يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي الدمشقي أبي خالد

القادر بصنع الله يزيد بن عاتكة

تاريخ الولادة71 هـ
تاريخ الوفاة105 هـ
العمر34 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةأربد - الأردن
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

يزِيد بن عبد الْملك بْن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس، الْأمَوِي الْقرشِي، (أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَبُو خَالِد. ولقبه: الْقَادِر بصنع الله. وَأمه عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان. بُويِعَ بالخلافة بعد موت ابْن عَمه [عمر بن] عبد الْعَزِيز [بن مَرْوَان] بِعَهْد من أَبِيه، ثمَّ [من] أَخِيه سُلَيْمَان.

الترجمة

يزِيد بن عبد الْملك
يزِيد بن عبد الْملك بْن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس، الْأمَوِي الْقرشِي، (أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَبُو خَالِد.
ولقبه: الْقَادِر بصنع الله.
وَأمه عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان.
بُويِعَ بالخلافة بعد موت ابْن عَمه [عمر بن] عبد الْعَزِيز [بن مَرْوَان] بِعَهْد من أَبِيه، ثمَّ [من] أَخِيه سُلَيْمَان.
مَعْقُود فِي تَوْلِيَة عمر بن عبد الْعَزِيز؛ لِأَن عمر لم يكن لَهُ عهد من عبد الْملك، إِلَّا أَن سُلَيْمَان أَدخل عمر فِي الْعَهْد، ثمَّ ختم بأخويه يزِيد هَذَا ثمَّ هِشَام؛ فَلَعَلَّ الله يرحم سُلَيْمَان بذلك. انْتهى.
[و] مولد يزِيد [هَذَا] فِي سنة إِحْدَى - أَو إثنتين - وَسبعين من الْهِجْرَة.
وَلما تولى يزِيد الْخلَافَة أَقَامَ يسير على سيرة ابْن عَمه [عمر بن] عبد الْعَزِيز أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهُوَ على ذَلِك.
وَكَانَ [أَولا] صَاحب لَهو وطرب. وَكَانَ يحب جَارِيَته حبابة حبا شَدِيدا؛ فَقَالَت حبابة لخصي ليزِيد - كَانَ صَاحب أمره -: وَيحك {قربني مِنْهُ بِحَيْثُ يسمع كَلَامي وَلَك عشرَة آلَاف دِرْهَم؛ فَفعل.
فَلَمَّا [مر يزِيد بهَا قَالَت] :
(بَكَيْت الصِّبَا جهدي فَمن شَاءَ لامني ... وَمن شَاءَ آسى فِي الْبكاء وأسعدا)
(أَلا لَا تلمه الْيَوْم أَن يتبلدا ... فقد منع المحزون أَن يتجلدا)
وَالشعر للأحوص.
فَلَمَّا سمعهما يزِيد قَالَ: وَيحك يَا خصى} قل لصَاحب الشرطة يُصَلِّي بِالنَّاسِ.
وَدخل إِلَى مجْلِس أنسه وانهمك فِي اللَّذَّات إِلَى مَا سَيَأْتِي ذكره.
وَقَالَ سعيد بن عفير: كَانَ يزِيد جسيما، أَبيض، مدور الْوَجْه، أفقم، لم يشب.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ: حكى أَبُو ضَمرَة عَن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن يسَار قَالَ: إِنِّي لجالس فِي مَسْجِد النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- وَقد حج يزِيد بن عبد الْملك قبل أَن يكون خَليفَة؛ فَجَلَسَ مَعَ المَقْبُري وَابْن أبي العتاب؛ إِذْ جَاءَ أَبُو عبد الله القراط؛ فَوقف عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: أَنْت يزِيد بن عبد الْملك؟ {فَالْتَفت يزِيد إِلَى الشَّيْخَيْنِ؛ فَقَالَ: أمجنون هَذَا} ؟ فَذكرُوا لَهُ فَضله وصلاحه، وَقَالُوا: هَذَا أَبُو عبد الله القراط صَاحب أبي هُرَيْرَة، حَتَّى رق لَهُ ولان؛ فَقَالَ: نعم، أَنا يزِيد؛ فَقَالَ لَهُ: مَا أجملك، إِنَّك لتشبه أَبَاك، إِن وليت من أَمر النَّاس شَيْئا فاستوص بِأَهْل الْمَدِينَة خيرا. فَأشْهد على أبي هُرَيْرَة، حَدثنِي عَن حبه [وَحب صَاحب] هَذَا الْبَيْت، وَأَشَارَ إِلَى الْحُجْرَة: إِنَّه -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- خرج إِلَى نَاحيَة من الْمَدِينَة - يُقَال لَهَا بيُوت السقيا - وَخرجت مَعَه، فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَرفع يَدَيْهِ؛ فَقَالَ: إِبْرَاهِيم خَلِيلك دعَاك لأهل مَكَّة، وَأَنا نبيك وَرَسُولك أَدْعُوك لأهل الْمَدِينَة: اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي مدهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم ضعْفي مَا باركت لأهل مَكَّة، اللَّهُمَّ أرزقهم من هَاهُنَا وَهَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى نواحي الأَرْض كلهَا - اللَّهُمَّ من أَرَادَهُم بِسوء؛ فأذبه كَمَا يذوب الْملح فِي المَاء. ثمَّ الْتفت يزِيد إِلَى الشَّيْخَيْنِ؛ فَقَالَ: مَا تقولان؟ ! قَالَا: حَدِيث مَعْرُوف مروي.
وَقيل: إِن يزِيد قَالَ يَوْمًا: وَالله إِنِّي لأشتهي أَن أَخْلو بحبابة؛ فَلَا أرى غَيرهَا؛ فَأمر ببستان لَهُ؛ فهيء، وَأمر حَاجِبه أَن لَا يُعلمهُ بِأحد.
وَدخل الْبُسْتَان، فَبينا هُوَ مَعهَا أسر شَيْء بهَا، إِذْ حذفهَا بِحَبَّة رمانة أَو بعنبة وَهِي تضحك؛ فَوَقَعت) فِي فِيهَا؛ فشرقت فَمَاتَتْ، فَوجدَ عَلَيْهَا وجدا عَظِيما.
وأقامت عِنْده حَتَّى جيفت، ثمَّ دَفنهَا؛ فَلم يطق الصَّبْر عَنْهَا؛ فنبشها وأخرجها من الْقَبْر وَجعل يقلبها ويبكي.
وَكَانَ قبل أَن يُخرجهَا من الْقَبْر خرج إِلَى قبرها، [أنشأ يَقُول] :
(فَإِن تسل عَنْك النَّفس أَو تدع الصِّبَا ... فباليأس تسلوا عَنْك لَا بالتجلد)
(وكل خَلِيل زارني فَهُوَ قَائِل ... من آجلك هَذَا هَامة الْيَوْم أَو غَد)
وَلما طَال عَلَيْهِ الْأَمر ردهَا إِلَى قبرها، وَدخل إِلَى منزله فَمَا خرج مِنْهُ إِلَّا على النعش.
قَالَ الْهَيْثَم بن عَمْرو الْعَبْسِي: مَاتَ يزِيد بن عبد الْملك بسواد الْأُرْدُن، مرض بِطرف من السل.
وَقَالَ أَبُو مسْهر: مَاتَ بأربد.
وَقَالَ غير وَاحِد: إِنَّه مَاتَ لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة بعد موت جَارِيَته حبابة بسبعة عشر يَوْمًا. وَقيل: بِأَكْثَرَ.
وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وشهرا. وتخلف بعده أَخُوهُ هِشَام بن عبد الْملك.
مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة - يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين.

 


يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. [الوفاة: 101 - 110 ه]
وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بعهدٍ مِنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، مَعْقُودٌ فِي تَوْلِيَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا ذَكَرْنَا، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
قَالَ سَعِيد بْن عفير: كَانَ جسيما أبيض مدور الوجه أفقم لم يشب.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: بيَّنَّا نَحْنُ عِنْدَ مكحول، إذ أقبل يزيد [ص:181] ابْن عَبْد الملك، فهممنا أن نوسع لَهُ، فَقَالَ مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع.
أَبُو ضمرة، عَن مُحَمَّدً بن موسى بن عبد الله بن يسار قَالَ: إني لجالس فِي مسجد النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد حج يزيد بْن عَبْد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مع المقبري، وابن أبي العتاب، إذ جاء أَبُو عَبْد الله القراظ، فوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: أنت يزيد بْن عَبْد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فَقَالَ: أمجنونٌ هذا! فذكروا لَهُ فضله وصلاحه وقالوا: هذا أَبُو عَبْد الله القراظ صاحب أَبِي هُرَيْرَةَ، حتى رق لَهُ ولان، فَقَالَ: نعم أَنَا يزيد، فقال له: ما أجملك، إنك لتشبه أباك إن وليت من أمر النَّاس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد عَلَى أبي هُرَيْرَةَ لحدثني عَن حبه وحبي صاحب هذا البيت، وأشار إلى الحجرة: أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها: بيوت السقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فَقَالَ: " إن إِبْرَاهِيم خليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللَّهُمَّ بارك لهم فِي مدهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللهم ارزقهم من ها هنا وها هنا، وأشار إلى نواحي الأرض كلها، اللهم من أرادهم بسوءٍ فأذبه كَمَا يذوب الملح فِي الماء ". ثُمَّ التفت إلى الشيخين فَقَالَ: ما تقولان؟ قالا: حديثٌ معروفٌ مرويٌ، وقد سمعنا أيضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَالَ: " من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين ". وأشار كل واحدٍ منهما إلى قلبه.
رَوَاهُ ابن أَبِي خيثمة فِي تاريخه عَن الحزامي عنه. [ص:182]
قال ابن وهب: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: لما توفي عمر بن عَبْد العزيز وولى يزيد قَالَ: سيروا بسيرة عُمَر بْن عَبْد العزيز، قَالَ: فأتى بأربعين شيخا فشهدوا لَهُ: ما عَلَى الخلفاء حساب ولا عذاب.
وقال روح بن عبادة: حدثنا حجاج بن حسان التيمي، قال: حدثنا سليم بْن بشير قَالَ: كتب عُمَر بْن عَبْد العزيز إلى يزيد بْن عَبْد الملك حين احتضر: سلامٌ عليك، أما بعد، فإني لا أراني إلا لما بي، فالله، الله فِي أمة محمدٍ فإنك تدع الدُّنْيَا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام.
قَالَ الزبير بْن بكار: حدثنا هارون الفروي، قال: حدثني موسى بن جعفر بن أبي كثير، وابن الماجشون قالا: لَمَّا مات عُمَر بْن عَبْد العزيز قَالَ يزيد: والله ما عُمَر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوما يسير بسيرة عُمَر، فَقَالَت حبابة لخصي لَهُ كَانَ صاحب أمره: ويحك قربني منه حَيْثُ يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعلوا، فلما مر يزيد بِهَا قَالَتْ:
بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني ... ومن شاء آسى فِي البكاء وأسعدا
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا ... فقد منع المحزون أن يتجلدا
والشعر للأحوص، فلما سمعها قَالَ: ويحك قل لصاحب الشرط يصلي بالناس.
وقَالَ يوما: والله إني لأشتهي أن أخلو بِهَا فلا أرى غيرها، فأمر ببستانٍ لَهُ فهيئ، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحدٍ، قَالَ: فبينما هُوَ معها أسر شيء بِهَا، إذ حذفها بحبة رمانٍ أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت فِي فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده فِي البيت حتى جيفت أو كادت، واغتم لَهَا، وأقام أياما، ثُمَّ إنه خرج إلى قبرها فَقَالَ:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا ... فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد
وكل خليلٍ زارني فهو قائل ... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
ثُمَّ رجع، فما خرج من منزله إلا عَلَى النعش.
قَالَ الهيثم بْن عمران العنسي: مات يزيد بْن عَبْد الملك بسواد الأردن، مرض بطرفٍ من السل.
وقَالَ أَبُو مسهر: مات يزيد بإربد.
وقَالَ غير واحد: مات لخمسٍ بقين من شعبان سنة خمسٍ ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وشهرا.
تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام - لشمس الدين أبو عبد الله بن قَايْماز الذهبي.

 


يَزِيد بن عبد المَلِك
(71 - 105 هـ = 690 - 724 م)
يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد:
من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق، وولي الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز (سنة 101 هـ بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك.
وكانت في أيامه غزوات أعظمها حرب الجراح الحكمي مع الترك وانتصاره عليهم. وخرج عليه يزيد بن المهلب، بالبصرة، فوجه إليه أخاه مسلمة فقتله. وكان أبيض جسيما مدوَّر الوجه، مليحه، فيه مروءة كاملة، مع إفراط في الانصراف إلى اللذات. ومات في إربد (من بلاد الأردن) أو الجولان، بعد موت " قينة " له اسمها " حبابة " بأيام يسيرة، وحمل على أعناق الرجال إلى دمشق، فدفن فيها. وكان لحبابة، هذه، أثر في أحكام التولية والعزل، على عهده. ونقل الديار بكرى (في تاريخ الخميس) أنه: " مات عشقا " قال: " ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره " وكان يلقب ب " القادر بصنع الله " ونقش خاتمة: " فني الشباب يا يزيد! " وربما قيل له " يزيد بن عاتكة " نسبة إلى أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية. ونقل اليافعي أنه لما استخلف قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، فأتوه بأربعين شيخا شهدوا له أن الخلفاء لا حساب عليهم ولا عذاب! وكانت مدة خلافته أربع سنين وشهرا .
-الاعلام للزركلي-