مصطفى بن منصور الطبيب
تاريخ الوفاة | 1146 هـ |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مصطفى بن منصور الطبيب المتوفى بعد سنة ١١٤٥
مصطفى بن منصور الطبيب الحاذق المصيب.
كان ذكيا جدا ، قرأ على العالم الفاضل الشيخ قاسم البكره جي وعلى العالم الكامل علي الميقاتي ، وقرأ على والده فريد عصره علم الطب وألف فيه رسالة في علم النبض.
خرج من الشهباء سنة خمس وأربعين ومائة وألف وهو من أبناء الثلاثين ، ودخل دار الخلافة إسلامبول ، فسمع به أطباؤها ، فدعوه يوما إلى بعض الباليّات ، والباليّ هناك عبارة عن البستان ، فلما قدم عليهم استرحبوا به وأجلّوه ، وكان قدم إليهم من مكان بعيد ، وكان يوما شديد الحر ، فلما جلس عرضوا عليه بعض الأشربة موضوعا فيه ثلج ، فأبى شربه ، فقالوا : لم لم تشرب؟ فقال : هذا شيء مضر ، فأنكروا عليه ، والحال أنهم ما عرضوا ذلك عليه إلا للاختبار ، فاندفع يذكر لهم ما يتولد من شرب البارد على التعب ما لو جمع لبلغ كراسة أو كراستين ، فانبهرت عقولهم لاستحضاره وذكائه فأجلوه قرى وله رحلة ذكر فيها من لقي في طريقه من الأفاضل والأدباء.
ولم يلبث إلا قليلا في إسلامبول حتى انتقل إلى رحمة الله مطعونا فرحمهالله تعالى.
فمن شعره الذي له في رحلته قوله في عتب الزمان :
هو الدهر ما شمنا لأكداره صفوا
ولا برحت فيه بنوه على شكوى
ومنها :
ولا ذنب فيه للبليغ أخي الذكا
سوى أنه لم يعطه عرضه رشوى
وما هو إلا الصاب في كل حالة
ولكن سليم الذوق يحسبه حلوى
فتبا لأيام لهت بذوي الحجا
على أنهم لم يعرفوا ضمنها لهوا
ومنها :
وما أسفي إلا تساوي كرامها
بأنذالها عند الرواية إذ تروى
ومنها :
وقد سودت شوم القرود كأنما
قد انقطع النسل الذي كان من حوا
ويأمرنا بالصبر فيهم أخو الذكا
سمعنا ولكن بين ذا القوم من يقوى
فلا تعجبي يا ميّ إنا لفي عنا
وإن كان كلّ جانب الرتبة القصوى
ولا تمتري فالموت للحر راحة
إذا أصبحت فيه الحياة بلا جدوى
إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - المؤلف: محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي