الشيخ عبد الرحمن النواوي
الشيخ الإمام عبد الرحمن القطب النواوي ابن عم الشيخ حسونة النواوي صاحب التاريخ الطويل والعمر الحافل بالمآثر النبيلة والأعمال العظيمة الجليلة.
وقد ولد الشيخ عبد الرحمن في السنة نفسها التي ولد فيها الإمام حسونة النواوي بقرية نواي التابعة لمركز ملوى بمحافظة أسيوط.
حفظ الشيخ النواوي القرآن الكريم، فنزح إلى القاهرة وأتم جزءاً يسيراً من القرآن لم يكن قد أتقن حفظه، ثم التحق بالأزهر الشريف لينهل من علومه ودروسه، فتتلمذ على أيدى كبار المشايخ وخيرة العلماء أمثال أصحاب الفضيلة المشايخ عبد الرحمن البحراوي والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ الأنبابي، والشيخ عليش.
وأثبت الشيخ عبد الرحمن تفوقاً ملحوظاً، وحظي بحب ورعاية أساتذته وشيوخه مما ساعده على تحصيل ما لديهم من علوم ومعارف، ولم يبخلوا عليه بشيء من ذلك، بل ساعدوه على التخرج من الجامع الأزهر ليتقلد المناصب القضائية الهامة والتي كان من أبرزها:
- أمانة فتوى مجلس الأحكام مساعداً للشيخ البقلي عام 1280هـ.
- قضاء مديرية الجيزة 1290هـ.
- قضاء مديرية الغربية 1296هـ.
- نقله إلى المحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة عام 1306هـ.
- توليه قضاء الإسكندرية.
- توليه الإفتاء بوزارة العدل (الحقانية).
- مشيخة الأزهر في 25 من المحرم عام 1317هـ.
وقد تولى الشيخ مشيخة الأزهر عقب إقالة الشيخ حسونة من منصبه، ولكن القدر لم يمهله كثيراً فقد توفي عقب شهر واحد من توليه منصب المشيخة، لذا لم يترجم له الكثيرون ممن أولوا أهمية المشايخ الأزهر، ومن فعل منهم كتب عنه شذرات يسيرة لقلة ما كتب عن الشيخ، ومع ذلك تشهد كل التراجم التي تناولته بأنه اكتسب ثقة كل المحيطين به سواء كانوا ولاة الأمر أم العلماء والعامة، وحظي بحبهم لورعه وتقاه وحبه لفعل الخير، ذلك بالإضافة إلى كونه كان كفاءة عظيمة أثبت جدارته في كل عمل قام به وشهد له الجميع بالعقلية العميقة والنظرة النفاذة الثاقبة في شتى الأمور.
ولعل توليه لمناصب القضاء، وبعده عن التدريس في الأزهر أو غيره، أبعده عن إعداد المصنفات وتأليف الكتب، أو ربما أغفلت كتب التراجم بعض مصنفاته فلم تذكرها، وكذلك لم تصلنا، فقد فرغت المكتبات العامة من ذكر شيء يشير إليه على الرغم من البحث الدقيق الذي قمنا به في كتبها الكثيرة.
وتوفي الشيخ الإمام عبد الرحمن النواوي عقب توليه منصب المشيخة بشهر واحد وكان قد اشتهر بالعلم والعدالة والحزم والنزاهة في عمله في القضاء والفتوى، وكان متوقعاً أن يقوم بالكثير في منصب المشيخة أو على الأقل يكمل مسيرة من سبقوه في إصلاح الأزهر وتطوير إدارته إلا أن منيته قد وافته، ودفن بقرافة المجاورين.
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 78 - 79.