أبو الحسن علي بن محمد الربعي: المعروف باللخمي القيرواني الإمام الحافظ العالم العامل العمدة الفاضل رئيس الفقهاء في وقته وإليه الرحلة. تفقه بابن محرز والسيوري والتونسي وابن بنت خلدون وجماعة. وبه تفقه جماعة منهم الإمام المازري وأبو الفضل بن النحوي وأبو علي الكلاعي وعبد الحميد الصفاقسي وعبد الجليل بن مفوز وأبو يحيى بن الضابط، له تعليق على المدونة سماه التبصرة، مشهور معتمد في المذهب، توفي سنة 478 هـ[1085 م] بصفاقس وقبره بها معروف متبرك به.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
أبي الحسن علي بن محمد الربعي شهر اللخمي رئيس فقهاء القيروان في عصره من تلاميذ السيوري وابن محرز، وأبي إسحاق التونسي. وللخمي تعليق على " المدونة " مُهِمٌّ جِدًّا يعرف بـ " التبصرة ". توفي سنة 478 هـ، ودفن بصفاقس، وضريحه مشهور هنالك.
علي بن محمد الربعي المعروف بأبي الحسن اللخمي من أبناء القيروان، قرأ بها على جماعة منهم أبي الطيب عبد المنعم، وبخاصة الإمام السيوري، فلما جلا السكان عن القيروان قصد مدينة صفاقس واتخذها مقرًا له، فطار له فيها صيت، وكانت له رياسة، يقصده طلاب العلم يروون عنه، منهم الإمام محمد المازري، وقد وضع اللخمي مصنفات أجلها " التبصرة "، أخرج فيه الخلاف في مذهب مالك، واستقرار الاقوال، وربما اتبع في بعض المسائل نظره الخاص، وخالف مشهور المذهب فيما يرجح عنده، فخرجت مختاراته عن القواعد المالكية المقررة، وكان من علماء الشريعة الذين انتقلوا من القيروان إلى الساحل التونسي واستوطنوه وأقرأوا به، وهو شيخ المازري، وعليهما اعتماده في الرواية والسند العلمي القيرواني، وتوفي سنة 478 هـ، وقبره في صفاقس مشهور.
الكتاب: الإمام المازري - حَسن حُسني بن صالح الصُّمادحي التجيبي.
علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي:
فقيه مالكي، له معرفة بالأدب والحديث، قيرواني الأصل. نزل سفاقس وتوفي بها.
صنف كتبا مفيدة، من أحسنها تعليق كبير على المدونة في فقه المالكية، سماه " التبصرة " أورد فيه آراء خرج بها عن المذهب. وله " فضائل الشام - خ " بدار الكتب، ألفه سنة 435 .
-الاعلام للزركلي-
علي: أبي الحسن بن محمد الربعي المعروف باللخمي وهو بن بنت اللخمي قيرواني نزل سفاقس تفقه بابن محرز وأبي الفضل بن بنت خلدون وأبي الطيب والتونسي والسيوري. وظهر في أيامه وطارت فتاويه وكان السيوري يسيء الرأي فيه طعناً عليه.
وكان أبي الحسن فقيهاً فاضلاً ديناً متفنناً ذا حظ من الأدب وبقي بعد أصحابه فحاز رياسة إفريقية جملة وتفقه به جماعة من أهل صفاقس أخذ عنه أبي عبد الله المازري وأبي الفضل النحوي وأبي علي الكلاعي وعبد الحميد الصفاقسي وعبد الجليل بن مفوز. وله تعليق كبير على المدونة سماه: التبصرة مفيد حسن لكنه ربما اختار فيه وخرج فخرجت اختياراته عن المذهب. توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
اللخمي (000 - 478 هـ) (0000 - 1085 م).
علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي، أبو الحسن، هو ابن بنت اللخمي ولا نعلم عن جده للأم شيئا، الفقيه النظار.
نشأ بالقيروان، وتفقه على ابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، وأبي الطيب بن عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم الكندي المعروف بابن بنت خلدون، وأبي إسحاق التونسي والسيوري وظهر في أيامه وطارت فتاويه، وكان السيوري يسيء الظن فيه طعنا عليه ويبدو أن السبوري الذي كان سريع الغضب نوعا ما استراب من اللخمي الذي اشتهر إذ ذاك بفتاويه، وأنكر ميله إلى الخروج أحيانا عن مذهب الأشعري وكلام الأصوليين، وعلى كل حال فإن اللخمي أصبح بعد موت السبوري أكبر عالم في إفريقية، ومما يدل على عدم تقيده في كل شيء بمذهب الأشعري ما جاء في «المعيار المغرب» 12/ 233 وسئل المازري عن قوله صلّى الله عليه وسلم: ما سمع المؤذن أنس ولا جن ولا رطب ولا يابس، وفي لفظة ولا شيء إلاّ شهد له يوم القيامة. فإنه يقتضي أن الجمادات تعقل ذلك. فأجاب الذي عند أهل الأصول أن الجماد لا يسبح، ويستحيل أن يكون الجماد يعقل شيئا من ذلك، وقد ذكرت شيئا من ذلك عند اللخمي، وقلت: إن القاضي ابن الطيب يمنع من هذا، فقال لي: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} يدل على أن الجمادات كلها تسبح، وأنكر قول القاضي غاية الإنكار، وقال لي: خلوا ما أنتم عليه من كلام الأصوليين، وكان - رحمه الله - يستثقل كلام الأصوليين فقال له عبد الجليل، فهذه الحمى تسبح، فقال له: نعم تسبح بالغيظ، فسكت عبد الجليل لما رأينا من غيظه.
نزل اللخمي بصفاقس على أثر زحفة الهلاليين وتفرق علماء القيروان ببلدان الساحل وغيرها وأسس له مسجد درّس به ونشر به علمه وبالخصوص تأليفه «التبصرة» و «صحيح البخاري» وهذا المسجد ما زال منسوبا إليه، ويعرف أيضا بمسجد الدريبة لمواجهته دريبة الجلالة ، وهو واقع في طرف المدينة من الناحية الشرقية في الحومة المعروفة قديما بحومة الرقة أو بربع الرقة (بكسر الراء المهملة والقاف المعقدة المفتوحة) والظاهر أن أهل الرقة عمروا هذه الناحية بعد جلائهم عن قريتهم على أثر زحفة بني هلال، وربما كانوا المؤسسين لمسجد الشيخ اللخمي، وهو ثاني مسجد لإقامة الجمعة في شهر صفر 1289/ 1877 وأول خطيب به الشيخ عبد السلام بن علي الشرفي (ت 1304/ 1892) ثم ابنه من بعده محمد الطيب. وفي شعبان سنة /1401 جوان 1981 تم بناء مسجد عظيم يقع خارج أسوار المدينة بتعاون من السلطة المحلية والمواطنين ونسب للشيخ اللخمي، وهو مسجد جمعة، وأول خطيب به هو صديقنا الأستاذ الشيخ أحمد بن الشيخ الصادق جبير.
وقرأ على المترجم بصفاقس الإمام المازري دفين المنستير (ت 536/ 1141) وعبد الحميد الصفاقسي، وعبد الجليل بن مفوّز، وأبو الفضل بن النحوي التوزري، والفقيه الرياضي الفرضي أبو علي الحسن بن عبد الأعلى الكلاعي الصفاقسي (ت 505/ 1111 بأغمات جنوبي المغرب الأقصى)، ومحمد بن عبد الله الصقلي (ت 518/ 1124) وهو من شيوخ القاضي عياض، وأبو يحيى زكريا بن الضابط مفتي صفاقس بعد اللخمي والذي قتله النرمان، وسعيد بن أحمد بن سعيد الصفاقسي الينونشي نسبة إلى ينونش من قرى صفاقس، أبو الطيب الفقيه الزاهد (ت بأغمات سنة 501/ 1108) وهو من مشايخ القاضي عياض، وأثنى عليه في «الغنية» ص 220 (ط/تونس).
قال القاضي عياض في حق اللخمي: وكان فقيها فاضلا مفتيا متقنا ذا حظ من الأدب والحديث جيد النظر، حسن الفقه، جيد الفهم، وكان فقيه وقته أبعد الناس صيتا في بلده، وبقي بعد أصحابه فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة، وقال: كان حسن الخلق مشهور المذهب.
وقال العلاّمة محمد الحجوي في «الفكر السامي»: «كان متفننا في علوم الأدب والحديث والفقه حسن الفهم، جيد الفقه والنظر، أبعد الناس صيتا فحاز رياسة إفريقية جملة وطارت فتاويه كل مطار مشهور بالفضل وحسن الخلق.
وهو أحد الأئمة الأربعة المعتمدة ترجيحاتهم في مختصر خليل حتى في اختياره من عنده رغما عما قاله عياض.
والقاضي عياض يرى أن ترجيحاته واختياراته تخالف المذهب فقد قال: «وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال وربما اتسع نظره فخالف المذهب فيما ترجح عنده فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب ... ».
وأيّد بعضهم هذا فقال في مدح ألفية ابن مالك:
لقد مزّقت قلبي سهام جفونها … كما مزّق اللخمي مذهب مالك
ولبعضهم في مدح أنظاره وطريقته في الترجيح:
واظب على نظر اللخمي إن له … فضلا على غيره للناس قد بانا
يستحسن القول إن صحت أدلته … ويوضح الحق تبيانا وفرقانا
ولا يبالي إذا ما الحق ساعده … بمن يخالفه في الناس من كانا
وربما يفهم منه أنه كان مائلا للاجتهاد يميل مع الدليل حيث مال، ولا يتقيد بقول أي أحد إذا كان مخالفا للنظر والدليل، وقال عن منهجه وطريقته العلاّمة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: « ... فكتب شرحه الشهير على المدونة الذي سماه «التبصرة» والذي جعله سائرا على هذا المنهج من البحث في الصور من جهة، والبحث في الفتاوى المأثورة من جهة أخرى، إلاّ أنه نحا فيه منحاه المشهور الذي اختص به من بحثه أحيانا مع الذين ينقل أقوالهم في مستندات تلك الأقوال على طريقة لم يشترك معه غيره فيها من الأيمة الذين عاصروه أو تقدموه
فهو الذي ابتدأ يتصرف ... بمعنى أنه ابتدأ يجنح إلى اللحاق برجال دور التفريع في منزلتهم من الاجتهاد المقيد، فكان في شرحه على المدونة «التبصرة» يعتمد أحيانا على نقد الأقوال من ناحية إسنادها فيعتبر أن أحد القولين أصح من القول الآخر أي إسنادا وأحيانا ينتقدها من ناحية رشاقة استخراجها من الأصول التي استخرجت منها، وهو ما يعبرىعنه بالأولى، يقول أحيانا وهذا أولى وينظر إلى أنه الأقرب إلى تحقيق المصلحة المرعية من الشرع في تفريع ذلك الحكم وهو ما يقول فيه أحيانا وهذا أرفع. وليس من الخفي ما اشتهر به الإمام اللخمي في هذا المعنى من التصرف في المذهب المالكي وما يأتي به من القول اختيارا، كما درج على ذلك الاصطلاح الذي بقي عليه مختصر الشيخ خليل، وتكون بالإمام اللخمي أبو عبد الله المازري وابن بشير وابن رشد الكبير والقاضي عياض فهؤلاء هم الذين سلكوا طريقة جديدة في خدمة الحكم، هي الطريقة النقدية التي أسس منهجها أبو الحسن اللخمي».
توفي بصفاقس، وهو مدفون خارج السور في الجبانة الشرقية بين طريق العين والأفران، وضريحه على نشز من الأرض يعرف في القديم بجبل النور، وبنى على ضريحه مراد باي قبة، وفي أعلى بابها نقشت أبيات من الشعر السقيم أولها:
هلال تبدا … في أعلى الأفق ساطع
وأشرق عليه الكون كالبرق لامع
وخلف قبره قبر تلميذه الشيخ عبد الجبار الفرياني، وفي مؤخر القبة قبر عليه شباك في الركن الشرقي الشمالي لبعض الولاة من آل الجلولي. وما في «الديباج» أنه توفي سنة ثمان وتسعين مخالف لما ذكره غيره، وهو تصحيف.
مؤلفاته:
تعليق كبير على المدونة سماه «التبصرة» بسط فيه المسائل بحكاية أقوال علماء المذهب وبيان ما فيها من الخلاف، وفي الكثير يرجح بين الأقوال بمقتضى الأدلة، ويختار منها ما يراه في نظره صوابا حتى قيل إن اختياراته تخرج في كثير من الأحيان عن قواعد المذهب. يوجد مخطوطا في مكتبة القرويين بفاس، وفي برلين، ومنه قطعة في المكتبة الوطنية بتونس.
ربما يكون شرع في تأليف «التبصرة» سنة 469 أو نحوها لأنه في هذه السنة مر بالمهدية الشيخ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية الأندلسي قال ابنه القاضي المفسر عبد الحق في «فهرسته» عند ترجمة والده: «وسمعته - رحمه الله - يقول: كنت بالمهدية أناظر على عبد الحميد والناس يتحدثون أن أبا الحسن اللخمي الربعي في صفاقس يؤلف كتابا على المدونة فظهر بعد مدة كتاب التبصرة (فهرس ابن عطية 43، تحقيق محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي) (دار الغرب الإسلامي بيروت، 1400/ 1980) وفيه: وقرأته (البخاري) بالمهدية عند طلوعي إلى الحج سنة تسع وستين وأربعمائة (فهرس ابن عطية ص 146).
فضائل الشام ألّفه سنة 435 بدار الكتب المصرية (كذا في الأعلام).
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 214 - الى صفحة 220 - للكاتب محمد محفوظ