فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الخير آبادي

تاريخ الولادة1212 هـ
تاريخ الوفاة1278 هـ
العمر66 سنة
مكان الولادةخير آباد - إيران
أماكن الإقامة
  • خير آباد - إيران
  • الهند - الهند
  • دهلي - الهند

نبذة

مولانا فضل حق الخير آبادي الشيخ الإمام العالم الكبير فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الحنفي الماتريدي الخير آبادي أحد الأساتذة المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية

الترجمة

مولانا فضل حق الخير آبادي
الشيخ الإمام العالم الكبير فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الحنفي الماتريدي الخير آبادي أحد الأساتذة المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية، ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، وانتفع بوالده وتفنن في الفضائل عليه، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد القادر ابن ولي الله العمري الدهلوي، وحفظ القرآن في أربعة أشهر، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثلاث عشرة سنة، وفاق أهل زمانه في الخلاف والجدل والميزان والحكمة واللغة وقرض الشعر وغيرها، ونظمه يزيد على أربعة آلاف شعر، وغالب قصائده في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعضها في هجو الكفار، أتته الطلبة للاشتغال عليه من بلاد بعيدة فدرس وأفاد وألف وأجاد، وكان زيه زي الأمراء دون العلماء، يلعب بالشطرنج ولا يحتشم عن استماع المزامير والحضور في مجالس الرقص وغير ذلك من المنكرات، وكان مأموراً بديوان الإنشاء بدهلي، ثم اتهم بالخروج على الحكومة الإنكليزية سنة ثلاث وسبعين فحبس ونفي إلى جزيرة من جزائر السيلان.
قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان إمام وقته في العلوم الحكمية والفلسفية بلا مدافع غير أنه وقع في أهل الحق ونال منهم على تعصب منه، وكان السبب في ذلك قلة الخبرة منه بعلوم السلف وطريقتهم في الدين واتباعهم للأدلة الواردة من سيد المرسلين مع ميل إلى البدع التي يستحسنها المقلدة، ولذا انتقد عليه عصابة من علماء الحق، لهم تواليف في ذلك، قال: وقد رأيت الشيخ فضل حق بدهلي في زمان الطلب وهو كهل في المسجد الجامع وقد أتى هناك لصلاة الجمعة وزيه زي الأمراء دون العلماء، وكان بينه وبين أستاذي العلامة محمد صدر الدين خان الدهلوي صدر الصدور بها مودة أكيدة ومحبة شديدة لأنهما كانا شريكين في الاشتغال على أستاذ واحد وعلى أبيه الفاضل فضل إمام، ومع ذلك يسخط أستاذي عليه في بعض أموره، منها رده على الشيخ الحافظ الواعظ المحدث الأصولي الحاج الغازي الشهيد محمد إسماعيل الدهلوي، ويقول: لا أرضى منك ذلك وليس هذا بعشك، انتهى.
ومن مصنفات الشيخ فضل حق الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي كتاب في الحكمة الإلهية والهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية والروض المجود في حقيقة الوجود وحاشية على تلخيص الشفاء لوالده وحاشية على الأفق المبين للسيد باقر داماد، وحاشية على شرح السلم للقاضي ورسالة في تحقيق العلم والمعلوم، ورسالة في تحقيق الأجسام، ورسالة في تحقيق الكلي الطبعي، ورسالة في التشكيك وفي الماهيات، وتاريخ فتنة الهند ورسائل في الرد على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في إثبات امتناع نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله شعر فائق لولا أنه أكثر فيه من التجنيس الذي ينبو عنه السماع وتأباه الطباع، قد جمعه الشيخ جميل أحمد البلكرامي والمفتي سلطان حسن البريلوي، وإني أمرت ولدي وفلذة كبدي عبد العلي سلمه الله تعالى فجمع جملة صالحة مما كان متفرقاً، ومن شعره قوله:
إن لم تصب نظرة من أعين نعس فمن نفي النوم من عينيك في الغلس
من استنام إليها سهدته وكم ممن أنامته من يقظان محترس
سلبن وسنته فازددن في سنة وغصنه فترا فازداد في الهوس
بلا لا يذرن بمن يرمقن من رمق ولا يدعن بذي نفس سوى نفس
ولا شفاء له إلا الشفاه إذا سقينه عسلاً يشتار من لعس
قد بغض الصيد ما يخفون من صلف وحبب الغيد ما يبدين من شوس
قد حسن الحسن منها كل سيئة حتى الجفاء وسوء الخلق والشرس
وله:
لا تنصبغ بهوى بيض الأماليد فأحمر الموت في أجفانها السود

في غمز ألحاظها فتك الأسود وإن حاكين ريم الفلا بالطرف والجيد
قد خاب من غازل الغزلان يأملها وباد من رام أنس الريم في البيد
ذر المراشف واستعذابهن ففي تلك العذاب عذاب غير مردود
فلا يروقنك لين في معاطفها إن القلوب لمن أقسى الجلاميد
يبكي المشوق بعبرات موردة ما في مباسمها من حسن توريد
وله:
فؤادي هائم والدمع هامي وسهدي دائم والجفن دامي
وقلب ما فتى بجوى ولوع ولوع في اضطراب واضطرام
ودمع بل دم صرف جرى من يناطي ساجماً أي انسجام
وطرف أرمد يؤذيه غمض وليل سرمد ساجي الظلام
طويل لا يقاس به ظلام فساعته كشهر بل كعام
حمامي حاضر والوجد باد وجسمي ذابل والشوق نام مات لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بجزيرة من جزائر السيلان فدفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)

 

 

(1212 - 1278 ه = 1797 - 1861 م) محمّد فضل الحق العمري الخير آبادي، الحنفي المولوي، من سلالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: إمام وقته، بالهند، في علوم الحكمة والفلسفة. ولد في (خيرآباد) وقاوم الحكومة الإنجليزية، وعمل على تقليص ظلها من بلاده، فاعتقلته وأرسلته إلى جزيرة (رنكون) فتوفي بها.
له (الهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية - ط) و (الروض المجود في تحقيق حقيقة الوجود) و (تاريخ فتنة الهند) ورسائل في (تحقيق العلم والمعلوم) و (تحقيق الأجسام) و (التشكيك) و (الماهيات) . وله نظم كثير .

-الاعلام للزركلي-