أبي عبد الله محمد بن الفضل البلخي
محمد بن الفضل البلخي
تاريخ الوفاة | 319 هـ |
مكان الولادة | بلخ - أفغانستان |
مكان الوفاة | سمرقند - أوزبكستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الفضل البلخي ساكن سمرقند بلخي الأصل أخرج منها فدخل سمرقند وَمَاتَ بِهَا وصحب أَحْمَد بْن خضريه وغيره وَكَانَ أبي عُثْمَان الحيري يميل إِلَيْهِ جدا، مَات سنة تسع عشرة وثلاث مائة.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفراء يَقُول: سمعت أبا بَكْر بْن عُثْمَان يَقُول: كتب أبي عُثْمَان الحيري إِلَى مُحَمَّد بْن الفضل يسأله مَا علامة الشقاوة؟ فَقَالَ: ثلاثة أشياء يرزق العلم ويحرم العمل، ويرزق العمل ويحرم الإخلاص، ويرزق صحبة الصالحين ولا يحترم لَهُمْ، وَكَانَ أبي عُثْمَان الحيري يَقُول: مُحَمَّد بْن الفضل سمسار الرجال سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ الرازي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الفضل يَقُول: الراحة فِي السجن من أماني النفوس، سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الفضل يَقُول: ذهاب الإِسْلام من أربعة لا يعملون بِمَا يَعْلَمُونَ ويعملون بِمَا لا يَعْلَمُونَ ولا يتعلمون مَا لا يَعْلَمُونَ ويمنعون النَّاس من التعلم، وبهذا الإسناد قَالَ العجب مِمَّن يقطع المفاوز ليصل إِلَى بيته فيرى آثار النبوة كَيْفَ لا يقطع نَفْسه وهواه ليصل إِلَى قلبه فيرى آثار ربه وَقَالَ: إِذَا رأيت المريد يستزيد من الدنيا فذلك من علامات إدباره،
وسئل عَنِ الزهد فَقَالَ: النظر إلى الدنيا بعين النقص والإعراض عَنْهَا تعززا وتظرفا وتشرفا.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
محمد بن الفضل البلخي - 319 للهجرة
محمد بن الفضل البَلْخِيُّ أبي عبد الله. من أكابر مشايخ خُراسان وجِلَّتهم. صحب ابن خِضرويه، وغيره، وكان أبي عثمان الحِيرِيُّ يميل اليه كثيراً، وكان يقول في حقه: " هو سِمْسار الرجال ".
ورحل من بلخ إلى سمرقند، ومات بها سنة تسع عشرة وثلثمائة.
ومن كلامه: " إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا فذلك من علامة إدباره ".
وقال: " علامة الشقاوة ثلاثة أشياء: يرزق العلم ويحرم العمل، ويرزق العمل ويحرم الإخلاص، ويرزق صحبة الصالحين ولا يحترم لهم ".
وقال: " ست خصال يعرف بها الجاهل: الغضب من أي شيء، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضعها، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد، وألا يعرف صديقه من عدوه ".
وروى عنه أنه تكلم يوماً فقال: " عجبت لمن يقطع البوادي والمفاوز، حتى يصل إلى بيته وحرمه، لأن فيه آثار أنبيائه وأوليائه، كيف لا يقطع هواه ونفسه، حتى يصل إلى قلبه، لأن فيه آثار مولاه! ". فمات أربعة ممن سمع كلامه.
وأنشد في المعنى:
ومن البلاء، وللبلاء علامةٌ ... ألا يُرى لك، عن هواك، نُزوعُ
العبدُ عبدُ النفسِ في شهواتها ... والحرُّ يشبع تارة ويجوعُ
وسمع عبدُ الله الرازي أبا عثمان الحِيريَّ يصف محمد بن الفضل البَلْخِيَّ، ويمدحه. فاشتاق أليه عبدُ الله، فخرج إلى زيارته، فلم يقع بقلبه من محمد بن الفضل ما اعتقد فيه، فرجع إلى أبي عثمان، فسأله عنه، فقال: " كيف وجدته؟ "، قال: " لم أجده كما حكيتَ "، فقال له أبي عثمان: " لأنك استصغرته، وما استصغر أحدٌ أحداً إلا حُرِمَ فائدته، ارجع أليه بالحرمة ". فعاد أليه فانتفع به.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
مُحَمَّد بن الْفضل الْبَلْخِي وَهُوَ مُحَمَّد بن الْفضل بن الْعَبَّاس بن حَفْص وكنيته أبي عبد الله
سَاكن سَمَرْقَنْد وَأَصله من بَلخ وَلكنه أخرج مِنْهَا بِسَبَب الْمَذْهَب فَدخل سَمَرْقَنْد ونزلها وَبهَا مَاتَ سنة تسع عشرَة وثلاثمائة
صحب أَحْمد بن خضرويه وَغَيره من الْمَشَايِخ وَهُوَ من أجلة مَشَايِخ خُرَاسَان وَلم يكن أبي عُثْمَان يمِيل إِلَى أحد من الْمَشَايِخ ميله إِلَيْهِ
سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ الْحبرِي يَقُول سَمِعت أَبَا عُثْمَان يَقُول لَو وجدت من نَفسِي قُوَّة لرحلت إِلَى أخي مُحَمَّد بن الْفضل فاستروح سري بِرُؤْيَتِهِ وَأسْندَ مُحَمَّد الحَدِيث
حَدثنَا أبي الْحَارِث عَليّ بن الْقَاسِم الْخطابِيّ بمرو إملاء قَالَ حَدثنَا أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل الْبَلْخِي الزَّاهِد الصُّوفِي بسمرقند حَدثنَا أبي رَجَاء قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا اللَّيْث بن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا من الْأَنْبِيَاء من نَبِي إِلَّا وَقد أعطي من الْآيَات مَا مثله آمن عَلَيْهِ الْبشر وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتيت وَحيا أوحى الله إِلَيّ فأرجو أَن أكون أَكْثَرهم تَابعا يَوْم الْقِيَامَة)
سَمِعت مَنْصُور بن عبد الله يَقُول قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل أعرف النَّاس بِاللَّه أَشَّدهم مجاهدة فِي أوامره وأتبعهم لسنة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل يَقُول الرَّحْمَن هُوَ الَّذِي يحسن إِلَى الْبر والفاجر
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل يَقُول ذهَاب
الْإِسْلَام من أَرْبَعَة أَولهَا لَا يعْملُونَ بِمَا يعلمُونَ وَالثَّانِي يعْملُونَ بِمَا لَا يعلمُونَ وَالثَّالِث لَا يتعلمون مَا لَا يعلمُونَ وَالرَّابِع يمْنَعُونَ النَّاس من التَّعَلُّم
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل الدُّنْيَا بَطْنك فبقدر زهدك فِي بَطْنك زهدك فِي الدُّنْيَا
قَالَ وَسمعت مُحَمَّد بن الْفضل يَقُول الْعجب مِمَّن يقطع الأودية والقفار والمفاوز حَتَّى يصل إِلَى بَيته وَحرمه لِأَن فِيهِ آثَار أنبيائه كَيفَ لَا يقطع نَفسه وهواه حَتَّى يصل إِلَى قلبه فَإِن فِيهِ آثَار مَوْلَاهُ
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت الْحسن بن عُلْوِيَّهُ يَقُول قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل الْعلم حرز وَالْجهل غرر وَالصديق مُؤنَة والعدو هم والصلة بَقَاء والقطيعة مُصِيبَة وَالصَّبْر قُوَّة والجرأة عجز وَالْكذب ضعف والصدق قُوَّة والمعرفة صداقة وَالْعقل تجربة
وَبِه قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل أنزل نَفسك منزلَة من لَا حَاجَة لَهُ فِيهَا وَلَا بُد لَهُ مِنْهَا فَإِن من ملك نَفسه عز وَمن ملكته نَفسه ذل
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل سِتّ خِصَال يعرف بهَا الْجَاهِل الْغَضَب فِي غير شَيْء وَالْكَلَام فِي غير نفع والعطية فِي غير موضعهَا
وإفشاء السِّرّ والثقة بِكُل أحد وَألا يعرف صديقه من عدوه
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل خطأ الْعَالم أضرّ من عمد الْجَاهِل
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل من ذاق حلاوة الْعلم لَا يصبر عَنهُ
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل من ذاق حلاوة الْمُعَامَلَة أنس بهَا
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل من عرف الله اكْتفى بِهِ بعد قَوْله تَعَالَى {أولم يكف بِرَبِّك أَنه على كل شَيْء شَهِيد} (فصلت 53)
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل الْعُلُوم ثَلَاثَة علم بِاللَّه وَعلم من الله وَعلم مَعَ الله فالعلم بِاللَّه معرفَة صِفَاته ونعوته وَالْعلم من الله علم الظَّاهِر وَالْبَاطِن والحلال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي فِي الْأَحْكَام وَالْعلم مَعَ الله علم الْخَوْف والرجاء والمحبة والشوق
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد الْبكاء بكاءان بكاء الزاهدين بعيونهم وبكاء العارفين بقلوبهم
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل الْعَارِف يدافع عيشه يَوْمًا بِيَوْم وَيَأْخُذ من عيشه يَوْمًا ليَوْم
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ سُئِلَ مُحَمَّد بن الْفضل مَا ثَمَرَة الشُّكْر فَقَالَ الْحبّ لله وَالْخَوْف مِنْهُ
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل ذكر اللِّسَان كَفَّارَات ودرجات وَذكر الْقلب زلف وقربات
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ مُحَمَّد بن الْفضل إِذا رَأَيْت المريد يستزيد من الدُّنْيَا فَذَاك من عَلَامَات إدباره
وَبِه قَالَ مُحَمَّد الْمُوَافقَة أصل الْمحبَّة وأصل الْوِصَال ترك الْقَرار وأصل الْفقر معرفَة التَّقْصِير وأصل الثَّبَات على الْحق دوَام الْفقر إِلَى الله تَعَالَى
وَبِه قَالَ مُحَمَّد من اسْتَوَى عِنْده مَا دون الله نَالَ الْمعرفَة بِاللَّه
سَمِعت أَبَا الْفرج عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول سَمِعت أَبَا عَليّ الخمي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل يَقُول وَسُئِلَ مَا الفتوة فَقَالَ حفظ السِّرّ مَعَ الله على الْمُوَافقَة وَحفظ الظَّاهِر مَعَ الْخلق بِحسن الْعشْرَة وَاسْتِعْمَال الْخلق
وسمعته يَقُول سَمِعت أَبَا عَليّ يَقُول سُئِلَ مُحَمَّد عَن الزّهْد فَقَالَ النّظر إِلَى الدُّنْيَا بِعَين النَّقْص والإعراض عَنْهَا تعززا وتظرفا فَمن اسْتحْسنَ من الدُّنْيَا شَيْئا فقد نبه عَن قدرهَا.
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
واعظ بلخ:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الزَّاهِدُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ، الوَاعِظُ، نَزِيْلُ سَمَرْقَنْدَ وَتِلْكَ الدِّيَارِ.
صَحِبَ أَحْمَدَ بنَ خَضْرَوَيْه البَلْخِيَّ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ فِي الدنيا عن قتيبة بن سعيد.
قَالَ السُّلَمِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الخَطَّابِيُّ الوَاعِظُ بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ الصُّوْفِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الحِيْرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ يَقُوْلُ: لَوْ وَجَدْتُ مِنْ نَفْسِي قُوَّةً، لَرَحَلتُ إِلَى أَخِي مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ، فَأَسْتَرْوِحَ بِرُؤْيَتِهِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ هَذَا الشَّيْخِ البَلْخِيِّ: أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: أبي بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي "مُعْجَمِهِ" بِالإِجَازَةِ.
وَمِنْ مَشَايِخِهِ: أبي بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَهْدِيٍّ -صَاحِبُ ابْنِ السَّمَّاكِ الوَاعِظِ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ بن عمروَيْه، وَمُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ النَّيْسَأبيرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ البَلْخِيُّ، شَيْخٌ لَقِيَهُ أبي ذَرٍّ الهَرَوِيُّ.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ: سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيَّ بِنَسَا أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُوْلُ: ذَهَابُ الإِسْلاَمِ مِنْ أَرْبَعَةٍ لاَ يَعْملُوْنَ بِمَا يَعْلَمُوْنَ، وَيَعْمَلُوْنَ بِمَا لاَ يَعْلَمُوْنَ، ولا يتعلمون مالا يَعلَمُوْنَ، وَيَمنَعُوْنَ النَّاسَ مِنَ العِلْمِ.
قُلْتُ: هَذِهِ نُعُوتُ رُؤُوْسِ العَرَبِ وَالتُّركِ وَخَلْقٍ مِنْ جَهَلَةِ العَامَّةِ، فَلَو عَمِلُوا بِيَسِيْرِ مَا عَرَفُوا، لأَفلَحُوا، وَلَوْ وَقَفُوا عَنِ العَمَلِ بِالبِدَعِ، لَوُفِّقُوا، وَلَوْ فَتَّشُوا عَنْ دِيْنِهِم وَسَأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ -لاَ أَهْلَ الحِيَلِ وَالمَكْرِ- لَسَعِدُوا، بَلْ يُعرِضُونَ عَنِ التَّعَلُّمِ تِيْهاً وَكَسَلاً، فَوَاحِدَةٌ مِن هَذِهِ الخِلاَلِ مُرْدِيَةٌ، فَكَيْفَ بِهَا إِذَا اجْتَمَعَتْ؟! فَمَا ظَنُّكَ إِذَا انْضَمَّ إِلَيْهَا كِبْرٌ، وَفُجُورٌ، وَإِجرَامٌ، وَتَجَهْرُمٌ عَلَى اللهِ؟! نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ.
قَالَ السُّلَمِيُّ فِي "مِحَنِ الصُّوْفِيَّةِ": لَمَّا تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بِبَلْخَ فِي فَهْمِ القُرْآنِ وَأَحْوَالِ الأَئِمَّةِ، أَنكَرَ عَلَيْهِ فُقَهَاءُ بَلْخَ، وَقَالُوا: مُبْتَدِعٌ. وَإِنَّمَا ذَاكَ بِسَبِبِ اعْتِقَادِه مَذْهَبَ أَهْلِ الحَدِيْثِ، فَقَالَ: لاَ أَخرُجُ حَتَّى تُخرِجُونِي، وَتَطُوفُوا بِي فِي الأَسوَاقِ. فَفَعلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوْبِكُم مَحَبَّتَهُ وَمَعْرِفَتَه. فَقِيْلَ: لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا صُوْفِيٌّ مِنْ أَهْلِهَا. فَأَتَى سَمَرْقَنْدَ، فَبَالَغُوا فِي إِكرَامِهِ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ يَوْماً، فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَرَّخَهُ السُّلَمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَنْدَةَ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازالذهبي
محمد بن الفضل بن العباس، أبو عبد الله، البلخي:
صوفي شهير، من أجلة مشايخ خراسان. أخرج من بلخ، فدخل سمرقند، ومات فيها.
من كلامه: (ست خصال يعرف بها الجاهل: الغضب في غير شئ، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضعها، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد، وأن لا يعرف صديقه من عدوه) .
-الاعلام للزركلي-
محمد ابن الفضل بن العباس بن حفص ، البلخي ، أبي عبد الله ، الصوفي الشهير ، من أجل مشايخ خراسان ، صحب أحمد ابن خضرويه المروزي ، وسمع من : قتيبة بن سعيد ، كان أبي عثمان الحيري يقول : لو وجدت من نفسي قوة لرحلت إلى أخي محمد بن الفضل فاستروح سري برؤيته ، من اقواله : أنزل نفسك منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها فإن من ملك نفسه عز ومن ملكته نفسه ذل . توفي سنة : 319 . ينظر : طبقات الصوفية للسلمي : 171 ، وحلية الاولياء لأبي نعيم : 10/233 ، وطبقات الشعراني : 1/129 .