أشرف علي بن عبد الحق التهانوي

تاريخ الولادة1280 هـ
تاريخ الوفاة1362 هـ
العمر82 سنة
مكان الولادةمظفر بور - الهند
مكان الوفاةمظفر بور - الهند
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • ديوبند - الهند
  • كانبور - الهند
  • مظفر بور - الهند

نبذة

مولانا أشرف علي التهانوي الشيخ العالم الفقيه أشرف علي بن عبد الحق الحنفي التهانوي الواعظ المعروف بالفضل والأثر. ولد بتهانه قرية من أعمال مظفر نكر لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ثمانين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على مولانا فتح محمد التهانوي والمولوي منفعت علي الديوبندي

الترجمة

مولانا أشرف علي التهانوي
الشيخ العالم الفقيه أشرف علي بن عبد الحق الحنفي التهانوي الواعظ المعروف بالفضل والأثر.
ولد بتهانه قرية من أعمال مظفر نكر لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ثمانين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على مولانا فتح محمد التهانوي والمولوي منفعت علي الديوبندي، وقرأ أكثر كتب المنطق والحكمة وبعض الفقه والأصول على مولانا محمود حسن الديوبندي المحدث، وأكثر كتب الفقه والأصول وبعض الحديث على مولانا محمود، والفنون الرياضية والمواريث على شيخنا السيد أحمد الدهلوي، والحديث والتفسير على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، كلها في المدرسة العالية بديوبند.
ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ الكبير إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة، وصحبه زماناً ثم رجع إلى الهند ودرس مدة طويلة في مدرسة جامع العلوم بكانبور مع اشتغاله بالأذكار والأشغال، حتى غلبت عليه الحالة فترك التدريس وسافر إلى أقطار الهند وراح إلى الحجاز مرة ثانية وصحب شيخه مدة، ثم عاد إلى الهند وأقام بموطنه في آخر صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، فلم يغادره إلا نادراً للتداوي أو لاضطرار، وصار مرجعاً في التربية والإرشاد وإصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق، تشد إليه الرحال ويقصده الراغبون في ذلك من أقاصي البلاد وأدانيها، وانتهت إليه الرياسة في تربية المريدين وإرشاد الطالبين، والإطلاع على غوائل النفوس ومداخل الشيطان، ومعالجة الأدواء الباطنة والأسقام النفسية، وهو ملتزم لمكانه، يقصد ولا يقصد، ويؤتى ولا يأتي، وللإقامة في زاويته والاستفادة من مجالسه قيود والتزامات، يحتملها الطالبون، لا يلتزم ضيافة القاصدين شأن الزوايا، بل يقومون بذلك بأنفسهم، ويخص بعض الفضلاء وخاصة الزائرين بالضيافة، ومع ذلك يؤمه الطالبون من أنحاء بعيدة، ويتحملون نفقاتهم.
وكان أوقاته مضبوطة منظمة، لا يخل بها ولا يستثنى فيها إلا في حالات اضطرارية، وكان إذا انصرف من صلاة الصبح اشتغل بذات نفسه، عاكفاً على الكتابة والتأليف منفرداً عن الناس، لا يطمع فيه طامع إلى أن يتغدى ويقيل ويصلي الظهر، فإذا صلى الظهر جلس للناس يكتب الردود على الرسائل، ويقرأ بعضها للناس ويتحدث إليهم، ويؤنسهم بنكته ولطائفه، وكان حديثه نزهة للأذهان، وفاكهة للجلساء، بحيث لا يملون ولا يضيقون، ويكتب بعض الحجب والتعويذات، فإذا صلى العصر انفرد عن الناس واشتغل بشؤون بيته إلى أن يصلي العشاء، فلا يطمع فيه طامع. وقد كان من كبار العلماء الربانيين الذين نفع الله بمواعظهم ومؤلفاتهم، وقد بلغ عدد مجالس وعظه التي دونت في الرسائل وجمعت في المجاميع إلى أربعمائة مجلس، وقد كان نفع كتبه ومجالس وعظه عظيماً في إصلاح العقيدة والعمل، واستفاد منها ألوف من المسلمين، ورفض عدد لا يحصيه إلا الله العادات والتقاليد الجاهلية والرسوم والبدع التي دخلت في حياة المسلمين وفي بيوتهم وأفراحهم وأحزانهم بسبب الاختلاط الطويل بالكفار وأهل البدع والأهواء، وقد كان له فضل كبير في تيسير الطريقة وتقريبها، وتنقيح الغايات من الوسائل، واللباب من القشور والزوائد.
كانت له اليد الطولى في المعارف الإلهية، ومهارة جيدة في التصنيف والتذكير، ورزق من حسن القبول ما لم يرزق غيره من العلماء والمشايخ في العصر الحاضر، قرأت عليه شطراً من أصول الشاشي وجزءاً، من شرح الكافية للجامي، وبعضاً من شرح الشمسية للرازي.
وله مصنفات كثيرة ممتعة ما بين صغير وكبير وجزء لطيف ومجلدات ضخمة، أحصاها بعض أصحابه فبلغت إلى نحو ثمانمائة، منها نحو اثنى عشر كتاباً بالعربية، منها أنوار الوجود في أطوار الشهود، والتجلي العظيم في أحسن تقويم، وسبق الغايات في نسق الآيات، وغيرها، ومن مصنفاته في غير العربية الإكسير في ترجمة التنوير، والتأديب لمن ليس له في العلم والأدب نصيب، وتحذير الإخوان عن تزوير الشيطان، والقول البديع في اشتراط المصر للتجميع، والقول الفاصل بين الحق والباطل، وتنشيط الطبع في إجراء القراءات السبع، وبيان القرآن في الترجمة والتفسير في ثلاثين جزءاً، والتكشف عن مهمات التصوف، وتربية السالك وتنجية الهالك، وحياة المسلمين وتعليم الدين، والبوادر والنوادر، وإصلاح الرسوم، ومجاميع كثيرة لمجالسه وكلامه ولمواعظه، وقد كان لكتابه بهشتي زيور الذي ألفه أصلا لتعليم البنات وضمنه المسائل الفقهية التي تشتد إليها الحاجة رواج وذيوع قلما بلغهما كتاب آخر من الكتب الدينية في هذا العصر، وطبع مراراً كثيرة يصعب إحصاؤها.
وكان مشكلاً منور الشبيه، أبيض مشرب الحمرة ربعة من الرجال، حسن الثياب في غير إسراف وتجمل، حلو المنطق، لطيف العشرة، فيه دعابة مع مهابة ووقار وسكينة ورزانة، كثير المحفوظ، حسن الاستشهاد بالأبيات، كثير الإنشاد لأشعار المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي في المواعظ والمجالس في محالها، شديد العناية كثير الحسبة على أداء الحقوق إلى أصحابها وإصلاح المعاملات مع الناس، لا يحتمل في ذلك تساهلاً وتغافلاً.
توفي إلى رحمة الله تعالى لست عشرة خلون من رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف وقد بلغ من العمر اثنتين وثمانين سنة، ودفن في تهانه بهون.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)