حبيب بن عيسى بن محمد العجمي

حبيب العجمي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة119 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةالبصرة - العراق
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق

نبذة

حبيب العجمي - 119 للهجرة حبيبُ بن عيسى بن محمد العجميُ، أبي محمد - وقيل - أبي مسلم الفارسي أصلاً، ثم البصري سكناً. كان عابداً زاهداً مجاب الدعوة. لقى الحسن وابن سيرين، وروى عنهما. مات سنة تسع عشرة ومائة، كما أفاده ابن الجوزي في " المنتظم ".

الترجمة

حبيب العجمي - 119 للهجرة
حبيبُ بن عيسى بن محمد العجميُ، أبي محمد - وقيل - أبي مسلم الفارسي أصلاً، ثم البصري سكناً. كان عابداً زاهداً مجاب الدعوة.
لقى الحسن وابن سيرين، وروى عنهما.
مات سنة تسع عشرة ومائة، كما أفاده ابن الجوزي في " المنتظم ".
من كلامه: أن الشيطان ليلعب بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز. ولو أن الله تعإلى دعاني - يوم القيامة - فقال: " ياحبيب! " فقلت: " لبيك! " فقال: " جئني بصلاة يوم، أوركعة، أو سجدة، أو نسبيحة، أبقيت عليها من أبليس، ألا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها. ما أستطعت أن أقول: نعم! أي وربي! ".
وكان يخلو في البيت، فيقول: " من لم تقر عينه بك فلا قرت!. ومن لم يأنس بك فلا أَنِس! ".
وكان - أولا - تاجراً، فمر بصبيان، فقالوا: قد جاء آكل الربا! فنكس رأسه وقال: يا رب، أفشيت سري للصبيان!، فرجع فلبس مدرعة من شعر، وغلَ يده، ووضع ماله بين يديه، وجعل يقول: يا رب! أني أشتري نفسي منك بهذا المال، فأعتقني!. فلما اصبح تصدق به، وأخذ في العبادة، فلم ير ألا صائماً، أو قائماً، أو ذاكراً. فمر ذات يوم بأولئك الصبيان، فقالوا: اسكتوا! قد جاء حبيب العابد! فبكى وقال: يا رب! أنت تذم مرة، وتحمد مرة، فكل من عندك!.
وقال عبد الواحد بن زيد: " كنا عند مالك أبن دينار، ومعنا محمد بن واسع وحبيب. فجاء رجل فكلم مالكا فأغلظ عليه قسمة قسمها، وقال: " وضعتها في غير حقها! وتتبعت بها أهل مجلسك، ومن يغشاك، لتكبر غاشيتك، وتصرف وجوه الناس إليك ".
فبكى مالك، وقال: " والله ما أردت هذا! " قال: " بلى! والله لقد أردته! ". فجعل مالك يبكي، والرجل يغلظ عليه، فلما كبر ذلك عليهم، رفع حبيب يده إلى السماء ثم قال: " اللهم أن هذا قد شغلنا عن ذكرك، فأرحنا منه كيف شئت! ". قال: فسقط - والله - الرجل على وجهه ميتاً، فحمل إلى أهله على السرير ".
وعن أبي إسحاق، قال: سمعت مسلماً يقول: " أتي رجل حبيبا، فقال: أن لي عليك ثلثمائة درهم "، قال حبيب: " أذهب إلى غد " فلما كان من الليل توضأ وصلى وقال: " اللهم! أن كان صادقاً فأد أليه، وأن كان كاذباً فأبتلهِ في بدنه! " قال: فجيء بالرجل من غد، قد حُمِل وضرب شقة الفالج، فقال: مالك؟!. قال: أنا الذي جئتك بالأمس، لم يكن لي عليك شئ، وإنما قلت: تستحي من الناس فتعطيني!. فقال له: تعود؟!. قال: لا! قال: الهم! أن كان صادقاً، فألبسه العافية! فقام الرجل على الأرض كأن لم يكن به شئ.
وقيل لحبيب: " ما بالك لا تضحك، وتجالس الناس، ولا نراك أبداً ألا محزوناً؟! "، فقال: " أحزنني شيئان: وقت أوضع في لحدي وينصرف الناس عني، فأبقى تحت الثرى، مرتهناً بعملي؛ ويوم القيامة، إذا أنصرف الناس عن حوضه، عليه السلام، فأنه بلغني أنه يلقى الرجلُ الرجلَ، في عرضة القيامة، فيقول له: أشربتَ من الحوض؟ فيقول: لا!، فيقول: واحسرتاه!. فأي حسرة أشد من هذا؟!.
وقيل له في مرض الموت: " ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك؟! " فقال: " سفري بعيد بلا زاد!. وينزل بي في حفرة من الارض موحشة بلا مؤنس!. وأُقدم على ملك جبار، قد قدَّم إلى العذر ".
ويروى أنه جزع جزعاً شديداً عند الموت، فجعل يقول: " أريد سفراً ما سافرته قط!. أريد أن أسلك طريقاً مت سلكته قط! أريد أن أزور سيداً ومولى ما رأيته قط!. أريد أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها

قط!. أريد أن أدخل تحت التراب، وأبقى تحتها إلى يوم القيامة، ثم أقف بين يدي الله تعالى، وأخاف أن يقول لي: يا حبيب، هات تسبيحة واحدة، سبحتي في ستين سنة، لم يظفر الشيطان منها بشيء؟ فماذا أقول؟!. وليس لي حيلة؟!. أقول: يا رب!. هو ذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي! ". فهذا رجل عبد الله ستين سنة، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط. فكيف حالنا؟!

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

حبيب العجمي
زَاهِدُ أَهْلِ البَصْرَةِ, وَعَابِدُهُم, أبي مُحَمَّدٍ.
رَوَى عَنْ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ, والفرزدق شيئًا يسيرًا.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ, وَأبي عَوَانَةَ, وَجَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ, وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ, وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ تُؤثَرُ عَنْهُ كَرَامَاتٌ وَأَحوَالٌ, وَكَانَ لَهُ دُنْيَا, فَوَقَعَتْ مَوْعِظَةُ الحَسَنِ فِي قَلْبِهِ, فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِيْنَ أَلفاً, وَقَنِعَ بِاليَسِيْرِ, وَعَبَدَ اللهَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِيْنُ.
قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيْبٌ يُرَى بِالبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ, وَيُرَى بِعَرَفَةَ مِنَ الغَدِ قُلْتُ: سُقتُ مِنْ أَخْبَارِه فِي "تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ" وَذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تاريخه".

سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

أبو محمد حبيب بن عيسى بن محمد العجمي، المتوفى بالبصرة سنة تسع عشرة ومائة.
سكن البصرة وكان مجاب الدعوة، صحب الحسن ومحمد بن سيرين.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.