أبي القاسم النصراباذي إبراهيم بن محمد بن محمويه
تاريخ الوفاة | 367 هـ |
مكان الولادة | نيسابور - إيران |
مكان الوفاة | مكة المكرمة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي الْقَاسِم النصراباذي واسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن محمويه شيخ خُرَاسَان فِي وقته نيسأبيري الأَصْل والمنشأ والمولد
يرجع إِلَى أَنْوَاع من الْعُلُوم من حفظ السّير وَجَمعهَا وعلوم التواريخ وَمَا كَانَ مُخْتَصًّا بِهِ من علم الْحَقَائِق وَكَانَ أوحد الْمَشَايِخ فِي وقته علما وَحَالا.
وَصَحب أَبَا بكر الشبلي وَأَبا عَليّ الرُّوذَبَارِي وَأَبا مُحَمَّد المرتعش وَغَيرهم من الْمَشَايِخ
أَقَامَ بنيسأبير ثمَّ خرج فِي آخر عمره إِلَى مَكَّة وَحج سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَأقَام بِالْحرم مجاورا وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة كتب الحَدِيث الْكثير وَرَوَاهُ وَكَانَ ثِقَة
حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن محمويه النصراباذي الصُّوفِي قَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن فضَالة الطوسي قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن ثَقِيف قَالَ حَدثنَا حَفْص بن يحيى عَن خَارِجَة بن مُصعب عَن أَيُّوب عَن يحيى بن أبي كثير عَن فَاطِمَة بنت قيس عَن النَّبِي ﷺ (حَدِيث السُّكْنَى وَالنَّفقَة)
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول إِذا بدا لَك شَيْء من بوادي الْحق فَلَا تلْتَفت مَعَه إِلَى جنَّة وَلَا إِلَى نَار وَلَا تخطرهما ببالك وَإِذا رجعت عَن ذَلِك الْحَال فَعظم مَا عظمه الله تَعَالَى
وَسمعت النصراباذي يَقُول إِذا أخبر عَن آدم بِصفة آدم قَالَ {وَعصى آدم ربه فغوى} (طه 121) وَإِذا أخبر عَنهُ بفضله عَلَيْهِ قَالَ {إِن الله اصْطفى آدم} (آل عمرَان 33)
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول مُوَافقَة الْأَثر حسن وموافقة الْأَمر أحسن وَمن وَافق الْحق فِي لَحْظَة أَو خطرة فَإِنَّهُ لَا تجْرِي عَلَيْهِ بعد ذَلِك مُخَالفَة بِحَال.
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول من عمل على رُؤْيَة الْجَزَاء كَانَت أَعماله بِالْعدَدِ والإحصاء وَمن عمل على الْمُشَاهدَة أذهلته الْمُشَاهدَة عَن التعداد وَالْعدَد وَمن عمل بِالْعدَدِ كَانَ ثَوَابه بِالْعدَدِ قَالَ الله تَعَالَى {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا} (الْأَنْعَام 16) من عمل على الْمُشَاهدَة كَانَ أجره بِلَا عدد قَالَ الله عز وَجل {إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب} (الزمر 10)
وَسمعت النصراباذي يَقُول الرَّاحَة ظرف مَمْلُوء من العتاب
وَسمعت النصراباذي يَقُول الرَّاغِب فِي الْعَطاء لَا مِقْدَار لَهُ والراغب فِي الْمُعْطِي عَزِيز
وَسمعت النصراباذي يَقُول أَنْت بَين نسبتين نِسْبَة إِلَى الْحق وَنسبَة إِلَى آدم فَإِذا انتسبت إِلَى الْحق دخلت فِي مقامات الْكَشْف والبراهين وَالْعَظَمَة وَهِي نِسْبَة تحقق الْعُبُودِيَّة قَالَ الله تَعَالَى {وَعباد الرَّحْمَن الَّذين يَمْشُونَ على الأَرْض هونا} الْفرْقَان 36 وَقَالَ {إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان} الْحجر 42 وَقَالَ {فوجدا عبدا من عبادنَا آتيناه رَحْمَة من عندنَا وعلمناه من لدنا علما} الْكَهْف 65 وَإِذا انتسبت إِلَى آدم وَدخلت فِي مقامات الظُّلم وَالْجهل قَالَ الله تَعَالَى {وَحملهَا الْإِنْسَان إِنَّه كَانَ ظلوما جهولا} الْأَحْزَاب 72
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم وَسُئِلَ أليست الْأَنْفس وَالْأَمْوَال لله عز وَجل فَكيف يَشْتَرِي مَا هُوَ لَهُ فَقَالَ إِنَّه عز اسْمه اشْترى مِنْهُم مَا هُوَ لَهُ نظرا لَهُم كَشِرَاء الْأَب للطفل نظرا لَهُ ملكت نَفسك ثمَّ أسقط عَنْهَا ملكك لِئَلَّا يَقع لَك بتمليكه إياك غبن بِأَن تشتري بِهِ مَا لَا يُعَارضهُ أَو تبيعه بِمَا لَا يوازنه
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم وَقيل لَهُ إِن بعض النَّاس يُجَالس النسوان وَيَقُول أَنا مَعْصُوم فِي رؤيتهن فَقَالَ مَا دَامَت الأشباح بَاقِيَة فَإِن الْأَمر وَالنَّهْي بَاقٍ والتحليل وَالتَّحْرِيم مُخَاطب بهما وَلنْ يجترئ على الشُّبُهَات إِلَّا من يتَعَرَّض للمحرمات
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول الاشياء أَدِلَّة مِنْهُ وَلَا دَلِيل عَلَيْهِ سواهُ
وسمعته يَقُول سر يسلم من رعونة البشرية سر رباني
وسمعته يَقُول الْعِبَادَات إِلَى طلب الصفح وَالْعَفو عَن تَقْصِيرهَا أقرب مِنْهَا إِلَى طلب الأعواض وَالْجَزَاء بهَا
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول دِمَاء الأقرباء تتحرك عِنْد الالتقاء وَدِمَاء المحبين تجيش وتغلي
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم يَقُول أهل الْمحبَّة واقفون مَعَ الْحق على مقَام إِن تقدمُوا غرقوا وَإِن تَأَخَّرُوا احجبوا
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم يَقُول أثقال الْحق لَا يحملهَا إِلَّا مطايا الْحق
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم يَقُول جذبة من جذبات الْحق تربي على أَعمال الثقلَيْن
وَسمعت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي يَقُول أصل التصوف مُلَازمَة الْكتاب وَالسّنة وَترك الْأَهْوَاء والبدع وتعظيم حرمات الْمَشَايِخ ورؤية أعذار الْخلق وَحسن صُحْبَة الرفقاء وَالْقِيَام بخدمتهم وَاسْتِعْمَال الْأَخْلَاق الجميلة والمداومة على الأوراد وَترك ارْتِكَاب الرُّخص والتأويلات وَمَا ضل أحد فِي هَذَا الطَّرِيق إِلَّا بِفساد الِابْتِدَاء فَإِن فَسَاد الِابْتِدَاء يُؤثر فِي الِانْتِهَاء.
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
أبو القاسم النصر اباذى- 367 للهجرة
ابرهيم بن محمد النصر اباذى نسبة إلى نصر اباذ محلة من محال نيسابور أبو القاسم. شيخ نيسابور، والمحدث المؤرخ.
صحب الشبلى، وأبا على الروذبارى، والمرتعش، وغيرهم. وهو استاذ أبى عبد الرحمن السلمى.
مات بمكة - ودفن بقرب الفضيل - سنة سبع وستين وثلثمائة.
من كلامه: " مراعاة الأوقات من علامات التيقظ ".
وقال: " التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ، والملازمة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات ".
وقال: " المحبة مجانبة السلو على كل حال ". ثم أنشد:
ومن كان طول الهوى ذاق سلوة ... فانى من ليلى لها غير ذائق
وأكثر شىء نلته من وصالها ... أمانى لم تصدق كلمحة بارق
قال أبو عبد الرحمن السلمي: " وقع قحط، فخرج الناس للاستسقاء؛ فلما ارتفع النهار جاء غبار وريح وظلمة، لا يستطيع أن يرى أحد أحداً، من شدة الغبار ونحن مع الأستاذ أبى القاسم، فقال: " جئنا بأبدان مظلمة، وقلوب غافلة، ودعونا بلسان مثل الريح، فنحن نكيل ريحاً، ويكتال علينا ريح ".
فلما كان الغد خرج - وكان فقيراً، لكن له وجاهة عند الناس - فطلب من أغنيائهم، فاشترى بقرة، وكثيراً من لحم الغنم، وأرزاً، وآلات حلوى، ونادى: " من أراد من ذلك فليحضر عند المصلى! " فحضروا وأكلوا وحملوا، فمطروا بعد العصر مطراً كثيراً؛ وركنا إلى مسجد حتى الصباح وكان يترنم:
خرجوا للاستسقا، فقلت لهم: ... دمعى ينوب لكم عن الأنواء!
قالوا: صدقت! ففى دموعك مقنع ... لو لم تكن ممزوجة بدماء!
وقال: " لما هم بالحج - سنة ست وستين وثلثمائة - صحبته. فكان كل منزلة يقصد سماع الحديث، فلما دخل بغداد جاء إلى القطيعى، فرد على قارئه مرة ثم أخرى. فقال له: " إن كنت تحسن القراءة فقم فاقرأ! "، فأخذ الجزء منه، وقرأ قراءة تحير منها القوم، قرأوا في مجلس واحد قدر قراءة خمسة أيام ".
وكان لا يفارقه المحبرة والمقلمة والبياض فقيل له في ذلك فقال: " ربما سمعت شيئاً - من حمال أو غيره - حكمة، فأثبته ".
ولما دخل إلى مكة نظر إلى المقبرة، فقال: " طوبى لمن كان قبره بها " وأمرني بالرجوع لوالدي فمرض، واشتهى التمر فطلب تمراً، وجيء به اليه، فلم يتناوله.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
أبي القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد النصرأباذي شيخ خراسان فِي وقته صحب الشبلي وأبا عَلِي الروذباري والمرتعش، جاور بمكة حرسها اللَّه تَعَالَى سنة ست وستين وثلاث مائة وَمَاتَ بِهَا سنة تسع وستين وثلاث مائة وَكَانَ عالما بالحَدِيث كثيرا الرواية.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت النصرأباذي يَقُول: إِذَا بدا لَك شَيْء من بوادي الحق فلا تلتفت معها إِلَى جنة ولا إِلَى نار فَإِذَا رجعت عَن تلك الحال فعظم مَا عظمه اللَّه.
وسمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: قبل للنصر أباذي: إِن بَعْض النَّاس يجالس النسوان يَقُول: أنا معصوم فِي رؤيتهن فَقَالَ: ما دامت الأشباح باقية فان الأمر والنهي باق والتحليل والتحريم مخاطب بِهِ ولن يجترئ عَلَى الشبهات إلا من تعرض للمحرمات.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: قَالَ النصراباذي: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ ورؤية أعذار الخلق والمداومة عَلَى الأوراد وترك ارتكاب الرخص والتأويلات.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.