محمد بن أحمد بن محمد بن قَادِم بن زَيْد: من أهْلِ قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا عبد الله.
سَمِعَ بقُرْطُبَة: من قاسم بن أصبغ ومن غير واحد. ورحل إلى المْشرِق فسمع ببَغْذاذ: من أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي، وابن حمدان، وأبي عليّ الصّواف، وأبي سعيد السِّيرافي، وسمع بالبَصْرة: من غير واحد، وسَمِع بمصر: من حمزة بن محمد بن علي الكناني، وابن أبي التمام، وابن الوَرْد ونظرائهم من المصرييّن، وجلس إلى محمد بن القَاسم بن شعبان القُرْطُبيّ على معنى التّفَقه. وكان: ينتحل مذهب مَالك رحمه الله، وكان العلم الذي ينسب إلَيْه علم الشّعر والأدب، وكان شَاعِراً مُحْسناً، وحَافِظاً للأَخبار، وكان غير ضابط لنفسه، ولا مالك لِلسانه. سمعه غير واحد ينال من عَليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنَا سمعته يَنَال من الحسن بن عليّ بن أبي طالب رحمه الله.
وكان: مضعوفاً. كتَبَ عنْهُ غير واحد. وكان لِذَلك أهلاً. وتُوفِّيَ: يوم الجمعة لخمس خلون من شوَّال سنة ثمانين وثلاث مائة. ودُفِن يوم السبت بعد صَلاَة العصر في مَقْبَرة الرَّبَض.
-تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي-