, مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الولدَانِ وَالقدرِ".
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ, وَلَمْ يخرَّج فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
أَنبَانَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ, أَخْبَرَنَا عبدُ القَادرِ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ, أَخْبَرَنَا أَبُو عمروٍ بنُ مَنْدَةَ, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّان, حدَّثنا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بُجَيْرٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, حَدَّثَنَا بَكْرُ بنُ مُضَرٍ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِقَومٍ شَرّاً أَلزَمَهُمُ الجَدَلَ, وَمَنَعَهُمُ العَمَلَ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ اللَّتِّيِّ, أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ, أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحٍ, أَخْبَرَنَا أَبِي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ, سَمِعْتُ أُسَامَةَ بنَ أَحْمَدَ بِمِصْرَ, سَمِعْتُ ابنَ السَّرْحِ, سَمِعْتُ عبدَ الرَّحْمَنِ بنَ القَاسِمِ, سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: "مَا أحدٌ مِمَّنْ تَعَلَّمْتُ مِنْهُ العِلْمَ إلَّا صَارَ إليَّ حَتَّى سَأَلَنِي عَنِ أَمرِ دينه".

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له ابن حِبّان:
مؤرخ، علّامة، جغرافي، محدث. ولد في بست (من بلاد سجستان) وتنقل في الأقطار، فرحل إلى خراسان والشام ومصر والعراق والجزيرة. وتولى قضاء سمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلده، حيث توفي في عشر الثمانين من عمره. وهو أحد المكثرين من التصنيف.
قال ياقوت: أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وكانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته. من كتبه (المسند الصحيح) في الحديث، يقال: إنه أصح من سنن ابن ماجة، و (روضة العقلاء - ط) في الأدب، و (الأنواع والتقاسيم - خ) في الأزهرية، جمع فيه ما في الكتب الستة، محذوفة الأسانيد، و (معرفة المجروحين من المحدثين - خ) رأيت مخطوطة قديمة في الرباط (1503 كتاني) شوهتها الأرضة، مبتورة الآخر، كتب عليها: (سفر فيه المجروحون والضعفاء من رواة الحديث) و (الثقات - خ) جزآن منه، ونسخ كاملة (ذكرت في تذكرة النوادر 90) و (علل أوهام أصحاب التواريخ) عشرة أجزاء، و (الصحابة) خمسة أجزاء، وكتاب (التابعين) اثنا عشر جزءا، و (أتباع التابعين) و (تباع التبع) كلاهما في خمسة عشر جزءا، و (غرائب الأخبار) عشرون جزءا، و (أسامي من يعرف بالكنى) ثلاثة أجزاء، و (المعجم) على المدن، عشرة أجزاء، و (وصف العلوم. وأنواعها) ثلاثون جزءا. وكان قد جمع مؤلفاته في دار رسمها بها في بلدته (بست) ووقفها ليطالعها الناس، وقرئ عليه أكثرها. وطبع له كتاب باسم (مشاهير علماء الأمصار) في جزء لطيف .

-الاعلام للزركلي-

ابن حِبّان: هو أبو حاتم، محمدُ بنُ حبان أحمد، البستيُّ، التميميُّ.
كان إمامًا فاضلاً رحالة، مكثرًا من الحديث، عالمًا بالمتون والأسانيد، أدرك كثيرًا من العلماء، وأخذ عنهم، وروى عنه جماعة كثيرة، وولي القضاء بسمرقند، مدة طويلة، وكان من حفاظ الآثار المشهورين في الأقطار، عالمًا بالطب والنجوم وفنون العلم.
وكان من عقلاء الرجال، وله التصانيف الكثيرة، منها: كتاب "الصحابة" ("الصحابة" في خمسة أجزاء. "التابعين" 12 جزءًا، و"غرائب الأخبار" 20 جزءًا، و"أسامي من يعرف بالكنى".)، و"كتاب التابعين"، وكتاب "أتباع التابعين"، وكتاب "تبع الأتباع"، وكتاب "تباع التبع"، وكتاب "علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه" عشرة أجزاء، وكتاب "علل ما استند إليه أبو حنيفة"، وكتاب "مناقب الشافعي"، وكتاب "الهداية إلى العلم السنن"، وهو من أنبل كتبه وأعزها، قصد فيه إظهار صناعة الحديث والفقه، ومن أجل كتبه: كتاب "التقاسيم والأنواع (لعل اسم الكتاب "الأنواع والتقاسيم" وهو سنده في الحديث، وله المسند، هو "صحيح ابن حبان".) " المعروف "بصحيح ابن حبان"، وكتاب "الجرح والتعديل"، وكتاب "شعب الإيمان"، وغير ذلك.
وكان آية في الحفظ واللغة والفقه، أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وسبَّل كتبه ووقفها، وذهب أكثرُها بتطاول الزمان، واستيلاء ذوي العيث والفساد على تلك البلاد، توفي سنة (ولد في بُسْت من بلاد سجستان، وتوفي في سمرقند سنة (354 هـ 965 م).) 454، ذكره في "الآثار".
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.