السيد ناصر حسين اللكهنوي مجتهد الشيعة
الشيخ الفاضل ناصر حسين بن حامد حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي اللكهنوي، أحد علماء الشيعة الإمامية وكبرائهم.
ولد يوم الخميس لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، ونشأ في مهد العلم، وقرأ منهج البلاغة على والده سبع مرات، وحفظ أكثره، وفي أثناء ذلك كان يختلف إلى المفتي عباس بن علي الحسيني التستري، ويأخذ عنه الفنون الأدبية والمعارف الحكمية، حتى برع فيها وفاق أقرانه، وكان التستري شديد الرأفة به، كثير الحدب عليه، وقد أجازه إجازة عامة برواية مروياته ومسموعاته، وكان ذلك في آخر أيام حياته، وأوصى إليه بالصلاة عليه. له مصنفات كثيرة، منها ديوان الشعر، وديوان الخطب، وكتاب الأثمار الشهية في المنشآت العربية، وإسباغ النائل بتحقيق المسائل، ونفحات الأزهار في فضائل الأئمة الأطهار في زهاء ستة عشر مجلداً، وله رسالة مفردة في وجوب السورة، وكتاب مفرد طويل فيما ظهر من فضائل سيدنا علي المرتضى كرم الله وجهه يوم خيبر، وهو في صدد تكميل عبقات الأنوار من فضائل الأئمة الأطهار لوالده.
وله من قصيدة يذكر النيروز فيها ويمدح محمد بن حسن العسكري:
حان الربيع بعدة وعتاد وأتى بعيد أعظم الأعياد
يوم به أضحى الرياض كأنها حلل مفوفة من الأبراد
قد عطرت ميدا لباس خريدة أدنى ملابسها صبيغ الجادي
قد أطربت بورودها وزهورها وبكل غصن للصبا مياد
قد صابها الوسمى ثم وليها من بعد ما سقيت بصوب عهاد
قد وافق الأنهار مطر وإنها تجري كصب مستهام صاد
فحمائم البستان فيه هواتف وسواجع الكعتان فيه شواد
لا غرو لو طربت وغنت أنه يوم أتى بالحظ والاسعاد
يوم منير بين أيام الورى متوقد كالكوكب الوقاد
يوم له شرف على شامخ يسمو عن الغايات والأبعاد
يوم أقر بفضله أهل النهى من مشرك أو مسلم منقاد
ورث عن أبيه مكتبته الحافلة بنوادر الكتب ومخطوطات المؤلفين، وحافظ عليها وزاد فيها،
واشتهرت باسمه المكتبة الناصرية، وأمها العلماء والباحثون من بلاد بعيدة.
مات سنة ستين وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، ودفن في أكره بجوار المفتي نور الله الشوستري المعروف بالشهيد الثالث.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)