أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري أبي عبد الله
تاريخ الوفاة | 369 هـ |
مكان الوفاة | صور - لبنان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن عَطَاء الروذباري ابْن أخت الشيخ أَبِي عَلِي الروذباري شيخ الشام فِي وقته مَات بصور سنة تسع وستين وثلاث مائة.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَلِي بْن سَعِيد المصيصي يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَطَاء الروذباري: يَقُول كنت راكبا جملا فغاصت رجلا الجمل فِي الرمل فَقُلْتُ: جل اللَّه فَقَالَ الجمل: جل اللَّه، وكأن أبي عَبْد اللَّهِ الروذباري إِذَا دعا أَصْحَابه مَعَهُ إِلَى دعوة فِي دور السوقة ومن لَيْسَ من أهل التصوف لا يخبر الفقراء بِذَلِكَ، وَكَانَ يطمعهم شَيْئًا فاذا فرغوا أخبرهم ومضى بِهِمْ، فكانوا قَدْ أكلوا فِي الوقت فلا يمكنهم أَن يمدوا أيديهم إِلَى طَعَام الدعوة إلا بالتعزز، وإنما كَانَ يفعل ذَلِكَ لئلا تسوء ظنون النَّاس بهده الطائفة، فيأثموا بسببهم، وقيل: كَانَ أبي عَبْد اللَّهِ الروذباري يمشي عَلَى أثر الفقراء يوما، وكذا كانت عادته أَن يمشي عَلَى أثرهم وكانوا يمضون إِلَى دعوة، فَقَالَ إِنْسَان: يقال هَؤُلاءِ المستحلون وبسط لسانه فيهم وَقَالَ فِي أثناء كلامه: إِن واحدا مِنْهُم قَد استقرض مني مائة درهم وَلَمْ يردها، ولست أدري أين أطلبه، فلما دخلوا دار الدعوة قَالَ أبي عَبْد اللَّهِ الروذباري لصاحب الدار وَكَانَ من محبي هذه الطائفة: ائتني بمائة درهم إِن أردت سكون قلبي فأتاه بِهَا فِي الوقت فَقَالَ لبعض أَصْحَابه: احمل هذه المائة إِلَى البقال الفلاني وقل لَهُ: هذه المائة الَّتِي استقرضها منك بَعْض أَصْحَابنا وَقَدْ وقع لَهُ فِي التأخير بِهَا عذر وَقَدْ بعثها الآن فاقبل عذره، فمضى الرجل وفعل، فلما رجعوا من الدعوة اجتازوا بحانوت البقال فأخذ البقال فِي مدحهم يَقُول: هَؤُلاءِ هُم الثقاة الأمناء الصلحاء وَمَا أشبه ذَلِكَ، وَقَالَ أبي عَبْد اللَّهِ الروذباري: أقبح من كُل قبيح صوفي شحيح.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
أبي عبد الله الرُّوذَبَارِي واسْمه أَحْمد بن عَطاء بن أَحْمد الرُّوذَبَارِي
ابْن أُخْت أبي عَليّ الرُّوذَبَارِي شيخ الشَّام فِي وقته يرجع إِلَى أَحْوَال يخْتَص بهَا وأنواع من الْعُلُوم من علم الْقرَاءَات فِي الْقُرْآن وَعلم الشَّرِيعَة وَعلم الْحَقِيقَة وأخلاق وشمائل يخْتَص بهَا وتعظيم للفقر وصيانة لَهُ وملازمة لآدابه ومحبة للْفُقَرَاء وميل إِلَيْهِم ورفق بهم
مَاتَ بصور فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَأسْندَ الحَدِيث
أَخْبرنِي أَحْمد بن عَطاء الرُّوذَبَارِي إجَازَة قَالَ حَدثنَا عَليّ بن عبد الله العباسي قَالَ حَدثنَا الْحسن بن سعد قَالَ قَالَ مُحَمَّد بن أبي عُمَيْر قَالَ هِشَام بن سَالم قَالَ أبي عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ (اللَّحْم بِالْبرِّ مرقة الْأَنْبِيَاء) كَذَلِك حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي ﷺ أَنه كَانَ يذكر ذَلِك
أخبرنَا أبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد قَالَ سَمِعت أَحْمد بن عَطاء الرُّوذَبَارِي يَقُول الذَّوْق أول المواجيد فَأهل الْغَيْبَة إِذا شربوا طاشوا وَأهل الْحُضُور إِذا شربوا عاشوا، قَالَ وسمعته يَقُول مَا من قَبِيح إِلَّا وأقبح مِنْهُ صوفي شحيح
وأنشدي أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر لنَفسِهِ فِي هَذَا الْمَعْنى
(أَشرت إِلَى الحبيب بلحظ طرفِي ... فَأَعْرض عَن إجَابَتِي الْمليح)
(فَقلت أضاع مذْهبه المرجي ... وَحُرْمَة ذَلِك الْعَهْد الصَّحِيح)
(ألم تسمع بألا قبح إِلَّا ... وأقبح مِنْهُ صوفي شحيح)
سَمِعت ابا نصر عبد الله بن عَليّ الطوسي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله الرُّوذَبَارِي يَقُول رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن قَائِلا يَقُول لي أيش أصح مَا فِي الصَّلَاة فَقلت صِحَة الْقَصْد فَسمِعت هاتفا يَقُول رُؤْيَة الْمَقْصُود بِإِسْقَاط رُؤْيَة الْقَصْد أتم
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله الْخُشُوع فِي الصَّلَاة عَلامَة فلاح الْمُصَلِّين قَالَ الله تَعَالَى {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون} الْمُؤْمِنُونَ 12
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله الرُّوذَبَارِي من خدم الْمُلُوك بِلَا عقل أسلمه الْجَهْل إِلَى الْقَتْل
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله الرُّوذَبَارِي من قلت آفاته اتَّصَلت بِالْحَقِّ أوقاته
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله مجالسة الاضداد ذوبان الرّوح ومجالسة الأشكال تلقيح الْعُقُول
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله لَيْسَ كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة وَلَيْسَ كل من يصلح للمؤانسة يؤتمن على الْأَسْرَار وَلَا يؤتمن على الْأَسْرَار إِلَّا الْأُمَنَاء فَقَط
سَمِعت عَليّ بن سعيد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَطاء الرُّوذَبَارِي وَسُئِلَ عَن الْقَبْض والبسط وَعَن حَال من قبض وَنعمته وَعَن حَال من بسط وَنعمته فَقَالَ إِن الْقَبْض أول أَسبَاب الفناء والبسط أول أَسبَاب الْبَقَاء فحال من قبض الْغَيْبَة وَحَال من بسط الْحُضُور ونعت من قبض الْحزن ونعت من بسط السرُور
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله من عَطش إِلَى حَالَة أتم مِمَّن دهش بهَا وَلَيْسَ من دهش بهَا أتم مِمَّن عَطش إِلَيْهَا وَهَذَا شَأْن قبض الْحق بالفناء وَبسطه بِالْبَقَاءِ
سَمِعت أَبَا نصر يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول التصوف يَنْفِي عَن صَاحبه الْبُخْل وَكتب الحَدِيث يَنْفِي عَن صَاحبه الْجَهْل فَإِذا اجْتمعَا فِي شخص فناهيك بِهِ نبْلًا
أَنْشدني عَليّ بن سعيد الثغري قَالَ أَنْشدني أَحْمد بن عَطاء الرُّوذَبَارِي لنَفسِهِ
(فَمَا مل سَاقيهَا وَمَا مل شَارِب ... عقار لحاظ كأسه يسكر اللبا)
(يطوف بهَا طرف من السحر فاتر ... على جسم نور ضوؤه يخطف القلبا)
(يَقُول بِلَفْظ يخجل الصب حسنه ... تجاوزت يَا مشغوف فِي حالك الحبا)
(فسكرك من لحظي هُوَ الوجد كُله ... وصحوك من لَفْظِي يُبِيح لَك الشربا)
سَمِعت عَليّ بن سعيد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَطاء يَقُول سر السماع ثَلَاثَة اشياء بلاغة الفاظه ولطف مَعَانِيه واستقامة منهاجه وسر النغمة ثَلَاثَة طيب الْخلق وتأدية الألحان وَصِحَّة الْإِيقَاع وسر الصَّادِق فِي السماع ثَلَاثَة الْعلم بِاللَّه وَالْوَفَاء بِمَا عَلَيْهِ وَجمع الْهم والوطن الَّذِي يسمع فِيهِ يحْتَاج أَن يجمع فِيهِ ثَلَاث خِصَال طيب الروائح وَكَثْرَة الْأَنْوَار وَحُضُور الْوَقار ويعدم ثَلَاث رُؤْيَة الأضداد ورؤية من يحتشم ورؤية من يتلهى
وَيسمع من ثَلَاث الصُّوفِيَّة والفقراء والمحبين لَهُم وَيسمع على ثَلَاثَة معَان على الْمحبَّة والوجد وَالْخَوْف وَالْحَرَكَة فِي السماع على ثَلَاث الطَّرب وَالْخَوْف والوجد والطرب لَهُ ثَلَاث عَلَامَات الرقص والتصفيق والفرح وَالْخَوْف لَهُ ثَلَاث عَلَامَات الْبكاء واللطم والزفرات والوجد لَهُ ثَلَاث عَلَامَات الْغَيْبَة والاصطلام والصرخات
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
فخر المشايخ أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري، نزيل صور، المتوفَّى سنة تسع وستين وثلاثمائة.
روى عن أبي القاسم البغوي وغيره. وهو ابن أخت أبي علي.
قال القشيري: كان شيخ الصوفية بالشام في وقته، أسند الحديث وكان يتكلم على مذهب الصوفية. وضعَّفه بعضهم لكونه روى عن إسمعيل الصّفار. وله مناكير تفرَّد بها. ذكره الذهبي وابن كثير.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
أَحْمَد بْن عطاء بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عطاء، أَبُو عَبْد اللَّه الروذباري:
شيخ الصوفية فِي وقته. نشأ بِبَغْدَادَ وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل عنها فنزل صور من بلاد ساحل الشام، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وغيرهم. وفيما روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا.
فسمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري يَقُولُ: حدثونا عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه الروذباري عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار، عَنِ الْحَسَن بْن عرفة أحاديث لم يروها الصفار عَنِ ابن عرفة. قَالَ الصوري: ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب. لكنه اشتبه عَلَيْهِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن أَبِي السري قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء بْن أَحْمَدَ الروذباري. قَالَ: حضرت باب أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَلِيّ العدوي سنة خمس عشرة وثلاثمائة وأنا يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة، وذكر أنه سمع منه أحاديث خراش عَنْ أنس كلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه الروذباري يَقُولُ: من خرج إِلَى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم، ومن خرج إِلَى العلم يريد العمل بالعلم نفعة قليل العلم.
قَالَ: وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: العلم موقوف على العمل بِهِ، والعمل موقوف على الإخلاص، والإخلاص لله يورث الفهم عَنِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه السراج- بنيسابور- قَالَ: أنشدني عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن السراج قَالَ: أنشدني أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عطاء الروذباري:
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى ... كأنك مملوك لكل رفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ... على الكبد الحرى لكل صديق
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي. قَالَ: توفي أَبُو عَبْد اللَّه الروذباري فِي ذي الحجة سنة تسع وستين وثلاثمائة.
قَالَ لي أَبُو عَبْد اللَّه الصوري: توفي أَبُو عَبْد اللَّه الروذباري فِي سنة تسع وستين وثلاثمائة، فِي قرية يقال لها منواث من عمل عكا. وحمل إِلَى صور فدفن بها
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
الرُّوذْبَاري:
العَارِفُ الزَّاهِدُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو عَبْدِ اللهِ أحمد بن عطاء الرُّوْذْبَارِيُّ, نَزِيْلُ صُورٍ.
حدَّث عَنْ: البَغَوِيِّ, وَابنِ أَبِي دَاوُدَ, وَالمَحَامِلِيِّ.
وَعَنْهُ: السَّكَنُ بنُ جُمَيْعٍ، وَأَبُوْهُ, وَابنُ بَاكَوَيْه, وَعَلِيُّ بنُ عِيَاضٍ الصُّوْرِيُّ، وَعِدَّةٌ, وَهُوَ ابْنُ أُختِ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوذْبَاري.
قَالَ القُشَيْرِيُّ: كَانَ شَيْخَ الشَّامِ فِي وَقتِهِ, مَاتَ بِصُورٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ يَرْجِعُ إِلَى أَنواعٍ مِنَ العُلُومِ؛ كَالقِرَاءاتِ وَالفِقْهِ وَعلمِ الحقيقَةِ, وَإِلَى أَخْلاَقٍ فِي التَّجْرِيدِ يَختصُّ بِهَا, يُرْبي عَلَى أَقرَانِهِ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِر: رَوَى أَحَادِيثَ غَلِطَ فِيْهَا غلطًا فاحشًا
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي