صهر الإمام، يحيى بن أبي الخير على ابنته، وأكرم أصحابه لديه، الفقيه الزاهد، عمرو بن عبد الله بن سليمان السَّرِيّ من رَيْمة المُناخيّ، ولد سنة ثلاث وخمسمائة، ومات بمكة حاجاً سنة الجمعة.
أخبرني الشيخ العفيف إبراهيم بن يحيى، من مسجد شَلِفٍ، أنها سنة خمس وخمسين وخمسمائة وقال لي: وفيها مات والده.
وكان رحمه الله فاضلاً ورعاً. أخبرني من أثق به: أن الفقيه عمرو بن عبد الله، حضر سماع «البخاري» في ربيع الأول، في ذي أشرق، سنة خمس وخمسين من السنة المذكورة وكان رحمه الله فاضلاً ورعاً.
أخبرني طاهر بن يحيى: أنه كان أصاب هذا الفقيه عمرو بن عبد الله، بثرٌ في وجهه، فاستشعر منها، فارتحل إلى الحكيم بذي جِبلة، فرأى ليلة قدومه، إليها السيد عيس بن مريم صلى الله على نبينا وعليه وسلم فقال: يا روح الله، إمسح على وجهي، وادع الله لي، ففعل. فلما قام من آخر ليلته، وأمرّ الماء على وجهه، وجد فيه خفه وأحسّ عافيه، فاستبشر بصدق رؤياه، فلما أسفر نظر في المرآه، فإذا وجهه قد صح وأنار، فحمد الله تعالى، ورجع إلى منزله، قد عافاه الحكيم العليم.
وأخبرني غير واحد: أنه لما تزوج بنت الإمام، يحيى بن أبي الخير الأولى، ماتت معه نفاساً، ثم تزوج الأخرى، فلما حملت، رأى النبي ﷺ، فبشره أنها تخلص من نفاسها، وأمره أن يسمي ولده الأول منها محمداً الجسيم ورأى في الثاني أن يسميه إسماعيل، فهي أسماؤهما، ولد الجسيم سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وميلاد أخيه إسماعيل سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
طبقات فقهاء اليمن، تأليف: عمر بن علي بن سمرة الجعدي ص: 196-197