طاهر خير الله
تاريخ الولادة | 1340 هـ |
تاريخ الوفاة | 1409 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | المدينة المنورة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ طاهر خيرالله رحمة الله عليه في سطور
الأحد، 29 جمادى الثانية، 1441
في ليلة هادئة طلبت من والدي أن يحدثني عن جدي فأفادني.
ولدي لقد حيرت في أمر جدك من أين ابدأ وكيف احدثك عن من وضع الله له القبول في الارض فأحبه القاصي والداني. وكان له الحظ الأوفر من الحديث الشريف الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم ((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ )) فاستخرت الله وعزمت على الكتابة ورأيت أن أقسم الموضوع الى فقرات :
- الاسم و النسبة
- المولد و الوفاة
- الاولاد
- السمت
- الدراسة و لعمل
- اختصاص الله للشيخ رحمه الله بموهبتان
- الاولى - حفظ القران وحسن الصوت و الاداء
- الثانية الخطابة مع الحكمة
- االهجرة الى المدينة
- في المستشفى
- الدفن والرثاء
الاسم و النسبة
هو الشيخ طاهر خيرالله الصيادي الرفاعي الحسيني الحلبي
ولد الشيخ رحمه الله عام في 1922 م في مدينة حلب وهذا حسب السجل المدنية والله اعلم وتوفي رحمه الله في المدينة المنورة في عام 1989م
وله اثنى عشر من الاولاد 8 من الذكور واربعة من الاناث
و هم محمد هاشم ثم محمد بشير ثم عبد المنعم ثم سعد ثم منذر ثم حسان ثم أيمن ثم محمد الفاتح
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
السيدة فاطمة زوجة علي بن ابي طالب
الإمام الحسين شهيد كربلاء
الإمام علي زين العابدين
الإمام محمد الباقر
الإمام جعفر الصادق
الإمام موسى الكاظم
السيد إباهيم المرتضى
السيد موسى الثاني
السيد أحمد الصالح الأكبر
السيد حسين عبد الرحمن الرضي
السيد حسن ابو موسى
السيد أبو القاسم محمد
السيد الموحدي
السيد حسن الرفاعي المكي نزيل المغرب
السيد علي أبو الفضائل الأشبيلي
السيد أحمد المرتضى
السيد حازم علي ابو الفوارس
السيد محمد عسلبة
السيد حسن
السيد سيف الدين عثمان
السيد عبد الرحيم الرفاعي الحسيني
السيد عز الدين أحمد الصياد
السيد صدر الدين علي
السيد شمس الدين احمد
السيد عبد السميع
السيد أحمد
السيد محمد
السيد عبد السميع
السيد عبد الملك
السيد عبد المنعم
السيد عبد الملك المندلاوي الكبير
السيد راجح
السيد عز الدين أبو بكر
السيد خير الدين
السيد أبو بكر
السيد محمد خيرالله صاحب العلم
السيد محمد
السيد خيرالله الثاني
الشيخ علي الصيادي الرفاعي الحسيني
الشيخ طاهر
الشيخ بشير
الشيخ طاهر
الشيخ طاهر خيرالله
محمد الفاتح
ايمن
حسان
منذر
سعد
عبد المنعم
محمد بشير
محمد هاشم
طاهر
بشير
حازم
طاهر
زاهر
أبو الهدى طاهر
محمد طاهر
هاني
عبد الله
أسامة
محمد
محمد زين
هادي همام
ابراهيم
عصام
السمت
كان رحمه الله تعالى مربوع القامة مائلا الى الطول قليلا ذو هيبة واضحة له من جده المصطفى صلى الله عليه وسلم اوفر نصيب فمن رأه بديهةً هابه ومن خالطه أحبه.
الدراسة
انتسب الشيخ رحمه الله الى دار الحفاظ وحفظ القران وأتقن التلاوة ثم تابع دراسة العلم الشرعي في الثانوية الشرعية والتي كانت تسمى في عهده الخسروية نسبة الى مؤسسها وبانيها خسرو بن سنان باشا عام 951 هجري الموافق 1547 ميلادي وبعد ان تخرج من الخسروية اكمل دراسته في الازهر الشريف وحصل على الاجازة في كلية اصول الدين وعاد الى بلده حلب لينشر ما وهبه الله عز وجل له من علم وحكمة فعين مديرا في الثانوية الشرعية ثم عمل بعد ذلك مدرسا لمادة التفسير .
والى جانب التدريس اسندة اليه الخطابة في جامع بان قوسها(بانقوسا) في منطقة باب الحديد ثم انتقل الخطابة في جامع عمر بن عبد العزيز ثم استقر في جامع الروضة إمامة وخطابة .
عمله في الجمعية الخيرية الاسلامية التي كانت تشرف على دار الايتام
كان رحمه الله شغله الشاغل تحسين أوضعهم ورفع شأنهم فهم الطبقة المكرمة الموصى بها من الرحمن وهم تبعٌ لأكرم إنسان صلى الله عليه وسلم. فألغى الشيخ كل المظاهر التي تسيء الى نفوسهم وتجعلهم كأنهم طبقة من الدرجة الدنيا في المجتمع التي تستدر عطف الاخرين بمظهرهم و أعمالهم فألغى اللباس الموحد وألغى حضورهم للمأتم أو الحفلات وإستقبالهم للحجاج وغيرهم فاندمجوا في المجتمع وأصبح المجتمع يفتش عنهم ويتوددون اليهم يستدرون رحمة الله بالقرب إليهم .
وأستحدث الشيخ رحمه الله تعالى قسم الصناعة فهيأ لهم بعض الحرف يتدربون عليها لمن لا يحالفه الحظ في استكمال تحصيله العلمي.
اختصاص الله للشيخ رحمه الله تعالى
لقد اختص الله سبحانه وتعالى الشيخ رحمه الله تعالى بموهبتان الاولى تلاوة القران مع حسن الصوت و الاداء فكان كل من يسمعه يتلو القران وكأنه يسمع القران يتنزل في حينه غضا طرياً لذلك كان السامع تعلوه الهيبة و الخشوع لكلام الله سبحانه وتعالى لا يمل من سماعه .
و الثانية الخطابة فقد كان رحمه الله حكيماً في اختيار المواضيع بدون اطالة مملة ولا قصرٍ مخل لا يخرج عن دائرة الموضوع ويستفيد من المناسبات مثل رمضان و الحج وغير ذلك من حوادث كونية او بشرية وأذكر واحدة منها أنه توفي عظيم له شأنٌ وشعبية كثيرة ولكن كان له خصوم اكثر بسبب ما كان من شأنه في تغيير أوضاع العباد ، فكان موضوع خطبة الشيخ في هذا الحدث حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُرَّ عليه بجِنَازَةٍ، فَقالَ: مُسْتَرِيحٌ ومُسْتَرَاحٌ منه قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما المُسْتَرِيحُ والمُسْتَرَاحُ منه؟ قالَ: العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ، والعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه العِبَادُ والبِلَادُ، والشَّجَرُ والدَّوَابُّ.
فخرج المصلون (من أحب ومن كره ) الكل يقول أحسن الشيخ. وما هذا الا من اختصاص الله للشيخ بالحكمة و التوفيق .
الهجرة الى المدينة المنورة
في بداية ما حيك لسوريا وتفاقم الأحداث فيها رغب الشيخ بالسفر لأداء العمرة ، وخرج على رغبةٍ منه وليس بناءً على ضغطٍ من الحكومة أو إجبارٍ كما زعمه أرباب الفتنة فالشيخ رحمه الله بعيد كل البعد عن السياسة ولم ينتمي الى أي تنظيم وخاصة التنظيمات السياسية المستترة بأسم الاسلام ، يسلك في دعوته الحكمة والموعظة الحسنة بعيداً كل البعد عن غير هذا الطريق ، وكان رحمه الله من حيث النسب و الطريقة رفاعياً وكان محباً لأهل الطريق و أخص منهم الشيخ السيد عبد الباسط أبو النصر شيخ الطريقة النقشبندية رحمه الله
إلا أن بعض التنظيمات كانت تدعي بأنها من تلاميذ الشيخ وأنها من أتباعه كذابا وبهتان وهي ليست كذلك، وأدل شيئ على ذلك مخالفتهم له في شأن الحركة في الذكر فقد كان للشيخ مجلس كل ثلاثاء يقيم فيه درس علم وتوجيه ومدحا للمصطفى صلى الله عليه وسلم وذكرا لله مع حركة معتدله ولكن هؤلاء المدعون تراهم في الذكر كأنهم خشبٌ مسندة يدل حالهم على مخالفتهم للشيخ فهم ظاهرا معه وحقيقتهم منافقون ويسعون فساداً.
الشيخ في المدينة المنورة
عمل الشيخ رحمة الله عليه مدرساً في المدينة المنورة في الجامعة الاسلامية سبع سنوات ثم أعتزل الناس بعد أن ظهر واضحا حقيقة ما يجري في سوريا وخاصة من الذين يقودون الفتنة بأسم الجهاد والإصلاح ألا أن ظهرت عوارض المرض على الشيخ و قد دخل المستشفى عدة مرات يجلس فيها وحده بدون مرافق يأنس بأوراده و قرأنه.
الشيخ في المستشفى
بتاريخ 20/12/1988 أُدخل الشيخ الى المستشفى وعند فحص الطبيب له ، طلب من الطبيب ان يطلب له مرافقا له اثناء وجوده بالمستشفى وكنت معه فنظر الي وقال هل انت على استعداد فأجبته ولي الشرف بخدمتك ،وبعد ان استقر الوالد في غرفته جاءه الدكتور عبد القادر ناشد وأجرى له فحصا على جهاز الايكو واثناء الفحص لفت نظري كثرت تقليبه للوالد اثناء الفحص وكأنه يريد التأكد من شيء ما ولما سأله الوالد هل هناك من شيء فأجابه كل شيء بخير و الحمد لله ثم عاد الوالد الى غرفته وقد انتصف النهار وأخذت الوالد سنة من النوم وكنت جالساً عنده وإذ بالدكتور عبد القادر ناشد أشار الي ولم يدخل الى الغرفة أن تعال الي فأخبرني أن وضع الوالد حرج وليس من سبيل سوى الدعاء فإن الكبد متوقف عن العمل و الاستسقاء في تزايد، وبعد يومين او ثلالث سألني الوالد : ماذا يقولون الأطباء عن مرضي؟ فقلت خيرا إن شاء الله ايام ويمتعك الله بالشفاء فقال ياولدي (لا يضحكو عليك ويخفوا عنك ، الامر انتهى و العلم عند الله ، ولكن لي طلب عندك، ان تجعلني قرب آل البيت او احد الصحابة) . فقلت الامل بالله ان يشفيك قال ياولدي ان أتكلم كلام بصير فافهم فقلت في نفسي هذا اول إشارة .
وبعد هذا جاء الدكتور فارس علوان لعيادة الشيخ بالمستشفى فقال له الشيخ يادكتور فارس أنا ذاهب وسأمر على الشيخ عبد الله أتريد ان تحملني سلام إليه (و الشيخ عبد الله متوفى منذ زمن) فقال الدكتور سيدي إن شاء الله تقوم بالسلامة
النهار الخير في الدنيا (واول ليلة في البرزخ)
في صباح يوم الخميس 5/1/1989 م طلب مني الذهاب الى دورة المياه لقضاء الحاجة فعجبت لخروجه وكأنه افرغ كل ما في بطنه ثم عدت به الى الفراش بدلت ثيابه الداخلية (القميص والسروال) ثم اردت أن البسه ثوباً فأبى فصبرت قليلا ثم قلت سيأتي الان الأطباء ليراجعو حالتك وكررت طلبي بأن ألبسه الثوب فأبى ، ثم صبرت ثم طلبت بإلحاح أن ألبسه الثوب ، فصاح بي وقال (يا ولدي هكذا أهون الا تفهم علي) فعرفت أنه قد أزف الرحيل فلم يسعني إلا قولي حسبي الله ونعم الوكيل وعمدت إلى الهاتف فقلت لأخوتي من يستطيع أن يأتي الى الزيارة الأولى والتي كانت (من الساعة 3-5 عصراً) فليأتي ولا تدعو صغيرا ولاكبيرا إلا أن يأتي وعندما جاؤوا لم يدع الشيخ صغيرا ولا كبيرا إلا صافحه ومازحه وأدخل السرور على قبله ولم يشعره بشيء مما هو مقبل عليه ، وبعد الزيارة غادر الجميع وبقيت مع الوالد
وعند أذان المغرب وكنت صائماً فأفطرت على تمراتٍ ثم قال لي صلِ وإرجع إلي مسرعا، ففعلت فلما رجعت إليه قال اجلس عند رأسي وأقرأ لي سورة يس قبل ان تتناول العشاء ففعلت فنظر إلي بفرح وسرور وقال الأن استرحت اذهب وأكمل فطورك قبل بداية الزيارة (وكانت الفترة المسائية وكانت من 7-9) وفي السابعة مساء بداء العواد يأتون من علماء ومحبين فسأل الشيخ بعضهم وقال أسمع لي هذا الحديـث: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ، وَوجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيْكَ ، وَأَلجَأْتُ ظهْري إلَيْكَ ، رَغْبةً وَرهْبَةً إلَيْكَ ، لا مَلْجأ ولا مَنْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكتَابكَ الذي أَنْزلتَ ، وَنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ ». ثم سأل عن صحة حفظه فأجابو صحيح .
وعندما أقتربت الساعة التاسعة قلت لأخوتي ساعدوني الآن لتحويل الوالد الى الجهة الثانية فهو أهون عليَّ و عليه ، ففعلنا ذلك وبهذا التحويل أصبح وجهه مقابل القبلة ثم قلت له سوف ابدل لك القميص بعد أن يذهب الضيوف فضحك وقال (ما بقى بدو) وما هي الا لحظات وقد وضعت غطاء خفيفا عليه ثم إلتفت إليه فإذا هو يقول (الله الله الله) وأسلم الأمانة إلى باريها . رحمه الله تعالى
الدفن
إلهمني الله تعالى أن أذهب إلى البقيع بعد صلاة الفجر وأختار المكان الأقرب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه حيث القبور المهيئة للدفن هناك، ثم ألهمني الله أن أقف عند باب البقيع بعد صلاة الجمعة مباشرة لأدخل البقيع قبل وصول الجنازة، فوقفت على المكان المختار وأشرت من بعيد إلى أخوتي أن تعالو إلي وتم له ما أوصى به فكان مثواه الأخير في اخر ركن على يسار الذاهب الى زيارة سيدنا عثمان رضي الله عنه، فكان بينه وبين قبر سيدنا عثمان رضي الله عنه بضعة أمتار.
وقد أخبرني الاخ الفاضل عبد الرحمن حجار أنه في يومٍ من الايام كان مع الوالد في زيارة لسيدنا عثمان رضي الله عنه ولما قفل راجعاً وقف في هذا الركن وقال اقرؤوا الفاتحة بنية أن يجعل الله مثوانا في البقيع ، فدفن الشيخ رحمة الله عليه في نفس المكان الذي قرأ فيه الفاتحة.
المراثي
بلغني قصيدتين رثاء للشيخ من نظم الاستاذ محمود الفحام
كتب هذا أبو الهدى طاهر بن عبد المنعم طاهر خيرالله