محمد بن موسى بن الحسين بن أسعد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عمران، وهو أقدم أصحاب الإمام يحيى بن أبي الخير قراءة عليه، وأعلاهم رتبة وأرفعهم درجة، فإنه صحبه وابتدأ قراءته عليه من سنة سبع عشرة وخمسمائة، وكان حافظاً للمذهب مجوداً، جمع بين الفقه والزهد والعبادة والورع، ومع ذلك حُسنُ الخُلق وقد قال عليه السلام: «أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن».
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة» أوردهما القضاعي في الشهاب، ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
ومات رحمه الله في مَصْنُعة سَيْر، ضحى يوم الأربعاء لسبع عشرة ليلة خلت من شعبان، من سنة ثمان وستين وخمسمائة، وكان عمره مثل عمر شيخه تسعاً وستين سنة، أفتى ودرس في حياة الإمام يحيى بن أبي الخير، وكان يمدحه ويثني عليه خيراً، وكان الإمام يحيى بن أبي الخير يقول: ذاكرت الفقيه محمد بن موسى في الأول من «البيان» وأكثر الثاني عن ظهر غيب، وكان رحمه الله عارفاً في كل فن، سمع معهم من البخاري، إلى الجنائز، ثم نُعي إليه أخوه أبي بكر بن محمد بن موسى، ففارقهم لذلك تفقه به جماعة منهم:
ولده حسَّان، وميلاده سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وأحمد، وميلاده سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وإليه انتهت ولاية القضاء في الجَنَد، وعلي بن هارون البرعي، وعبد الله بن أحمد بن محمد بن حِمْيَر الجعدي يسكن الحرم من بادية الجَنَد، وأسعد بن محمد المؤتى، ومحمد بن أبي بكر بن مُفَلِّت وسكنا بلاد العوادر، ومات ابن مُفَلِّت، سنة ثمان، أو سبع وسبعين وخمسمائة.
وتفقه عليه أيضاً بأصول الفقه و «النكت» أحمد بن يوسف، وأخوه موسى بن يوسف الوصابيّين، وأخذ عليه «تعليقة الأصول» أسعد بن محمد مسكنه أَرْوَس من الدمُّلوة، وعبد الله بن عثمان بن دُحَيْم بن أخت الفقيه ابن جَسْمَر الدَّمْتيّ وغيرهم.
طبقات فقهاء اليمن، تأليف: عمر بن علي بن سمرة الجعدي ص: 185-186