عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي أبي الفضل

تاريخ الولادة371 هـ
تاريخ الوفاة454 هـ
العمر83 سنة
مكان الولادةمكة المكرمة - الحجاز
مكان الوفاةكرمان - إيران
أماكن الإقامة
  • أصبهان - إيران
  • الري - إيران
  • تستر - إيران
  • جرجان - إيران
  • فسا - إيران
  • كرمان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • البصرة - العراق
  • العراق - العراق
  • الكوفة - العراق
  • بغداد - العراق
  • نسا - تركمانستان
  • الرها - تركيا
  • حران - تركيا
  • حمص - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • الرملة - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أبي الفضل الرازي، الإمام المقرئ شيخ الإسلام، في عصره، مؤلف كتاب «جامع الوقوف» وغيره، الرحّالة، وكان يقول: أول سفري في الطلب كنت ابن ثلاث عشرة سنة، وكان طوافه في البلاد من أجل العلم إحدى وسبعين سنة. ورد أن مولده «بمكة المكرمة» سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وما زال ينتقل في البلدان حتى توفاه الله تعالى.

الترجمة

أبي الفضل الرّازي- ت 454
هو: عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار أبي الفضل الرازي، الإمام المقرئ شيخ الإسلام، في عصره، مؤلف كتاب «جامع الوقوف» وغيره، الرحّالة، وكان يقول: أول سفري في الطلب كنت ابن ثلاث عشرة سنة، وكان طوافه في البلاد من أجل العلم إحدى وسبعين سنة.
ورد أن مولده «بمكة المكرمة» سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وما زال ينتقل في البلدان حتى توفاه الله تعالى.
ذكره «أبي سعيد السمعاني» فقال: كان مقرئا، فاضلا، كثير التصانيف حسن السيرة، زاهدا متعبدا، خشن العيش، قانعا باليسير، يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث وكان يسافر وحده ويدخل البراري. وقال «عبد الغافر الفارسي» في تاريخه: «كان «أبي الفضل الرّازي» ثقة جوّالا، إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وكان الشيوخ يعظمونه، وكان لا ينزل الخوانق بل يأوي إلى مسجد خراب، فإذا عرف مكانه تركه، وإذا فتح عليه بشيء آثر به.
وقال «يحيى بن منده» في تاريخه: قرأ على «أبي الفضل الرازي» جماعة، وخرج من أصبهان إلى كرمان، وحدث بها، وبها مات، وهو ثقة، ورع متديّن، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي، وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون في العلم مهيب، منظور، فصيح، حسن الطريقة، كبير الوزن.
وقال «الحافظ الذهبي»: قرأت على «إسحاق بن أبي بكر الأسدي»، أخبرنا، يوسف بن خليل، أخبرنا خليل بن أبي رجاء، أخبرنا محمد بن عبد الواحد الدقّاق، قال:
«ورد علينا الإمام أبي الفضل عبد الواحد بن أحمد الرازي، وكان من الأئمة الثقات، ذكره يملأ الفم، ويذرف العين، وكان رجلا مهيبا، مديد القامة، وليّا من أولياء الله تعالى، صاحب كرامات، طوّف الدنيا مستفيدا ومفيدا».
أخذ «أبي الفضل الرّازي» القراءات عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله أبي الحسن الحماميّ»، شيخ العراق، ومسند الآفاق، ثقة بارع، قال عنه «الخطيب البغدادي»: «كان صدوقا ديّنا، فاضلا، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها» .
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وأخذ القراءات عرضا عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «أبي بكر النقاش» وغيره، وتصدّر لتعليم القرآن ومن الذين قرءوا عليه: «أحمد بن الحسن اللحياني» وغيره.
توفي «أبي الحسن الحمامي» في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة وهو في التسعين من عمره.
ومن شيوخ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبي الفرج النهرواني» وهو مقرئ استاذ حاذق ثقة، ألّف في القراءة كتبا، وعمّر دهرا، واشتهر ذكره.
أخذ القراءات عرضا عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: «زيد بن علي ابن أبي بلال، وأبي بكر النقاش».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب، ومن الذين قرءوا عليه: «الحسن بن محمد البغدادي، ونصر بن عبد العزيز الفارسي».
توفي «أبي الفرج النهرواني» في رمضان سنة أربع وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «بكر بن شاذان بن عبد الله أبي القاسم البغدادي الحربي»، الواعظ، وهو شيخ ماهر ثقة، مشهور بالتقوى والصلاح.
أخذ «بكر بن شاذان» القراءة على خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «زيد بن أبي بلال، وأبي بكر محمد بن عليّ بن الهيثم بن علوان» ثم جلس لتعليم القرآن، وأقبل عليه حفاظ القرآن، ومن الذين أخذوا عنه القراءة «أبي عليّ الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وأبي الفضل بن عبد الرحمن الرازي». توفي «بكر بن شاذان» يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.
ومن شيوخ «أبي الفضل الرازي»: «عبيد الله بن محمد بن أحمد بن مهران أبي أحمد الفرضي البغدادي»، وهو إمام كبير ثقة، ورع.
قال عنه «الخطيب البغدادي»: كان «أبي أحمد» ثقة، ورعا، دينا، حدثنا «منصور بن عمر» الفقيه، قال: لم أر في الشيوخ مثل «أبي أحمد» اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقراءة، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه، لم أر مثله .
وقال عنه «عيسى بن أحمد الهمذاني»: كان أبي أحمد الفرضي إذا جاء إلى الشيخ «أبي حامد الأسفراييني» قام «أبي حامد» من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا متلقيا .
توفي «أبي أحمد الفرضي» في شوال سنة ست وأربعمائة وله اثنتان وثمانون سنة.
ومن شيوخ «أبي الفضل الرازي»: «علي بن داود بن عبد الله أبي الحسن الداراني» وهو إمام ضابط متقن محرّر مقرئ ثقة زاهد، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين، أخذ القراءة عن عدد من العلماء الأجلاء، وفي مقدمتهم:«أبي الحسن بن الأخرم» وهو آخر أصحابه.
ثم جلس لتعليم القرآن، واشتهر بالضبط، وجودة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن، ومن الذين اخذوا عنه القراءة: «عليّ بن الحسن الرّبعي، وأحمد ابن محمد القنطري».
ومن شيوخ «أبي الفضل الرازي»: «أحمد بن علي أبي نصر السمناني»، وهو مقرئ مشهور ثقة متصدر «بالريّ». روى القراءة عرضا عن «أحمد بن عباس ابن الإمام» وروى القراءة عنه عدد كبير وفي مقدمتهم: «أبي الفضل الرّازي».
وكما أخذ «أبي الفضل الرّازي» القراءة عن خيرة العلماء ومشاهيرهم، أخذ أيضا حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء الأجلاء، وفي مقدمتهم:
«أبي مسلم الكاتب، وعبد الوهاب الكلابي».
وبعد أن اكتملت شخصية «أبي الفضل الرازي» وبرزت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته بين الناس، واشتهر بالثقة والضبط،وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان يأخذون عنه، وكثر تلاميذه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «يوسف بن عليّ بن جبارة أبي القاسم الهذلي اليشكري»، الأستاذ الكبير والعلم الشهير الرحّال الجوّال.
ولد في حدود التسعين وثلاثمائة، وطاف البلاد في طلب القراءات قال «الإمام ابن الجزري»: لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولقي من لقي من الشيوخ، قال في كتابه «الكامل»: فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا، من آخر المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا، وجبلا، وبحرا، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته، قال: وألفت هذا الكتاب- أي الكامل- فجعلته جامعا للطرق المتلوة، والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز، والهادي
قال «الأمير ابن ماكولا»: كان «أبي القاسم الهذلي» يدرّس علم النحو، ويفهم الكلام ... وكان قد قرره الوزير «نظام الدين» في مدرسته بنيسأبير، فقعد سنين وأفاد، وكان مقدّما في النحو والصرف، وعلل القراءات، وكان يحضر مجلس «أبي القاسم القشيري» ويأخذ عنه الأصول، وكان «القشيري» يراجعه في مسائل النحو، والقراءات، ويستفيد منه، وكان حضوره سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وقد ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات في كتابه «الكامل» وعدتهم مائة واثنان وعشرون شيخا، منهم: «إبراهيم بن أحمد، وإبراهيم بن الخطيب».
وبعد أن اكتملت مواهب «أبي القاسم الهذلي» تصدّر لتعليم القرآن وكما كثر عدد شيوخه كثر أيضا عدد طلابه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «أبي العز القلانسي، وعليّ بن عساكر».
توفي «أبي القاسم الهذلي» سنة خمس وستين وأربعمائة.
ومن تلاميذ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «الحسن بن أحمد بن الحسن أبي علي الحدّاد»، شيخ أصبهان وكان عالي الإسناد، ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وكان ثقة، صالحا، جليل القدرة، روى حروف القراءات عن «عبد الملك بن الخير العطّار» وسمع سبعة «ابن مجاهد» من «أحمد بن محمد ابن يوسف».
توفي «الحسن بن أحمد» في ذي الحجة سنة خمس عشرة وخمسمائة عن سبع وتسعين سنة.
ومن تلاميذ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبي الفضل، وأبي الفتح السرّاج المعروف بالإخشيد، الإمام الحافظ، الثقة، الضابط.
روى حروف القراءات عن «أبي الفضل عبد الرحمن الرازي، وعبد الله بن شبيب الأصبهاني». وروى عنه القراءة «الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني».
ومن تلاميذ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «محمد بن إبراهيم بن محمد ابن جعفر أبي عبد الله البيضاوي»، وهو مقرئ ثقة، ضابط متصدّر، أخذ القراءة عرضا عن الإمام «أبي الفضل عبد الرحمن الرازي»، وقرأ عليه «أبي سعيد الحسن بن محمد اليزدي» بالبيضاء من عمل شيراز.
ومن تلاميذ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «محمد بن إبراهيم بن محمد ابن سعدويه المزكي الأصبهاني»، شيخ القراءات وهو من الثقات المجوّدين والحفاظ المشهورين، روى القراءات عن «أبي الفضل عبد الرحمن الرازي».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ويقرءون عليه، ومن الذين أخذوا عنه القراءات: «أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني».
ومن تلاميذ «أبي الفضل الرازي» في القراءة: «محمد بن سالبة بن عليّ بن حمويه أبي عبد الله الشيرازي»، وهو إمام مقرئ متصدّر ثقة، صالح، أخذ القراءة عن: «الإمام أبي الفضل الرازي» وقرأ عليه «الحسن بن محمد اليزدي».
وكما تصدّر «أبي الفضل الرّازي» لتعليم القرآن، تصدّر أيضا لتعليم سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن تلاميذه في الحديث: «الحسين بن عبد الملك الخلّال، وأبي سهل بن سعدويه».
وبعد حياة حافلة بتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام توفي «أبي الفضل الرازي» في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

 

 

 

الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرحمن بن المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ العِجْلِيُّ الرَّازِيُّ المَكِّيُّ المَوْلِدِ، المُقْرِئُ.
تَلاَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ المُجَاهِدي؛ تِلْمِيْذِ ابْن مُجَاهِد، وَتَلاَ بحرف ابن عَامِرٍ عَلَى مُقْرِئ دِمَشْق عَلِيِّ بن دَاوُدَ الدَّارَانِي، وَتَلاَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي، وجماعة.
وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: أَحْمَد بن فِرَاس، وَعَلِيِّ بن جَعْفَرٍ السيروَانِي الزَّاهِد، وَوَالدِه أَبِي العَبَّاسِ بن بُنْدَار، وَبَالرَّيّ مِنْ جَعْفَرِ بن فنَاكِي. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الرّفَاء، وَعِدَّة وَبِدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَبِالبَصْرَةِ وَالكُوْفَة وَحَرَّان وَتستر وَالرُّهَا وَفَسَا وَحِمْص وَمِصْر وَالرّملَة وَنِيسَابور وَنَسَا وَجُرْجَان وَجَال فِي الآفَاق عَامَّة عُمُره وَكَانَ مِنْ أَفرَادِ الدَّهْر عِلْماً وَعملاً.
أَخَذَ عَنْهُ: المُسْتغفرِي أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَنَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيُّ شَيْخٌ لِلسِّلَفِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلاَّل، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ سَعْدَوَيْه، وَفَاطِمَةُ بِنْت البَغْدَادِيّ وَخَلْق. وَلحقَ بِمِصْرَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِب.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ ثِقَةً جَوَّالاً إِمَاماً فِي القِرَاءات أَوحدَ فِي طرِيقِهِ كَانَ الشُّيُوْخ يُعَظِّمُونَهُ، وَكَانَ لاَ يَسْكُنُ الخَوَانِق بَلْ يَأْوِي إِلَى مَسْجِد خرَابٍ فَإِذَا عُرِفَ مَكَانُه نَزَحَ وَكَانَ لاَ يَأْخُذُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً فَإِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ آثَرَ بِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: قرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن جماعة وخرج من عندنا إلى كَرْمَان فَحَدَّثَ بِهَا وَتُوُفِّيَ فِي بلد أَوْشِير فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرع مُتَدَيِّن عَارِفٌ بِالقِرَاءات عَالِمٌ بِالأَدب وَالنَّحْو هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي، وَأَشهرُ مِنَ الشَّمْس وَأَضوَأُ مِنَ القَمَر ذُو فُنُوْن مِنَ العِلْمِ وَكَانَ مَهِيْباً منظوراً فَصِيْحاً حسنَ الطّرِيقَة كَبِيْرَ الْوَزْن.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ عبدَ السَّلام بن سَلَمَةَ بِمَرَنْدَ يَقُوْلُ: اقْتَدَى أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ بِالسيروَانِي شَيْخِ الحَرم وَصَحِبَ السيروَانِيُّ أَبَا مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشَ صَاحِبَ الجُنَيْدِ.
وَقَالَ الخلاَّل: خَرَجَ أَبُو الفَضْلِ الإِمَامُ نَحْو كَرْمَان فَشيَّعه النَّاسُ فَصرفهُم وَقصد الطريق وحده وهو يقول:
يَا مَوْتُ مَا أَجْفَاكَ مِنْ زَائِرٍ ... تَنْزِلُ بالمرء على رغمه
قال الخلال: وأنشدني لنفسه:
وَتَأْخُذُ العَذْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا ... وَتَأْخُذُ الوَاحِدَ مِنْ أمه
إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا ... كَفَى لِمَطَايَانَا بذكراك حاديا

قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي "الذّيل": كَانَ مُقْرِئاً فَاضِلاً كثير التصانيف حَسَنَ السِّيْرَةِ زَاهِداً مُتَعَبِّداً خَشِنَ الْعَيْش منفرداً قَانِعاً يُقرِئ وَيُسمِعُ: فِي أَكْثَر أَوقَاتِهِ وَكَانَ يُسَافر وَحْدَه وَيدخل البَرَارِي.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ أَخْبَرَنَا، خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق قَالَ: وَردَ عَلَيْنَا الإِمَامُ الأَوحدُ أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيّ لَقَّاهُ اللهُ رضوَانه وَأَسكنه جنَانَه وَكَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّةِ الثِّقَات فِي الحَدِيْثِ وَالروَايَات وَالسّنَة وَالآيَات ذِكْرُهُ يَملأُ الْفَم وَيَذْرِفُ الْعين قَدِمَ أَصْبَهَان مرَاراً سَمِعْتُ مِنْهُ قطعَةً صَالِحَةً وَكَانَ رَجُلاً مَهِيْباً مديدَ القَامَة وَلياً مِنْ أَوْلِيَاء الله صَاحِبَ كَرَامَات طَوَّفَ الدُّنْيَا مُفِيداً وَمُسْتفِيداً.
وَقَالَ الخلاَّل: كَانَ أَبُو الفَضْلِ فِي طَرِيْق وَمَعَهُ خُبْز وَفَانِيذ فَأَرَادَ قُطَّاعَ الطَّرِيْق أَخَذَه مِنْهُ فَدَفَعهم بعَصَاهُ فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لأَنَّه كَانَ حَلاَلاً وَرُبَّمَا كُنْت لاَ أَجِدُ مِثْله. وَدَخَلَ كَرْمَان فِي هَيئَةٍ رَثَّةٍ وَعَلَيْهِ أَخلاَقٌ وَأَسمَال فَحُمِلَ إِلَى الْملك وَقَالُوا: جَاسوس. فَقَالَ المَلِكُ: مَا الخَبَر؟ قَالَ: تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَرِ الأَرْضِ أَوْ خَبَر السَّمَاء؟ فَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر السَّمَاء ف {كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ} [الرَّحْمَن: 29] وَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر الأَرْض ف {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ} [الرَّحْمَن:26] فَتَعَجَّبَ المَلِكُ مِنْ كَلاَمِهِ وَأَكْرَمَهُ وَعرض عَلَيْهِ مَالاً، فَلَمْ يَقبله.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 

 

 

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار العجليّ الرازيّ، أبو الفضل:
مقرئ فاضل عارف بالأدب. قيل: مولده بمكة. عاش عمره يتنقل في البلدان. وكان لا ينزل الخوانق (جمع خانقاه) بل يأوي إلى أحد المساجد، فإذا عرف الناس مكانه تركه. وتوفي بنيسابور. له شعر في الزهد، وتصانيف، منها (جامع الوقوف) .

-الاعلام للزركلي-