يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي

أبي محمد يعقوب الحضرمي

تاريخ الولادة131 هـ
تاريخ الوفاة205 هـ
العمر74 سنة
مكان الولادةالبصرة - العراق
مكان الوفاةالبصرة - العراق
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق
  • حضرموت - اليمن

نبذة

هو: «أبي محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي». الامام الكبير، عالم القراءات، والنحو، والفقه، والحديث، الحجة، الثقة. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.

الترجمة

يعقوب الحضرمي- ت 205
هو: «أبي محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي».
الامام الكبير، عالم القراءات، والنحو، والفقه، والحديث، الحجة، الثقة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الخامسة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «ابن الجزري»: وكان «يعقوب الحضرمي» إماما كبيرا، ثقة، عالما، صالحا، دينا، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد «أبي عمرو بن العلاء البصري» وكان إمام جامع «البصرة» سنين.
وقال «طاهر بن غلبون»: كان «يعقوب الحضرمي» إمام أهل البصرة بالجامع، لا يقرأ إلا بقراءته .
ولقد تتلمذ «يعقوب الحضرمي» على مشاهير علماء عصره وأخذ عنهم القراءات القرآنية، ولنستمع إليه وهو يقول عن نفسه: «قرأت على «سلام» في سنة ونصف، وقرأت على «شهاب بن شرنفة المجاشعيّ» في خمسة أيام، وقرأت على «شهاب بن مسلمة بن محارب المحاربي» في تسعة أيام، وقرأ «مسلمة» على «أبي الأسود الدؤلي» على «الإمام علي بن أبي طالب» رضي الله عنه .
وأقول: لقد تتبعت شيوخ «يعقوب الحضرمي» فوجدته قرأ على كل من:
1 - أبي المنذر سلام بن سليمان المزني ت 171 هـ 2 - شهاب بن شرنفة المجاشعيّ ت 162 هـ 3 - أبي يحيى مهدي بن ميمون ت 171 هـ 4 - أبي الأشهب جعفر بن حبان ت 165 هـ.
وقرأ «أبي المنذر سلام بن سليمان المزني» على كل من:
1 - «عاصم» الكوفي، وهو الإمام الخامس.
2 - «وأبي عمرو بن العلاء» وهو الإمام الثاني.
وقرأ «شهاب بن شرنفة» شيخ يعقوب على كل من:
1 - أبي عبد الله هارون بن موسى العتكي الأعور ت 198 هـ 2 - المعلى بن عيسى وقرأ «أبي يحيى مهدي بن ميمون» شيخ يعقوب على كل من:
1 - شعيب بن الحبحاب البصري ت 130 هـ 2 - أبي العالية الرياحي.
وقرأ «أبي الأشهب» شيخ يعقوب على:
«أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي» ت 105 هـ.
وقرأ «أبي رجاء العطاردي» على «أبي موسى الأشعري» وقرأ «أبي موسى الأشعري» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
من هذا يتبين أن قراءة «يعقوب الحضرمي» صحيحة، ومتواترة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن.
وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
كما تتلمذ على «يعقوب الحضرمي» عدد كثير، لأنه كان مدرسة وحده، منهم: «زيد ابن أخيه أحمد، وكعب بن إبراهيم، وعمر السراج، وحميد بن الوزير، والمنهال بن شاذان، ورويس: عبد الله محمد بن المتوكل، وروح: أبي الحسن بن عبد المؤمن».
ولقد بلغ «يعقوب الحضرمي» المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة، في تعليم القرآن، ورواياته، وقراءاته، مما استوجب ثناء العلماء عليه:
يقول «أبي القاسم الهذلي»: لم ير في زمن «يعقوب» مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا، تقيّا، نقيّا، ورعا، زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه في الصلاة، ولم يشعر، وردّ إليه ولم يشعر، لشغله بالصلاة .
هو: أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القرآن، وعلله، ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، ولحديث الفقهاء.
وقال «ابن أبي حاتم» سئل «أحمد بن حنبل» عن «يعقوب الحضرمي» فقال: صدوق، وسئل عنه: «أبي» فقال: صدوق.
وقال «أبي الحسن بن المنادي» في أول كتابه «الايجاز والاقتصار في القراءات الثمان»: كان يعقوب الحضرمي أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه، وكان السجستاني من أحد غلمانه .
وقال «السعيدي»: كان «يعقوب الحضرمي» من أعلم أهل زمانه بالقرآن، والنحو، وغيره، وأبيه، وجدّه.
وقال «الأهوازي»: أنشدني فيه «أبي عبد الله محمد بن أحمد»:
أبيه من القراء كان وجدّه ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرّده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
وقال «مروان بن عبد الملك»: سمعت «أبا حاتم» يقول: «يعقوب بن إسحاق» من أهل بيت العلم بالقرآن، والعربية، وكلام العرب، والرواية الكثيرة، والحروف، والفقه، وكان أقرأ القراء، وكان أعلم من أدركنا، ورأينا بالحروف، والاختلاف في القرآن، وتعليله، ومذاهب أهل النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء.
وقال «ابن الجزري»: ومن أعجب العجب، بل من أكبر الخطإ جعل قراءة
«يعقوب» من الشواذ، الذي لا تجوز القراءة به، ولا الصلاة، وهذا شيء لا نعرفه قبل إلّا في هذا الزمان ممن لا يقول على قوله، ولا يلتفت إلى اختياره، فليعلم أنه لا فرق بين قراءة «يعقوب» وقراءة غيره من السبعة عند أئمة الدين المحققين، وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه .
توفي «يعقوب الحضرمي» في ذي الحجة سنة 205 هـ خمس ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وقراءاته. رحم الله «يعقوب الحضرمي» رحمة واسعة وجزاه
الله أفضل الجزاء.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

 

 

يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ مُقْرِئُ البَصْرَةِ، أبي مُحَمَّدٍ الحَضْرَمِيُّ مَوْلاَهُمْ البَصْرِيُّ أَحَدُ العَشَرَةِ.
وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
تَلاَ عَلَى: أَبِي المُنْذِرِ سَلاَّمٍ الطَّوِيْلِ وَأَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ وَشِهَابِ بنِ شُرْنُفَةَ. وَسَمِعَ أَحْرُفاً مِنَ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ.
وَسَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ: شُعْبَةَ، وَهَمَّامٍ وَأَبِي عَقِيْلٍ الدَّوْرَقِيِّ وَهَارُوْنَ بنِ مُوْسَى وَسَلِيْمِ بنِ حَيَّانَ، وَالأَسْوَدِ بنِ شَيْبَانَ وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ وَعِدَّةٍ. وَتَقَدَّمَ في علم الحديث.
وَفَاقَ النَّاسَ فِي القِرَاءةِ، وَمَا هُوَ بِدُوْنِ الكِسَائِيِّ بَلْ هُوَ أَرْجَحُ مِنْهُ عِنْدَ أَئِمَّةٍ لَكِنْ رُزِقَ أبي الحَسَنِ سَعَادَةً.
وازْدَحَمَ القُرَّاءُ عَلَى يَعْقُوْبَ فتَلاَ عَلَيْهِ: رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ وَمُحَمَّدُ بنُ المُتَوَكِّلِ رُوَيْسٌ وَالوَلِيْدُ بنُ حَسَّانٍ وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الخَالِقِ المَكْفُوْفُ، وَكَعْبُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَحُمَيْدُ بنُ وَزِيْرٍ وَالمِنْهَالُ بنُ شَاذَانَ أبي عُمَرَ الدُّوْرِيُّ، وَأبي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ عَلاَنيَةً بِحَرْفِهِ بِالبَصْرَةِ فِي أَيَّامِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَابْنِ المُبَارَكِ وَيَحْيَى القَطَّانِ وَابْنِ مَهْدِيٍّ وَالقَاضِي أَبِي يُوْسُفَ وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، وَيَحْيَى اليَزِيْدِيِّ وَسُلَيْمٍ وَالشَّافِعِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ فَمَا بَلَغَنَا بَعْدَ الفَحْصِ وَالتَّنْقِيبِ أَنَّ أَحَداً مِنَ القُرَّاءِ وَلاَ الفُقَهَاءِ، وَلاَ الصُّلَحَاءِ وَلاَ النُّحَاةِ وَلاَ الخُلَفَاءِ كَالرَّشِيْدِ وَالأَمِيْنِ، وَالمَأْمُوْنِ أَنْكَرُوا قِرَاءتَهُ وَلاَ مَنَعُوهُ مِنْهَا أَصْلاً وَلَوْ أَنْكَرَ أَحَدٌ عَلَيْهِ لَنُقِلَ وَلاَشْتُهِرَ بَلْ مَدَحَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ وَأَقرَأَ بِهَا أَصْحَابُه بِالعِرَاقِ وَاسْتَمَرَّ إِمَامُ جَامِعِ البَصْرَةِ بِقِرَاءتِهَا فِي المِحْرَابِ سِنِيْنَ مُتَطَاوِلَةٍ، فَمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ مُسْلِمٌ بَلْ تَلَقَّاهَا النَّاسُ بِالقَبُولِ وَلَقَدْ عُومِلَ حَمْزَةُ مَعَ جَلاَلتِهِ بالإنكار عليه فِي قِرَاءتِهِ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الكِبَارِ وَلَمْ يَجْرِ مِثْلُ ذَلِكَ لِلْحَضْرَمِيِّ أَبَداً حَتَّى نَشَأَ طَائِفَةٌ مُتَأَخِّرُوْنَ لَمْ يَأْلَفُوهَا، وَلاَ عَرَفُوهَا فَأَنْكَرُوهَا وَمَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ قَالُوا: لَمْ تَتَّصِلْ بِنَا مُتَوَاتِرَةً. قُلْنَا: اتَّصَلَتْ بِخَلْقٍ كَثِيْرٍ مُتَوَاتِرَةً وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ التَّوَاتُرِ أَنْ يَصِلَ إِلَى الأُمَّةِ فَعِنْدَ القُرَّاءِ أَشْيَاءُ مُتَوَاتِرَةٌ دُوْنَ غَيْرِهِم وَعِنْدَ الفُقَهَاءِ مَسَائِلُ مُتَوَاتِرَةٌ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ لاَ يَدْرِيْهَا القُرَّاءُ وَعِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ أَحَادِيْثُ مُتَوَاتِرَةٌ قَدْ لاَ يَكُوْنُ سَمِعَهَا الفُقَهَاءُ، أَوْ أَفَادَتْهُم ظَنّاً فَقَطْ، وَعِنْدَ النُّحَاةِ مَسَائِلُ قَطْعِيَّةٌ وَكَذَلِكَ اللُّغَوِيُّونَ وَلَيْسَ مَنْ جَهِلَ عِلْماً حُجَّةً عَلَى مَنْ عَلِمَهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ لِلْجَاهِلِ: تَعَلَّمْ وَسَلْ أَهْلَ العِلْمِ إِنْ كُنْتَ لاَ تَعْلَمُ لاَ يُقَالُ للعالم: أجهل ما
تَعْلَمُ، رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم الإِنْصَافَ فَكَثِيْرٌ مِنَ القِرَاءَاتِ تَدَّعُوْنَ تَوَاتُرَهَا، وَبِالجَهْدِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَى غَيْرِ الآحَادِ فِيْهَا، وَنَحْنُ نَقُوْلُ: نَتْلُو بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ لاَ تُعْرَفُ إلَّا عَنْ وَاحِدٍ لِكَوْنِهَا تُلُقِّيَتْ بِالقَبُولِ فَأَفَادَتِ العِلْمَ، وَهَذَا وَاقِعٌ فِي حُرُوْفٍ كَثِيْرَةٍ وَقِرَاءَاتٍ عَدِيْدَةٍ، وَمَنِ ادَّعَى تَوَاتُرَهَا، فَقَدْ كَابَرَ الحِسَّ أَمَّا القُرْآنُ العَظِيْمُ سُوَرُهُ، وَآيَاتُهُ فَمُتَوَاتِرٌ وَللهِ الحَمْدُ مَحْفُوْظٌ مِنَ الله تَعَالَى لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُبَدِّلَهُ، وَلاَ يَزِيْدَ فِيْهِ آيَةً، وَلاَ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً، ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ مِنَ الدِّيْنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحِجْرُ: 9] .
وَأَوَّلُ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَرْفَ يَعْقُوْبَ مِنَ الشَّاذِّ: أبي عَمْرٍو الدَّانِيُّ وَخَالَفَهُ فِي ذَلِكَ أئِمَّةٌ، وَصَارَ فِي الجُمْلَةِ فِي المَسْأَلَةِ خِلاَفٌ حَادِثٌ وَاللهُ أَعْلَمُ.
نَعَمْ، وَحَدَّثَ عَنْ يَعْقُوْبٍ: أبي حَفْصٍ الفَلاَّسُ، وَبُنْدَارُ، وَأبي قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ شَاذَانُ، وَالكُدَيْمِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ.
وَكَانَ أَخُوْهُ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ أَسَنَّ مِنْهُ.
قَالَ العَلاَّمَةُ أبي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: يَعْقُوْبُ أَعْلَمُ مَنْ رَأَينَا بِالحُرُوْفِ، وَالاختِلاَفِ فِي القُرْآنِ، وَعِلَلِهِ، وَمَذَاهِبِهِ وَمَذَاهِبِ النَّحْوِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَدُوْقٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العِجْلِيُّ يَمْدَحُ يَعْقُوْبَ:
أبيهُ مِنَ القُرَّاءِ كَانَ وَجَدُّهُ ... وَيَعْقُوْبُ فِي القُرَّاءِ كَالكَوْكَبِ الدُّرِّي
تَفَرُّدُهُ مَحْضُ الصَّوَابِ وَوَجْهُهُ ... فَمَنْ مِثْلُهُ في وقته وإلى الحشر
قَالَ أبي الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ غَلْبُوْنَ: وَإِمَامُ أَهْلِ البَصْرَةِ بِالجَامِعِ لاَ يَقْرَأُ إلَّا بِقِرَاءةِ يَعْقُوْبَ رَحِمَهُ اللهُ.
وَقَالَ الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرٍ السَّعِيْدِيُّ: كَانَ يَعْقُوْبُ أَقْرَأَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَكَانَ لاَ يَلْحَنُ فِي كَلاَمِهِ وَكَانَ أبي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ مِنْ بَعْضِ غِلْمَانِهِ.
وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ المَازِنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُوْرَةَ طَه فَقُلْتُ: مَكَاناً سِوَى فَقَالَ: اقرَأْ سُوَى قِرَاءةَ يَعْقُوْبَ.
قَالَ أبي القَاسِمِ الهُذَلِيُّ فِي كَامِلِهِ: وَمِنْهُم يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ لَمْ يُرَ فِي زَمَنِهِ مِثْلُهُ، كَانَ عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ، وَوُجُوْهِهَا وَالقُرْآنِ وَاختِلاَفِهِ فَاضِلاً تَقِيّاً نَقِيّاً، وَرِعاً زَاهِداً بَلَغَ مِنْ زُهْدِهِ أنَّهُ سُرِقَ رِدَاؤُهُ عَنْ كَتِفِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ وَرُدَّ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَشْعُرْ لِشُغْلِهِ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ، وَبَلَغَ مِنْ جَاهِهِ بِالبَصْرَةِ أنَّه كَانَ يَحْبِسُ وَيُطْلِقُ.
وَقَالَ أبي طَاهِرٍ بنُ سِوَارٍ: كَانَ يَعْقُوْبُ حَاذِقاً بِالقِرَاءةِ قَيِّماً بِهَا مُتَحَرِّياً نَحْوِيّاً فَاضِلاً.
قَالَ رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ وَغَيْرُهُ: قَرَأَ يَعْقُوْبُ عَلَى سَلاَّمٍ الطَّوِيْلِ، وَقَرَأَ سَلاَّمٌ عَلَى أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ.
وَقَالَ رُوَيْسٌ: قَرَأْتُ عَلَى يَعْقُوْبَ وَقَرَأَ عَلَى سَلاَّمٍ عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ.
وَرُوِيَ عَنْ يَعْقُوْبَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى سَلاَّمٍ عَنْ قِرَاءتِهِ عَلَى عَاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ.
فَهَذِهِ ثَلاَثَةُ أَقْوَالٍ فَيُحْتَمَلُ أَنَّ سَلاَّماً أَخَذَ عَنِ الثَّلاَثَةِ.
مَاتَ يَعْقُوْبُ: فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي


 

 

 

يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن يزِيد بن عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ النَّحْوِيّ الْمقري الْبَصْرِيّ مولى الحضرميين كنيته أَبُو مُحَمَّد وجده عبد الله بن أبي إِسْحَاق أَخُو يحيى بن أبي إِسْحَاق
روى عَن بشير بن عقبَة فِي الْبيُوع وسوادة بن الْأسود فِي الْجِهَاد وَالْأسود بن شَيبَان فِي الْفَضَائِل
روى عَنهُ عقبَة بن مكرم.

رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.

 

 

 

يعقوب القارئ
(117 - 205 هـ = 735 - 821 م)
يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرميّ البصري، أبو محمد:
أحد القراء العشرة. مولده ووفاته بالبصرة. كان إمامها ومقرئها. وهو من بيت علم بالعربية والأدب. له في القراآت رواية مشهورة.
وله كتب، منها " الجامع " قال الزبيدي: جمع فيه عامة اختلاف وجوه القرآن، ونسب كل حرف إلى من قرأه. ومن كتبه " وجوه القراآت " و " وقف التمام " وفي المخطوطات الإسلامية بمكتبة كمبريج (276) " تهذيب قراءة أبي محمد يعقوب ابن إسحق - خ " في 30 ورقة  .

-الاعلام للزركلي-