أحمد رضا بن نقي علي بن رضا علي البريلوي
عبد المصطفى
تاريخ الولادة | 1272 هـ |
تاريخ الوفاة | 1340 هـ |
العمر | 68 سنة |
مكان الولادة | بريلي - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
المفتي أحمد رضا خان البريلوي
الشيخ العالم الفقيه أحمد رضا بن نقي علي بن رضا علي الأفغاني الحنفي البريلوي المشهور بعبد المصطفى.
ولد يوم الإثنين عاشر شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة بريلي، واشتغل بالعلم على والده ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه في كثير من الفنون لا سيما الفقه والأصول، وفرغ من تحصيله سنة ست وثمانين، وله أربع عشرة من عمره، وسافر للحج مع والده سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، ثم حج سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
وأسند الحديث - في الحجة الأولى - عن السيد أحمد زيني دحلان الشافعي المكي والشيخ عبد الرحمن سراج مفتي الأحناف بمكة والشيخ حسين ابن صالح جمل الليل، وذاكر علماء الحجاز في بعض المسائل الفقهية والكلامية، وألف بعض الرسائل أثناء إقامته بالحرمين، وأجاب عن بعض المسائل التي عرضت على علماء الحرمين، وأعجبوا بغزارة علمه وسعة اطلاعه على المتون الفقهية والمسائل الخلافية وسرعة تحريره وذكائه.
ورجع إلى الهند وأكب على التأليف وتحرير المسائل والرد على مخالفيه والإفتاء، وكان قد أخذ الطريقة عن السيد آل رسول الحسيني المارهروي ونال الإجازة منه.
كان متشدداً في المسائل الفقهية والكلامية، متوسعاً مسارعاً في التكفير، قد حمل لواء التكفير والتفريق في الديار الهندية في العصر الأخير وتولى كبره وأصبح زعيم هذه الطائفة تنتصر له وتنتسب إليه وتحتج بأقواله، وكان لا يتسامح ولا يسمح بتأويل في كفر ومن لا يوافقه على عقيدته وتحقيقه أو من يرى فيه انحرافاً عن مسلكه ومسلك آبائه، شديد المعارضة، دائم التعقب لكل حركة إصلاحية، انعقدت حفلة مدرسة فيض عام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف في كانفور، وحضرها أكثر العلماء النابهين، وهي الحفلة التي تأسست فيها ندوة العلماء، ومن أكبر أغراضها توحيد كلمة المسلمين وإصلاح ذات البين بين علماء الطوائف وإصلاح التعليم الديني، وحضرها المفتي أحمد رضا المترجم، وخرج منها وقد قرر محاربة هذه الجمعية، فأصدر صحيفة أسماها التحفة الحنفية لمعارضة ندوة العلماء، وألف نحو مائة رسالة وكتاب في الرد عليها، وأخذ فتاوي العلماء في أنحاء الهند، وتوقيعاتهم في تكفير علماء الندوة، وجمعها في كتاب سماه إلجام ألسنة لأهل الفتنة وأخذ على ذلك توثيق علماء الحرمين، ونشره في مجموعة، سماها فتاوي الحرمين برجف ندوة المين في سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف.
ثم انصرف إلى تكفير علماء ديو بند، كالإمام محمد قاسم النانوتوي والعلامة رشيد أحمد الكنكوهي والشيخ خليل أحمد السهارنفوري ومولانا أشرف علي التهانوي ومن والاهم، ونسب إليهم عقائد، هم منها برآؤ، ونص على كفرهم وأخذ على ذلك توثيقات علماء الحرمين الذين لا يعرفون الحقيقة، ونشرها في مجموعة سماها حسام الحرمين على منحر أهل الكفر والمين قال فيها من شك في كفرهم وعذابهم فقد كفر واشتغل بهذا الرد والنقض والمحاربة والمعارضة لا تأخذه في ذلك هوادة ولا يعتريه وهن، حتى أصبح التكفير شغل الناس الشاغل، وكانت مضاربات ومحاكمات وفتن ومشاغبات. وكان يعتقد بأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعلم الغيب علماً كلياً، فكان يعلم منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة بل إلى الدخول في الجنة والنار جميع الكليات والجزئيات، لا تشذ عن علمه شاذة، ولا تخرج من إحاطته ذرة، وكان يعبر عنه بقوله علم ما كان وما يكون وقد صنف في هذا الموضوع عدة رسائل منها رسالة سماها إنباء المصطفى ورسالة أخرى باسم خالص الاعتقاد وله رسالة في هذا المعنى بالعربية سماها الدولة المكية وعلق عليها حاشية زادت عليها أضعافاً مضاعفة وسماها الفيوض الملكية، وكان ينتصر للرسوم والبدع الشائعة وقد ألف فيها رسائل مستقلة، وألف رسائل في الاستمداد والاستعانة بأولياء الله وأهل القبور، وكان مع ذلك يرى حرمة سجدة التحية وألف فيها رسالة سماها الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية وهي رسالة جامعة تدل على غزارة علمه وقوة استدلاله، وكذلك كان ينتصر للأعياد التي تقوم على القبور ويسميها أهل الهند الأعراس ومع ذلك يحرم الغناء بالمزامير، ويحرم صنع الضرائح منسوبة إلى الحسين - عليه وعلى آبائه السلام -، التي يصنعها أهل الهند بالقرطاس ويسمونها تعزية.
كان عالماً متبحراً، كثير المطالعة واسع الاطلاع، له قلم سيال وفكر حافل في التأليف، تبلغ مؤلفاته ورسائله على رواية بعض مترجميه إلى خمسمائة مؤلف، أكبرها الفتاوي الرضوية في مجلدات كثيرة ضخمة، كان قوي الجدل، شديد المعارضة، شديد الإعجاب بنفسه وعلمه، قليل الاعتراف بمعاصريه ومخالفيه، شديد العناد والتمسك برأيه، يندر نظيره في عصره في الاطلاع على الفقه الحنفي وجزئياته، يشهد بذلك مجموع فتاواه وكتابه كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم الذي ألفه في مكة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان راسخاً طويل الباع في العلوم الرياضية والهيئة والنجوم والتوقيت، ملماً بالرمل والجفر، مشاركاً في أكثر العلوم، قليل البضاعة في الحديث والتفسير،
يغلو كثير من الناس في شأنه فيعتقدون أنه كان مجدداً للمائة الرابعة عشر.
مات لخمس بقين من صفر سنة أربعين وثلاثمائة وألف.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)