الحبيب (1320 - 1399 هـ) (1902 - 1980 م)
محمد الحبيب، الفقيه الأديب، الكاتب المسرحي، ينحدر من سلالة تركية نزلت البلاد التونسية فاستوطنت أولا بنبلة من قرى المنستير، ثم انتقلت إلى العاصمة التونسية، وبها ولد ونشأ وتلقى تعليمه، وهو شخص خصب المواهب، متعدد الجوانب، فهو فقيه محقق، وكاتب مسرحي، اقتبس وترجم بعض المسرحيات كابن السبيل وأنشأ بعضها بقلمه، وباحث له جولات في التاريخ، وعارف بالموسيقى.
نشأ في بيئة متأثرة بالتربية الإسلامية، وقرأ أولا بالكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة القرآنية، وبعدها التحق بجامع الزيتونة، وظهرت تباشير نبوغه فكتب في مجلة «البدر» قبل العشرينات، ومنها استمر في الكتابة بالصحافة إلى آخر حياته، وفي تلك الفترة اتصل بالمسرح، وتتلمذ مع زملائه على الممثل المصري جورج أبيض، وانغمس في الفن المسرحي باذلا ما في وسعه للنهوض به، فأدار كثيرا من الجمعيات التمثيلية منها جمعية الكوكب التمثيلي، وكتب الروايات التمثيلية، وكان من كبار المساهمين في بعث المدرسة القومية للمسرح ودرس بها وتخرجت عليه منها طائفة، وكان يشجع الحركات الطلابية على ممارسة المسرح، والاستفادة منه سواء بتونس أو خارجها.
ساهم في تأسيس جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى، وكان رئيسا مساعدا لهذه الجمعية من سنة 1964 إلى سنة 1973.
وكان مربيا ممتازا فدرّس العربية في المدرسة القرآنية التي كان يديرها الشيخ محمد مناشّو وتخرجت عليه ثلة كانت لها مكانة مرموقة في العلم والأدب والادارة منهم المرحوم أحمد خير الدين، وأستاذنا أحمد المختار الوزير.
وفي الثلاثينات نجح في مناظرة المنشئين بوزارة العدلية، وكان من أبرز الناجحين، فعهد إليه بالاشراف على كتابة القسم الحنفي لمحكمة الديوان الشرعي، فكان عمدة مشايخ الإسلام والقضاة، وظهرت براعته في تخريج الأحكام الشرعية.
وفي سنة 1947 أجبرته وزارة العدل على الاستقالة من هذه الوظيفة بسبب وشاية به للملك محمد الأمين باي بمناسبة تقديم جمعية الكوكب التمثيلي لروايته «الواثق بالله الحفصي» التي تشبه أحداثها أحداث ظهور الملك المذكور خلفا للملك محمد المنصف باي الذي خلعه الاستعمار الفرنسي ظلما وعدوانا، وفي سنة 1951 باشر المحاماة واستمر مباشرا لها إلى آخر حياته متعاونا مع زملائه في مادة الاستحقاق التي كان ضليعا منها، وبعد الاستقلال ساهم في بناء أركان وزارة الشئون الثقافية حيث ساهم في تأسيس المدرسة القومية للمسرح، ودرّس بها، كما ساهم في تأسيس المعهد الوطني للموسيقي الذي درس به مادة تاريخ الموسيقى العربية، كما ساهم في تأسيس المدرسة القومية لتجويد القرآن الكريم التي درّس بها قواعد العربية من خلال نصوص القرآن الكريم إلى آخر حياته، وشارك في جمع التراث الموسيقى وإليه يرجع الفضل في مراجعة نصوص المألوف، كما شارك في لجنة التوجيه المسرحي وفي أعمال مهرجانات مدينة تستور للمالوف، كما ساهم في تكوين الجمعية التونسية للمؤلفين والملحنين، وكان عضوا في مجلس ادارتها أثناء دورتين، وفي التاريخ كان ثقة في تحقيقاته متثبتا في نقله وكتابه «لب التاريخ» كان معتمدا بجامع الزيتونة، ودليل الطلاب عند دخولهم لامتحان شهادة التحصيل.
توفي يوم الاثنين في 17 ربيع الأول سنة 1399/ 4 فيفري 1980.
آثاره:
له روايات مسرحية كثيرة منها طارق بن زياد، والواثق بالله الحفصي
ومن تآليفه:
لب التاريخ ط تونس سنة 1344/ 1925 لم يذكره سركيس في معجم المطبوعات.
بسالة تركية.
وطنية الاتراك تونس 1922.
اتته السعادة على قدر (قصة مترجمة) عن الفرنسية ضمن بسالة الأتراك
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 88 - للكاتب محمد محفوظ