أبو حفص عمر ابن الشيخ محمَّد القلشاني التونسي: قاضي الجماعة بها وإمامها وخطيبها بعد أبي القاسم القسنطيني الفقيه الإِمام الحافظ النظار العلامة العمدة المحقق الفهامة نخبة الزمان وفريد العصر والأوان. أخذ عن والده وابن عرفة والغبريني والأبي وابن مرزوق الحفيد وغيرهم؛ وأخذ علم الطب عن الشريف الصقلي. وعنه ولده القاضي محمَّد وإبراهيم الأخضري وحلولو والرصاع وابن زغدان وعبد المعطي بن خصيب وغيرهم، له شرح عظيم على ابن الحاجب الفرعي في غاية الحسن والاستيفاء والجمع مع التحقيق والبحث في ألفاظ المتن إفراداً وتركيباً بما يدل على سعة علمه وقوة إدراكه وفهمه وجودة نظره وإمامته في العلوم؛ وله شرح الطوالع وصل فيه الإلهيات في أكثر من مجلد نقل عنه المازوني جملة من فتاويه والونشريسي. مولده سنة 773 هـ وتوفي في رمضان سنة 847 هـ[1443 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
عمر بن مُحَمَّد القلشاني بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام ثمَّ مُعْجمَة أَو جِيم المغربي التّونسِيّ الْبَاجِيّ الأَصْل باجة تونس لَا الأندلس فَتلك مِنْهَا شَارِح الْمُوَطَّأ الْمَالِكِي وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بتونس وأقرأ الْفِقْه والأصلين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَحدث بالبخاري عَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَشرح الطوالع شرحا حسنا لم يكمل انْتهى مِنْهُ أَكثر من مُجَلد إِلَى الإلهيات، وَأخذ عَنهُ خلق مِنْهُم وَلَده إِبْرَاهِيم الأخضري وغالب الْأَعْيَان وَأَبُو عبد الله التريكي وَآخَرُونَ مِمَّن لَقِينَاهُمْ كَابْن زغدان وَكَانَت ولَايَته أَولا قَضَاء الْأَنْكِحَة بِبَلَدِهِ كأبيه ثمَّ قَضَاء الْجَمَاعَة بعد موت أبي الْقسم القسنطيني وَكَانَ يكون بَينهمَا مَا بَين الأقران فدام بِهِ قَلِيلا حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَرَأَيْت من أرخه فِي سنة سبع وسمى جده عبد الله وَكَانَ أَبُو الْقسم قَامَ على أَخِيه أَحْمد بِسَبَب مَا وَقع مِنْهُ من نقل كَلَام بعض الْمُفَسّرين فِي قصَّة آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَأفْتى بقتْله بل أفتى أَخُوهُ أَيْضا بذلك قبل علمه بِهِ فَلَمَّا تبن أَنه أَخُوهُ قَامَ فِي الدّفع عَنهُ، وَكَانَ فصيحا فِي التَّقْرِير بِحَيْثُ يَسْتَفِيد مِنْهُ من يكون بمجلسه من الْأَعْلَى والأدنى وَلَا يُمكن كَبِير أحد من الْكَلَام، وَرَأَيْت من قَالَ أَن سَبَب دُخُوله فِي الْقَضَاء أَن عَمه أَحْمد لم يسر سيرا بن عقارب الَّذِي كَانَ قبله فعز على الْملك وَاقْتضى رَأْيه صرفه بِابْن أَخِيه هَذَا وَحصل لِعَمِّهِ نكاية عَظِيمَة وَلَكِن أَعْطوهُ أُمَامَة جَامع الزيتونة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فَالله أعلم.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
القلشاني (773 - 847 هـ) (1381 - 1444 م).
عمر ابن الشيخ محمد بن عبد الله القلشاني قاضي الجماعة بتونس، وإمام وخطيب جامع الزيتونة بعد أبي القاسم القسنطيني، الفقيه العلاّمة المحقق النظار، الحافظ الحجة.
أخذ عن والده، وابن عرفة، والأبي، والغبريني، وابن مرزوق الحفيد، وغيرهم، وأخذ علم الطب عن الشريف أحمد الصقلي، وعنه ولده القاضي محمد، وإبراهيم الأخضري، وحلولو والرصاع، وابن زغدان، وعبد المعطي بن خصيب، وغيرهم.
وهو أخو أحمد شارح الرسالة المتقدمة ترجمته، أقرأ الفقه، والأصلين، والمنطق، والبلاغة والعربية، وحدث بصحيح البخاري عن ابن مرزوق.
نقل عنه المازوني جملة من فتاويه، وكذا الونشريسي في «المعيار».
ولي قضاء الأنكحة بتونس كأبيه، وتولى الخطابة بجامع التوفيق والفتيا به، هو قاض للأنكحة سنة 741/ 1340 وفي سنة 746/ 1345 تقدم لقضاء الجماعة بعد وفاة أبي القاسم القسنطيني، والخطابة بجامع الزيتونة والفتوى به بعد صلاة الجمعة.
توفي ليلة الأربعاء 24 رمضان ودفن من الغد بالزلاج بإزاء قبر والده، وكانت ولادته بباجة ليلة السبت الثانية من شوال.
مؤلفاته:
دقائق الفهم في مباحث العلم.
شرح على ابن الحاجب الفرعي في غاية الحسن والاستيفاء والجمع والتحقيق، والبحث في ألفاظه إفرادا وتركيبا، بما يدل على سعة علمه وقوة إدراكه وجودة نظره وإمامته في العلوم، ينقل فيه كلام ابن عبد السلام، ويذيّله بكلام غيره من الشراح كابن راشد، وابن هارون، والناصر المشدّالي وخليل، وابن عرفة، وابن فرحون، وغيرهم، ويطرزها بنقل كلام فحول المذهب كالنوادر، وابن يونس، والباجي، واللخمي، وابن رشد، والمازري، وابن بشير، وسند، وابن العربي، وغيرهم.
شرح طوالع الأنوار للبيضاوي، وصل فيه إلى الإلهيات، في أكثر من مجلد.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 104 الى صفحة 106 - للكاتب محمد محفوظ