(الحاج عبد الله ابن العالم قربان على الألقدارى الكورى) أخذ العلوم النقلية والعقلية عن الشيوخ الماهرين أجلّهم والده الأكرم قربان على والحاج سليم المحمودىّ والشيخ محمد اليراغى والامام غازى محمد المجاهد الشهير والفاضل الحاج على الخركى والمحقق نادرة العصر مهدى محمّد الثغورى وغيرهم.
ولما رجع الى بلدته بنى مدرسة عالية باعانة الخانات محمّد ميرزه خان وغيره اشتغل بالتدريس والافادة على المتعلمين والطالبين فيها قدر 25 سنة حجّ واعتمر وزار قبر النبى صلى الله عليه وسلم ولقى فى (مكة) الشيخ المرشد (عبد الله النقشبندى) وصار منه مجازًا فى ارشاد الناس وسبب أخذه العلوم عن علماء (أوار) لكونه قد رحل هنالك خلف شيخه (محمد اليراغى) وكان اليراغى مهاجرًا فى بلاد الجبل وقـتـئـذ فى عصر الامام غازى محمد والامام شامل رحمهم الله.
كان ورعا تقيا زاهدًا توفى سنة 1278 ورثى عليه ابنه العالم ميرزه حسن بهذه القصيدة
مَسّنى ضرّ له وقع السهام ـ أى خطبٍ قد نفى عنّى المنام
كيف أسلو بعد بينى هكذا ـ من أبى العلامة الحبر الهمام
من اذا فارقته يوما أرى ـ مهجتى تصلى تباريح الغرام
قد سرى تلقآء رحمن الورى ـ ليلة التعيـيد من فطر الصّيام
كان عقبى أمره اعجوبة ـ حبذا نعم المنى حسن الختام
اننى استأخرت كالخنسآء فى ـ حسرةٍ تبقى الى يوم القيام
زفرتى نارٌ ولكن ما لها ـ من دموع السّيل هون وازدحام
فرية طيب البلا اذ عم بل ـ تلهب النيران ما ازداد الضرام
آه ما أفناك يا دنيا وهل ـ أنت إلاّ دارُ همّ واغتمام
لن تراعى حقّ أعلام الهدى ـ لن تحامى عن مصابيح الظلام
بيد أن تلقين امالا سدى ـ فى أمانى الاناس النيام
دع ما يلقيك ظهريّا ولا ـ ينبغى الاّ رضا بارى الأنام
يا اله العرش نفّسْ كربتى ـ واعف عنى واهدنى خير المرام
والدى ارحمهما ربّى كما ـ ربّيانى اسلكهما دار السلام
ثم ألحق بهم يا ذا العلى ـ بالرسول المصطفى بدر التمام
أحمد الماحى عليه صلّ ما ـ دارت الأفلاك والآل الكرام
أيها الممنون سارع واستبق ـ حسبك التاريخ ارغاد اللئام 1278.
نزهة الاذهان فى تراجم علماء داغستان - نذير بن محمد حاج الدركيلى الداغستانى.