خليل بن محمد بن حسين اليماني

تاريخ الولادة1304 هـ
تاريخ الوفاة1386 هـ
العمر82 سنة
مكان الولادةبوبال - الهند
أماكن الإقامة
  • بوبال - الهند
  • كلكتة - الهند
  • لكهنوتي - الهند
  • باكستان - باكستان

نبذة

خليل بن محمد اليماني الشيخ الفاضل خليل بن محمد بن حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني ثم المالوي أحد الأذكياء، ولد في بهوبال سنة أربع وثلاثمائة وألف، ونشأ بها وحفظ القرآن، واشتغل على والده مدة طويلة وتعلم في دار العلوم التابعة لندوة العلماء، ونال الشهادة منها

الترجمة

خليل بن محمد اليماني
الشيخ الفاضل خليل بن محمد بن حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني ثم المالوي أحد الأذكياء، ولد في بهوبال سنة أربع وثلاثمائة وألف، ونشأ بها وحفظ القرآن، واشتغل على والده مدة طويلة وتعلم في دار العلوم التابعة لندوة العلماء، ونال الشهادة منها ثم أخذ الحديث عن شيخنا السيد أمير علي الحسيني اللكهنوي، ولازم مدة حتى برع في الفنون الأدبية، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، وحاز إعجاب الطلبة، وثقة رحال الإدارة بملكته الراسخة في التعليم، واقتداره على اللغة العربية وآدابها بحكم أصله العربي وذوقه الأدبي، ثم انتقل إلى جامعة ذهاكه ومكث مدة يدرس ويفيد، حتى عين أستاذاً في جامعة لكهنؤ في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، ومكث بها أربع عشرة سنة، ينفع الطلبة ويرشدهم، ويحبب إليهم لغة القرآن، ويحثهم على دراستها وإتقانها، مخلصاً في عمله، مشمراً في ذلك عن ساق الجد والاجتهاد، محبباً إلى الطلبة بحسن إلقائه للدروس، ومبالغته في النصح، وسماحة نفسه وبعدها عن التكلف، مكرماً في الأساتذة ورجال الإدارة بجده واجتهاده، وإخلاصه لمهنته، ودماثة خلقه وتواضعه، قد حبب إليهم العرب واللغة العربية، والأخلاق الإسلامية، يألفه ويجله الوثنيون والإنجليز كما يألفه ويجله المسلمون، وهو في خلال ذلك يسعى في نشر اللغة العربية، والدعوة الإسلامية في البلد، يعلم أبناء البيوتات محتسباً متطوعاً، ويفتح أذهانهم لعقيدة التوحيد وحب السنة، ويستميل قلوبهم لتعلم اللغة العربية، فانتفع به عدد كبير، وكان بيته مدرسة غير نظامية يؤمها طلبة العلم من الأطراف، ويسكنها بعضهم وهو يعطف عليهم كالأب، فكانت مدرسة أكثر نفعاً وإنتاجاً من الجامعة التي يدرس فيها، فتخرج منها أساتذة ومؤلفون، وعلماء خدموا اللغة العربية والعوم الدينية، واستقام على ذلك بجد ونشاط حتى اعتلت صحته، فاعتزل الخدمة في الجامعة في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف، وحدث له بعض الحوادث التي كدرت صفو حياته، وأثرت في صحته، فاعتكف في بيته في لكهنؤ أعواماً إلى أن سافر إلى مولده بهوبال حيث اختير عضواً في مجلس العلماء، ومعلماً لولي العهد، ولم ينقطع عن التعليم ونشر اللغة العربية، والدعوة إلى الكتاب والسنة، إلى أن انتقل إلى باكستان سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف.
وله اشتغال بالعلوم ومهارة في التدريس، ونجابة كاملة وذهن وقاد وفكر نقاد، إلى إدراك الحقائق منقاد وكان رقيق الذوق، أبي النفس، كريم الأخلاق، له قدم راسخة في علوم البلاغة وآداب اللغة العربية، وطبع أصيل في الشعر والأدب، يعرف جيده من رديه، وصحيحه من سقيمه، كان إذا أنشد شعراً حسناً من أشعار الأوائل، جاشت نفسه، وترنحت عواطفه، وعلا صوته، فكأنك بعكاظ أو ذي المجنة وكان رقيق القلب، يمني الفطرة، إذا قرأ القرآن ذرفت عيناه، واختنق صوته، وكانت له ملكة راسخة في تعليم اللغة العربية وتسهيلها، وتحبيبها إلى النفوس، وكان له منهج مبتكر في تعليم مبادي العربية وآدابها في الهند، وكان يرجح كتب المتقدمين والأوائل على كتب المتأخرين في الأدب العربي وعلوم البلاغة، وقد انتشرت بسعيه كتب كثيرة لم يألفها أهل الهند، وقبلتها الأوساط العلمية والحلقات المدرسية، وكان له شغف عظيم بالدعوة إلى الإسلام ونشر فضائله، وتصلب في عقيدة التوحيد، وقد نشأ فيه في آخر عمره غلو في نبذ التقليد، والأخذ من الكتاب والسنة رأساً.
كان مربوعاً من الرجال، مائلاً إلى القصر، شديد السمرة، عريض الجبهة، واسع العينين، سريع الخطى، جهوري الصوت، واضح النبرات.
حج حجة الإسلام سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحج وزار بعد ذلك مراراً، ولم يكن له اشتغال بالتأليف، وليست له إلا رسائل صغيرة في مبادي اللغة العربية وقواعدها. مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)