محمد بن حسين بن محسن بن محمد الأنصاري
تاريخ الولادة | 1273 هـ |
تاريخ الوفاة | 1344 هـ |
العمر | 71 سنة |
مكان الولادة | الحديدة - اليمن |
مكان الوفاة | بوبال - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد بن حسين الأنصاري
الشيخ العالم المحدث محمد بن حسين بن محسن بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني، أحد الأدباء المشهورين، ولد ببلدة حديدة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف تقريباً كما أخبرني بها، وقرأ على والده بعض رسائل النحو والفقه الشافعي، وكذلك على عمه الأكبر الشيخ محمد بن محسن اليماني، وقدم بهوبال نحو سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، فلازم عمه وصنو أبيه الشيخ ازين العابدين وتأدب عليه، وأخذ عنه الفقه والحديث، وقرأ على المولوي عبد الله البلكرامي نائب قاضي بهوبال بعض رسائل النحو والمنطق والفقه والأصول، وعلى مولانا عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي بعض رسائل المنطق، وعلى مولانا يوسف علي الكوباموي بعض الكتب الدرسية في الفقه والأصول والحكمة، وأخذ عنه العروض والقافية، وقرأ على المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، المجلد الأول من صحيح البخاري وبعضاً من جامع الصغير وأجازه بما قرأه إجازة خاصة، وقرأ على نجله يوسف بن عبد القيوم مسند الإمام أحمد وأوليات الشيخ محمد سعيد سنبل وإجازات والده وجده، فأجازه برواية ذلك عنه، وقرأ على القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري جملة صالحة من صحيح البخاري وبلوغ المرام وقد أجازه بكل ما تجوز له روايته وتصح عنه درايته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأجازه الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي الحسني الفاسي بروايته عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر عن الشيخ محمد عابد بن أحمد علي السندي صاحب حصر الشارد، ولما رجع إلى بهوبال ولي التدريس في مدرسة والده، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وسافر إلى الحجاز ثم إلى الشارقة من بلاد عمان ثم قدم لكهنؤ وولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء، وإني قرأت عليه ببلدة بهوبال الوافي بعلمي العروض والقوافي مع شرحه الصغير للدمنهوري والمقامات للحريري وديوان المتنبي وكتاب الحماسة والمعلقات السبع وغيرها.
وله مصنفات منها الطرز الموشى بفوائد الإنشاء في مجلد، والمورد الصافي في العروض والقوافي، والنور الساطع المقتبس من محاسن البدع الطالع ومن قصائده ما أنشده في ندوة العلماء سنة 1320 هـ
:
دعاها إذا غنت على الروضة الغنا فإنا وجدنا في المغاني لها مغنى
وقولاً لحادي العيس فليحمد السرى فإنا سمعنا في الأغاني لها لحنا
وقولاً لغزلان النقاء لك البقا لقد طبتما عيشاً بعيش هو الأهنى
ولا تسألا غير الصبا عن صبابتي فعنها رويت اللطف لطفاً له معنى
سرت وعليل الطرف لا يعرف الكرى ومهجته حرى وقتب له مضنى
وما اشتاق لا والله للمدح ناظري ولا لغزال الريم والغادة الرعنا
ولا نظرت عيني إلى ما يسرها ولا شاهدت في الربع جلاله يغنى
رعى الله ذات الطوق كم حركت هوى وكم بذلت صوتاً وكم أخذت منا
وساق صبيح الوجه راق صبوحه كما راق ماء الحسن في الروضة الغناء
أتاني بها صرفاً وأومى بطرفه فقلت له بالله من هذه زدنا
فما الراح إلا الروح عند بزوغها فعجل بها صرفاً ودع فرجها عنا
شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن نعرف الدنا
لها الكأس بدر وهي شمس يديرها هلال وكم يبدو إذا مزجت معنى
وقائلة ما بال قلبك مولع بعالمها الأعلى ورفرفها الأسنى
وحتام تسعى لابتناء معالم من العلم قد أسهرت في حوزها الجفنا
لعمرك من يسعى لنيل فضائل فقد حارب الدنيا ومات بها حزنا
يرى شربه فيها سراباً وعقله عقالاً لما يبغي وقوته وهنا
فقلت دعيني من حديث خرافة فإنا أناس نعشق المجد مذ كنا
لنا أنفس تأبى الهوان وترتقي إلى المنهج الأعلى ولم تطلب الأدنى
لنا سلف ساروا على خير شرعة ونحن على آثار شرعهم سرنا
ولا خير في الدنيا إذا لم تجد بها حبيباً وتجني من جداك بها عدنا
ولا خير فيمن يجمع المال للغنا فأوزاره تبقى وصاحبه يفنى
وليس الغنى إلا التعفف والتقى ومأثرة تنمى ومكرمة تجنى
وما أنشأه سنة 1334 هـ بندوة العلماء:
يا سعد كرر حديثاً صار أعذبه من أصدق القول لا ما قيل أكذبه
أهد المسامع حلياً من فرائده فإنه الدر والدارية يرغبه
بالله لا تهده إلا أخا ثقة مهذب طبعه قد راق متربه
ما كل جيد نظيم الدر حليته ما كل من ينشد الأشعار تطربه
وصن بديع المعاني عن سوى فطن صافي السجية حر حين تنسبه
فإنه أنفس الأشياء يضن به من كان في الذروة العلياء منصبه
أليس معناه قد سار الزمان به سير الصبا وذووه عنه تكتبه
والبدر في أفقه ما شام منه سنا إلا سرى نحوه للنور يرقبه
لا تعجبن فهذي ندوة العلماء سارت وعيسهم للقلب تجذبه
ساروا وقلبي فيهم واجب وله يريد سيراً فلولا الذئب يعقبه
ساروا لبونا ستاراً طاب مقدمهم فيها وهان من المقصود أصعبه
أتوا يقودهم شهم أبو شرف من نسل عبد مناف فاق منصبه
السيد الندب عبد الحي ناظمها أجل شخص فنون العلم مشربه
فتى أرى قدره أهلاً لكل على لم يسع إلا لمجد طاب مذهبه
ومما أنشأه عند ذهاب أركان الندوة إلى مدراس سنة 1335 هـ للاحتفال:
شكت بلسان الحال طول جفاها ونادت ولكن من يجيب نداها
وشدت إلى مدراس أمراس رحلها لتبلغ منهم ما يزيل عناها
وجاءت إليهم تستغيث من الأولى جفوها ولم يعنوا برفع بناها
ولم يكملوا ما قد بقي غير كامل ولم يعبأوا بالطالبين ولاها
ولم يجهدوا فيا لتتميمها فقد شكت بلسان الحال طول جفاها
عسى أهل مدراس ومن حل قربهم أولى همة عليا تشيد سماها
فيا ندوة قد كدر الدهر صوفها وطاب عليها كربها وعناها
خليلي لم يبق الجفاء لناظري بكاء فهل عين تعير بكاها
فأبكي من هجر طويل وغربة بدار متى أدعو أجاب صداها
أحاط بها الإفلاس من كل جانب فطلابها من لومها وصداها
يصيحون فيها كل يوم وليلة جياعاً وأظمأهم شديد صداها
فيا أهل دين الله قوموا فبادروا لنصر عباد الله من علماها
فجاؤا إلى مدراس يستنجدونهم يقودهم ابن الوصي وطاها
يقودهم حبر نبيل معظم وذلك عبد الحي بدر سماها
فتى همه التقوى وهمة نفسه أنافت على مريخها وسهاها
فتى قد جنى من كل فن ثماره وحاز من العليا رفيع ذراها
قريب إلى أهل الشريعة والتقى بعيد بمن يهدي بغير هداها
عفيف عن الأموال إلا بحقها يرى زهرة الدنيا يطير هباها
ومما أنشأه سنة 1336 هـ عند ذهابي إلى ناكبور للاحتفال السنوي:
دعاني من هوى سعدى دعاني فداعي الشوق للندوى دعاني
دعاني أن أقول مقال صدق حقيق أن يفوه به جناني
بأن الله لا يخفى عليه خفي حيث كان بلا تواني
فأوجب في الزكاة على ذويها حقوقاً ليس يحصرها لساني
وندوتنا غدت علقاً نفيساً تحلت بالبيان وبالمعاني
وقد شدت إلى نكبور تبغي ندى من أهل ثروتها يداني
تحث السير نحوهم سريعاً إليهم تمتطي ظهر الأماني
أنادي عيسهم عوجوا لداري فقالوا لا إلى دار التهاني
ومعهم جملة العلماء حثوا ركائبهم لتشييد المباني
بوعظ يصدع الصخرات حقاً ونصح كالمثالث والمثاني
يقودهم فتى من آل طاها كريم ما له في الناس ثاني
بعبد الحي يسمى طاب أصلاً وفرعاً لا يدانيه مداني
ذكي أريحي ألمعي فريد فاق بالشم الحسان
تراه دائماً طلق المحيا لذي الحاجات من قاص ودان
ومما أنشأه مهنئاً بولادة ولدي الرشيد عبد العلي سلمه الله تعالى سنة 1310 هـ:
سر قلبي بذلك المولود لصفي خل وفي ودود
فاضل كامل تقي نقي سعيد عاقل لبيب مجيد
هذه الغانيات اطربن بال دف وباللحن والغنا والنشيد
كل حوراء ناظرات بطرف كعيون المها وطرف غيد
كسهام أهدابها راشقات ونقد القلوب قبل الجلود
بقدود كأنها غصن البا ن ترنحن للمحب العميد
ذات فرع كأنها الليل إذ يسجو على قلب عاشق معمود
حسى الله كم أقاسي صعاباً من هواها ولم أنل مقصودي
فلذا رمت أن أخلص نفسي بمديحي لسبط خير الوجود
فلعلي أرجو النجاة بمدحي لأهل الكساء أهل الجود
قام في منبر القلوب خطيباً فسر طيب نشره في جلودي
جدد العهد بالسرور وأضحى يتجلى بكل سعد جديد
هي بشرى لسيدي ذي نجار بشرته بنجله المولود
كوكب لاح في سماء علاء درة رصعت بعقد فريد
مستهلاً أتى فكان هلالاً قد رأينا كماله يوم عيد
غير بدع إذا سما وهو طفل فهو من عنصر الكرام الصيد
كم يوم علاهم في ازديار للمعالي ومجدهم في الصعود
فهنيئاً لك البشارة عبد الحي بالقادم الكريم الرشيد
أبد الله عمره وحماه وحباه بحلة التأييد
لم يزل سيداً حليماً رشيداً فهو جزء من الحليم الرشيد
بدر سعد لأجل ذا أرخوه بدر تم بدى بوقت سعود
ومما كتب إلى من بهوبال سنة 1340 هـ:
كتبت كتاباً بالسلام وبالود وبالمسك والكافور والعطر والند
وعفرته بالزعفران كرامة لما فيه من ذكر الأحبة والسود
إلى قمر الدنيا إلى غاية المنى إلى عند من لا عنده بعض ما عندي
إلى الفاضل النحرير والعالم الذي يسمى بعبد الحي يا لك من عبد
هو ابن رسول الله وابن وصيه وابن الحسين السبط واسطة العقد
عليهم سلام الله ما ذر شارق وما سح ودق في خمائل من ورد
سلام عليهم كلما لاح بارق وما غنت الورقا على ورق الرند
سلام عليهم كلما هبت الصبا وما جاءت الأخبار منهم إلى عندي
سلام على عبد العلي وصنوه علي ومن يأوي إليهم على بعد
سلام محب قلبته يد النوى من الشوق في نار مسعرة الوقد
فوالله ما طابت حياتي بعدكم ترى أنتم طابت حياتكم بعدي
حرام على النوم حتى أراكم ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد
ومما أنشأه مهنئاً بولادة حسن المثنى بن عبد العلي سلمهما الله تعالى سنة 1339 هـ.
حسن المثنى دمت ترقى في العلى درجاً رقاها والداك وجدكا
ولدتك واضحة الجبين وأصلها فرع السماء به تعالى قدركا
عبد العلى أبوك نجل السيد المنطيق عبد الحي جدك قد زكا
من عصبة قرشية نالوا العلى بالمصطفى المختار يعلو مجدكا
فافخر على هام السماك برتبة جلت وفاقت في الورى أن تدركا
فلذا الغواني بالأغاني أطربت والورق قد صدحت بعالي مدحكا
فاسلم ودم في نعمة وسلامة ورغيد عيش مع أبيك وجدكا
مات غرة ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف في بهوبال ودفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)