المحجوب (0000 - 1222 هـ) (0000 - 1807 م).
عمر ابن الشيخ قاسم المحجوب الشريف المساكني ثم التونسي، الفقيه الأديب. أخذ عن والده الفقيه المحقق الحافظ، وحمودة بن عبد العزيز، ومحمد الغرياني، وغيرهم.
برع في المعقول والمنقول والأدب، وتصدر للتدريس، وانتفع به جماعة كإبراهيم الرياحي. الذي كان يطيل الثناء عليه، وإسماعيل التميمي، وغيرهما، وتقدم إماما ثالثا بجامع الزيتونة مع الشيخ الطويبي، ثم تقدم لخطة القضاء، ومع ذلك يكتب للباي ما يحتاجه في مهمات الإنشاء، وخطاب الملوك، إذ لم يكن - يومئذ - كاتب بارع سواه، ولما توجه الشيخ إبراهيم الرياحي للسلطنة الشريفية بالمغرب الأقصى سفيرا عن الباي حمودة باشا في طلب الميرة طلب منه الباي أن يكتب على لسان الحال لصاحبه الشيخ ابن شقرون من أعيان الدولة.
وكان بينه وبين الوزير أبي المحاسن يوسف صاحب الطابع مودة وثيقة يشاكيه ما يلاقيه من العزوبية، فاقتضى نظر المترجم إنشاء خطبة بليغة ذكر فيها وعيد العضل وغير ذلك مما ينادي بلسان الحال على الباي حمودة باشا بسوء ما ارتكب من منع بطانته من التزوج إيثارا لمصلحته على مصلحتهم وعلى المصلحة العامة، ومباهاة الرسول صلّى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة، فحرك ذلك غضب الباي، وكاد يقوم قبل الصلاة لولا أناة فيه قيدت طبيعته الغضبية، فأسرّها في نفسه، وتأخر عن خطة القضاء في صفر /1221 أفريل - ماي 1806 لتوالي الأمراض عليه منعته من مباشرة أعماله.
توفي يوم الخميس في محرم 19/ أفريل بجبل المنار، ودفن بتربة آله بالزلاج.
له:
رسالة في الرد على محمد بن عبد الوهاب كلفه بها حمودة باشا لما وردت إليه رسالة ابن عبد الوهاب، وذكرها ابن أبي الضياف في «إتحاف أهل الزمان» 3/ 64، 75.
ولما كانت مجلة «المنار» لمحمد رشيد رضا تؤيد مذهب ابن عبد الوهاب فيما يتصل بالتوسل والاستنجاد بالمقبورين، وكان الشيخ أحمد جمال الدين ضد هذا الاتجاه نشر رسالة المترجم في الرد على ابن عبد الوهاب، وطبعها بتونس في سنة 1327 في 17 ص من القطع الكبير، ومن ص 18 إلى ص 29 تعليق وتذييل للشيخ أحمد جمال الدين.
كناش
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 250 الى صفحة 251 - للكاتب محمد محفوظ