أبي الحسن سمنون بن حمزة
أبي الحسن سمنون
تاريخ الوفاة | 290 هـ |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
سمنون بْن حمزة وكنيته أبي الْحَسَنِ ويقال: أبي القاسم، صحب السري وأبا أَحْمَد القلانسي ومحمد بْن عَلِيّ القصار وغيرهم، قيل إنه أنشد:
وليس لي فِي سواك حظ ... فكيما شئت فاختبرني
فأخذه الأسر من ساعته فكان يدور عَلَى المكاتب وَيَقُول: ادعوا لعمكم الكذاب وقيل: إنه أنشد هذه الأبيات فَقَالَ بَعْض أَصْحَابه لبعض: سمعت البارحة وكنت فِي الرستاق صوت أستاذنا سمنون يدعو اللَّه ويتضرع إِلَيْهِ ويسأله الشفاء فَقَالَ آخر: وأنا أَيْضًا كنت سمعت هَذَا البارحة وكنت بالموضع الفلاني فَقَالَ ثالث ورابع مثل هَذَا، فأخبر سمنون وَكَانَ قَدْ أمتحن بعلة الأسر وَكَانَ يصبر ولا يجزع فلما سمعهم يقولون هَذَا وَلَمْ يكن هُوَ دعا ولا نطق بشيء من ذَلِكَ علم أَن المقصود منه إظهار الجزع تأدبا بالعبودية وسترا لحاله فأخذ يطوف عَلَى المكاتب وَيَقُول: ادعوا لعمكم الكذاب.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يَقُول: سمعت جعفرا الخلدي يَقُول: قَالَ لي أبي أَحْمَد المغازي كَانَ ببغداد رجل فرق عَلَى الفقراء أربعين ألف درهم فَقَالَ لي سمنون: يا أبا أَحْمَد ألا ترى مَا قَدْ أنفق هَذَا وَمَا قَدْ عمله ونحن مَا نجد شَيْئًا؟ فامض بنا إِلَى موضع نصلي فِيهِ بكل درهم أنفقه ركعة، فمضينا إِلَى المدائن فصلينا أربعين ألف صلاة وَكَانَ سمنون ظريف الخلق أَكْثَر كلامه فِي المحبة وَكَانَ كبير الشأن مَات قبل الجنيد كَمَا قيل.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
سمنون بن حَمْزَة وَيُقَال سمنون بن عبد الله أبي الْحسن الْخَواص وَيُقَال كنيته أبي الْقَاسِم
سمى نَفسه سمنون الْكذَّاب لكتمه عسر الْبَوْل بِلَا تضرر صحب سريا السَّقطِي وَمُحَمّد بن عَليّ القصاب وَأَبا أَحْمد القلانسي وسوس وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْمحبَّة بِأَحْسَن كَلَام وَهُوَ من كبار مَشَايِخ الْعرَاق مَاتَ بعد الْجُنَيْد
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن زرعان يَقُول كنت عِنْد سمنون فشهق شهقة ثمَّ قَالَ لَو صَاح إِنْسَان لشدَّة وجده بحبه لملأ مَا بَين الْخَافِقين صياحا
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر العجان يَقُول سَمِعت سمنون يَقُول إِذا بسط الْجَلِيل غَدا بِسَاط الْمجد دخل ذنُوب الْأَوَّلين والآخرين فِي حَاشِيَة من حَوَاشِيه وَإِذا أبدى عينا من عُيُون الْجُود ألحق الْمُسِيء بالمحسن
سَمِعت عَليّ بن سعيد الثغري يَقُول سَمِعت عَليّ بن إِبْرَاهِيم الثَّقَفِيّ يَقُول سَمِعت عمر بن رفيل يَقُول سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الْهَاشِمِي يَقُول سَمِعت سمنون يَقُول كنت بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَانَ برد شَدِيد وَعلي جُبَّة وَكسَاء وَأَنا أجد الْبرد والثلج يسْقط فَإِذا شب مار فِي الصحن عَلَيْهِ خرقتان فَقلت يَا حَبِيبِي لَو استترت بِبَعْض هَذِه الأروقة فيكنك من الْبرد فَقَالَ لي يَا أخي سمنون
(وَيحسن ظَنِّي أنني فِي فنائه ... وَهل أحد فِي كنه يجد القرا)
سَمِعت عَليّ بن سعيد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَطاء يَقُول قَالَ إِبْرَاهِيم بن المولد قَالَ سمنون الْمُحب لَا يعبر عَن الشَّيْء إِلَّا بِمَا هُوَ أرق مِنْهُ وَلَا شَيْء أرق من الْمحبَّة فَبِمَ يعبر عَنْهَا
أَنْشدني أبي بكر الرَّازِيّ قَالَ أنشدي أبي بكر الْحَرْبِيّ قَالَ أَنْشدني سمنون
(أَنْت الحبيب الَّذِي لَا شكّ فِي خلدي ... مِنْهُ فَإِن فقدتك النَّفس لم تعش)
(يَا معطشي بوصال أَنْت واهبه ... هَل فِيك لي رَاحَة إِن صحت واعطشي)
سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد زَكَرِيَّا يَقُول سَمِعت عَليّ بن الْحُسَيْن بن طفان يَقُول أَنْشدني بعض أَصْحَابنَا لسمنون
(أَمْسَى بخدي للدموع رسوم ... أسفا عَلَيْك وَفِي الْفُؤَاد كلوم)
(وَالصَّبْر يحسن فِي المصائب كلهَا ... إِلَّا عَلَيْك فَإِنَّهُ مَذْمُوم)
سَمِعت أَبَا نصر الطوسي يَقُول سَمِعت أَبَا الطّيب العكي يَقُول ذكر لي أَن سمنون كَانَ جَالِسا على شاطئ الدجلة وَبِيَدِهِ قضيب يضْرب بِهِ فَخذه حَتَّى بَان عظم فَخذه وَسَاقه وتبدد لَحْمه وَهُوَ يَقُول
(كَانَ لي قلب أعيش بِهِ ... ضَاعَ مني فِي تقلبه)
(رب فاردده عَليّ فقد ... ضَاقَ صَدْرِي فِي تطلبه)
(وأغث مَا دَامَ بِي رَمق ... يَا غياث المستغيث بِهِ)
أنشدنا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز قَالَ أنشدنا أبي جَعْفَر الفرغاني قَالَ أَنْشدني سمنون
(يعاتبني فينبسط انقباضي ... وتسكن روعتي عِنْد العتاب)
(جرى فِي الْهوى مذ كنت طفْلا ... فَمَا لي قد كَبرت عَن التصابي)
وأنشدنا مُحَمَّد قَالَ أنشدنا أبي جَعْفَر قَالَ أنشدنا سمنون
(أحن بأطراف النَّهَار صبَابَة ... وَفِي اللَّيْل يدعوني الْهوى فَأُجِيب)
(وأيامنا تفنى وشوقي زَائِد ... كَأَن زمَان الشوق لَيْسَ يغيب)
أَنْشدني عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر قَالَ أَنْشدني ابْن فراس لسمنون
(وَكَانَ فُؤَادِي خَالِيا قبل حبكم ... وَكَانَ بِذكر الْخلق يلهو ويمزح)
(فَلَمَّا دَعَا قلبِي هَوَاك أَجَابَهُ ... فلست أرَاهُ عَن فنائك يبرح)
(رميت ببين مِنْك إِن كنت كَاذِبًا ... وَإِن كنت فِي الدُّنْيَا بغيرك أفرح)
(وَإِن كَانَ شَيْء فِي الْبِلَاد بأسرها ... إِذا غبت عَن عَيْني بعيني يملح)
(فَإِن شِئْت واصلني وَإِن شِئْت لَا تصل ... فلست أرى قلبِي لغيرك يصلح)
قَالَ وَسُئِلَ سمنون عَن الْفَقِير الصَّادِق فَقَالَ الَّذِي يأنس بِالْعدمِ كَمَا
يأنس الْجَاهِل بالغنى ويستوحش من الْغنى كَمَا يستوحش الْجَاهِل من الْفقر
أنشدنا مُحَمَّد بن عبد الله قَالَ أَنْشدني أبي جَعْفَر قَالَ أَنْشدني سمنون
(بَكَيْت ودمع الْعين للنَّفس رَاحَة ... وَلَكِن دمع الشوق ينكى بِهِ الْقلب)
(وذكري لما أَلْقَاهُ لَيْسَ بنافعي ... وَلكنه شَيْء يهيج بِهِ الكرب)
(فَلَو قيل لي مَا أَنْت قلت معذب ... بِنَار مواجيد يضرمها العتب)
(بليت بِمن لَا أَسْتَطِيع عتابه ... ويعتبني حَتَّى يُقَال لي الذَّنب).
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
سمنون بن حمزة الخوَّاص، أبو الحسن، أو أبو بكر:
صوفي ناسك، من الشعراء. له مقطوعات في غاية الجودة. وهو من أهل البصرة. سكن بغداد وتوفي بها .
-الاعلام للزركلي-
سمنون بن حمزة الخوَّاص، أبي الحسن، أو أبي بكر: صوفي ناسك، من الشعراء. له مقطوعات في غاية الجودة. وهو من أهل البصرة. سكن بغداد وتوفي بها سنة 290هـ ، ينظر: الاعلام :3/140