ذو الفنون إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي

ابن النديم الموصلي إسحاق

تاريخ الولادة155 هـ
تاريخ الوفاة235 هـ
العمر80 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • الموصل - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، أبو محمد ابن النديم: من أشهر ندماء الخلفاء. تفرد بصناعة الغناء، وكان عالما باللغة والموسيقى والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام، راويا للشعر حافظا للأخبار، شاعرا، له تصانيف، من أفراد الدهر أدبا وظرفا وعلما. فارسي الأصل، مولده ووفاته ببغداد. وعمي قبل موته بسنتين. ​​​​​​​

الترجمة

إسحاق بن إبراهيم بن ميمون التميمي الموصلي، أبو محمد ابن النديم:
من أشهر ندماء الخلفاء. تفرد بصناعة الغناء، وكان عالما باللغة والموسيقى والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام، راويا للشعر حافظا للأخبار، شاعرا، له تصانيف، من أفراد الدهر أدبا وظرفا وعلما. فارسي الأصل، مولده ووفاته ببغداد. وعمي قبل موته بسنتين.
نادم الرشيد والمأمون والواثق العباسيين. ولما مات نعي إلى المتوكل فقال: ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته. وألف كتبا كثيرة، قال ثعلب: رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب كلها سماعه. من تصانيفه (كتاب أغانيه) التي غنى بها، و (أخبار عزة الميلاء) و (أغاني معبد) و (أخبار حماد عجرد) و (أخبار ذي الرمة) و (الاختيار من الأغاني) ألفه للواثق، و (مواريث الحكماء) و (جواهر الكلام و (الرقص والزفن) و (الندماء) و (النغم والإيقاع) و (قيان الحجاز) و (النوادر المتخيرة) ولابن بسام الشاعر كتاب (أخبار إسحاق النديم) ومثله للصولي. وفي مجلة المورد (3: 2 ص 226) أن ماجد بن أحمد السامرائي البغدادي، صنف (إسحاق الموصلي، ديوان ودراسة وتحقيق- ط)  .

-الاعلام للزركلي-

إسحاق الموصلي

وأما أبو محمد بن إبراهيم بن ميمون الموصلي، فإنه أخذ الأدب عن الأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما؛ وشرع في علم الغناء وغلب عليه، ونسب إليه؛ وهو صاحب كتاب الأغاني، ورواه عنه ابنه حماد. وأخذ عنه أبو العيناء والزبير ابن بكار.

وروى أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي: قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي، يقول: رأيت في منامي كأن جريراً ناولني كبة من شعر فأدخلتها في فمي، فقال بعض المعبرين: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء.
وعن محمد بن عطية الشاعر، قال: كان يحيى بن أكثم في مجلس له، يجتمع الناس إليه، فوافى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فجعل يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم؛ ثم تكلم في الفقه فأحسن، واحتج، تكلم في الشعر واللغة ففاق من حضر، فأقبل على يحيى بن أكثم فقال: أعز الله تعالى القاضي! أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن؟ قال: لا، قال: فما بالي أقوم بسائر العلوم قيام أهلها، وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه! قال العطوي: فالتفت إلي يحيى بن أكثم، فقال: جوابه في هذا عليك -وكان العطوي من أهل الجدل- قال: فقلت: نعم أعز الله القاضي! جوابه علي، ثم التفت إلى إسحاق، وقلت: يا أبا محمد، أنت كالفراء والأخفش في النحو؟ فقال: لا، فقلت: أفأنت في اللغة كالأصمعي وأبي عبيدة؟ قال: فقلت له: أفأنت في الأنساب كالكلبي؟ قال: لا، فقلت: فأنت في الكلام كأبي الهذيل والنظام؟ قال: لا، قلت: فمن هاهنا نسبت إلى ما نسبت إليه؛ لأنه لا نظير لك فيه ولا شبيه، وأنت في غيره دون أوفى أهله! فضحك وقام وانصرف، فقال يحيى بن أكثم: لقد وفيت الحجة حقها، وفيها ظلم قليل لإسحاق؛ وإنه ليقل في الزمان نظيره.
وحكى الحسن بن يحيى الكاتب عن إسحاق الموصلي، قال: أنشدت الأصمعي شعراً لي على أنه لشاعر قديم [وهو] :
هل إلى نظرةٍ إليك سبيل ... يرو منها الصدى ويشفي الغليل
إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من المحب القليل
فقال: هذا والله الديباج الخسرواني، فقلت له: إنه ابن ليلته، فقال: لا جرم! إن أثر الصنعة فيه، فقلت: لا جرم! إن أثر الحسد فيك.
وقال محمد بن عبد الله: ما سمعت ابن الأعرابي يصف أحداً بمثل ما كان يصف به إسحاق من العلم والصدق والحفظ؛ وكان كثيراً ما يقول: هل سمعت بأحسن من ابتدائه في قوله:
هل إلى أن تنام عيني سبيل ... إن عهدي بالنوم عهد طويل!
هل تعرفون من شكا نومه بأحسن من هذا اللفظ الحسن! قال محمد بن علي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان إسحاق الموصلي ثقة صدوقاً عالماً، وما سمعت منه شيئاً، ولوددت أني سمعت منه.
وقال محمد: وسمعت أبا العباس يقول هذا القول.
وتوفي إسحاق بن إبراهيم الموصلي سنة خمس وثلاثين ومائتين، في خلافة المتوكل.

نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.

 

 
إسحاق الموصلي
أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن ماهان بن بهمن بن نسك التميمي بالولاء الأرجاني الأصل المعروف بابن النديم الموصلي، وقد سبق ذكر أبيه والكلام في نسبته ونسبه فأغنى عن الإعادة؛ كان من ندماء الخلفاء وله الظرف المشهور والخلاعة والغناء اللذان تفرد بهما. وكان من العلماء باللغة والأشعار وأخبار الشعراء وأيام الناس، وروى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري والزبير ابن بكار وغيرهما. وكان له يد طولى في الحديث والفقه وعلم الكلام.
قال محمد بن عطية العطوي الشاعر: كنت في مجلس القاضي يحيى بن أكثم، فوافى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف.

منهم، ثم تكلم في الفقه، فأحسن وقاس واحتج، وتكلم في الشعر واللغة، ففاق من حضر، ثم أقبل على القاضي يحيى فقال له: أعز الله القاضي! أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن قال: لا، قال: فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وانسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه يعني الغناء. قال العطوي: فالتفت إلي القاضي يحيى وقال لي: الجواب في هذا عليك، وكان العطوي من أهل الجدل، فقال القاضي يحيى: نعم، أعز الله القاضي! الجواب علي. ثم أقبل على إسحاق فقال: يا أبا محمد، أنت كالفراء والخفش في النحو فقال: لا، فقال: فأنت في اللغة ومعرفة الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة قال: لا، قال: فأنت في علم الكلام كأبي الهذيل العلاف والنظام ابلخي قال: لا، قال: فأنت في الفقه كالقاضي وأشار إلى القاضي يحيى، قال: لا، قال: فأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس قال: لا، قال فمن ههنا نسبت إلى مانسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه، وأنت في غيره دون رؤساء أهله، فضحك وقام وانصرف. فقال القاضي يحيى العطوي: لقد وفيت الحجة حقها، وفيها ظلم قليل لإسحاق، وغنه ممن يقل في الزمان نظيره.
وذكر صاحبنا عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن باطيش الموصلي في كتابه الذي سماه التمييز والفصل: أن إسحاق بن إبراهيم الموصلي كان مليح المحاورة والنادرة، ظريفاً فاضلاً، كتب الحديث عن سفيان بن عينية ومالك بن أنس وهشيم بن بشير وأبي معاوية الضرير، وأخذ الدب عن الأصمعي وأبي عبيدة، وبرع في علم الغناء فغلب عليه ونسب إليه.
وكان الخلفاء يكرمونه ويقربونه، وكان المأمون يقول: لولا ما سبق لإسحاق على ألسنة الناس واشتهر بالغناء لوليته القضاء، فإنه أولى وأعف وأصدق وأكثر ديناً وأمانة من هؤلاء القضاة، ولكنه اشتهر بالغناء وغلب على جميع علومه، مع أنه أصغرها عنده، ولم يكن له فيه نظير.
وله نظم جيد ديوان شعر، فمن شعره ما كتبه إلى هارون الرشيد:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فليس إلى ما تأمرين سبيل

أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلاً له في العالمين خليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئاً ان يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... وما لي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل وكان كثير الكتب، حتى قال أبو العباس ثعلب: رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب، وكلها بسماعه. وما رأيت اللغة في منزل أحد قط أكثر منها في منزل إسحاق ثم منزل ابن الأعرابي.
ونقلت من حكاياته أنه قال: كان لنا جار يعرف بأبي حفص، وينبز باللوطي، فمرض جار له فعاده، فقال له: كيف تجدك إنما تعرفني فقال له المريض بصوت ضعيف: بلى، أنت ابو حفص اللوطي، فقال له: تجاوزت حد المعرفة، لا رفع الله جنبك.
وكان المعتصم يقول: ما غناني إسحاق بن إبراهيم قط إلا خيل لي أنه قد زيد في ملكي.
وأخباره كثيرة، وكان قد عمي في أواخر عمره قبل موته بسنتين.
ومولده في سنة خمسين ومائة، وهي السنة التي ولد فيها امام الشافعي، رضي الله عنه، كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين بعلة الذرب، وقيل: في شوال سنة ست وثلاثين، والأول أشهر، وقيل: توفي يوم الخميس بعد الظهر لخمس خلون من ذي الحجة سنة ست وثلاثينن رحمه الله تعالى.
ورثاه بعض أصحابه بقوله:
أصبح اللهو تحت عفر التراب ... ثاوياً في محلة الحباب
إذا مضى الموصلي وانقرض الأن ... س ومجت مشاهد الأطراب
بكت الملهيات حزنا عليه ... وبكاه الهوى وصفو الشراب

وبكت آلة المجالس حتى ... رحم العود عبرة المضراب وقيل: إن هذه المرثية في أبيه إبراهيم، والصحيح الأول.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
 

 

الإمام العلاَّمة ذُو الفُنُون أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن مَاهَان بن بهمن [بن نسك] التَّميمي الأَرَّجَاني، المعروف بابن النَّديم الموصلي، المتوفى في رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين، عن خمس وثمانين سنة.
كان من ندماء الخلفاء، لكونه صاحب الموسيقى والشعر الرائق والتصانيف الأدبية، مع الفقه واللغة وأيام الناس، وله الظّرف والخلاعة. وله يد طولى في الحديث. كتب عن سفيان بن عُيينة ومالك بن أنس وأبي معاوية وأخذ الأدب عن الأصمعيّ وأبي عبيدة وأبي العيناء وولده وآخرين.
صنَّف كتاب "الأغاني" وكان مليح المحاورة وكان الخلفاء يكرمونه ويقربونه وكان المأمون يقول: لولا اشتهاره بالغناء لولّيته القضاء، فإنه أولى وأَعَفّ وأكثر دينًا وأمانةً من هؤلاء الفضاة. ذكره الذهبي وابن خلِّكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)