أبي عبد الله كرز بن وبرة الحارثي

تاريخ الوفاة110 هـ
مكان الوفاةجرجان - إيران
أماكن الإقامة
  • جرجان - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • الكوفة - العراق

نبذة

كرز: الزَّاهِدُ, القُدْوَةُ, أبي عَبْدِ اللهِ كُرْزُ بنُ وَبَرَةَ الحَارِثِيُّ, الكُوْفِيُّ, نَزِيْلُ جُرْجَانَ, وَكَبِيْرُهَا, فَإِنَّهُ دَخَلَهَا غَازِياً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ, مَعَ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ, فَاتَّخَذَ كُرْزٌ بِهَا مَسْجِداً بِقُربِ قَبْرِهِ.

الترجمة

كرز: الزَّاهِدُ, القُدْوَةُ, أبي عَبْدِ اللهِ كُرْزُ بنُ وَبَرَةَ الحَارِثِيُّ, الكُوْفِيُّ, نَزِيْلُ جُرْجَانَ, وَكَبِيْرُهَا, فَإِنَّهُ دَخَلَهَا غَازِياً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ, مَعَ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّبِ, فَاتَّخَذَ كُرْزٌ بِهَا مَسْجِداً بِقُربِ قَبْرِهِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَالرَّبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ, وَنُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ, وَطَاوُوْسٍ, وَطَارِقِ بنِ شِهَابٍ, وَمُجَاهِدٍ, وَعَطَاءٍ, وَغَيْرِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أبي طَيْبَةَ عِيْسَى بنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ, وَعُبَيْدُ اللهِ الوَصَّافِيُّ, وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ, وَمُخْتَارٌ التَّمِيْمِيُّ, وَابْنُ شُبْرُمَةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ الحَارِثِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ: كَانَ يَسْكُنُ جُرْجَانَ, لَهُ الصِّيْتُ البَلِيْغُ فِي النُّسُكِ وَالتَّعَبُّدِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أبي المَكَارِمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أبي عَلِيٍّ المُقْرِي، أَنْبَأَنَا أبي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ, حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بنُ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُرْزٍ بَيْتَهُ, فَإِذَا عِنْدَ مُصَلاَّهُ حُفَيرَةٌ قَدْ مَلأَهَا تِبناً وَبَسطَ عَلَيْهَا كِسَاءً مِنْ طُوْلِ القِيَامِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ القُرْآنَ ثَلاَثَ مرات.
وَبِهِ قَالَ أبي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ, حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ أبي عُثْمَانَ, سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزٌ رَبَّهُ أن يعطيه الاسم الأعظم على إلَّا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَ فَسَأَلَ أَنْ يُقَوَّى حَتَّى يَخْتِمَ القُرْآنَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ, حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ, حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ -أَوْ عَنْ نَفْسِهِ- قَالَ كَانَ كُرْزٌ إِذَا خَرَجَ, أَمرَ بِالمَعْرُوْفِ فَيَضرِبُوْنَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: لَمْ يَرْفَعْ كُرْزٌ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَكَانَ لَهُ عُوْدٌ عِنْدَ المِحْرَابِ, يَعتمدُ عَلَيْهِ إِذَا نَعِسَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي جَرِيْرُ بنُ زِيَادِ بنِ كُرْزٍ الحَارِثِيُّ، عَنْ شُجَاعِ بنِ صَبِيْحٍ مَوْلَى كُرْزِ بنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي سُلَيْمَانَ المُكْتِبُ, قَالَ: صَحِبتُ كُرْزاً إِلَى مَكَّةَ, فَاحْتبسَ يَوْماً وَقْتَ الرَّحِيْلِ, فَانبثُّوا فِي طَلبِهِ, فَأَصبتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ, وَإِذَا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ, فَقَالَ لِي: اكْتُم هَذَا وَاسْتَحْلَفَنِي.
قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنِي جَرِيْرٌ، عَنِ النَّضْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ, حَدَّثَتْنِي رَوْضَةُ مَوْلاَةُ كُرْزٍ: قُلْتُ: مَنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٌ? قَالَتْ: كَانَ يَقُوْلُ لِي: يَا رَوْضَةُ! إِذَا أَرَدْتِ شَيْئاً فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الكُوَةِ. فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أردت.
وأنشد ابن شبرمة:
لو شئت كنت كرز فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ البَيْتِ فِي الحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُوْنَ لَذِيْذِ العَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلاَبِ الفَوْزِ وَالكَرَمِ
عَنْ فُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ: كَانَ كُرْزٌ يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ, فَيَحفِرُ الحُفَيرَةَ- يَعْنِي: تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وَقِيْلَ: كَانَ كُرْزٌ لاَ يَنْزِلُ مَنْزِلاً إلَّا ابْتنَى فِيْهِ مَسْجِداً, فَيُصَلِّي فِيْهِ.
وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ السَّائِحِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ, قَالَ: كَانَ كُرْزُ بنُ وَبَرَةَ مِنْ أَعَبْدِ النَّاسِ, وَكَانَ قَدِ امْتنعَ مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى لَمْ يُوْجَدْ عليه من اللحم إلَّا بِقَدرِ مَا يُوْجَدُ عَلَى العُصْفُوْرِ, وَكَانَ يَطْوِي أَيَّاماً كَثِيْرَةً, وَكَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ لاَ يَرْفَعُ طَرْفَهُ يَمِيْناً وَلاَ شِمَالاً, وَكَانَ مِنَ المُحِبِّيْنَ المُخْبِتِيْنَ للهِ قَدْ وَلِهِ مِنْ ذَلِكَ, فَرُبَّمَا كُلِّمَ فَيُجِيْبُ بَعْد مُدَّةٍ مِنْ شِدَّةِ تَعلُّقِ قَلْبِهِ بِاللهِ وَاشْتِيَاقِهِ إِلَيْهِ.
ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ كُرْزٍ قَالَ: لاَ يَكُوْنَ العَبْدُ قَارِئاً, حَتَّى يَزْهَدَ فِي الدِّرْهَمِ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ حُمَيْدٍ الدِّيْنَوَرِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ جُرْجَانَ، عَنْ أَبِيْهِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي أَتَيْتُ عَلَى قُبُوْرِ أَهْلِ جُرْجَانَ, فَإِذَا هُمْ جُلُوْسٌ عَلَى قُبُوْرِهم عَلَيْهِم ثِيَابٌ بِيْضٌ فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ القُبُوْرِ مَا لَكُم قَالُوا: إِنَّا كُسِينَا ثِيَاباً جُدداً لِقُدُوْمِ كُرْزِ بنِ وَبَرَةَ عَلَيْنَا.
قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ زُهَّادُ السَّلَفِ وَعُبَّادُهُم, أَصْحَابَ خَوْفٍ, وَخُشُوْعٍ, وَتعَبُّدٍ وَقُنوعٍ, وَلاَ يَدْخُلُوْنَ فِي الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا, وَلاَ فِي عِبَارَاتٍ أَحْدَثهَا المُتَأَخِّرُوْنَ مِنَ الفَنَاءِ, وَالمَحْوِ, وَالاَصْطِلاَمِ, وَالاَتِّحَادِ, وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يُسَوِّغُهُ كِبَارُ العُلَمَاءِ.
فَنسَألُ اللهَ التَّوفِيْقَ, وَالإِخْلاَصَ, وَلُزومَ الاَتِّبَاعِ.

سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

كرز بن وبرة: الحارثي العابد.
من أتباع التابعين، أرسل شيئا، فذكره عبدان المروزي في الصحابة، واعترف بأن لا صحبة له. حكاه أبو موسى في الذيل.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن نعيم بن أبي هند. روى عنه الثوري وغيره، وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: كان من العباد، قدم مكة فأتعب من بها من العابدين، وكان إذا دعا أجيب، وكانت السحاب تظلّه. وكان ابن شبرمة كثير المدح له.
قلت: وله أخبار في ذلك عند أبي نعيم في الحلية، وهو المراد بقول الشاعر:
لو شئت كنت ككرز في تعبّده ... أو كابن طارق حول البيت والحرم
قد حال دون لذيذ العيش حالهما ... وبالغا في طلاب الفوز والكرم
[البسيط] وذكر القطب اليوسفي في «ذيل المرآة» أنّ كرزا سأل اللَّه تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم على أن يسأل به شيئا من الدنيا فأعطاه، فسأل اللَّه أن يقوّيه على تلاوة القرآن، فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.

 

 

كرز بن وبرة
كرز بْن وبرة الحارثي أورده عبدان، وقَالَ: ليست لَهُ صحبة، وأورده لَهُ حديثًا أرسله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مُوسَى مختصرًا.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

كرز بن وبرة الحارثي، أبو عبد الله:
تابعي، من أهل الكوفة، يضرب به المثل في التعبّد. دخل جرجان غازيا مع يزيد بن المهلب سنة 98 هـ ثم سكنها وتوفي بها .

-الاعلام للزركلي-