أحمد بن سعدان أبي بكر بن أبي سعدان
أحمد بن سعدان
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي بكر بن أبي سَعْدَان وَهُوَ أَحْمد بن سَعْدَان
بغدادي من أَصْحَاب الْجُنَيْد والنوري وَهُوَ أعلم مَشَايِخ الْوَقْت بعلوم هَذِه الطَّائِفَة وَكَانَ عَالما بعلوم الشَّرْع مقدما فِيهِ ينتحل مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ أحد أستاذي الشَّيْخ أبي الْقَاسِم المغربي وَيعرف من عُلُوم الصَّنْعَة وَغير ذَلِك وَكَانَ ذَا لِسَان وَبَيَان وَبَلغنِي أَنه كَانَ بطرسوس فَطلب من يُرْسل إِلَى الرّوم فَلم يَجدوا مثله فِي فَضله وَعلمه وفصاحته وَبَيَانه وَلسَانه
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم جَعْفَر بن أَحْمد الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن حديق وَأَبا الْعَبَّاس الفرغاني يَقُولَانِ لم يبْق فِي هَذَا الزَّمَان لهَذِهِ الطَّائِفَة إِلَّا رجلَانِ أبي عَليّ الرُّوذَبَارِي بِمصْر وَأبي بكر بن أبي سَعْدَان بالعراق وَأبي بكر أفهمهما
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من صحب الصُّوفِيَّة فليصحبهم بِلَا نفس وَلَا قلب وَلَا ملك فَمَتَى نظر إِلَى شَيْء من اسبابه قطعه ذَلِك عَن بُلُوغ مقْصده
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من علم بِعلم الرِّوَايَة ورث علم الدِّرَايَة وَمن عمل بِعلم الدِّرَايَة ورث علم الرِّعَايَة وَمن عمل بِعلم الرِّعَايَة هدي إِلَى سَبِيل الْحق
قَالَ وَسمعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول الشُّكْر أَن يشْكر على الْبلَاء شكره على النعماء
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من سمع بأذنه حكى وَمن سمع بِقَلْبِه وعى وَمن عمل بِمَا يسمع هدى واهتدى
سَمِعت ابا بكر الرَّازِيّ يَقُول قَالَ ابْن أبي سَعْدَان الِانْقِطَاع عَن الْأَحْوَال سَبَب الْوُصُول إِلَى الله تَعَالَى
قَالَ لَو سَمِعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول من قابله بأفعاله قابله بعدله وَمن قابله بإفلاسه قابله بفضله وَلَا عمل أتم من الصدْق وَلَا أنور وَلَا أبلغ مِنْهُ وَقد قَالَ الله عز وَجل {ليسأل الصَّادِقين عَن صدقهم} الْأَحْزَاب: 8
ترَاهُ يقوم بِحَقِيقَة صدقه أَو بِالْجَوَابِ عَن سُؤَاله والأنبياء عجزوا حَيْثُ سَأَلُوا {مَاذَا أجبتم قَالُوا لَا علم لنا} الْمَائِدَة 109
قَالَ وسمعته يَقُول الصابر على رجائه لَا يقنط من فَضله
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول الِاعْتِصَام بِاللَّه هُوَ الِامْتِنَاع بِهِ من الْغَفْلَة والمعاصي والبدع والضلالات
قَالَ وسمعته يَقُول من جلس للمناظرة على الْغَفْلَة لَزِمته ثَلَاثَة عُيُوب
أَولهَا جِدَال وصياح وَهُوَ الْمنْهِي عَنهُ وأوسطها حب الْعُلُوّ على الْخلق وَهُوَ الْمنْهِي عَنهُ وَآخِرهَا الحقد وَالْغَضَب وَهُوَ الْمنْهِي عَنهُ وَمن جلس للمناصحة فَإِن أول كَلَامه موعظة وأوسطه دلَالَة وَآخره بركَة
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من لم ينظر فِي التصوف فَهُوَ غبي
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول إِذا بَدَت الْحَقَائِق سَقَطت آثَار الفهوم والعلوم وَبَقِي لَهَا الرَّسْم الْجَارِي لمحل الْأَمر وَسقط مِنْهُ حقائقها
قَالَ وَسمعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول خلقت الْأَرْوَاح من النُّور وأسكنت ظلم الهياكل فَإِذا قوى الرّوح جانس الْعقل وتواترت الْأَنْوَار وأزالت عَن الهياكل ظلمتها فَصَارَت الهياكل روحانية بأنوار الرّوح وَالْعقل فانقادت وَلزِمَ طريقتها وَرجعت الْأَرْوَاح إِلَى مَعْدِنهَا من الْغَيْب تطالع مجاري الأقدار فَهَذِهِ تطالع الْجَارِي من الأقدار وَهَذِه ترضي بموارد الْقَضَاء وَالْقدر وَهَذَا من لطائف الْأَحْوَال
قَالَ وَسمعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول الصُّوفِي هُوَ الْخَارِج عَن النعوت والرسوم وَالْفَقِير هُوَ الفاقد للأسباب ففقد السَّبَب أوجب لَهُ اسْم الْفقر وَسَهل لَهُ الطَّرِيق إِلَى الْمُسَبّب وصفاء الصُّوفِي عَن النعوت والرسوم ألزمهُ اسْم التصوف فصفى عَن ممازجة الأكوان كلهَا بمصافاة من صافاه فِي الْأَزَل بالأنوار والمبار
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول أول قسْمَة قسمت للنَّفس من الْخيرَات الرّوح ليتروح بِهِ من مساكنة الأغيار ثمَّ الْعلم ليدله على رشده ثمَّ الْعقل ليَكُون مُشِيرا للْعلم إِلَى دَرَجَات المعارف ومشيرا للنَّفس إِلَى إِلَى قبُول الْعلم وصاحبا للروح فِي الجولان فِي الملكوت
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.